الفلفل الحار .. الأضرار والفوائد الصحية

الفلفل الحار نبات ينعش أعيننا بجمال ألوانه ومذاقه الرائع، ينتشر في جميع ثقافات ومطابخ العالم، وله منافع كثيرة محتملة وشائعة عند الكثيرين، وخصوصًا لما يتمتع به الفلفل الحار من مستويات مختلفة في الحرارة وتنوع في النكهات والأشكال، واختلاف في الألوان والأحجام والتي تجعلنا نشبع أعيننا قبل تناوله وتذوقه.
وإليك عزيزي القارئ أهم هذه المعلومات عن الفلفل الحار من حيث موطنه الأصلي وكيفية انتشاره وانواعه المختلفه ومنافعه وأضراره.
موطن الفلفل الحار ومراحل انتشاره
الفلفل الحار كما عرفنا سابقًا منتشر في جميع دول العالم، و يتميز بأحجامه وألوانه المختلفة، وذلك يجعلنا دائمًا نتسائل حول ما هو موطنه الأصلي؟ وكيف وصل إلى بقية دول العالم؟
فعند النظر للعديد من ثقافات ومطابخ العالم، نجد أن الكثير منهم يتميز باستخدام الكثير من أنواع الفلفل الحار، فى أشهى الوصفات والصلصات الحارة والسلطات والمقبلات.
وقد أجابت على هذا السؤال عالمة النباتات والمؤرخة هيدز أرندت اندرسون حيث قالت إن السبب في انتشار بذور الفلفل الحار بأنواعه هي الطيور، حيث أن الطيور لا تملك في أفواهها مستقبلات المادة الحارقة وهي الكابسيسين (8-methyl-N-vanillyl-6-nonenamide) وهو مركب فينولي، كما أن الطيور لا يمكنها تذوق البهار الحارق مثل الإنسان وبهذا فقد كانت الطيور سببًا أساسيًا في الانتشار.
أما عن نشأة وموطن الفلفل الحار فهو المكسيك، والبعض يرى أنه أمريكا الوسطى أو الجنوبية، وقد وصل لباقي العالم عن طريق كولومبوس، الذي قام بزيارتين إلى العالم الجديد، وعرف من خلالهما أن هناك مختلف الأشياء الرائعة التي يجب أن يجلبها الى أوروبا، فأحضر معه الفلفل الحار بجانب بعض الأشياء الأخرى.
وبعد ذلك جاء دور الأوروبيين الذين عملوا على نشر الفلفل الحار من إسبانيا إلى إيطاليا، وبالتتابع جاء دور البرتغاليين الذين ساعدوا فى انتشاره في البرازيل، وبعد عدة أعوام انتشر في الهند ثم آسيا وأفريقيا.
صور واستخدامات الفلفل الحار
تختلف صور وطرق استخدام الفلفل الحار حسب اختلاف مستوى ودرجة حرارته، حيث ان هناك مقياس لدرجة حرارة الفلفل الحار ويطلق عليه مقياس سكوفيل.
يعمل مقياس سكوفيل على معرفة وحساب درجة حرارة الفلفل، حيث أن درجة 0 تكون أقل درجة حرارة مثل الفلفل الحلو وهو ليس حارًا ودرجة مقياسه صفر، أيضًا يوجد نوع فلفل معتدل الحرارة مثل بولانوس الذي يستخدم في:
- Lazy cheese.
- serrano.
- jalapeno.
هناك أيضًا الفلفل الحار جدًا، مثل التاباسكو والهاي بنر والفلفل الاسكتلندي ويستخدم في الصلصة الحارة.
كما يوجد طرق عديدة لاستخدام الفلفل الحار، حيث يمكن تحميصه أو تناوله نيئًا أو استخدامه في المخللات أو تحميره، وطرق أخرى كثيرة على حسب الوصفات التي سوف يستخدم فيها.
أنواع الفلفل الحار
يوجد أصناف وألوان كثيرة متنوعة من الفلفل الحار حيث يتمتع كل منهم بلون ومذاق خاص، وأيضًا استخدامات خاصة، وسوف نتناول عزيزي القارئ بعضًا منها وهي:
بوبلانو بيبر
تبلغ نسبة حرارته من 1500:1000 سكوفيل، ويرجع اسمه لنشأته في بويبلا في المكسيك، يتميز بحجمه الكبير ولونه الأخضر الداكن والاعتدال في مذاقه الحار، ويستحب تحميصه بسبب قشرته الخارجية القاسية، حيث تتم إزالة قشرته الخارجية قبل التناول، وعند تجفيف قشرته يطلق عليها إسم انشو تشيلي.
أنهايم بيبر
تبلغ نسبة حرارته من 8000:2000 سكوفيل يتميز بطوله ونحوله، وله جلد سميك ويتم تناوله باللون الأخضر، لكن لونه الأخضر هذا لا يعنى تمام النضج، حيث يتحول إلى اللون الأحمر عند تمام النضج.
جالابينو
تبلغ نسبة حرارته من 10000:2500 سكوفيل، يتميز بقشرة لامعة خضراء كما أنه شائع ومعروف عند الجميع، يتميز بحرارته الشديدة وتأتي هذه الحرارة بسبب بذوره وأغشيته، ولكي تستطيع التخفيف من حدة هذه الحرارة، قم بازالة البذور والأغشية.
فريسنو تشيلي بيبر
تبلغ نسبة حرارته من 2500 الى 10000 سكوفيل يعتبر اكثر حرارة بالمقارنة مع الهالبينو، وقد أطلق عليه اسم فريزنو نسبًة إلى مقاطعة فريسنو في كاليفورنيا حيث تم العمل على تطويره، ويتميز بمذاقه الحار المعتدل ويستخدم كتوابل أثناء نموه، وعند النضج يتحول الى اللون الاحمر.
سيرانو
تبلغ نسبة حرارته من 10000:25000 سكوفيل، عزيزي القارئ اذا كنت من عشاق المذاق الحار الحارق جدًا، إليك الفلفل الحار الناري سيرانو، حيث يتميز بأنه أكثر حرارة بمقدار خمس مرات من فلفل الهالبينو، ولذلك لا مانع من إضافة توابل أخرى له.
ملحوظة: لم تنتهي أنواع الفلفل الحار المميزة، فيوجد أنواع أخرى تتمتع بخصائصها المميزة مثل (حريف، تباسكو، عين الطائر تشيلي سكوتش بونيه، الهابانيرو، الشبح، كارولينا ريبر بيبر).
فوائد استخدام الفلفل الحار
هل تعلم عزيزي القارئ أن المادة الرئيسية والتي تكسب الفلفل الحار طعمه المميز تسمى الكابسيسين (8-methyl-N-vanillyl-6-nonenamide)، وهي مادة كيميائية نباتية تثير مستشعرات الطعم الحار على براعم التذوق، وتعمل على استشعار الحرارة وترسل الشعور إلى المخ، ومثل أي مادة طبيعية يكون لها فوائد واضرار ومن أهم فوائدها:
- منع نمو خلايا سرطان الثدي والدم ومجابهة سرطان البروستاتا والمثانة، حيث تشير الأبحاث في المعهد الوطني للسرطان الى أن مادة الكابسيسين تؤدي الى موت الخلايا السرطانية. ولكن تم إجراء دراسات على بعض الأشخاص، فتبين حدوث اختلاف وتباين فى تأثير الفلفل الحار على الأشخاص ويمكن أن يؤدى إلى سرطان المعدة والمرارة والحلق وسرطان الفم.
- تساعد في علاج الاعتلال العصبي السكري مثل علاج zostrix HP وأيضًا يوجد منها علاج كلاصقات.
- لها دور مساعد في عملية التمثيل الغذائي وإنقاص الوزن الزائد عن طريق الحد من الشعور بالجوع وتناول سعرات حرارية قليلة.
- تستخدم أيضًا مادة الكابسيسين كدواء موضوعي لتخفيف الألم وشفاء التهاب المفاصل، بسبب احتوائها على عنصر P الذى يرسل إشارات للمخ لتهدئة الألم.
- تحسين وتعزيز صحة القلب والحد من مرض السكري، حيث دعمت جمعية القلب والأوعية الدموية مادة الكابسيسين الموجودة في الفلفل الحار، حيث تعمل على خفض ضغط الدم وتقليل نسبة الكوليسترول وتوسيع الشرايين.
- تساعد الكلى في عدم تراكم الصوديوم، حيث تعمل على طرد الكلى للمزيد من الصوديوم من الجسم.
- يحتوي الفلفل الحار على مادة البيتا كاروتين، التي تساعد الجهاز المناعي في محاربة الانفلونزا ونزلات البرد والفيروسات، مثل فيروسات النورو فيروس، وتعمل على تحسين رائحة الفم وحساسية الانف.
- يحد من آلام الصداع النصفي، يستخدم في علاج الصدفية في صورة كريم.
- تقليل مسببات الالتهابات الفطرية، حيث تعمل على مجابهة ١٦ نوع من السلالة الفطرية.
- مفيدة للجهاز الهضمي حيث تعمل على شفاء اضطرابات المعدة والكحه، وتقليل الغازات والإسهال، ولها دور إيجابي للتشنجات والحد من الحموضة.
أضرار الفلفل الحار
بطبيعة الحال يوجد دائمًا فوائد وأضرار لأي عشبه أو نبته طبيعية، وبما أننا تحدثنا سابقا عن فوائد الفلفل الحار، فإننا سوف نستعرض أيضًا أضراره.
إذا كنت من الأشخاص الذين لديهم حساسية من مادة الكابسيسين، وكان رد فعلك تجاه الفلفل الحار أو الأطعمة المحتوية على التوابل الحاره يكون حادًا، فإن ذلك دليل على أن جهازك المناعي يعتبر أن مادة الكابسيسين هي مادة سامة وينبغي مهاجمتها والتخلص منها، وبذلك يحدث بعض الأعراض منها:
- تهيج الجلد والتهاب في الرئتين والجيوب الأنفية عند الاستنشاق وحساسية في العين وسيلان في الأنف.
- حرقان بالصدر نتيجة لارتفاع الحموضة المعوية في المريء، مما يصاحبه إسهال وقيء عنيف وألم في الصدر.
- زيادة في اضطرابات النزيف للأشخاص الذين لديهم مشكلة في ذلك.
- ارتفاع ضغط الدم وزيادة في ضربات القلب، كما يمكن أن تلحق الضرر بخلايا الحيوانات المنوية والتهاب البروستاتا.
عزيزي القارئ بعد أن طفنا معا في رحلة جميلة في نبات متميز يوجد في جميع مطابخ العالم ويوجد من آلاف السنين ولا يمكن الاستغناء عنه في أطباقنا ووصفاتنا وهو الفلفل الحار، وبعد أن تعرفنا على تاريخه وأصنافه وفوائده الكثيرة وأضراره التي ينبغي الحذر منها إذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من حساسية التوابل الحارة، نكون قد وصلنا إلى نهاية رحلتنا مع هذا النبات المتميز ونرجو أن نكون قدمنا ما يكفي من معلومات مفيدة.