الصداع العنقودى | أعراضه وأسبابه وطرق العلاج
الصداع العنقودي هو نوع حاد من الصداع الذى يحدث فجأة دون سابق إنذار فى جانب واحد من الرأس وغالباً ما يكون حول العين وخلفها.
وقد يحدث أثناء الإستيقاظ أو أثناء النوم و تتسبب شدة الألم فى الإستيقاظ من النوم.
يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بالصداع العنقودي من نوبات متكررة من الصداع الشديد على مدار 24 ساعة. غالبًا ما تحدث في الليل.
يختلف الصداع العنقودي بشكل كبير عن الأنواع الأخرى من الصداع. حيث أنه يكون شديدًا للغاية وغالبًا ما يتطلب تدخل طبي . وعلى الرغم من شدة ألمه، إلا أنه ليس خطيرًا.
ما هي أعراض الصداع العنقودى؟
تشمل أعراض الصداع العنقودي الشائعة ما يلي:
- الصداع الذي يبدأ دون أي تحذير، غالبًا ما يوقظ الشخص المصاب في الليل.
- آلام الصداع الشديدة التي تقع خلف العين أو على جانب واحد من الوجه.
- تدلى وتورم فى الجفن و ضيق حدقة العين على الجانب الذي يعاني فيه من الألم.
- احمرار العينين على جانب الوجه الذي نشأ فيه ألم الصداع.
- الصداع الشديد الذي يستمر ما بين 15 دقيقة إلى 3 ساعات، خلال فترة 24 ساعة.
- حساسية العين للضوء.
- سيلان أو انسداد فى الأنف.
قد يزداد الألم فينتقل إلى الجبهة أو الصدغ أو الأسنان والأنف والرقبة على نفس الجانب.
وتشتد حدة الألم بعد بدايته بـ 10 دقائق وقد تستمر الى مايقرب من ساعتين.
وعادة ما يحدث الصداع العنقودي كل يوم، في نوبات تستمر عدة أسابيع أو شهور في كل مرة (من 4 إلى 12 أسبوعًا)، قبل أن تهدأ.
وقد تتبعها فترة خالية من الأعراض والتي تستمر أحيانًا لأشهر أو سنوات قبل أن يبدأ الصداع مرة أخرى.
وتظهر الأعراض على الأشخاص المصابين بالصداع العنقودي في نفس الوقت كل يوم. على سبيل المثال، غالبًا ما يستيقظون من الصداع في غضون ساعتين من النوم.
غالبًا ما تحدث هذه الأعراض في نفس الوقت من العام، عادة في الربيع والخريف.
ما هى أسباب الصداع العنقودى؟
يحدث الألم الناتج عن الصداع العنقودى نتيجة تمدد الأوعية الدموية التي تزود الدماغ والوجه بالدم ويسبب هذا التمدد الضغط على العصب الذي ينقل الإحساس من الوجه إلى الدماغ، ولا يوجد سبب واضح ودقيق لحدوث هذا التمدد، ولكن يُرجع بعض الباحثون السبب فى هذا التمدد إلى وجود بعض الخلل فى نشاط منطقة ما تحت المهاد ، وهي منطقة صغيرة من الدماغ تنظم درجة حرارة الجسم وضغط الدم والنوم وتحتوي على مسارات انعكاسية تتحكم في الألم في منطقة الوجه وخلف العين.
عندما يتم تنشيط هذا المسار العصبي، فإنه يثير أحاسيس:
- وخز.
- الخفقان.
- الخدر.
- ألم شديد.
وتكون تلك الأحاسيس هي المسؤولة عن الصداع العنقودي.
وقد توصل الباحثون أيضاً إلى أن بعض الأشخاص الذين يعانون من الصداع العنقودي لديهم أفراد عائلة آخرون مصابون به ، مما يشير إلى أنه قد يكون هناك ارتباط جيني.
وكذلك قد يحدث الصداع العنقودي بسبب الإطلاق المفاجئ للهيستامين الكيميائي، الذي يحارب مسببات الحساسية، أو السيروتونين، الذي ينظم الحالة المزاجية.
كيف يتم تشخيص الإصابة بالصداع العنقودي؟
في المرة الأولى التي تعاني فيها من هذه الأعراض يرجى زيارة الطبيب، والذى سوف يطرح عليك أسئلة حول الأعراض الخاصة بك ويخضعك لفحص جسدي وعصبي. قد يشمل ذلك التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي للدماغ، لاستبعاد الأسباب الأخرى التي يمكن أن يكون لها أعراض مماثلة للصداع العنقودي ، مثل ورم المخ.
عادةً ما يكون فحص الدماغ طبيعيًا مع الصداع العنقودي ويتم التشخيص على أساس الأعراض دون الحاجة إلى مزيد من الإختبارات.
إذا تم تشخيص إصابتك بصداع عنقودي، فيتوجب عليك متابعة طبيب أعصاب (أخصائي في أمراض المخ والأعصاب)، للتحدث عن خيارات العلاج الممكنة لمساعدتك.
ما هى طرق علاج الصداع العنقودى؟
إن الصداع العنقودي لا يعتبر مرض خطير يهدد حياة المصاب أو يعرضه للخطر، ولكن الألم الشديد الذي يسببه يؤثر بشكل كبير على نوعية حياته وقدرته على التركيز والعمل والإنتاج.
المسكنات التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الباراسيتامول، ليست فعالة للصداع العنقودي لأنها بطيئة جدًا في التأثير.
بدلاً من ذلك، ستحتاج إلى علاج متخصص واحد أو أكثر.
واليكم بعض مسكنات الألم التي تخفف آلام الصداع بمجرد أن تبدأ. وتشمل ما يلي:
- الأكسجين: يمكن أن يساعد تنفس الأكسجين النقي بنسبة 100 % عند بدء الصداع في تخفيف الأعراض – حيث تتنفس الأكسجين النقي من خلال قناع الوجه.
- حقن sumatriptan.
- دواء رذاذ الأنف يسمى (sumatriptan (Imitrix الذي يسبب تقلص الأوعية الدموية، والذي يمكن أن يساعد في تخفيف الصداع. والذي يمكن استخدامه إذا كنت لا تريد الحصول على حقن.
- DHE: دواء محقون يسمى ( dihydroergotamine (DHE ، يمكن أن يخفف غالبًا آلام الصداع العنقودية في غضون خمس دقائق من الاستخدام.
ولكن يجب مراعاة أنه لا يمكن أخذ DHE مع sumatriptan. - كريم الكابسيسين : يمكن وضع كريم الكابسيسين الموضعي على المنطقة المؤلمة.
- ميلاتونين: وهو هرمون يستخدمه الجسم لتنظيم أنماط النوم. غالبًا ما يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من الصداع العنقودي مستويات منخفضة من الميلاتونين.
لذلك قد تساعد مكملات الميلاتونين بجرعات تتراوح بين 10 و 25 ملليغرام في منع الصداع العنقودي عند تناولها قبل النوم. ومع ذلك، قد يكون علاج الميلاتونين أقل فعالية لدى الأشخاص الذين يعانون من صداع عنقودي مزمن.
عادة ما تخفف هذه العلاجات آلام الصداع العنقودي في غضون 15 إلى 30 دقيقة.
ما الطرق التي تساعد على تخفيف حدة ألم الصداع العنقودى؟
يوجد بعض العادات والأدوية التى تساعد فى تخفيف حدة ألم الصداع العنقودى ومن هذه العادات:
تجنب المحفزات
حيث يمكن أن يساعد تجنب مسببات الصداع العنقودي في منعها.
على سبيل المثال:
- لا تشرب الكحول أثناء نوبة الصداع العنقودى.
- يجب عليك محاولة تجنب المواد الكيميائية ذات الرائحة القوية، مثل العطور أو الطلاء أو البنزين، والتي يمكن أن تؤدي غالبًا إلى زيادة الألم.
- عدم ممارسة الرياضة أثناء الإحساس بالصداع، حيث أنه يمكن أن يؤدي ارتفاع درجة حرارة الجسم أثناء التمرين إلى نوبة صداع عنقودي لدى بعض الأشخاص.
- تم ربط التدخين بزيادة خطر الإصابة بالصداع العنقودي، لذلك يجب أن تفكر في الإقلاع عن التدخين (إذا كنت تدخن).
الأدوية الوقائية
الأدوية الوقائية التى تساعد فى التحكم فى ألم الصداع فى بدايته. قد لا تكون هذه الأدوية فعالة بنسبة 100 % ، لكنها يمكن أن تقلل من تواتر الصداع. وتشمل هذه الأدوية ما يلي:
- أدوية ضغط الدم، مثل البروبرانولول (Inderal) أو الفيراباميل (Calan، Covera، Isoptin، Verelan).
- أدوية الستيرويد، مثل بريدنيزون، التي تقلل التهاب الأعصاب.
- دواء يسمى الإرغوتامين يقلل من تمدد الأوعية الدموية.
- الأدوية المضادة للاكتئاب.
- الأدوية المضادة للنوبات، مثل التوبيرامات (توباماكس) وحمض الفالبرويك.
- كربونات الليثيوم.
- الأدويه الباسطة للعضلات مثل :الباكلوفين.
ولكن يرجى مراعاة عدم أخذ أى دواء دون الرجوع إلى الطبيب واستشارته وإجراء الفحوصات اللازمة.
وفي النهاية أعلم أن التعايش مع ألم الصداع العنقودي أمرًا صعب عزيزي القارئ ولكن مع اتباع التعليمات ومتابعة الطبيب والعلاج يمكن السيطرة على الألم والتعافي بإذن الله.