العفص | التانين .. فوائده وأضراره ومصادره

إذا كنت من مئات الملايين من الناس الذين يحبون شرب الشاي، فهل تعلم سر تلك النكهة اللاذعة المميزة له؟ إنه العفص.

العفص أو التانين هو مركب كيماوي يوجد في العديد من العصارات النباتية، ذو طعم مر لاذع يميز النباتات المحتوية عليه، ويختلف الشعور بمرارته تبعا لنسبته في النبات، فقد يكون واضح النكهة جدًا كما هو في الشاي الأحمر، وقد يكون هادئ النكهة وغير مميز، كما هو في العنب الأحمر.

حول التانين يدور موضوعنا هذا، لنتعرف معًا على فوائده، وأضراره، ومصادره النباتية المختلفة، فلنقرأ معا.

ما هو العفص؟

العفص أو التانين أو حامض التانيك هو مركب كيماوي فينولي، يوجد في العصارة الداخلية للعديد من النباتات، ينقسم تبعا لتركيبه الكيميائي إلى:

  • العفص القابل للتحلل: ويتركب هذا النوع من أحماض فينولية مرتبطة بسكر الغلوكوز، ويوجد في نباتات كالكافور والرمان والقرنفل.
  • العفص المكثف: هو مضاد أكسدة من مجموعة الفلافونيد، يتميز عن النوع السابق بعدم ارتباطه بسكر الغلوكوز، ويوجد بصورة أساسية في الشاي والقرفة.
  • العفص الكاذب: وهو مركب كيميائي يشبه أنواع العفص السابقة في الكثير من الخواص الفيزيائية والكيماوية، إلا أن وزنه الجزيئي أقل من الوزن الجزيئي للعفص الحقيقي(القابل للتحلل والمكثف)، ويوجد في الكاكاو والقهوة.

مصادر العفص

العفص مركب كيميائي نباتي يوجد في العديد من النباتات مثل الآتية:

  • الشاي: بنوعيه الأسود والأخضر، ولكن نسبته في الشاي الأسود أعلى منها في الأخضر، لأن عملية التخمير التي يمر بها الشاي الأخضر لتحويله للأسود، تحدث فيه تفاعلات كيماوية تزيد محتواه من حمض التانيك.
  • بعض الفواكه: كالرمان والعنب الأحمر.
  • بعض المكسرات: كالبندق، والجوز، واللوز(عين الجمل)، وثمرة البلوط (السنديان).
  • مصادر أخرى: كالفاصوليا الحمراء، والقهوة، والكاكاو، والقرفة، والقرنفل، والكافور.

فوائد العفص

العفص مركب نباتي نشط حيويا، أي أنه سهل التمثيل الغذائي وسهل التأثير على أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة ظاهريا وباطنيا.

ولهذا فإن للتانين العديد من الفوائد نذكر منها ما يلي:

تحسين صحة القلب والأوعية الدموية

لطالما ارتبط استهلاك الشاي في البلاد المنتجة له بالصحة وطول العمر، لعل ذلك يرجع لغناه بالعفص، وذلك لما للعفص من فوائد متعددة من ضمنها تحسين صحة القلب لأن من خواصه:

  • تقليل معدلات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية.
  • تحسين استفادة الجسم من سكر الدم والسيطرة عليه ضمن الحدود الطبيعية، مما يقلل من نسبة الدهون في الجسم.
  • زيادة معدلات تجلط الدم وهذا قد يكون مفيدًا في بعض الحالات.

الحفاظ على صحة الفم والأسنان

برغم ارتباط النباتات المحتوية على العفص كالشاي والقهوة بتصبغ الأسنان، إلا أن العفص يفيد صحة الفم والأسنان، لكونه يساعد في دعم اللثة وتقليل تعرضها للقرح والجروح، كما أن له أثر مضاد للفيروسات والبكتيريا والخمائر التي تسبب التهابات الفم وتسوس الأسنان، وبالتالي تقل فرصة تخلخل وسقوط الأسنان.

مكافحة السرطان

العفص يقع ضمن مجموعة مضادات الأكسدة، وهي مواد تحول دون الأثر الضار للشوارد الحرة على الخلايا، كما تقلل احتمالات حدوث الطفرات الجينية المؤدية لحدوث السرطان.

فوائد أخرى للعفص

  • تحسين عملية الهضم.
  • السيطرة على مستويات سكر الدم ضمن الحدود الطبيعية.
  • المساعدة في عملية إنقاص الوزن الزائد، عن طريق تقليل الشهية وتنظيم سكر الدم، بل وتقليل امتصاص الطعام أيضا.
  • مقاومة بعض أنواع العدوى.
  • تقليل هالات العينين السوداء، بتطبيق كمادات أكياس الشاي الأسود على العينين، لمدة 15 دقيقة صباحًا ومساءًا.
  • يستعمل طبيًا في إسعاف بعض حالات التسمم، للإرتباط بالسم في المعدة ومنع امتصاصه.

أضرار التانين

غالبية الأمهات تنصحن أولادهن بعدم شرب الشاي، وبالطبع لا يمكننا اعتبار هذه قاعدة عامة، فللشاي العديد من الفوائد، ولكن لحمض التانين، الذي يعد الشاي الأسود أهم مصادره بعض الأضرار مثل:

  • الإصابة بأمراض سوء التغذية، لأن التانين يقلل من قدرة الجسم على امتصاص البروتينات المعقدة والفيتامينات والمعادن.
  • الإصابة بأنيميا نقص الحديد(فقر الدم): لأن حامض التانين يرتبط بعنصر الحديد، ويتكون منهما مركب لا يمكن امتصاصه، لاسيما الحديد من المصادر النباتية.
  • تحفيز نوبات الصداع.
  • الإصابة بالغثيان.
  • تصبغ الأسنان.
  • قد تكون الجرعات المرتفعة منه سامة.

كيف تستفيد من فوائد العفص وتتجنب أضراره؟

العفص ككل شىء على وجه الأرض سلاح ذو حدين، وللإستفادة من فوائده وتجنب ما قد ينتج عنه من أضرار ننصحك بالآتي:

  • عدم الإفراط في استهلاك الأطعمة والمشروبات المحتوية عليه.
  • تناول المشروبات الحاوية له قبل الوجبات أو بعدها بساعتين على الأقل.
  • استشارة الطبيب في حالات المرضى بأمراض مزمنة، للوقوف على مدى ملائمة تلك المشروبات والمأكولات لحالتهم الصحية.
  • عدم الجمع بينه وبين الأدوية أو استهلاكه معها إلا بعد استشارة الطبيب المعالج.
  • على الحوامل والمرضعات توخي الحذر من تناوله خلال فترتي الحمل والرضاعة.
  • العناية بغسيل الأسنان بعد تناول المشروبات المحتوية عليه، تجنبا لحدوث تصبغات الأسنان.

عزيزي القارئ لعلك سمعت كثيرًا من قبل عن حمض التانيك، ولكنك على الأغلب سمعت عن أضراره فقط، كما لم تكن تعلم أن له مصادر أخرى غير الشاي.

بما أوردناه في مقالنا هذا نرجو أن نكون قد زودناك بما يلزمك معرفته، عن واحد من أكثر المركبات استعمالا على وجه الأرض، فيندر أن تجد بين البالغين من لا يشرب الشاي يوميا، فلتستمتع بكوبك من الشاي ولتنعم بفوائده ولكن استهلكه بحذر، تجنبا لأضراره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى