الصداع العنقودي | الأسباب والأعراض والعلاج
هل تشعر أحيانًا بألم حاد على جانب واحد من رأسك ووجهك؟ هل تؤلمك عيناك في نفس الجانب؟ هل تستيقظ من نومك بسبب آلام الصداع؟ هل تعاني من الصداع في نفس الوقت من السنة؟
إذا كان الأمر كذلك، فقد تكون أمام ما يسمى الصداع العنقودي نادر الحدوث بالنسبة لأنواع الصداع الأخرى؛ حيث يؤثر على شخص من كل ١٠٠٠ شخص تقريبًا. تابع القراءة للإجابة عن جميع الأسئلة التي قد تدور في ذهنك عن الصداع العنقودي وأسبابه وعلاجه وكل ما قد يخصه.
ما هو الصداع العنقودي (Cluster headaches)؟
الصداع العنقودي هو نوع من أنواع الصداع الذي ينتج عنه نوبات ألم شديدة عادة في جانب واحد من الرأس. وغالبًا ما ترتبط آلام الصداع العنقودي والعين ارتباطًا وثيقًا، ويحدث على فترات متكررة. ولا تسببه حالات الدماغ، مثل الورم أو تمدد الأوعية الدموية.
وترجع تسميته هكذا من كيفية تأثيره عليك، لذلك سنعرض تأثيره عليك بشكل أكثر دقة.
تأثير الصداع العنقودي على المريض
- يأتي في شكل هجمات على فترات، أو تأتي قبل أن يختفي مؤقتًا بالنسبة لمعظم الناس.
- تستمر الفترة العنقودية غالبًا من ٣٠ إلى ٤٥ دقيقة وبعضها أقصر وبعضها أطول فقد يصل إلى ٣ ساعات.
- قد تكون مرة كل يوم أو أكثر من مرة في اليوم أو كل يومين، وأحيانًا تواجه ما يصل إلى ثماني مجموعات من هذا الصداع في غضون ٢٤ ساعة.
- أحيانًا تشعر بالهجمة بعد ساعتين أو ثلاثة من نومك.
- قد يستمر من أسابيع إلى أشهر تليها فترة تعافي يتوقف فيها الصداع لأشهر وأحيانًا لسنوات.
- يميل للحدوث في نفس الوقت من كل عام كأوقات الربيع والخريف.
- في حين إصابتك بالصداع العنقودي المزمن. تستمر فترات العنقود المزمنة لأكثر من عام، وقد تستمر الفترات الخالية من الألم أقل من شهر واحد.
- تشير الدراسات إلى زيادة تأثر الرجال عن النساء به، وعادة من عمر ٢٠ إلى ٤٠ عامًا هم الأكثر تضررًا (يمكن أن يؤثر على الأشخاص في أي عمر).
أعراض الصداع العنقودي
تصاب بالصداع العنقودي عادة بسرعة دون سابق إنذار، وتشمل العلامات والأعراض الشائعة أثناء الصداع ما يلي:
- ألم في جانب واحد، عامًة يقع في عين واحدة أو خلفها أو حولها وقد تتحول للجهة الأخرى، أحيانًا ينتقل لمناطق أخرى من وجهك ورأسك ورقبتك.
- تورم وتدلي الجفن حول العين المصابة بالألم وأحيانًا كلتيهما.
- احمرار العين في الجانب المصاب.
- بؤبؤ أصغر في عين واحدة.
- تعرق الجبهة أو الوجه خاصًة بالجانب المصاب.
- وخز أو خدر في ذراعيك أو أصابعك.
- الحمى والغثيان في حالات نادرة.
هل هناك أعراض تساعد في معرفة قدوم الصداع العنقودي؟
على الرغم من حدوث الصداع العنقودي فجأة، إلا أنه هناك بعض الأعراض التي قد تدل على قدومه، وتتواجد أيضًا أثناء الإصابة به مثل:
- الأرق والانفعال.
- عين تميل للاحمرار.
- شحوب البشرة.
- حساسية للضوء والصوت.
- التعرق كثيرًا.
- احتقان أو انسداد في الأنف أو سيلانه خاصًة في الجانب المصاب.
محفزات تؤدي إلى الصداع العنقودي
تلك المحفزات تساعد في الإصابة بالصداع العنقودي وزيادة حدة آلامه ولذلك ننصحك بتجنبها خاصًة إذا كان لديك تاريخ معه. وهي كالآتي:
- التدخين والكحول وتعاطي المخدرات.
- المرتفعات.
- الضوء الساطع.
- التعرض لروائح قوية أحيانًا.
- الجهد البدني القوي.
- الحرارة، إما الطقس أو الاستحمام.
- الأدوية مثل النتروجليسرين، وهو يستخدم لعلاج أمراض القلب.
ومن المحفزات أيضًا لهذا النوع التاريخ العائلي، حيث قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة إصابة أحد الوالدين به.
أسباب الصداع العنقودي علميًا
لم يتوصل الخبراء ما سبب الصداع العنقودي تحديدًا، ولكن توصلوا للآتي:
- تصاب به عند تشغيل مسار عصبي في قاعدة دماغك.
- هذه الإشارة تأتي من جزء أعمق من الدماغ يسمى منطقة ما تحت المهاد، موطن “الساعة البيولوجية الداخلية” وهي المسؤولة عن دورات النوم والاستيقاظ.
- العصب المصاب هو العصب الثلاثي التوائم، وهو المسؤول عن الأحاسيس مثل الحرارة أو الألم في وجهك. وهو قريب من عينك ويتفرع إلى جبهتك، عبر خدك، أسفل فكك، وفوق أذنك على نفس الجانب.
- قد يحدث الصداع أيضًا بسبب الإطلاق المفاجئ للمواد الكيميائية الهستامين، التي تحارب مسببات الحساسية، أو السيروتونين، الذي ينظم المزاج.
تشخيص الصداع العنقودي
يعتمد تشخيص الصداع العنقودي على ألمه وموقعه والأعراض المرتبطة به، وكذلك عدد المرات التي يحدث بها والمدة التي يستمر فيها. كذلك بناءً على تاريخك في نمط الصداع، من النوبات المتكررة شبه اليومية والتي تستمر لأيام أو أسابيع أو أشهر. وقد يطلب منك الطبيب إجراء الآتي:
- الفحص العصبي.
- اختبارات التصوير (التصوير بالرنين المغناطيسي، الأشعة السينية).
- بعض اختبارات الدم.
متى تتواصل مع طبيبك فور شعورك بالصداع العنقودي؟
حالات الصداع العنقودي معظمها ليست خطيرة. لكن يمكن أن يكون أيضًا علامة على مرض خطير، مثل السكتة الدماغية أو التهاب السحايا، فعليك التواصل معه على الفور في الحالات الآتية:
- أتى فجأة وكان شديد جدًا.
- جعلك تفقد الوعي.
- أتى بعد إصابتك في الرأس.
- ظهرت لديك مشكلة في الرؤية أو المشي أو التحدث.
- حدث تخدير بذراعيك أو ساقيك.
- صاحبه غثيان أو قيء (إن لم يكن مرتبطًا بالإنفلونزا أو مخلفات الكحول وغيره).
- صاحبته حمى شديدة (فوق ٣٨ درجة).
- حساسية للضوء.
- ظهور طفح جلدي.
علاج الصداع العنقودي
لا يوجد علاج نهائي للصداع العنقودي، ولكن يعتمد في علاجه على إدارة الألم من خلال تخفيف حدة مجموعة الهجمات المتكررة منه أو الوقاية منها.
وعلى الرغم من صعوبة علاجه وكونه بحاجة غالبًا للتدخلات الطبية والأدوية. فهناك بعض التدخلات التي تساعدك في تخفيف أعراضه بل ومنعها من المنزل.
علاج الصداع العنقودي في المنزل
على الرغم من وجود علاجات منزلية قليلة وكذلك تفتقر إلى الأبحاث، لكن هناك بعض المعلومات عن العلاجات الآتية:
- مكملات الميلاتونين: غالبًا ما ينقص الميلاتونين عند المرضى بهذا الصداع. وتساعد تلك المكملات في تخفيفه ومنعه عند تناولها ليلًا بجرعة تتراوح بين ١٠و٢٥ ملليجرام. وتعتبر أقل فعالية إذا كان صداعًا عنقوديًا مزمنًا.
- كريم (Capsaicin): يمكن استخدامه ككريم موضعي دون وصفة طبية. يستخدم بتطبيقه بلطف بإستخدام مسحة قطنية داخل أنفك. على الرغم من قدرته في تخفيف الألم إلا أن فعاليته محدودة بالمقارنة بالعلاجات الأخرى.
- تمارين التنفس العميق: الأكسجين هو أحد أهم العلاجات الرئيسية لعلاج هذا النوع من الصداع؛ فالحصول على أكسجين إضافي في مجرى الدم يساعد في إدارة الألم وتهدئة الجسم بشكل عام. ومن أجل فعالية أكثر، يفضل إجراء تلك التقنية بجانب الأدوية المستخدمة للعلاج.
- مكملات الماغنيسيوم: وجدت الدراسات إرتباط الانخفاض في الماغنسيوم ببعض أنواع الصداع؛ لذلك يمكنك إستخدام المكملات أو الأطعمة الغنية به للمساهمة في الحد من أعراضه.
- مستخلص كودزو: هو مكمل نباتي يقلل من شدة ألم الصداع، لكن تشير بعض الأدلة البحثية إلى أنه قد يساعد في حدوثه. لذلك لا يفضل استخدامه لعدم وجود دراسات علمية كافية عنه.
عليك أن تعلم أنه لا يفضل استخدام المكملات الغذائية دون وصفة طبية، خاصًة إذا كنت تتناول أدوية أخرى. ويفضل الرجوع للطبيب إذا لم تقل حدة الألم لديك.
علاج الصداع العنقودي طبيًا
هل تعلم أن مسكنات الألم دون وصفة طبية (مثل الباراسيتامول) غير فعالة له؟ وهذا لأنها بطيئة جدًا في التأثير. بدلًا من ذلك، ستحتاج إلى علاج متخصص واحد أو أكثر. ومن أدوية علاج الصداع العنقودي، ما يلي:
أدوية تخفف من ألم نوبة الصداع
- السوماتريبتان (الحقن ورذاذ الأنف) والتي يمكنك أخذها ما يصل إلى مرتين في اليوم وكذلك رذاذ الأنف (مثل ديهيدرويرغوتامين وزولميتريبتان).
- المخدر الموضعي (مثل ليدوكايين) عن طريق الأنف.
- الأكسجين، حيث تتنفسه عن طريق قناع الوجه.
أدوية وقائية تقلل من شدة ومدة الألم
تستخدم تلك الأدوية إذا طالت الفترة العنقودية لأكثر من أسبوعين، ومنها:
- حاصرات قنوات الكالسيوم، فيراباميل، كربونات الليثيوم، ثنائي الفالبرويكس، الميلاتونين وتوبيراميت. ويوجد علاج وقائي جديد وهو جسم مضاد مرتبط بجين الكالسيتونين (CGRP).
- الكورتيكوستيرويدات، وهي أدوية مثبطة للالتهابات وسريعة المفعول.
وقد يلجأ الطبيب لخيارات أخرى عند الحاجة، مثل:
- الجراحة (عمليات الصداع العنقودي)، لكنها لم تحقق نجاحًا كبيرًا في منعه.
- التحفيز الكهربي الخفيف على الرقبة.
بعض الطرق الأخرى المستخدمة في علاجه:
- العلاج الطبيعي.
- الوخز بالإبر.
- الحجامة.
- تقويم العمود الفقري.
هل الصداع العنقودي خطير؟
لا يهدد هذا النوع الحياة، ولا يسبب تلفًا في الدماغ. ولكن تكمن مخاطر وسلبيات الصداع العنقودي في كونه يسبب نوبات ألم شديدة متكررة مما يؤثر على نوعية حياتك ومهامك اليومية. وأيضًا ما يزيد الأمر صعوبة أن تصاب بالنوع المزمن منه.
تجربتي مع الصداع العنقودي
يحكي أحد الأشخاص عن معاناته من ألم يحدث له على نوبات متكررة وفي الأغلب يشعر به في جانب واحد من رأسه وعينه. وقد يوقظه الألم من نومه أحيانًا ولذلك قام بتشخيص نفسه تشخيص خاطئ إنه مريض صداع نصفي، حتى طال الأمر لأكثر من عام مما زاد من معاناته ولم يشعر بالتحسن على الرغم من تناول الكثير من المسكنات.
هذا إلى أن شخصه الطبيب على أنه مريض صداع عنقودي مزمن بعد سؤاله عن أعراضه وإجراء بعض الاختبارات.
لذلك احرص على عدم تشخيص مرضك وتناول أدوية غير موصوفة طبيًا حتى لا يزداد الأمر سوءًا. وإليك فيما يأتي بعض الفروق بين الصداع النصفي والعنقودي كي لا يختلط الأمر عليك.
الفرق بين الصداع العنقودي والصداع النصفي
نحن أمام نوعين مختلفين من الصداع، وعلى الرغم من ذلك يخلط بعض الأشخاص بينهما، لذلك دعنا نلخص الفرق بين الصداع العنقودي والشقيقة (الصداع النصفي) فيما يلي:
- نحن نتحدث عن نوع هو أكثر حدة من النصفي ولكنه عادة لا يستمر طويلًا. بالرغم أن كلا النوعين من أنواع الصداع الأساسي أي الذي يحدث بسبب استجابة جزء من الدماغ لنقل الألم. على عكس الصداع الثانوي وهو عرض لمشاكل صحية أخرى كالتهاب الأذن واحتقان الأنف. مع ذلك قد يصاب بعض الناس بكلا النوعين.
- على الأغلب يؤلم العنقودي جانبًا واحدًا فقط من رأسك. لكنك قد تشعر بالنصفي على كلا الجانبين، أو على جانب واحد فقط، أو على طول جبهتك ويزداد الأمر سوءًا عندما تحرك رأسك.
- يسير الأشخاص الذين يعانون من العنقودي وكذلك يجلسون ويهتزون ذهابًا وإيابًا، على عكس المصابين بالآخر. يمكن أن تحدث بعض الأعراض المتشابهة بالنوعين معًا، مثل الحساسية للضوء والصوت والإحساس بالألم أحيانًا في جانب واحد.
- يبدأ النصفي ببطء وقد يستمر بضع ساعات وأحيانًا بضعة أيام. قد تتعرض إلى بعض علامات التحذير قبل يوم من بدء الألم، مثل الرغبة الشديدة في تناول بعض الأطعمة أو التغيرات في مزاجك، كما قد ترى هالات قبله مباشرة. بينما الآخر يأتي ألمه بشكل أكثر مفاجأة.
الفرق بين الصداع العنقودي والعصب الخامس
هذان النوعان من الحالات العصبية النادرة، وهما مختلفان تمامًا، وإليك بعض الحقائق العلمية عن العصب الخامس (العصب ثلاثي التوائم) التي تساعدك على فهم هذا الاختلاف:
- تشعر بألمه كالصدمة أو الطعن، وعادة يقتصر على أنسجة الفك السفلي والعلوي، وقد يصيب جانب واحد مثل العنقودي.
- تستغرق هجماته بضع ثوانٍ إلى دقائق قليلة بينما العنقودي يستغرق أكثر من ذلك.
- يُحفز بالمضغ وفرشاة الأسنان والحلاقة وغيرها من الممارسات على الوجه، بينما العنقودي يحفز بالتبغ والروائح القوية وغيرها مما ذكرنا.
- السبب في إصابته التفاف شريان أو وريد حوله، أو ضغط ورم أو إصابة بالوجه عليه، بينما العنقودي سببه غير واضح تحديدًا.
- هو أكثر شيوعًا في النساء عن الرجال على عكس الآخر.
الأسئلة الشائعة
تعاني المرأة الحامل أحيانًا من الصداع خاصًة في الشهور الأولى لتغيير هرموناتها. بينما هذا النوع أقل شيوعًا في هذه الحالة ويأتي بأعراضه كما ذكرناها.
هذا النوع غير شائع عند الأطفال، وغالبًا يعاني الأشخاص منه ابتداء من سن ٢٠ عامًا.
قد تساعد أحيانًا في تخفيف حدة آلامه وتقليل نوباته المتكررة.
يعالج هذا المرض بغرض الوقاية من هجماته بما يسمى الكورتيكوستيرويدات (وهي من الأدوية المرتبطة بالكورتيزون).
قد تكون هذه علامة على إصابتك بالصداع العنقودي، أقرأ هذا المقال لتعلم أكثر عنه، ثم استشر طبيبك.
هذا لأنه من بين أسوأ أنواع الآلام التي يمكن تجربتها، ويفكر العديد من المرضى في الانتحار أثناء الهجمات.
بعد أن علمت كل ما تود معرفته عن الصداع العنقودي، أنتبه إذا لاحظت أعراضه كما ذكرناها في هذا المقال فعليك بالذهاب إلى طبيبك؛ فهذا النوع قد يستغرق سنوات لتشخيصه مما يزيد الأمر سوءًا.