طريقك للنجاة من الصدمة الإنتانية (Septic shock)

ثوانٍ معدودة فقط هي ما تفصل بين الحياة والموت، وحده لطف الله ثم الوعي ما يجعل النجاة ممكنة. فمن الأعراض إلى النجاة تفصيلًا لا إجمالًا، نتحدث هنا عن الصدمة الإنتانية، فهذا داءٌ يحترم الوقت كثيرًا.

ما هي الصدمة الإنتانية؟

انخفاض مفاجئ وحاد في الضغط الدموي لجسم الإنسان المنخفض المناعة بسبب اجتياحه بسموم بكتيرية تؤدي إلى تعفن الدم وحدوث فشل في الأعضاء.

ما أسباب الصدمة الإنتانية؟

المناعة المنخفضة هي السبب الرئيس للإنتان أو الصدمة الإنتانية فعندما تنخفض المناعة، يصبح الجسم ضعيفًا ويسهل تأثره بالأمراض ذات الأسباب والأنواع المختلفة.

فمنها أمراض بسبب بكتيريا، فيروسات أو فطريات. وغالبًا ما تكون الإصابة بسبب عدوى بكتيرية انتقلت للمريض من المشفى خلال قيامه بأي عملية جراحية، بمجرد دخول هذه البكتيريا إلى جسم الإنسان، لا تجد أي مقاومة لضعف جهاز المناعة، فتبدأ بمهاجمة أجزاء الجسم المختلفة عن طريق إفراز مواد سامة. تلك المواد السامة تسبب انخفاض حاد في الضغط الدموي (صدمة) وتبدأ حالة تعفن (تجرثم) الدم.

انخفاض الضغط الدموي داخل الجسم يسبب فشل في الأعضاء مثل القلب، الرئتين، الكلى والدماغ، فتتوقف تلك الأعضاء عن العمل لذا تعد الصدمة الإنتانية من الحالات الحرجة للغاية وتحتاج إلى التدخل السريع والعاجل.

ما أعراض الصدمة الإنتانية؟

يختلف ترتيب ظهور هذه الأعراض من شخصٍ لآخر وتتفق في خطورتها جميعًا.

  • حمى أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة يصل إلى 38 درجة مئوية.
  • ازدياد ضربات القلب.
  • ازدياد معدلات التنفس أكثر من 20 نفسًا في الدقيقة
  • عدم القدرة على التبول.
  • ظهور علامات زرقاء متفرقة في الجسم.
  • دوار شديد وإعياء.

مراحل الإنتان

تأتي أعراض الصدمة الإنتانية على ثلاث مراحل بلا فارق زمني كبير. التدخل السريع هو أفضل الحلول.

  1. المرحلة الأولى: بداية حدوث التسمم داخل الجسم، تكون أعراضها كالتالي:
    • ارتفاع كبير و مفاجئ لدرجة حرارة الجسم أو انخفاض مفاجئ.
    • تسارع ضربات القلب بصورة ملحوظة.
    • ازدياد معدل التنفس بصورة كبيرة.
      والجدير بالذكر أن وجود عرض أو أكثر من هذه الأعراض هو ناقوس الخطر الذي يستوجب تدخل الإسعاف.
  2. المرحلة الثانية: هي مرحلة التجرثم الشديد للدم. وتتبع المرحلة الأولى فبعد الانخفاض الكبير في ضغط الدم يحدث فشل في وظائف الأعضاء، وتزداد الأعراض لتكون كالتالي:
    • حدوث مشكلات في التبول.
    • فقدان الوعي.
    • ارتجاف شديد.
    • إعياء تام.
    • صعوبة التنفس.
    • حدوث علامات في الجلد.
    • عدم الاستجابة للنداءات المحيط به.
  3. المرحلة الثالثة: هي الأخطر على الإطلاق لحدوث جلطات متتالية داخل شرايين الجسم تسبب فشلًا في أكثر الأعضاء الحيوية.

هل الصدمة الإنتانية معدية؟

لا ليست معدية. ولكن أسباب المرض معدية فاحرص على ما يلي:

  1. غسل الأيدي بالماء الجاري وتعقيمها.
  2. عدم استخدام أواني أو ملاعق المريض.
  3. استخدام القناع الطبي (الكمامة) إذا كان المريض مصابًا بالعطس أو السعال.

كيف يتم تشخيص الصدمة الإنتانية؟

يعتمد التشخيص على تحديد نوع البكتيريا ونسبتها في الدم، فحص وظائف الأعضاء، وذلك عن طريق:

  • عينة من الدم لكشف نوع البكتريا المسببة للتجرثم.
  • فحص عينة من بول المريض.
  • فحص عينة من المخاط.
  • اختبار السائل الشوكي.
  • فحص الكليتين.
  • فحص القلب والرئتين.
  • فحص نسبة الأكسجين.
  • فحص الجلطات داخل الجسم.

في الحالات المتقدمة التي يصعب فيها تحديد مصدر العدوى يلجأ الطبيب لما يلِي:

  • الرنين المغناطيسي.
  • الأشعة المقطعية.
  • الأشعة السينية.
  • الموجات فوق الصوتية.

من هم الأكثر عرضة للإصابة بالصدمة الإنتانية؟

الأطفال وكبار السن هم الأكثر عُرْضَة للإصابة بالصدمة الإنتانية نظرًا لضعف مناعتهم ولكن يوجد بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة لجميع الفئات العمرية مثل:

  • الإصابة بمرض يتطلب المكوث الطويل في المشفى.
  • الإصابة بالأورام السرطانية.
  • مرض السكري بنوعيه.
  • سوء التغذية الشديد.
  • المرأة الحامل.
  • الأطفال حديثي الولادة.
  • المصابون بأمراض مفقدة للمناعة مثل الإيدز.

علاج الصدمة الإنتانية

الاتصال السريع بالمشفى هو الحل الصحيح الأوحد وفيها يقوم الطبيب بما يلي:

  1. إعطاء المريض المضادات الحيوية الأزمة.
  2. أدوية ترفع ضغط الدم.
  3. متابعة العلامات الحيوية للمريض والتعامل مع كل متغيراتها.
  4. وضع المريض على جهاز التنفس الصناعي إذا وصل المرض إلى الرئتين.
  5. إمداد الجسم بالعديد من السوائل في الأوردة لتعويض حالة الجفاف وهبوط ضغط الدم.
  6. قد يحتاج المريض إلى الغسيل الكلوي في حالة تأثر وظائف الكلى.

هل يمكن الوقاية من الصدمة الإنتانية؟

بالتأكيد يمكنك الوقاية منها فبعد معرفتنا أن السبب الرئيس لها هو انخفاض المناعة أصبح من الممكن الوقاية منها. فالمناعة هي قوات الحماية داخل جسم الإنسان بخسرانها يصبح مُعرضًا لكل أنواع الأمراض.

ما هي تحاليل المناعة؟

هي وسيلة لمعرفة هل جهازك المناعي يعمل بصورة طبيعية أم لا؟

عن طريق قياس الأجسام المضادة (الجلوبيولين) التي تعمل كقوات حماية خاصة داخل جسم الإنسان. وزيادة تلك الأجسام المضادة قد تدل على:

  • وجود أمراض مناعية ذاتية مثل التصلب اللويحي.
  • أمراض الكبد.
  • حساسية.
  • بعض أنواع الأورام السرطانية.
  • عدوى مزمنة داخل جسم الإنسان.

نقص تلك الأجسام المضادة يدل على:

  • وجود بكتيريا، فيروسات أو فطريات.
  • تناول أدوية مثبطة للمناعة مثل الكورتيزون.
  • مضاعفات الأمراض المزمنة كالسكري.

كيف تتم تحاليل المناعة؟

  • سحب عينة من الدم.
  • سحب عينة من السائل النخاعي (البزل القطني).

وتستغرق نتيجة تلك التحاليل عدة أيام وتبعًا لنتائج العينات قد يحتاج الطبيب أيضًا مزيد من التحاليل مثل تحليل نسبة البروتين في الدم وتحليل البول.

ما أسماء جميع تحاليل المناعة؟

تحليل الأجسام المضادة (الجلوبيولين) يتضمن:

  1. تحليل الجلوبيولين المناعي م (Immunoglobulin M): هو خط الدفاع الأول عن الجسم.
  2. تحليل الجلوبيولين المناعي ج (Immunoglobulin G): هو أشهر الأجسام المضادة داخل جسم الإنسان.
  3. تحليل الجلوبيولين أ (Immunoglobulin A): يفرز في اللعاب والأجهزة المخاطية.
  4. تحليل الجلوبيولين هـ (Immunoglobulin E): يفرز في حالات الحساسية.
  5. تحليل الجلوبيولين د (Immunoglobulin D).

كيف تقوي جهاز المناعة الخاص بك؟

  • ممارسة الرياضة بصورة يومية.
  • البعد عن السكريات المصنعة.
  • الابتعاد عن اللحوم المصنعة.
  • اتباع نظام غذائي صحي متوازن.
  • استخدام مكملات البروبيوتيك (probiotics) تحت إشرافٍ من الطبيب.
  • البعد عن استخدام الزيوت المهدرجة في الطعام حتى تحافظ على مستوى الكوليسترول.
  • تجنب تناول المضادات الحيوية والمسكنات دون مشورة طبية.

لكل داٍء دواء يُستطاب به، والعلم دواء كل الأمراض فكن أنت بداية الطريق فمعرفتك بعَّرٍض واحدٍ من الأعراض يساوي حياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى