الصلب المشقوق .. كل ما يهمك

الكثير لا يعلمون أن 25 من أكتوبر هو اليوم العالمي لمرض الصلب المشقوق، وكثير من الناس لا يعرفون ما هو هذا المرض الخطير؟ كيف نقي أطفالنا منه؟

حينما يحدث خلل في الأنبوب العصبي، وهو أنبوب يتكون خلال الأشهر الأولى من الحمل، يتحول بقدرة الله فيما بعد إلى المخ، والحبل الشوكي، والأنسجة المحيطة.

هذا الأنبوب لا ينغلق مسببًا حالة تٌسمى الصلب المشقوق، تختلف في حدتها من طفل إلى أخر.

وعلى الرغم من بساطة العبارة، لكنها أحيانًا تسبب مشكلة خطيرة يعاني منها المريض طوال حياته إذ أن الخلايا العصبية لا تتجدد، ولها دور كبير في العديد من الوظائف الحيوية التي تتأثر كما سنرى.

حتى لو بدا الأمر صعبًا -خاصة على الأمهات- يمكن التعايش مع مرض الصلب المشقوق بدون معاناة، بل وبدون أي أدوية في بعض الحالات.

وكثير من المصابين به لا يتمنون لو أنهم غير مصابين به، ولا يفكرون في الأمر على الإطلاق.

يتضح من الصورة أن أنواع الصلب المشقوق ثلاثة:

  1. القيلة النخاعية السحائية

هي أخطر نوع من أنواع الصلب المشقوق، وعادةً حين يقال الصلب المشقوق يقصد به هذا النوع.

حيث يخرج من ظهر الطفل كيس يحتوي على السائل النخاعي والأعصاب والحبل الشوكي وتموت مكونات هذا الكيس؛ فتسبب إعاقات حسب الأعصاب المتأثرة.

من أهم الأمثلة على هذه الإعاقات، صعوبة الإخراج أو عدم القدرة على تحريك الأطراف السفلية.

  1. القيلة السحائية

وهو النوع الأكثر ندرةً بين أنواع الصلب المشقوق.

عندما يخرج من ظهر الطفل كيس، لكن لا يحتوي على الحبل الشوكي، ولا مكوناته العصبية، بل يحتوي على السائل النخاعي. 

لذا قد يسبب إعاقات لكن نسبتها بسيطة إذا ما قورنت بالنوع السابق.

  1. الصلب المشقوق الخفي

سُمي بهذا الاسم لأنه لا تتضمن أعراضه أي إعاقات، بل قد لا يكتشف إلا بعد البلوغ، أو في السنين الأخيرة من الطفولة؛ حيث لا يخرج كيس في الظهر، ولا تكون الأنبوبة العصبية مفتوحة؛ لكن كل ما في الأمر هو وجود مسافة صغيرة بين الفقرات أكثر من المعتاد، لذا يكون الحبل الشوكي والعمود الفقري طبيعيين.

ومن رحمة الله أن هذا النوع هو الأكثر شيوعًا.

لم يتمكن العلماء من الجزم بأسباب الصلب المشقوق.

يقول العلماء أن المرض قد يكون له بعض الأسباب الجينية، أو أن هناك عوامل بيئية تزيد احتمالية ظهوره؛ لكن هذا الأمر يحتاج إلي المزيد من الدراسات العلمية لفهم طبيعة هذه العوامل وكيف ينتج عنها طفل مصاب به.

لكن ما أقره العلماء هو وجود بعض العوامل التي تزيد فرص إنجاب طفل مصاب بالمرض منها:

  1. كون الأم مصابة بالسمنة، أو مرض السكر قبل الحمل، لذا علاجهما ضروري قبل التخطيط للحمل.
  2. تناول الأدوية المضادة للصرع، لذا يجب الرجوع إلى الطبيب إذا كنتِ تخططين للحمل و تتناولين هذه العلاجات.
  3. ارتفاع حرارة الجسم نتيجة العدوى أو نتيجة التعرض لبخار الماء الساخن.
  4. نقص فيتامين ب 9 “الفوليك” حتى لو كانت التغذية سليمة، أحيانا كثيرة تحتاج الأم إلى مكمل يحتوي حمض الفوليك؛ لضعف امتصاص حمض الفوليك لديها.

تختلف الأعراض حسب النوع، وحسب الأعصاب المتأثرة، وحسب وقت اكتشافه، وما نوع الجراحات التي تلقاها الطفل؟ ومتى تلقاها؟

في حالة القيلة النخاعية السحائية:

  • التبول والتبرز اللاإرادي.
  • شلل في الأطراف السفلية.
  • استسقاء الدماغ في بعض الأطفال.
  • إذا تأثر المخ قد يعاني الطفل من صعوبات التعلم.
  • فقدان الإحساس بالأطراف السفلية؛ مما قد يسبب مزيدًا من الحوادث وبالتالي مزيدًا من الإعاقات.
  • اختلال الوظيفة الجنسية.

في النوع الخفي، عادةً لا تظهر أي أعراض.

أما في حالة القيلة السحائية النادرة فالأعراض تراوح بين هذا وذاك حسب تأثر الأعصاب.

ينبغي على كل امرأة تخطط للحمل أن تتناول حمض الفوليك يوميًا خاصًة في الأشهر الثلاثة الأولى في الحمل قبل أن تعرف بحملها؛ حيث أن العمود الفقري والمخ يتكونان في تلك الفترة.

والجرعة تتراوح من 400 إلى 800 ميكروجرام يوميًا.وقد تزيد في حالة كون الأم تتناول أدوية لمعالجة الصرع، أو إنجابها لطفل سابق مصاب بالمرض.

الإكثار من الأطعمة الغنية بحمض الفوليك مثل:

  • الموز.
  • الورقيات الخضراء مثل: السبانخ.
  • المكسرات.
  • البقوليات مثل: الفول، والبازلاء، والعدس.
  • البيض.
  • نبات الهليون.
  • البنجر.
  • الحبوب الكاملة.
  • اللب السوري.
  • البروكلي.
  • الكابوتشي.
  • كبد البقر.
  • البابايا.
  • الأفوكادو.

ينبغي كذلك علاج السمنة ومرض السكر قبل التخطيط للحمل.

وعدم التعرض للحرارة المرتفعة كما في حمامات البخار، وعلاج الحُمى بإستخدام خافض حرارة مناسب لفترة الحمل مثل الباراسيتامول أو البروفين وذلك بعد الرجوع إلى الطبيب.

فحص السائل الأمنيوسي وفحص كمية بروتين ألفا فيتو في دم الأم، حيث يشير ارتفاع هذا البروتين إلى احتمالية وجود خلل في الأنبوب العصبي للجنين.

أيضا صورة الأشعة فوق الصوتية توضح شكل الجنين.

بعد الولادة قد يحتاج الطفل إلى أشعة مقطعية، أو رنين مغناطيسي على المخ؛ لتقييم حالات استسقاء الدماغ.

التشخيص المبكر مهم جدًا، كلما اكتشفت الأم مبكرًا أن طفلها مصاب بالصلب المشقوق؛ كلما كانت الفرصة أكبر في الوقاية من الإعاقات الدائمة.

عندما نفهم ما يمر به الطفل الذي يعاني الصلب المشقوق، ونساعده؛ فإنه يستطيع أن يعيش حياته بممارسة الأنشطة الحياتية بصورة فعالة.

رغم عدم وجود علاج نهائي، هدفنا الأول هو تقليص الإعاقات، وتحسين جودة حياة الطفل المصاب به.

خلال أول يومين من ميلاد الطفل وأحيانًا قبل الولادة يحتاج الطفل إلى جراحة؛ لكي يعيد الكيس الخارجي إلى مكانه.

هذا يقلل من احتمالية العدوى، يحسن حالة الطفل بشكل عام.

إجراء ذلك قبل الولادة وتحديدًا قبل الأسبوع السادس والعشرين يقلل إعاقات الطفل مستقبلًا، لكن يزيد احتمالية الولادة المبكرة.

من فوائد إجراء الجراحة قبل الولادة تقليل الحاجة إلى تحويل السوائل من الدماغ باستخدام التحويلة البطينية، وتقليل حدوث أو شدة الأثر العصبي مثل ضعف الحركة، والشعور في الأطراف السفلية، وتحسين القدرة على الحركة، وتحسين فرص قدرة الطفل على المشي بمفرده.

وإذا كان الطفل مصابًا باستسقاء الدماغ يقوم الطبيب بفتح ما يسمح للماء بالخروج إلى النظام البطيني في الدماغ؛ لكي يسير في دورته الطبيعية.

إذا كان هناك رابط بين القناة الشوكية والفقرات يحتاج لجراحة لفصلها؛ لأن تركها هكذا يؤدي إلى فقدان العضلات، وصعوبات الإخراج مستقبلًا.

إذا كانت هناك أي تشوهات في العظام يسعى الطبيب إلى إصلاحها جراحيًا.

توفير عكازات أو دعامات أو كراسي متحركة للتنقل، يحتاج بعضهم إلى قسطرة للمساعدة في حل مشكلات المثانة لديهم.

مراعاة تقديم الحب والحنان للطفل بشكل مستمر؛ لأن هذا يثقل عنده الثقة بالنفس.

تعليم الطفل التعود ممارسة حياته بنفسه يعطيه قدرًا من الثقة بالنفس؛ لكن بدون زيادة، ولا نحمله فوق طاقته حتى لا يصل لنتيجة عكسية.

إذن لا تحتاج جميع الحالات إلى نفس العلاج، كل طفل حسب حالته، وحسب تقييم الطبيب له، لكن الأمر المؤكد أن الطفل يتعود على الأعراض ويستطيع أن يحيا حياة فعالة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى