الغرغرينا Gangrene | أسباب وأعراض وعلاج

هل تعاني من مرض السكري ولاحظت تغير في لون الجلد خاصةً في أصابع اليدين أو القدمين؟ هل شعرت بأي تغيير في الإحساس بمنطقة ما في جسدك؟ إذا كنت شعرت بعرض من الأعراض السابقة فغالبًا أنت تعاني من الغرغرينا. فما هي الغنغرينة وأسبابها وعلاجها؟ هذا ما سنتعرف عليه في السطور القادمة.

ما هي الغرغرينا؟

الغرغرينا (Gangrene) هي موت بعض الخلايا في جسمك نتيجة لنقص تدفق الدم في هذه الخلايا أو الإصابة أو العدوى ببكتيريا خطيرة. تحدث عادةً في الأطراف مثل أصابع القدمين أو اليدين، ولكن يمكن أيضًا أن تحدث في أعضائك أوعضلاتك. هناك أنواع مختلفة من Gangrene، وكلهم يحتاجون إلى رعاية طبية على الفور.

ما هي عوامل خطر الإصابة بالغنغرينة؟

تدفق الدم يمد الخلايا بالأكسجين والمواد الغذائية اللازمة للحياة، كما يمدها أيضًا بالأجسام المضادة التي تهاجم البكتيريا. لذلك عند حدوث أي مشكلة تؤدي إلى نقص أو عدم تدفق الدم إلى الخلايا، تزيد من فرص حدوث Gangrene بما في ذلك:

  • مرض السكري.
  • تضيق الشرايين (تصلب الشرايين).
  • التدخين.
  • الإصابة الجسدية أو وجود جرح مفتوح أو إصابة ببكتيريا خطيرة.
  • قرصة الصقيع.
  • البدانة.
  • ضعف جهاز المناعة.
  • متلازمة رينود.
  • جلطات الدم.

أنواع الغرغرينا

هناك نوعان رئيسيان:

  1. الغنغرينة الجافة: وهي أكثر شيوعًا لدى الأشخاص المصابين بأمراض الأوعية الدموية وداء السكري وأمراض المناعة الذاتية. عادةً ما تصيب اليدين أو القدمين.
    يحدث ذلك في حالة ضعف الدورة الدموية مما يؤدي إلى منع تدفق الدم إلى منطقة معينة وخاصةً في حالة تصلب الشرايين (تراكم المواد الدهنية على جدران الشرايين).
    جفاف الأنسجة يؤدي إلى تغيير لونها، قد تميل إلى اللون البني أو الأزرق أو الأسود. وغالبًا ما يسقط النسيج بعد موته.
    عادةً لا تكون مصابًا بعدوى، ولكن يمكن أن تؤدي إلى الغنغرينة الرطبة إذا أصيبت بالعدوى.
  2. الغنغرينة الرطبة: يشمل هذا النوع دائمًا عدوى. يمكن أن تؤدي الحروق أو الصدمات التي يتم فيها سحق جزء من الجسم أو ضغطه إلى قطع إمداد الدم إلى المنطقة بسرعة، مما يؤدي إلى قتل الأنسجة وزيادة احتمالات الإصابة بالعدوى. يطلق عليه “رطب” لأنه يسبب صديد، ويمكن أن تنتشر العدوى من الغنغرينة الرطبة بسرعة إلى سائر جسمك.

أنواع الغرغرينا الرطبة

هناك أنواع كثيرة من الغرغرينة والتي تشمل ما يلي:

  • الغنغرينة الداخلية: وهي الغنغرينة التي تصيب أعضائك الداخلية، وعادة ما تكون مرتبطة بعضو مصاب مثل الزائدة الدودية أو القولون.
  • الغنغرينة الغازية: الغنغرينة الغازية نادرة ولكنها أشد خطورة. وتحدث ذلك عندما تُصاب بعدوى في أعماق جسمك، مثل العضلات أو الأعضاء الداخلية، عادةً بسبب الصدمة. تطلق البكتيريا التي تسمى كلوستريديا سمومًا خطيرة، جنبًا إلى جنب مع الغازات التي يمكن أن تحبس في أنسجتك. بدون علاج، يمكن أن تكون الغرغرينا الغازية مميتة في غضون 48 ساعة.
  • غرغرينا فورنييه: حالة نادرة أيضًا، تحدث غرغرينا فورنييه بسبب عدوى في المنطقة التناسلية، تصيب الرجال أكثر من النساء. إذا وصلت العدوى إلى مجرى الدم، وهي حالة تسمى تعفن الدم، فقد تكون مهددة للحياة.
  • غرغرينا ميليني: وهي حالة نادرة أيضًا، يتسبب هذا النوع عادةً في ظهور آفات مؤلمة على جلدك بعد أسبوع إلى أسبوعين من الجراحة أو التعرض لصدمة طفيفة.

أعراض الغرغرينا

تشمل أعراض الغنغرينة الجافة ما يلي:

  • تغير لون الجلد إلى اللون الأزرق أو الأسود تبعًا لنوع الغنغرينة.
  • برودة الجلد.
  • ألم شديد ومفاجئ يليه الشعور بخدر وفقدان الاحساس.

تشمل أعراض الغرغرينا الرطبة ما يلي:

  • تورم وألم.
  • الحمى والشعور بالتعب.
  • احمرار الجلد أو ميله للون البني، البنفسجي، الأزرق، أو ال​​أسود.
  • بثور أو تقرحات مع إفرازات كريهة الرائحة (صديد).
  • صوت طقطقة عند الضغط على المنطقة المصابة.
  • جلد رقيق أو لامع أو جلد بدون شعر.
  • وجود خط بين الجلد السليم والتالف.

تسبب الغرغرينا الداخلية ألمًا شديدًا في المنطقة المصابة. على سبيل المثال، إذا كنت تعاني من الغنغرينة في الزائدة الدودية أو القولون، فمن المحتمل أنك تعاني من ألم في البطن. يمكن أن تسبب الغنغرينة الداخلية أيضًا الحمى، وهي حالة تتطلب جراحة طارئة.

تشخيص الغنغرينة

سيسألك طبيبك عن الأعراض والتاريخ المرضي وسيطلب منك بعض الفحوصات، مثل:

  • تحاليل الدم للتحقق من علامات العدوى، مثل زيادة عدد خلايا الدم البيضاء عن المعتاد.
  • الأشعة التشخيصية: مثل التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي لمتابعة إذا كانت الغرغرينا قد انتشرت أو إذا كان الغاز قد تراكم في أنسجتك.
  • مخطط الشرايين Arteriogram test، يحقن طبيبك صبغة في دمك ثم يجري أشعة سينية لفحص تدفق الدم والبحث عن الشرايين المسدودة.
  • مزرعة الأنسجة: قد يأخذ طبيبك عينة من الدم أو السوائل أو الأنسجة، ويفحصها تحت المجهر بحثًا عن علامات تدل على وجود البكتيريا أو موت الخلايا.
  • الجراحة: للتأكد من الغنغرينة الداخلية أو للبحث عما إذا كانت الغنغرينة قد انتشرت أم لا.

علاج الغرغرينا

يشمل علاج جميع أنواع الغرغرينا إزالة الأنسجة الميتة وعلاج ووقف انتشار العدوى وعلاج الحالة التي تسببت في الإصابة بالغنغرينة. كلما أسرعت في الحصول على العلاج، زادت احتمالية تعافيك. يعتمد العلاج على نوع الغنغرينة، ويشمل:

  • جراحة: عادة ما يكون هذا هو خط العلاج الأول. يقوم طبيبك بإزالة الأنسجة الميتة لمنع انتشار العدوى. قد يحتاجون إلى إزالة (بتر) طرف أو إصبع مصاب.
  • مضادات حيوية: قد يصف لك الطبيب المضادات الحيوية في الوريد لعلاج أو منع العدوى.
  • العلاج بالأكسجين عالي الضغط:
    وفيها تقضي وقتًا في غرفة خاصة مليئة بالأكسجين عند ضغط أعلى من الأكسجين الموجود في الهواء الخارجي.

يعتقد الخبراء أن هذا المستوى العالي من الأكسجين يملأ دمك ويسرع التئام الأنسجة، وقد يؤدي أيضًا إلى بطء نمو البكتيريا.

  • جراحة الأوعية الدموية: بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من عدم كفاية الدورة الدموية التي تؤدي إلى الغرغرينا، قد يوصى بإجراء جراحة الأوعية الدموية (جراحة الشرايين أو الأوردة) من أجل تحسين تدفق الدم عبر الأوردة إلى أنسجة الجسم.
  • حتى لا تصاب بالغرغرينا مرة أخرى؛ سيحتاج طبيبك إلى معرفة ما الذي يمنع إمداد الدم لديك وعلاج هذه الحالة.

مضاعفات الغنغرينة

يمكن أن تؤدي الغرغرينا إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم العلاج فورًا، من ضمن هذه المضاعفات بتر جزء من أجزاء الجسم للحفاظ على حياتك ومنع انتشار البكتيريا إلى أجزاء الجسم الأخرى.

طرق الوقاية من الغرغرينا

أفضل طرق الوقاية من الغرغرينا هي:

  • متابعة ظروفك الصحية: إذا كنت مصابًا بداء السكري، فاحتفظ بمستويات السكر في الدم لديك تحت السيطرة.
  • افحص يديك وقدميك وساقيك بانتظام بحثًا عن علامات الإصابة أو بطء التئام الجروح أو مشاكل جلدية أخرى.
  • اتبع نصيحة طبيبك بشأن التعايش مع الحالات الأخرى التي تؤثر على تدفق الدم مثل مرض الشريان المحيطي أو ظاهرة رينود.
  • انتبه لجروحك: احصل على رعاية طبية على الفور إذا رأيت علامات العدوى.
  • امتنع عن التدخين: يمكن أن يساعد الإقلاع عن التدخين في الوقاية من الإصابة بالغنغرينة.
  • اتباع نظام غذائي صحي.
  • ممارسة الرياضة بانتظام تساعد في تحسين الدورة الدموية بشكل عام.
  • حافظ على وزنك: لأن السمنة يمكن أن تؤدي إلى الضغط على الشرايين، مما يمنع تدفق الدم.
  • احرص على أن تبقى دافئًا: لأن صدمة الصقيع تمنع تدفق الدم ويمكن أن تؤدي إلى الغرغرينا.
  • احمِ قدميك إذا كنت مصابًا بداء السكري.
  • تناول المضادات الحيوية قبل الجراحة أو بعدها تحت رعاية طبيبك، قد تساعدك على منع حدوث Gangrene.

الغرغرينا من المشاكل الصحية الخطيرة التي تحتاج إلى تدخل فوري، لذلك يجب عليك استشارة طبيبك في حالة ظهور أي أعراض والأهم هو متابعة طرق الوقاية منها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى