العلاج المعرفي السلوكي | استخداماته وأهدافه

العلاج المعرفي السلوكي (Cognitive Behavioral Therapy) يعد من طرق العلاج النفسي، والتي تساعد في التكيف مع المواقف التي يتعرض لها بعض الأشخاص، ويساعد في علاج بعض الاضطرابات النفسية والعقلية، عن طريق تغيير نظرة الفرد للموقف الذي يمر به والتفكير بإيجابية، وفي هذا المقال نتعرف على هذا النوع من العلاج في عدة عناصر بشكل أكبر.

فيم يستخدم العلاج المعرفي السلوكي؟

يستخدم العلاج المعرفي السلوكي للمساعدة في مواجهة ضغوطات الحياة والتعامل مع المشكلات بطريقة صحيحة،

ويساعد العلاج على:

  • التأقلم مع المرض المزمن والآلام.
  • تخفيف الصداع النصفي.
  • التكيف مع المواقف الضاغطة.
  • السيطرة على العواطف في حالات الحزن والفقد.
  • مواجهة المواقف المحزنة بشكل أفضل.
  • احترام النفس.

ويستخدم أيضًا لعلاج بعض حالات الصحة العقلية، مثل:

  • الإدمان.
  • القلق.
  • الاكتئاب.
  • الاضطراب ثنائي القطب.
  • الوسواس القهري.
  • الاضطرابات التي تعقب الصدمة.
  • الأرق واضطرابات النوم.
  • اضطراب الأكل سواء فقدان الشهية أو الأكل بنهم.
  • الاضطرابات الجنسية.
  • فصام الشخصية.
  • اضطرابات الهلع والرهاب.

ما هي مدة العلاج المعرفي السلوكي وخطواته؟

يحدد المعالج النفسي عدد الجلسات بناءًا على نوع المشكلة، فبعض الحالات تحتاج إلى مدة قصيرة والبعض الآخر يتطلب عدد أكبر من الجلسات قد يصل إلى عدة أشهر، وتكون الجلسات فردية أو جماعية، وتستغرق الجلسة الفردية حوالي ساعة مرة واحدة في الأسبوع.

ويتكون العلاج من ثلاث نقاط أساسية، وهي:

  • تحديد الموقف الذي أدى إلى المشكلة والاضطراب.
  • الأفكار السلبية التي تحدث في هذا الموقف.
  • المشاعر السلبية التي يشعر بها الشخص وتكون السبب في الحزن.

ويقوم المعالج بعدة خطوات، منها:

  • محاولة فهم المشكلة والمخاوف والتحديات التي يواجهها الشخص، لتشخيص الحالة وتحديد العلاج.
  • معرفة كيفية استجابة الشخص للمشاكل، ويتم ذلك بعدة أسئلة يتناقش فيها المعالج مع الشخص.
  • تحديد المشاعر التي يعتقدها الشخص، ويساعده المعالج على التعرف عليها.
  • يساعد المعالج الشخص على تغيير المشاعر والسلوكيات السلبية، ويساعده على التفكير بإيجابية.

مميزات العلاج المعرفي السلوكي

من ميزات العلاج أنه غالبًا يحتاج إلى مدة قصيرة، وقد يساعد مع العلاج بالأدوية، وأحيانًا لا يحتاج إلى العلاج بالأدوية.

ويساعد الشخص على التكيف مع الحياة والتعامل الإيجابي مع الضغوطات والمشكلات، ويجعل الشخص يواجه مخاوفه بدلًا من الهروب، ويعزز من ثقة الشخص في قدراته.

عيوب العلاج المعرفي السلوكي

يعتمد العلاج المعرفي السلوكي على تعريف الشخص بمشاعره المؤلمة، ويجعله يكتشفها حتى يستطيع التعامل معها، ولذلك قد يبكي الشخص ويغضب ويشعر بعدم الراحة أثناء جلسة العلاج.

وأحيانًا يعتمد على تذكر موقف مؤلم يحاول الشخص نسياته، مما يسبب له القلق والتوتر. وفي حالات صعوبات التعلم والمشاكل الصحية المعقدة، لا يفيد العلاج المعرفي السلوكي ولا يستطيع حلها.

ما هي تقنيات العلاج المعرفي السلوكي؟

يتضمن العلاج عدة وسائل وتقنيات، منها:

  • تحديد الأفكار السيئة، مما يساعد في اكتشاف الذات والذي يعتبر جزء أساسي من العلاج.
  • التدرب على مهارات جديدة، لتجنب المواقف التي تؤدي إلى الانتكاس.
  • مراقبة النفس وتحديد الهدف، وهذا يساعد المعالج لتوفير علاج أفضل.
  • حل المشكلة، وذلك بالتعرف عليها وتحديدها ووضع عدة حلول والمقارنة بينهم واختيار الحل المناسب.

نهج العلاج المعرفي السلوكي لبعض الحالات الصحية العقلية

الإدمان وتعاطي المخدرات

يعمل العلاج على تغيير معتقدات وأفكار الشخص، فيساعد على تغيير الأفكار السيئة لأخرى أكثر واقعية، مما يحمي الشخص من السلوكيات الضارة.
ويعلم الأشخاص مهارات جديدة لتقليل التوتر والرغبة الشديدة في التعاطي، ويساعد على التحكم في النفس.

القلق والهلع واضطراب ما بعد الصدمة

ويكون الاضطراب نتيجة التعرض لحادث مؤلم أو ذكريات محزنة أو مشاكل صحية.
والهلع هو توتر وقلق وشعور بالخوف مستمر، وأحيانًا يصاحبه ضيق في التنفس وشعور بالاختناق وزيادة التعرق واضطراب في المعدة.
ويتم العلاج باستخدام مجموعة من الأنشطة والتمارين التي تساعد على استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية.
وتكون تمارين الكتابة من الوسائل التي تزيد الوعي بالأفكار السلبية ومن ثم استبدالها.
وأيضًا تمارين الاسترخاء والتنفس العميق التي تقلل من التوتر وتحسن معدل ضربات القلب.

الوسواس القهري

وفي هذه الحالة يكون الشخص لديه أفكار وسواسية مزعجة وسلوك قهري متكرر، يشجع العلاج المعرفي على مواجهة المخاوف والوساوس، ويجب ممارسة تمارين معينة بين الجلسات، ويحتاج العلاج لمدة تصل لأسابيع.

الاضطراب ثنائي القطب

وفيه يشعر الشخص بالاكتئاب والخمول وتقلب الحالة المزاجية.
ويتم العلاج من خلال تقديم نصائح تحسن من علاقات الشخص، وبعض الأنشطة الرياضية التي تجعل الشخص يشعر بالإنجاز، والحضور في مجموعات الدعم.
وتحسين النظام الغذائي لأن من أعراضة الشعور بعدم الرغبة في الأكل.

فصام الشخصية

وهو نوع من أنواع الذهان، وفيه يتجنب الشخص الناس، ولا يهتم بالأنشطة ولا بنفسه، وتتكون الأفكار نتيجة الهلوسة والأوهام.
ويكون العلاج السلوكي بالدعم والمساعدة على تقليل تأثير المرض على حياة الشخص، ويكون العلاج يوميًا.
حضور مجموعات الدعم والتحدث مع أشخاص مصابون بنفس الحالة، مما يساعد على تقليل الانتكاسات.

الأمراض المزمنة والآلام

حيث يشعر الشخص بالتعب طوال الوقت والصداع وعدم انتظام ضربات القلب ومشاكل في الذاكرة.
يساعد العلاج المعرفي في تغيير طريقة التفكير والتعامل مع الأمراض، فهو لا يعالج الأعراض ولكن يساعد في التأقلم معها، وهذا بجانب تناول الأدوية وتناول غذاء صحي وتنظيم أوقات النوم.

الأرق

وهو عدم النوم بانتظام، والاستيقاظ المتكرر في الليل والشعور بالتعب بعد الاستيقاظ ويساعد العلاج المعرفي في تغيير السلوك الذي يمنع النوم، وممارسة التمارين، والاسترخاء قبل النوم بساعة على الأقل، وعدم استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم مباشرة.

أسئلة شائعة

من هو المعالج النفسي؟

يمكن أن يكون طبيب نفسي، أو طبيب حاصل على تدريب في الصحة العقلية ،أو أخصائي اجتماعي، أو معالج أسري.

هل العلاج المعرفي السلوكي فعال؟

يفيد العلاج المعرفي السلوكي في كثير من الأحيان، ولكن في المشكلات المعقدة قد لا يفيد، وقد يساعد في علاج بعض الحالات مع استخدام الأدوية.
وتعتمد فاعليته على شخصية الفرد ومدى استجابته للعلاج واستعداده للتغيير.

كيف يمكن تلقي الجلسات؟

يتم تلقي العلاج المعرفي السلوكي من خلال جلسة فردية أو جماعية. وقد يكون عن طريق الإنترنت، سواء جلسة أو برنامج مجاني.

ما هي أنواع العلاج المعرفي السلوكي؟

يشمل العلاج المعرفي السلوكي عدة أنواع، وهي:
– العلاج المعرفي.
– العلاج السلوكي الجدلي.
– العلاج النفسي.
– العلاج السلوكي العاطفي الانفعالي.

ما هي أهداف العلاج المعرفي السلوكي؟

يساعد العلاج المعرفي السلوكي الفرد على التفكير بإيجابية، حيث يعمل على تغيير التفكير غير المفيد، ويجعل الشخص يحاول حل مشكلاته بطرق مفيدة بدلًا من تركها تؤثر عليه، ويجعل الأشخاص يتعاملون مع المرض المزمن بطريقة أفضل. وهذا التغيير في السلوك الذي يحدث للأفراد يكون تغيير تدريجي. وبذلك فهذا العلاج يلجأ إليه كثير من الأشخاص، فهو علاج بالكلام ويساعد على التفكير السليم في المشكلات الحالية ويعود الشخص على حل المشكلات في المستقبل بطرق أفضل، وتعتمد النتيجة على مدى استجابة الشخص. ولكن يجب التأكيد على أنه لا يعالج الأعراض الجسدية، بل يساعد في التأقلم معها، ومع ضغوطات الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى