العلاج المائي للتوحد وحالات الشلل الدماغي
إذا أتيحت لك الفرصة لقضاء إجازتك الأسبوعية في منتجع صحي والاسترخاء داخل مسبح ملئ بالماء الدافئ، لا تتردد. فالماء كالدواء له مفعول السحر في تحسين حالتك الصحية والنفسية. هذا بالضبط ما يفعله العلاج المائي في جسدك.
هذا المقال يتضمن توضيح شامل وكامل للعلاج المائي وفوائد العلاج بالماء البارد والدافئ واستخدامه لعلاج التوحد ومشاكل الركبة والشلل الدماغي.
العلاج المائي
العلاج المائي هو أحد طرق العلاج الأساسية المستخدمة على نطاق واسع في نظام الطب الطبيعي.
يعمل على تهدئة العضلات وزيادة التركيز وتقليل التوتر، يزيد أيضًا من صحة القلب والأوعية الدموية.
للعلاج المائي مميزات أخرى، حيث يستخدمه الرياضيون في تقليل الألم بعد التمارين الرياضية، والمرأة الحامل في تخفيف الأوجاع والآلام التي يمكن أن يسببها الحمل.
يتم استخدام العلاج المائئ كعلاج تكميلي لتحسين بعض الحالات التالية:
- الألم العضلي.
- مرض الانسداد الرئوي المزمن.
- المناعة المنخفضة.
- البواسير والناسور.
- الربو.
- السِمنة.
- التعب البدني.
- الإمساك.
- ارتفاع حرارة الجسم.
- القلق والاكتئاب.
- ارتفاع كوليسترول الدم.
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
- متلازمة الألم العضلي الليفي.
- اضطرابات الجهاز العصبي، مثل التصلب المتعدد.
يمكن للطبيب المختص بالعلاج الطبيعي، تقديم المشورة للأشخاص بشأن نوع العلاج المائي المناسب لحالتهم الصحية.
ملحوظة: بعض ممارسات العلاج المائي بسيطة مثل الجلوس في حمام دافئ مع وضع القليل من أعشاب اللافندر والبابونج، وهو ما يمكن للناس القيام به في المنزل.
تحذير: من الضروري جدًا أثناء العلاج بالماء، التأكد من استخدام مياه نظيفة لتفادي الإصابة بالعدوى، وتجنب تلامس والذهاب إلى أماكن آمنة.
فوائد العلاج بالماء البارد والدافئ
تختلف استجابة الجسم للعلاج بالماء من حالة لأخرى، فهي تعتمد على العديد من العوامل بما في ذلك درجة حرارة الماء.
فإذا تعرض شخص لأي نوع من الإصابات، مثل التواء القدم، ينصح باستخدام المياه الباردة أو استخدام العبوات الباردة، مثل عبوات الجل؛ لأنها تعمل على انقباض الشرايين وتخفف من الألم في منطقة الإلتواء وتساعد في تهدئة الأعصاب المتهيجة وتقلل من الالتهاب.
وللعلاج بالمياه الباردة فائدة كبيرة في تخفيف الحروق وقرح الجلد.
أما إذا أراد شخص آخر، الشفاء من الآلام المزمنة مثل آلام الظهر، فهو يحتاج إلى مياه دافئة. يتم ذلك بوضع العبوات المليئة بالمياه الساخنة على مكان الألم أو استخدام حمام البخار الساخن أو الذهاب إلى الساونا. حيث تساعد الحرارة في استرخاء العضلات المتوترة وتعزز من تدفق الدم وتحسن من عملية الشفاء.
العلاج المائي للرياضيين
يستخدم الرياضيون أشكالًا وأنواعًا مختلفة من العلاج المائي. حيث يستخدمون الماء البارد مرة والماء الدافئ مرة أخرى.
هذا النوع من العلاج المائى يساعدهم على الآتي:
- التعافي من التدريبات الرياضية الشاقة.
- تخفيف ألم العضلات.
- تحسين الدورة الدموية.
- تعزيز الاسترخاء والراحة.
- إغلاق الأوعية الدموية والتقليل من تدفق الدم، وبالتالي فإنه يقلل ويساعد على منع التورم بعد الإصابات التي تحدث أثناء التمارين الرياضية.
- المساهمة بشكل كبير في حرق المزيد من السعرات الحرارية بمجهود أقل.
يتضمن غمس أحد الأطراف (اليدين أو القدمين) بشكل متكرر بالتبادل في الماء الساخن والبارد. يتم ذلك في وقت محدد ودرجات حرارة محددة وفقًا لشدة الإصابة.
قد يتسبب هذا التبديل المتكرر بين درجتي الحرارة في تضييق الأوعية الدموية وتوسعها، مما يؤدي إلى زيادة الدورة الدموية في الأنسجة في جميع أنحاء الجسم.
يتم هذا العلاج في أحد هذه الأماكن:
- أحواض استحمام ساخنة.
- ساونا (حمامات البخار).
- حمامات سباحة بدرجة حرارة مرتفعة قليلًا.
- الاستحمام في المنزل.
وجد هؤلاء الرياضيون أن أداء النشاط في الماء أسهل بكثير من أدائه على سطح الأرض.
تعتبر كمادات المياه الباردة فعالة في التخلص من الصداع وتوقف نزيف الأنف وإرخاء تشنجات العضلات وتقليل حرارة الجسم، في حال حدوث إصابات أثناء ممارسة بعض التدريبات.
السباحة العلاجية للتوحد
السباحة العلاجية تؤدي إلى تقوية النشاط البدني لدى الأطفال المصابين بالتوحد. حيث يساعد الطفو على سطح الماء في زيادة نطاق حركة هؤلاء الأطفال في الماء وتحسين وظائف القلب والرئة للسماح لهم بالتحكم بشكل أفضل في توازنهم.
يوفر العلاج بالماء فرصة للتفاعل الاجتماعي من خلال الألعاب والمشاركة في السباحة والأنشطة المائية.
أشارت بعض الدراسات السابقة إلى فعالية العلاج المائي في علاج الجوانب الاجتماعية والسلوكية للأطفال المصابين بالتوحد.
تشير نتائج هذه الدراسات إلى أن العلاج المائي مرة واحدة أسبوعيًا لمدة شهر، قد يؤثر بشكل إيجابي في علاج الجوانب الإجتماعية والسلوكية للأطفال المصابين باضطراب التوحد.
لم يتم الإبلاغ عن أي آثار سلبية، لذلك قد يكون العلاج المائي خيارًا علاجيًا قابلًا للتطبيق كعلاج مساعد للأطفال المصابين بالتوحد والذين يعانون من مخاوف عاطفية وسلوكية تؤثر على صحتهم العقلية وسلوكهم الإجتماعي.
أوضحت بعض النتائج الأخرى أن هذا العلاج يعمل على زيادة مهارات التواصل للأطفال المصابين بالتوحد مع الآخرين.
لذلك يوصى باستخدام هذه الطريقة كطريقة علاج تكميلية في مجال تعليم وإعادة تأهيل الأطفال المصابين بالتوحد إلى جانب العلاجات الأخرى، مثل علاج النطق واللغة والعلاج السلوكي.
ملحوظة: يجب أن تتم السباحة العلاجية بتوجيه من المتخصصين في حمامات سباحة خاصة بأطفال التوحد، لكي يتم التحكم في درجة حرارة المياه ومنع خطر الغرق.
التمارين المائية لمشاكل الركبة
من المعروف أن العلاج المائي يساعد في تخفيف الآلام عن طريق التمارين المائية وتخفيف إجهاد العضلات باستخدام الماء البارد أو الساخن.
لذلك يتم استخدامه بشكل أساسي للمرضى الذين يعانون من بعض الأمراض مثل التهاب المفاصل والالتهابات الروماتيزمية.
برامج التمارين الرياضية المعتمدة على الماء، يمكنها أن تزيد من قوة العضلات وتساعد الأشخاص المصابين بهشاشة العظام في الركبة أو الورك، على المشي بشكل أسرع ولمسافات أطول. وأيضًا زيادة نطاق الحركة لمفصل الركبة.
حيث أثبتت بعض الدراسات أن الأشخاص المصابين بهشاشة عظام أو التهاب في مفصل الركبة، أصبح لديهم تحسن شديد في وظيفة الركبة بعد ٨ أسابيع من ممارسة التمارين المائية وتناول الأدوية التي وصفها الطبيب.
العلاج المائي للشلل الدماغي
الأطفال المصابون بالشلل الدماغي، دائمًا ما يجدون صعوبة في تحريك أطرافهم خاصة أثناء المشي. وقد ثبت أن العلاج الطبيعي بالماء، فعال جدًا في إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال وتحسين قدرتهم الحركية. فهو يساعد الأطراف والعضلات الضعيفة على ممارسة الرياضة بحُرية ويعزز أيضًا من قوة العضلات.
يتم وصف العلاج بالماء عند المرضى المصابين بالشلل الدماغي التشنجي، ولكن يجب مراعاة أن تكون التمارين المختارة وفقًا للقدرات البدنية والظروف الصحية لهؤلاء المرضى.
تشير بعض النتائج أن تطبيق العلاج المائي مع طرق العلاج التقليدية الأخرى، له آثار إيجابية ونتائج فعالة في تحسين وظائف الحركة لدى الأطفال والمراهقين المصابين بالشلل الدماغي.
الجرعة المثالية لبرامج العلاج الطبيعي بالماء، هي من ٢ إلى ٣ جلسات في الأسبوع، وتستمر لأكثر من ستة أسابيع أو وفقًا لقرار الطبيب المعالج.
على الأشخاص الذين يشعرون بالتعب والإجهاد من أداء مهامهم اليومية الشاقة، استخدام العلاج المائي بأي طريقة متاحة لهم، بشكل يومي أو أسبوعي. فهو الحل الأمثل لتخفيف الشعور بالتوتر الإرهاق، مما يساعدهم على العودة للعمل بكل راحة وهدوء.