الصحة النفسية للمرأة والعوامل المؤثرة عليها

تعاني النساء من الاكتئاب بنسبة الضعف أكثر من الرجال؛ فما علاقة الاكتئاب بالصحة النفسية؟ وهل تؤثر الصحة النفسية على المرأة؟

تعريف الصحة النفسية

“هي حالة من التوازن الفكري والعقلي والنفسي، مع الشعور بالقدرة على التعامل مع المجتمع وأفراده، والتعامل مع الانفعالات المختلفة أثناء الحياة” هذا ما نصت عليه منظمة الصحة العالمية للصحة النفسية.

في حال وجود خلل في سلوك الفرد تجاه نفسه والمجتمع يؤثر على سلامته النفسية؛ ينتج عن ذلك المرض النفسي.

ما هو المرض النفسي؟

هو اضطراب في سلوك الفرد سواء تجاه نفسه أو المجتمع؛ حيث تظهر سلوكيات غير سوية من الفرد تؤثر على سلامته أو سلامة الأفراد المحيطة به.

قد يؤثر المرض النفسي على سلامة الفرد ويصل إلى حد أمراض نفسية كاضطراب ثنائي القطب وانفصام الشخصية.

العوامل التي تؤثر على الصحة النفسية للمرأة

تنقسم هذه العوامل إلى عوامل فسيولوجية وعوامل اجتماعية.

العوامل الاجتماعية المؤثرة على الصحة النفسية

الفرد والمجتمع يؤثر كل منهما في الآخر ويتأثر به، ولا شك أن هناك عوامل اجتماعية تؤثر في الصحة النفسية للمرأة مثل:

  • مسئوليات العمل والمنزل.

قد تضطر الكثير من النساء للعمل لساعات طويلة أو في أكثر من وظيفة لسد الاحتياجات المادية لكونها العائل الوحيد للأسرة.

  • الدراسة.
  • تربية الأطفال.
  • تعرض بعض النساء للاضطهاد والعنف الأسري أو المنزلي أو الاعتداء سواء الجسدي أو الجنسي.
  • تعرض النساء خاصة المراهقات للضغط الدراسي أو النفسي الناتج من سوء المعاملة في المنزل.

عوامل فسيولوجية 

من العوامل الفسيولوجية التي تؤثر على الصحة النفسية للمرأة:

  • التغيرات الهرمونية قبل وبعد الدورة الشهرية.
  • تغير الهرمونات أثناء الحمل وبعد الولادة وما يتبع ذلك من السهر والقلق، الذي قد يمتد لسنوات.
  • التغيرات الهرمونية المصاحبة لفترة انقطاع الطمث.

المشاكل النفسية التي تؤثر على الصحة النفسية للمرأة

تتعدد المشاكل النفسية المؤثرة على الصحة النفسية للمرأة، نذكر منها:

الاكتئاب

قد تتعرض المرأة لنوبات اكتئاب وخاصة فترة الحمل والولادة فيما يعرف باكتئاب الحمل أو ما بعد الولادة ومن أعراضه:

  • الحزن الشديد.
  • اضطراب النوم سواء النوم لفترات طويلة أو لفترات قصيرة.
  • اضطرابات في الشهية من فقدانها أو الإكثار من تناول الطعام.
  • إحساس دائم بالتعب.
  • الشعور بالذنب وجلد الذات.
  • ضعف التركيز.

أعراض اكتئاب ما بعد الولادة

  • الشعور بالتعب والخمول الدائم.
  • عدم القدرة على رعاية الرضيع.
  • التفكير في إيذاء الرضيع.
  • التفكير في الانتحار.

ويعتبر اكتئاب الحمل والولادة من أهم الأسباب التي تؤثر على الصحة النفسية للمرأة فهو يحدث في 10-15% من السيدات؛لذلك يجب التدخل الفوري وطلب المساعدة.

اضطراب القلق العام

هو شعور بالقلق والتوتر بشكل مبالغ فيه يؤثر على الصحة العامة وبدون سبب واقعي، ومن أعراضه:

  • الشعور بالخوف الشديد.
  • اضطرابات في النوم.
  • ضيق في التنفس.
  • زيادة ضربات القلب.
  • دوخة وغثيان.
  • الإحساس بالبرودة والتعرق.

متلازمة ما قبل الحيض

هي اضطراب في مستوى الهرمونات ينتج عنه تغير في الحالة المزاجية، مما يؤدي للشعور بالاكتئاب وعدم الراحة في الفترة السابقة على نزول الحيض.

الاهتمام بالصحة النفسية للمرأة

المرأة عنصر أساسي في المجتمع فهي الأم والزوجة والصديقة والمعلمة؛ فالصحة النفسية للمرأة تؤثر على المجتمع كله. والاهتمام بالصحة النفسية عن طريق:

  • تحسين جودة الطعام، وتناول طعام صحي يؤثرعلى صحتك البدنية والعقلية يشمل ذلك:
    • البعد عن تناول الأطعمة السكرية التي تزيد من الشعور بالتوتر والإرهاق للجسم؛ فعلى العكس تناول الكثير من السكريات وخاصة الشكولاتة يتعب الجسم والعقل مما يعرضه للخمول أكثر والاكتئاب.
    • عدم الإفراط في شرب المنبهات (القهوة-النسكافيه-المشروبات الغازية التي تحتوي على كافيين) والكحول.
    • الإكثار من شرب الماء(ما لا يقل عن 2-3 لتر يوميًا).
  • البعد قدر الإمكان عن مصدر التوتر والقلق.
  • تقليل ساعات العمل قدر المستطاع.
  • إذا كنتِ أم جديدة يمكنك طلب المساعدة في العناية برضيعك، وتناولي قسط من الراحة.
  • الحركة والرياضة:
    • تعديل بسيط في العادات اليومية؛ فبدلاً من ركوب المصعد يمكنك استخدام الدرج.
    • الرياضة تفرز هرمونات في الجسم تقلل التوتر وتساعد على الاسترخاء، وتحسين جودة النوم، وتقلل أعراض التوتر والاكتئاب.
    • تخصيص على الأقل من7-10 دقائق يوميًا لممارسة التمارين البسيطة في المنزل.
  • المشاركة في الأنشطة المجتمعية المتعددة 
    • تعلم نشاط جديد أو عمل يدوي جديد.
    • تعلم لغة جديدة.
    • تكوين صداقات جديدة.
  • القراءة تحسن قدرتك العقلية وتجعلك أكثر انفتاحًا على العالم؛ وخاصة قراءة الكتب التي تنمي الثقة بالنفس والمهارات الحياتية.
  • في حالة الإشراف على مرحلة جديدة في الحياة مثل الحمل والولادة يمكنك الاستعانة بالكتب والفيديوهات لفهم أكثر عن هذه المرحلة. 
  • أخذ قسط النوم المناسب.
  • البحث عن وظيفة جديدة: إذا كان مصدر توترك بسبب الوظيفة يمكنك استبدالها أو البحث عن وظيفة تستمتعين بها أكثر.
  • طلب المساعدة من مختص كمقدمي خدمات الصحة النفسية.

متى أطلب المساعدة؟

في حالة الشعور بعدم الارتياح وتأثير ذلك على الحياة الاجتماعية وخاصة مع وجود أفكار انتحارية يجب فورًا الذهاب لمختص من مقدمي الصحة النفسية للمرأة وهم:

الأطباء النفسيون

على عكس الشائع بأن الطبيب النفسي يكتب أدوية فقط بلا ضرورة ،ولكن الطبيب النفسي يقدم المشورة الطبية الدقيقة سواء عند الاحتياج لهذه الأدوية أو لا.

الأخصائيون الاجتماعيون

هم يقدمون استشارة نفسية دون الحاجة لكتابة أدوية؛ فهم بمثابة مرشد للفرد ومعالج له حتى ينظم أفكاره فيعطيه القدرة على اتخاذ القرارات في حياته ومتابعة حياته بشكل سليم.

مجموعات الدعم

الشعور فقط بأنك لست وحدك، ففي مجموعات الدعم مجرد التحدث مع أشخاص لديهم نفس المشاكل قد يمنح شعور بالطمأنينة.

الصحة النفسية للمرأة مهمة جدًا لتوازن المجتمع؛ ولذلك التصريح بوجود خلل في صحتك النفسية ليس رفاهية؛ بل هو مهم جدًا؛ لذلك عند الشعور بأي علامات اضطراب لا تتهاوني في الأمر واذهبي لمختص فورًا.

فصحتك النفسية مهمة مثل صحتك البدنية. والألم النفسي أشد ألمًا من الألم العضوي؛ لذلك مداواته واجب عليكِ لتنعمي بحياة سعيدة وهانئة.

لا تبالغي في نسيان نفسك والاحتراق من أجل الآخرين، فمن يكسر له ظهر لا يجد من يمنحه ظهره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى