الصداع العنقودي | أسبابه وأعراضه وطرق العلاج المتاحة
يتعرض كلُ منا للصداع بشكل شائع، وهو من أكثر الشكاوى الطبية المعروفة ويوصف بأنه ألم في الرأس. ولكن هل تعلم عزيزي القارئ أن للصداع أنواع، وأن لكل نوع أعراض وأسباب مختلفة. في هذا المقال سوف نتحدث عن أحد أنواع الصداع وهو، الصداع العنقودي وسنتعرف على أعراضه، وأسبابه وطرق الوقاية منه.
ما هو الصداع العنقودي؟
الصداع العنقودي “Cluster headaches” هو صداع مؤلم للغاية يحدث في فترات، يواجه فيها الشخص دورات من هجمات الصداع، تليها فترات راحة خالية من الصداع. قد يتراوح تردد الصداع خلال هذه الدورات من نوبة واحدة كل يوم إلى أكثر من نوبة يوميًا. يكون أكثر شيوعًا بين المراهقين أو كبار السن، ولكن يمكن أن يحدث في أي عمر.
أنواع الصداع العنقودي
هناك نوعان من الصداع العنقودي وهما:
- الصداع العنقودي العرضي: يحدث بانتظام خلال أسبوع واحد أو عام واحد، تليها فترة خالية من الصداع لمدة شهر أو أكثر.
- الصداع العنقودي المزمن: يحدث بانتظام لمدة تزيد عن عام، تليها فترة خالية من الصداع تستمر لمدة تقل عن شهر واحد.
قد يصاب الشخص المصاب بالنوع العرضي بصداع مزمن، والعكس. وخلال الفترة العنقودية يحدث الصداع عادة كل يوم، وأحيانًا عدة مرات في اليوم.
يمكن أن تستمر نوبة واحدة من 15 دقيقة إلى ثلاث ساعات، غالبًا ما تحدث الهجمات في نفس الوقت كل يوم. تحدث معظم النوبات في الليل، عادة بعد ساعة إلى ساعتين من الذهاب إلى الفراش بعدها ينتهي الألم فجأة كما بدأ، مع انخفاض سريع في الشدة.
أسباب الصداع العنقودي
على عكس الصداع النصفي وصداع التوتر، لا يرتبط هذا الصداع عمومًا بالمحفزات، مثل الأطعمة أو التغيرات الهرمونية أو الإجهاد.
- يحدث الألم بسبب تمدد أو اتساع الأوعية الدموية، المسئولة عن توصيل الدم إلى المخ والوجه. يسبب هذا التمدد ضغطًا على العصب ثلاثي التوائم، الذي ينقل الإحساس من الوجه إلى المخ، ومن غير المعروف لماذا يحدث هذا التمدد.
- يعتقد الباحثون أن وجود تشوهات في منطقة تحت المهاد، “وهي منطقة صغيرة من الدماغ مسؤولة عن تنظيم درجة حرارة الجسم، وضغط الدم، والنوم، وإطلاق الهرمونات” قد يكون سبباً أيضًا.
- قد يحدث الصداع أيضًا بسبب الإطلاق المفاجئ لبعض المواد الكيميائية مثل الهيستامين، المضاد لمسببات الحساسية، أو السيروتونين، الذي ينظم المزاج.
عوامل خطر الإصابة بالصداع العنقودي
تتضمن عوامل خطر الإصابة ما يلي:
- الجنس: الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء.
- العمر: تتراوح أعمار معظم الأشخاص الذين يصابون بالصداع العنقودي بين 20 و 50 عاما، على الرغم من أن الحالة يمكن أن تتطور في أي عمر.
- التدخين: كثير من الناس الذين يصابون بنوبات الصداع هم من المدخنين. ومع ذلك، فإن الإقلاع عن التدخين عادة لا يكون له أي تأثير على الصداع.
- تعاطي الكحول: إذا كنت تعاني من الصداع العنقودي، فقد يزيد شرب الكحول خلال فترة عنقودية من خطر الإصابة بنوبة.
- التاريخ العائلي: قد يزيد وجود أحد الوالدين أو الأخوة المصابين بهذا النوع من الصداع من خطر إصابتك.
أعراض الصداع العنقودي
عادة ما يبدأ الصداع العنقودي فجأة، تعاني نسبة صغيرة من الناس من الاضطرابات البصرية الشبيهة بالهالة، مثل ومضات الضوء قبل أن يبدأ الصداع.
- الأكثر شيوعًا، يبدأ الصداع بعد ساعات قليلة من النوم وغالبًا ما يكون مؤلما بما يكفي لإيقاظك، لكنه قد يبدأ أيضًا عندما تكون مستيقظًا.
- تحدث آلام الصداع العنقودي على جانب واحد من الرأس، ولكن يمكن تبديل الجانبين في بعض الأشخاص، ويقع بشكل عام خلف العين أو حولها، يوصف بأنه ألم ثابت وعميق.
- قد ينتشر الألم إلى الجبهة أو الصدغ، أو الأسنان أو الأنف، أو الرقبة أو الكتفين على نفس الجانب.
قد تكون هناك علامات وأعراض أخرى واضحة على الجانب المؤلم من الرأس، بما في ذلك:
- دموع مفرطة من العين.
- تدلي الجفن.
- احمرار العين.
- حساسية للضوء.
- تورم تحت أو حول إحدى العينين أو كلتيهما.
- سيلان أو انسداد الأنف.
- احمرار الوجه.
- الشعور بالغثيان.
- التوتر أو الأرق.
كيف يتم تشخيص الصداع العنقودي؟
الصداع العنقودي له نوع مميز من الألم ونمط من الهجمات، يعتمد التشخيص على وصفك للهجمات، بما في ذلك الألم، وموقع الصداع وشدته، والأعراض المرتبطة به.
عدد المرات التي يحدث فيها الصداع، والمدة التي يستغرقها هي أيضًا عوامل مهمة.
من المرجح أن يحاول الطبيب تحديد نوع الصداع وسببه باستخدام أساليب معينة ومنها:
الفحص العصبي
قد يساعد الفحص العصبي على اكتشاف العلامات الجسدية لاضطراب الأعصاب. عادًة ما يكون الفحص طبيعيًا في المرضى الذين يعانون من الصداع العنقودي. سيستخدم الطبيب سلسلة من الإجراءات لتقييم وظائف الدماغ، بما في ذلك اختبار حواسك وردود أفعالك وأعصابك.
اختبارات التصوير
إذا كنت تعاني من صداع غير عادي أو معقد أو فحص عصبي غير طبيعي، فقد يوصي الطبيب بإجراء اختبارات أخرى لاستبعاد الأسباب الخطيرة الأخرى لألم الرأس، مثل الورم أو تمدد الأوعية الدموية. تتضمن اختبارات تصوير الدماغ الشائعة، التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي للمخ.
علاج الصداع العنقودي
يتضمن العلاج تخفيف أعراض الصداع والوقاية منها باستخدام الأدوية. في حالات نادرة، عندما لا يعمل تخفيف الألم والعلاج الوقائي، قد يوصي طبيبك بإجراء عملية جراحية.
يتضمن العلاج ما يلي:
مسكنات الألم
يخفف مسكن الألم من ألم الصداع بمجرد أن يبدأ، تشمل الأدوية ما يلي:
- الأكسجين: يمكن أن يساعد تنفس الأكسجين النقي بنسبة 100٪ عندما يبدأ الصداع، في تخفيف الأعراض.
- أدوية تريبتان: دواء بخاخ الأنف يسمى سوماتريبتان (إيميتريكس)، أو أدوية تريبيتان التي تعمل على تضييق الأوعية الدموية، يمكن أن تساعد في تخفيف الصداع.
- DHE: دواء عن طريق الحقن يسمى ثنائي هيدرو إرغوتامين (DHE)، يمكن أن يخفف في كثير من الأحيان من آلام الصداع في غضون خمس دقائق من الاستخدام. ملاحظة: لا يمكن تناول DHE مع سوماتريبتان.
- أوكتريوتيد: هو شكل من أشكال السوماتوستاتين “هرمون النمو” المصنع، يمكنك أن تأخذها من خلال الوريد.
- ليدوكايين: هذا هو مسكن للألم، في شكل رذاذ للأنف.
- كريم الكابسيسين: يمكن تطبيق كريم الكابسيسين الموضعي على المنطقة المؤلمة.
الأدوية الوقائية
الأدوية الوقائية تمنع الصداع قبل أن يبدأ، قد لا تكون هذه الأدوية فعالة بنسبة 100٪، ولكنها يمكن أن تقلل من تكرار الصداع، تتضمن هذه الأدوية:
- أدوية ضغط الدم: مثل بروبرانولول (إندرال)، أو فيراباميل (كالان، كوفيرا، ايزوبتين، فيريلان)، التي تعمل على استرخاء الأوعية الدموية.
- أدوية الستيرويد (الكورتيزون): مثل بريدنيزون، التي تقلل من التهاب الأعصاب.
- دواء يسمى الإرغوتامين يمنع الأوعية الدموية من التمدد.
- دواء يسمى جالكانيزوماب Galcanezumab.
- الأدوية المضادة للاكتئاب.
- الأدوية المضادة للتشنجات: مثل توبيراميت (توباماكس)، وحمض الفالبرويك، وجابابنتين.
- كربونات الليثيوم.
- الأدوية الباسطة العضلات: مثل باكلوفين.
الجراحة
كملاذ أخير، يمكن استخدام إجراء جراحي لتعطيل العصب ثلاثي التوائم. يمكن أن تسبب الجراحة تخفيفًا دائمًا للألم لبعض المرضى، ولكن يمكن أن ينتج عن ذلك آثار جانبية خطيرة، مثل تخدير الوجه الدائم.
نصائح للوقاية من الصداع العنقودي
قد تتمكن من الوقاية منه عن طريق تجنب ما يلي:
- الكحول.
- التدخين.
- الكوكايين.
- المرتفعات.
- الأنشطة الشاقة.
- الطقس الحار.
- الحمامات الساخنة.
- اللحوم المحفوظة.
الأسئلة الشائعة
قد تساعد بعض التدابير على تجنب نوبة الصداع العنقودي أثناء الدورة العنقودية مثل الالتزام بجدول نوم منتظم والاستيقاظ باكرًا وعدم السهر لساعات متأخرة.
نظرًا لأن الصداع العنقودي يمكن أن يكون مؤلمًا للغاية، فقد ترغب في تجربة علاجات بديلة أو تكميلية لتخفيف الألم، أظهر الميلاتونين فعالية متواضعة في علاج الهجمات الليلية. هناك أيضًا بعض الأدلة على أن الكابسيسين، المستخدم داخل الأنف، قد يقلل من تواتر وشدة نوبات الصداع العنقودي.
وفي النهاية، الصداع العنقودي لا يهدد الحياة، ولكن لا يوجد علاج نهائي له. مع هذه النصائح والعلاجات، قد يصبح الصداع أقل حدوثًا وأقل إيلامًا بمرور الوقت، أو قد يختفي تمامًا في نهاية المطاف.