الضغط العالي للحامل : الأسباب والأعراض والمضاعفات والعلاج

الضغط العالي للحامل هو أكثر ما يثير قلق الحوامل لما له من تأثيرات ضارة على الأم وجنينها، ويؤدي الارتفاع الحاد في ضغط الدم إلى تسمم الحمل الذي يعتبر ناقوس الخطر، لأن تسمم الحمل قد يؤدي في بعض الأحيان إلى وفاة كل من الأم والجنين، لذلك يحرص الأطباء على علاج الضغط العالي للحامل ومنع أي مضاعفات لما في ذلك من خطورة على كل من الأم والجنين.

وفي هذا المقال نتعرف على طرق الوقاية وعلاج الضغط العالي للحامل، وقد تختلف خطة العلاج تبعًا لاختلاف نوع الضغط من البسيط إلى الشديد.

ما هو ضغط الدم العالي؟

الضغط العالي: هو زيادة ضغط الدم الانقباضي ليكون ≥140 ملم زئبق، أو زيادة ضغط الدم الانبساطي ليكون ≥90 ملم زئبق في مرَّتي قياس أو أكثر.

ضغط الدم الطبيعيأقل من 120/80 ملم زئبق
ضغط الدم الزائد120 إلى 129/<80 ملم زئبق
المرحلة الأولى من ضغط الدم المرتفع130 إلى 139/80 إلى 89 ملم زئبق
المرحلة الثانية من ضغط الدم المرتفعيزيد ليكون ≥140/90 ملم زئبق
جدول قياسات اضغط الدم

أنواع الضغط العالي عند الحامل

تنقسم أنواع الضغط العالي عند الحامل على حسب السبب هل أدى الحمل إلى ظهوره أم كان موجودًا قبله، كما يختلف من حيث الشدة وفيما يلى نتعرف على أنواعه:

الضغط المرتفع المزمن (Chronic HTN)

هو الضغط المرتفع الذي تصاب به المرأة قبل حدوث الحمل، أو تصاب به قبل الأسبوع العشرين من الحمل.

ملحوظة: إذا كنتِ مصابة بارتفاع ضغط الدم المزمن وتخططين للحمل يجب عليك الرجوع إلى الطبيب لتغيير دواء الضغط ليكون متناسبًا مع الحمل ولا يؤثر على صحة الجنين.

الضغط المرتفع الناتج عن الحمل (Gestational HTN)

هو ارتفاع ضغط الدم بعد الأسبوع العشرين من الحمل، غالبًا لا يؤثر هذا النوع بالسلب لا على الأم ولا الجنين ويختفي بعد الولادة بحوالي 12 أسبوع، ولكنه قد يزيد من خطر إصابة الأم بالضغط المرتفع المزمن في المستقبل.

في بعض الحالات قد يكون ارتفاع ضغط الدم شديدًا مما يؤدي إلى تسمم الحمل، ويحدث هذا في الضغط المرتفع المزمن أو الضغط العالي الناتج عن الحمل.

ارتفاع ضغط الدم بسبب تسمم الحمل (Preeclampsia)

هي حالة قد تحدث للحامل ويصاحبها ارتفاع حاد في ضغط الدم يحدث بعد الأسبوع العشرين من الحمل بحيث يصل ضغط الدم إلى 140/90 ملم زئبق أو أكثر.ويكون مصحوبًا بوجود بروتين (زلال) في البول، وقد يضر ضغط الدم المرتفع بأعضاء الجسم كالكبد والكليتين والدماغ.

أسباب تسمم الحمل

السبب الحقيقي غير معروف حتى الآن ولكن هناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بتسمم الحمل ومنها:

  • إذا كنت تعانين من وجود ضغط الدم المرتفع أو مشاكل بالكلى قبل حدوث الحمل.
  • الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل في الحمل السابق.
  • وجود تاريخ أسري للإصابة بتسمم الحمل في أقارب الدرجة الأولى (الأم أو الأخت).
  • عمر الأم سواء كانت <18 أو >35 سنة فإن ذلك يزيد من خطر الإصابة.
  • حمل التوائم.
  • مرض السكري والسمنة المفرطة.
  • الأمراض المناعية مثل الذئبة.
  • التلقيح الصناعي.
  • العرق الأسود.

أعراض تسمم الحمل

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • وجود بروتين (زلال) في البول.
  • صداع مستمر ومشاكل في الرؤية.
  • تورم بالوجه واليدين والقدمين (لكن تورم القدمين ليس علامة أكيدة على تسمم الحمل لأن بعض النساء تتورم أقدامهن أثناء الحمل بفعل الضغط على أوردة الساقين وتنتهي المشكلة تلقائيا بالولادة).
  • صعوبة بالتنفس.
  • ألم بالجزء العلوي من البطن.
  • غثيان وقيء.
  • تشنجات وغيبوبة إذا كان المرض شديدًا.

مضاعفات الضغط العالي للحامل

  • تسمم الحمل ومضاعفاته: يؤدي ارتفاع ضغط الدم الشديد إلى حدوث أضرار بأعضاء الجسم المختلفة، فقد يؤدي إلى فشل كلوي وتلف الكبد والسكتة الدماغية. وفي بعض الحالات تحدث متلازمة هيلب (HELLP syndrome) كإحدى مضاعفات تسمم الحمل، وتتميز هذه المتلازمة بتكسير كريات الدم الحمراء، وارتفاع إنزيمات الكبد، ونقص الصفائح الدموية.
  • انفصال المشيمة: قد يؤدي ضغط الدم المرتفع إلى انفصال المشيمة عن جدار الرحم قبل الولادة وهي حالة صحية خطيرة تهدد حياة الأم والجنين.
  • نزيف ما بعد الولادة (Postpartum hemorrhage).
  • مرض السكري الناتج عن الحمل (Gestational diabetes).
  • الأزمة القلبية والاستسقاء الرئوي والفشل الكلوي والسكتة الدماغية.
  • زيادة خطر وفاة الأمهات.
  • الولادة المبكرة: قد تكون الولادة المبكرة (قبل الأسبوع 37 من الحمل) هي الحل الأمثل في حالات ارتفاع ضغط الدم الشديد أو تسمم الحمل لتجنب حدوث مضاعفات للأم والجنين.
  • نقص تدفق الدم إلى المشيمة: عندما يقل تدفق الدم إلى المشيمة يقل وصول الأكسجين والغذاء إلى الطفل فيؤدي ذلك إلى تقييد نمو الجنين داخل الرحم، وانخفاض وزن الطفل عند الولادة عن الوزن الطبيعي (2.5 كجم)، كما يزيد من خطر الولادة المبكرة وما يترتب عليها من المشاكل الصحية للطفل مثل زيادة فرص العدوى ومشاكل في التنفس وغير ذلك من المضاعفات.

علاج الضغط العالي للحامل

عند اختيار دواء لعلاج الضغط العالي للحامل يجب مراعاة أمانه في الحمل حتى لا يسبب أي مشاكل أو تشوهات للجنين، كما يختلف الدواء والجرعة وطريقة إعطاء الدواء على حسب شدة المرض. وفيما يلي نستعرض طرق علاج الضغط العالي للحامل:

أدوية الضغط العالي الآمنة في الحمل

الدواءطريقة العملالجرعة / يومالآثار الجانبية
لابيتالول (Labetalol)حاصرات مستقبلات بيتا (Beta blockers)100 ملجم مرتين يوميًا
400 ملجم ثلاث مرات يوميًا
صداع
بطء ضربات القلب
التشنج القصبي
نيفيدبين (Nifedipine)مثبطات قنوات الكالسيوم (Calcium channel inhibitors)30 ملجم يوميًا.60 ملجم مرتين يوميًاصداع (تأثير أول جرعة)
سرعة ضربات القلب
احمرار
تورم القدمين
ميثيل دوبا (Methyldopa)محفز مستقبلات ألفا 2 الأدرينالية (Centrally acting alpha-2 adrenergic agonist)250 ملجم مرتين يوميًا
750 ملجم ثلاث مرات يوميًا
اكتئاب
نعاس
جفاف الفم
التهاب الكبد
تكسير كريات الدم الحمراء.
هيدرالازين (Hydralazine)موسع للأوعية الدموية25 ملجم ثلاث مرات يوميًا
50 ملجم ثلاث مراتيوميًا
صداع
احمرار الوجه
آلام المفاصل
برازوسين (Prazosin)حاصرات مستقبلات ألفا (Alpha blockers)0.5 ملجم مرتين يوميًا
5 ملجم ثلاث مرات يوميًا
صداع
نقص ضغط الدم الانتصابي
القيء والغثيان
دواء الضغط المناسب للحامل

العلاج الطارئ للارتفاع الحاد في ضغط الدم (≥160/110 ملم زئبق)

الدواءالجرعةطريقة إعطاء الدواءبداية الفعالية
هيدرالازين (Hydralazine)5-10 ملجمالحقن بالوريد وتكرر الجرعة بعد 20 دقيقة إذا ظل ضغط الدم >160/110 ملم زئبق.20 دقيقة
لابيتالول (Labetalol)20-80 ملجمالحقن بالوريد وتكرر الجرعة بعد 10 دقائق إذا ظل ضغط الدم >160/110 ملم زئبق.5 دقائق
لابيتالول (Labetalol)200 ملجمعن طريق الفم.30-45 دقيقة
نيفيدبين (Nifedipine)10 ملجمعن طريق الفم.30-45 دقيقة
العلاج الطارئ للارتفاع الحاد في ضغط الدم (≥ 160/110 ملم زئبق)

علاج تسمم الحمل

  • استخدام الأدوية الخافضة للضغط: تستخدم هذه الأدوية لخفض ضغط الدم إذا كان مرتفعًا بصورة خطيرة.
  • الكورتيزون: إذا كنت تعانين من تسمم الحمل أو متلازمة هيلب فإن الكورتيزون يحسن من وظائف الكبد ويزيد عدد الصفائح الدموية ولو بشكل مؤقت حتى يساعدك على إكمال الحمل، كما يعمل الكورتيزون على زيادة نضج رئتي الطفل تحسبا للحاجة إلى الولادة المبكرة أو حدوثها تلقائيا.
  • أدوية مضادة للتشنجات: إذا كان تسمم الحمل لديكِ شديدًا فقد يصف لك الطبيب دواءً لمنع حدوث التشنجات مثل كبريتات المغنيسيوم.
الدواءالجرعةطريقة إعطاء الدواءبداية الفعاليةالآثار الجانبية
المغنيسيوم4 جمعن طريق الوريد، تعطى 4-5جم (يخفف في 250مل من المحلول ) كجرعة أولية ثم 1-2 جم/ساعة وريدياً وتكرر كل 4 ساعات حسب الحاجة.20 دقيقةفشل الجهاز التنفسي، احمرار، تسمم الكلى في حالة قصور الكلى لأنه يتم إخراج الدواء عن طريق الكلى.

أدوية لخفض الضغط العالي غير آمنة في الحمل

الدواءالآثار الجانبيةنصيحة
حاصرات مستقبلات الأنجيوتينسين (Angiotensin receptor blockers)يسبب تشوه الأجنة عند استخدامه خلال ثلثي الحمل الثاني والثالث، مثل الفشل الكلوي، خلل التنسج الرئوي، إنفجار الأطراف، عدم اكتمال الجمجمة، نقص السائل الأمينوسي، وفاة حديثي الولادة.ممنوع
مثبطات إيس (ACE inhibitors)يسبب تشوه الأجنة عند استخدامه خلال ثلثي الحمل الثاني والثالث، مثل الفشل الكلوي، نقص تنسج الرئة، تشوه العظام، إنفجار الأطراف، نقص السائل الأمينوسي، الضغط المنخفض، وفاة حديثي الولادة.ممنوع
مدرات البول (Diuretics)نقص حجم الدم لدى الأم
عند الطفل: نقص الصفائح الدموية، انخفاض السكر، انخفاض الصوديوم والبوتاسيوم في الدم.
الأفضل تجنبه
مثبطات قنوات الكالسيوم (Ca channel inhibitors) عدا النيفيديبين، وديلتيازيمالضغط المنخفض لدى الأم.نقص الأكسجين لدى الطفل.الأفضل تجنبه
حاصرات مستقبلات بيتا (Beta blockers) غير اللابيتالولبطء القلب وتقييد نمو الجنين.الأفضل تجنبه
أدوية لا يوصى بها لارتفاع الضغط عند الحامل

طرق الوقاية والعلاجات البديلة

بالإضافة إلى استخدام الأدوية لعلاج الضغط العالي للحامل هناك بعض الاحتياطات اللازم اتخاذها لخفض الضغط المرتفع مثل:

  • تناول طعام صحي غني بالخضراوات والفواكه.
  • تقليل الملح في الطعام.
  • ممارسة الرياضة وخسارة الوزن الزائد.
  • الابتعاد عن القلق والتوتر.
  • منع التدخين والكحوليات.

ملحوظة: لا ينبغي استخدام الأعشاب لعلاج الضغط العالي للحامل إلا بعد استشارة الطبيب فجميع الأعشاب لها آثار جانبية والبعض منها قد لا يكون من الآمن استخدامه في الحمل أو في حالات طبية معينة.

عزيزتي القارئة قد تكون هناك بعض المعلومات الصادمة عن الضغط المرتفع في المقال، ولكن لا داعي للخوف والقلق فمعظم النساء اللاتي عانين من الضغط العالي أثناء الحمل قد أتممن حملهن بنجاح وقمن بولادة أطفال أصحاء، فمع استمرار الرعاية الصحية الجيدة والقيام بالفحوصات المطلوبة لمراقبة ضغط الدم ونمو طفلك يمكنك المحافظة على حمل صحي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى