مرض الصرع الحساس للضوء ومحفزاته الأساسية
عزيزي القارئ، علك سمعت كثيرًا عن نوبات الصرع التي قد تصيب البعض، ولكن هل سمعت من قبل عن الصرع الحساس للضوء؟
في هذا المقال سنتحدث تفصيليا وبشكل بسيط عن هذه الظاهرة. فهيا بنا.
ما هو مرض الصرع الحساس للضوء؟
مرض الصرع الحساس للضوء هو أحد الأمراض النادرة، وهو نوبات من الصرع أي تشنجات عضلية تأتي نتيجة التعرض لبعض الأشعة الضوئية. ويظهر هذا كثيرًا عند التعرض لألعاب الفيديو أو أجهزة المحمول. ويمكن أيضًا أن يحدث عند التعرض لانعكاس أشعة الشمس من خلال ستائر أو أوراق الشجر.
يكون المرض أكثر شيوعًا في مرحلتي الطفولة والمراهقة، ويقل مع التقدم في العمر. فقد نجد قليل من الحالات في منتصف العشرينات. كما يمكن أن يكون المرض منفردًا أو مصاحبًا لإحدى متلازمات الصرع الأخرى. وقد لا يدرك الشخص أنه يتعرض لذا النوع من الصرع إلا عند الإصابة بأول نوبة.
ووُجد أن نسبة الإناث المصابة تتراوح بين 59% : 75% مقارنةً بالذكور. ومع ذلك فإن الذكور أكثر عرضة لحدوث النوبات ويرجع ذلك لاستخدامهم المستمر لألعاب الفيديو.
أسباب الصرع الحساس للضوء
الصرع يمثل اضطراب مخي، وعند التعرض للمحفز تحدث نوبات من التشنجات، وهي نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ.
وترجع أسباب هذا الاضطراب إلى أحد العوامل الآتية:
- اضطراب الوصلات العصبية.
- عدم توازن النواقل الكيميائية العصبية.
- العامل الوراثي له دور مهم أيضًا.
- وقد يكون السبب مزيج من كل هذه الأسباب.
المحفزات المسببة لنوبات الصرع الحساس للضوء
يتراوح معدل الضوء المحفز لنوبات الصرع الحساس للضوء بين 3:30 هرتز أي ومضة في الثانية وقد يختلف في بعض الأشخاص.
والأضواء المحفزة هذه يمكن أن تكون:
- الفلاشات الضوئية.
- الأضواء الساطعة.
- الضوء الأبيض المتوهج الذي يليه ظلام كما يحدث في البرق أو عند انطفاء شاشة السينما.
- الأضواء القوية.
- رؤية ضوء الشمس من خلال أوراق الشجر أو الستائر.
- بعض الناس يكون لديهم حساسية من ألوان معينة مثل الأحمر والأزرق.
- ومن المحفزات أيضًا شاشات هواتف المحمول، والتليفزيون، والسبورة البيضاء ووهج النار والألعاب النارية.
عليك أن تعرف عزيزي القارئ أن المصادر هذه قد تختلف من شخص لآخر. فليس من الضروري تأثر جميع الحالات بكل هذه المصادر كما يمكنك أيضًا أن تجد مصادر أخرى مؤثرة في بعض الحالات.
عوامل الخطورة المؤثرة في الصرع الحساس للضوء
هناك عوامل مؤثرة تجعل الشخص أكثر عرضة لحدوث نوبات الصرع عند التعرض للمحفز ويمكن أن تكون كالتالي:
- العامل النفسي، كأن يكون الشخص مرهقًا أو متوترًا أو غاضبًا.
- عندما يكون المحفز شاغلًا لمجال الرؤية كاملًا، مثل أن يكون الشخص قريب جدًا من شاشة التلفاز.
- نمط الضوء المحفز، مثل حركة الضوء بشكل سريع أو تغير اتجاه الضوء بشكل مستمر مما يجعله مربكًا للشخص.
- رؤية الأضواء المحفزة على خلفية مظلمة أو في مكان مظلم.
فعلى الشخص أن يكون حذرًا من حدوث مثل هذه العوامل حتي يقلل من تعرضه للنوبات.
أعراض الصرع الحساس للضوء
حينما تُذكر أعراض الصرع يتبادر إلى الأذهان للوهلة الأولى النوبات الصرعية الحادة المتضمنة للتشنجات العضلية الشديدة وفقدان الوعي. ولكن الحقيقة غير ذلك ففي بعض الأحيان يمكن لهذه النوبات أن تكون خفيفة للدرجة التي تجعلها غير ملحوظة.
ومن هنا فأعراض نوبات الصرع الحساس للضوء يمكن أن تشتمل على الآتي:
- الصداع.
- تغيرات في الرؤية.
- الدوخة.
- الهلاوس السمعية أو البصرية أو الشمية.
- الذهول(فقدان الشعور بالواقع المحيط برغم كون المريض واعيا فيبدو كأنه شارد الذهن).
- حركات متشنجة للساقين والذراعين.
- تغيرات في التنفس.
- طعم غريب في الفم.
- حركات سريعة في العين.
- فقدان الوعي والسقوط على الأرض.
- انقباض العضلات وتخشب الجسد.
- العض على اللسان.
- فقدان التحكم في المثانة البولية.
تسمى نوبات الصرع الحساس للضوء بالنوبات التشنجية “generalized tonic-clonic seizure” والتي يجب ألا تستمر أكثر من خمس دقائق.
عندما تنتهي النوبة تبدأ العضلات في الاسترخاء ويستعيد الشخص وعيه ببطء. ولكن يختلف الوقت الذي يستغرقه للعودة إلى طبيعته من شخص للآخر، فقد يستغرق شخص فترة قصيرة وقد يحتاج آخر للراحة.
وبعد التعافي من النوبة قد يعاني الشخص من بعض الأعراض كالشعور بالألم، والتعب، والصداع، والارتباك، وفقدان للذاكرة لفترة قصيرة.
كيف يتم تشخيص الصرع الحساس للضوء؟
للتشخيص يحتاج الطبيب إلى حدوث نوبتين على الأقل وبعدها سيقوم بالإجراءات التشخيصية والتي تكون كالآتي:
- مراجعة الأعراض الموجودة أثناء النوبة، وفي هذا سنحتاج إلى شخص آخر لأن المريض قد يكون فاقدًا للوعي حينها.
- الفحص العصبي للتحقق من ردود الأفعال وقوة العضلات.
- استخدام مقياس EEG الذي يقوم بتسجيل الإشارات العصبية بالدماغ.
- يمكن استخدام تقنيات التصوير أيضًا للتشخيص كالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية.
وبعد الحديث عن التشخيص ننتقل إلى علاج حالات الصرع الحساس للضوء.
علاج الصرع الحساس للضوء
عند ظهور نوبات الصرع على الشخص يتعين عليه التوجه للطبيب لتلقي العلاج والمتابعة. وأما بالنسبة للعلاج فلا يوجد علاج متخصص لمرض الصرع الحساس للضوء بعينه، ولكن يعتمد بشكل أساسي على استخدام الأدوية المضادة لنوبات الصرع وتجنب التعرض للمحفزات.
- الأدوية
كما ذكرنا سابقًا أنه يتم علاج الصرع الحساس للضوء بالعلاجات المضادة لنوبات الصرع. وللوصول للدواء المناسب لحالة المريض يجب التواصل مع الطبيب لتقرير ذلك. ولقد لُوحظ أن دواء Valproate هو أكثر الأدوية تأثيرًا في علاج النوبات الناتجة عن ألعاب الفيديو.
- تجنب محفزات نوبات الصرع الحساس للضوء
على الأشخاص العرضة لمثل هذه النوبات حماية أنفسهم من المحفزات قدر الإمكان. وسنتعرف على بعض الاحتياطات والسلوكيات الوقائية في النقاط التالية:
- تعرف على المحفزات التي تؤثر عليك وتؤدي إلى حدوث النوبات حتى تعمل على تجنبها.
- تجنب التعرض للضوء اللامع، وعند عدم إمكانية ذلك أغمض عينيك جيدًا وانظر بعيدًا عن مصدر الضوء.
- تجنب الأماكن التي تستخدم الإضاءات القوية مثل الحفلات الموسيقية.
- عند مشاهدة التلفاز احرص على أن تكون إضاءة المكان جيدة،وأن تبعد عنه حوالي 8 أقدام. واحرص أن تستخدم جهاز التحكم عن بعد حتي لا تحتاج للتقرب من شاشة التلفاز، وشاهده لفترات قصيرة. كما يفضل استخدام شاشات LCD الخالية من الوميض.
- أخذ فترات راحة مناسبة عند العمل على الكمبيوتر.
- ضبط الإعدادات للتحكم في الصور المتحركة.
- خذ قسطًا مناسبًا من الراحة، وقلل من توترك.
- عند تواجدك بالخارج عليك ارتداء النظارات الشمسية لحماية عينيك من الأضواء المحفزة.
هل الضوء يؤثر على مرضى الصرع؟
إذا كان الشخص يعاني من مرض الصرع الحساس للضوء فلا محالة سيتأثر بالضوء، وقد يسبب له الضوء نوبات صرعية. ولكن هذا التأثير يتوقف على عوامل عدة مثل نوع الضوء ودرجة حساسية الشخص بالإضافة إلى العامل الوراثي. لذا على هؤلاء المرضى أخد الاحتياطات اللازمة وتجنب الأضواء المحفزة لهم.
وأخيرًا فإن مرض الصرع الحساس للضوء هو مرض نادر يصيب كلًا من الذكور والإناث. وقد يتسبب الضوء في استثارة الشخص وتكوين بعض الاستجابات العصبية والعضلية والتي تختلف حدتها من شخص لآخر. لذا عزيزي القارئ اعتني بنفسك جيدًا والتزم تجنب الأضواء التي تسبب لك النوبات.