الفشل الكلوي | الأسباب والأعراض والوقاية
الفشل الكلوي هو عدم قدرة الكلى على القيام بوظائفها، وبالتالي عدم قدرة الجسم على التخلص من فضلاته الضارة عبر البول، فيختل التركيب الكيميائي للدم ويصاب الجسم بالتسمم.
قد ينتج الفشل الكلوي عن الإصابة بأمراض مزمنة غير مسيطر عليها، أو استعمال خاطئ لبعض الأدوية، أو الإصابة بأمراض المسالك البولية، بل قد ينتج عن استهلاك بعض الأغذية غير الصحية أيضا.
وبما إن أسباب فشل الكلى كثيرة ونتعرض لها جميعا بلا استثناء، فلابد من التعرف على أعراض الفشل الكلوي لنبادر بمراجعة الطبيب حال ظهورها، فالفشل الكلوي حالة مهددة للحياة إذا لم يتم التعامل معها طبيا بالشكل المناسب.
ما هو الفشل الكلوي؟
الفشل الكلوي هو توقف الكليتين عن العمل، وعمل الكلى بالأساس هو تخليص الجسم من فضلات التمثيل الغذائي والأملاح المعدنية الزائدة عن حاجته، والسموم والكيماويات الضارة.
وفشل الكلى في التخلص من هذه المواد يعني بقاءها بمجرى الدم وعدم استطاعة الجسم طردها خارجه، وبالتالي يصبح تركيب الدم مختلًا ويصبح الدم سامًا لجميع أعضاء الجسم، وتصبح حياة المريض على المحك.
أنواع الفشل الكلوي
الفشل الكلوي ليس نوعًا واحدًا كما يعتقد بعض الناس، وليس بالضرورة أن يبقى مع المريض مدى الحياة، فواقع الأمر إن الفشل الكلوي حسب قابليته للعلاج ينقسم إلى نوعين:
الفشل الكلوي الحاد
الفشل الكلوي الحاد هو حالة طارئة يصاب بها المريض نتيجة أسباب مختلفة، فتتوقف الكلى عن العمل وتظهر أعراض الفشل الكلوي.
ولكن أسباب الفشل الكلوي الحاد يمكن علاجها، ونسيج الكلى في حالات الفشل الكلوي الحاد لم يتلف تمامًا ولكن حدث ما يعطل عمله ليس أكثر.
وبالتالي فيمكن عكس حالة الفشل الكلوي وإعادة الكليتان إلى العمل مرة أخرى إذا تم التعامل مع أسباب الفشل.
بينما يمكن أن يتحول الفشل الكلوي الحاد هذا إلى حالة غير قابلة للعلاج إذا استمرت أسبابه وأهمل علاجه، فيتحول إلى الحالة تالية الذكر.
الفشل الكلوي المزمن
الفشل الكلوي المزمن على عكس النوع سابق الذكر، فنسيج الكلى فيه يصبح تالفًا تماما بشكل لا يمكن إصلاحه، وبالتالي يبقى فشل الكلى حالة ملازمة للمريض مدى حياته.
ولا علاج للفشل الكلوي المزمن إلا باعتماد المريض على الغسيل الدموي أو الغسيل البريتوني مدى الحياة، أو زرع كلية سليمة يتم الحصول عليها من متبرع لتقوم بعمل الكلى التالفة.
أسباب الفشل الكلوي
ربما يعتقد البعض أن أسباب الفشل الكلوي غير شائعة الحدوث، وبالتالي يستبعدون احتمالية إصابتهم به.
بينما واقع الأمر أن أسباب الفشل الكلوي متوافرة جدا لدى الجميع، وهذا ما ستعرفه حالا.
تصبح الكلى مهددة بالفشل في الحالات الآتية:
- ضعف الإمداد الدموي للكلى.
- الإصابة بأمراض تؤثر على عمل الكلى.
- حدوث إعاقة لتدفق البول خارج الجسم(إنسداد مجرى البول).
- حدوث ضرر مباشر للكليتين.
إعاقة تدفق الدم إلى الكلى
الكلى كسائر أعضاء الجسم، تحتاج إلى الدم لتحيا وتستطيع القيام بوظائفها، وفي حالة قلة أو توقف المدد الدموي لها، فإن أنسجتها تتأثر بذلك، وربما تتلف تماما.
ومن أسباب إعاقة تدفق الدم إلى الكلى:
- فقدان الدم وسوائل الجسم، من خلال النزيف أو الإصابة بالحروق الشديدة والجفاف.
- بعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.
- تصلب الأوعية الدموية المغذية للكلى بفعل ارتفاع كوليسترول الدم.
- الجلطات الدموية.
- أمراض القلب.
- بعض مسكنات الألم كالأسبرين والنابروكسين والإيبوبروفين.
- الإصابة ببعض أنواع العدوى.
- الإصابة بالفشل الكبدي.
أمراض تؤثر على الكلى
هناك الكثير من الأمراض الحادة والمزمنة تؤثر سلبا على عمل الكلى، مثل:
- بعض حالات العدوى كعدوى كوفيد19(فيروس كورونا).
- ارتفاع ضغط الدم.
- داء السكري.
- الذنبة الحمراء.
- التهاب كبيبات الكلى.
- أمراض تصلب الجلد(حالة نادرة تؤثر على الجلد والأنسجة الضامة بصفة عامة).
- حالات فرط الحساسية.
- بعض أمراض الدم التي تسبب انحلال خلايا الدم.
- متلازمة انحلال الورم، وهي متلازمة تصيب مرضى السرطان حين تتحلل خلايا الورم فتطلق السموم في الدم.
- الإدمان على الكحول والكواكيين.
- تناول الأدوية والأعشاب والمكملات الغذائية خارج الإشراف الطبي.
- التعرض لبعض السموم كالمعادن الثقيلة وبعض الأدوية السامة للخلايا(العلاج الكيماوي للسرطان) والأصباغ المستعملة في التصوير الشعاعي.
إعاقة سريان البول (إنسداد مجرى البول)
تتسبب بعض الأمراض في انسداد مجرى البول ومنع البول من التدفق إلى خارج الجسم، مما يؤثر سلبا على عمل الكلى، ومن هذه الحالات:
- تضخم البروستاتا.
- حصوات الكلى والحالب والمثانة.
- سرطان البروستاتا.
- سرطان المثانة.
- وجود جلطات دموية في أي جزء من مجرى البول.
- سرطان القولون.
- سرطان الرحم.
- شلل الأعصاب المتحكمة في المثانة.
الضرر المباشر للكليتين
وهو ما يحدث عند إصابة الكلى مباشرة، من خلال حريق أو حادث أو طلق ناري مثلا، بحيث تحدث الإصابة تهتكا في نسيج الكلى، وإذا أصاب التهتك الكليتين معًا أدى ذلك إلى الفشل الكلوي.
أعراض الفشل الكلوي
يعتقد البعض أن أعراض الفشل الكلوي لابد أن تظهر كلها فجأة وبشدة، غير أن ذلك ليس ضروريًا، ففي كثير من الحالات تبدأ الأعراض خفيفة وتتصاعد تدريجيًا كلما تدهورت وظائف الكلى، وربما تستغرق الأعراض سنوات حتى تصل شدتها إلى الحد الذي يلفت نظر المريض، ومن أعراض الفشل الكلوي ما يلي:
- فقدان الشهية.
- الشعور بالتعب والإرهاق.
- التشوش الذهني وقلة التركيز.
- الغثيان.
- اضطرابات النوم.
- تورم أجزاء من الجسم كالكاحلين والساقين والقدمين.
- زيادة انتاج البول.
- قلة انتاج البول.
- اضطراب ضربات القلب.
- ضيق التنفس.
- تشنجات.
- غيبوبة في الحالات الشديدة.
وفي كثير من الحالات لا تكون للفشل الكلوي أعراضًا واضحة، ولا يمكن التعرف عليه إلا من خلال التحاليل المخبرية، وقد يتم التعرف عليه بالصدفة عندما يجري المريض التحاليل لأي سبب آخر، أو حتى لمجرد الفحص الروتيني بلا أعراض مرضية.
كيف أحمي نفسي من أعراض الفشل الكلوي؟
الحماية من أعراض الفشل الكلوي تستلزم تجنب مسببات الفشل الكلوي نفسه، وذلك باتباع بعض الإجراءات الوقاية مثل:
- اتباع نظام غذائي صحي.
- الحفاظ على الوزن الصحي.
- ممارسة الرياضة البدنية بانتظام.
- تجنب العادات السيئة كالتدخين وتعاطي والمخدرات وشرب الكحول.
- عدم تناول الأدوية والأعشاب والمكملات الغذائية خارج الإشراف الطبي.
- السيطرة على الأمراض المزمنة حال وجودها.
- تجنب أسباب العدوى.
- عدم إهمال أي أعراض مرضية، ومراجعة الطبيب في حال حدوث أي شىء غير طبيعي.
- إجراء الفحوص المعملية الروتينية بشكل سنوي للتأكد من عدم وجود أي مشكلات صحية لم تظهر أعراضها بعد.
ماذا أفعل إذا شككتت في أعراض الفشل الكلوي؟
أعراض الفشل الكلوي ليست قاصرة عليه، فآلاف الأمراض قد تشترك في نفس الأعراض، وظهور أعراض الفشل الكلوي لا تعني حتمية إصابتك به، بينما يمكن أن تكون مصابا به بلا أعراض بالمرة.
وبالتالي إذا شككت بأعراض الفشل الكلوي عليك باتخاذ التصرف الطبيعي والسليم، وهو مراجعة الطبيب للوقوف على حقيقة تلك الأعراض وسببها، وبالتالي علاجها.
أسئلة شائعة عن أعراض الفشل الكلوي
الفشل الكلوي مرض يعرفه الجميع تقريبا، فيصعب أن نجد من لم يسمع به من قبل، وهذا يجعل كثيرا من الأسئلة تدور في أذهان الجميع عنه، سنعرض بعضها ونقدم الإجابة عنه فيما يلي:
الفشل الكلوي بحد ذاته ليس حالة وراثية، ولكن أسبابه قد تكون وراثية، كأمراض المناعة الذاتية وأمراض الدم وبعض أنواع السرطان وداء السكري وغيرها.
وجود الأمراض التي تعد من عوامل الخطر التي ترفع فرص الإصابة بالفشل الكلوي لا يعني حتمية الإصابة، ففي كثير من الأحيان عندما تتم السيطرة على تلك الأمراض بالعلاجات المناسبة لا يحدث الفشل الكلوي رغم وجود مسبباته.
الفشل الكلوي من أشهر وأشيع مضاعفات المرضين، ولكن باتباع إرشادات الطبيب في السيطرة عليهما يمكن تجنبه.
كثير من حالات الفشل الكلوي الحاد، تظهر أعراضها بسرعة وبشدة، وكثير أيضا من حالات الفشل الكلوي المزمن تكون أعراضها خفيفة وغير ملحوظة وتتصاعد ببطء.
إلا أن رصد الحالة قبل اشتداد الأعراض يساهم بالطبع في الحد من خطرها، ويرفع من فرصة استجابتها للعلاج وعدم تحولها إلى حالة مزمنة.
عزيزي القارىء، أعراض الفشل الكلوي قد تكون واضحة تماما، وقد لا تظهر بالمرة، وقد ترجع للفشل الكلوي فعلا وقد يرجع ظهورها لأي سبب آخر، وبالتالي فلا سبيل لديك لرصدها أو التحقق منها إلا مراجعة الطبيب.
كما أن تجنب مسببات الفشل الكلوي هو خير سبيل للوقاية منه ومن أعراضه، فالوقاية دائما خير من العلاج.