مرض الشيكونغونيا Chikungunya .. الأعراض وطرق الوقاية والعلاج
عزيزي القارئ إذا كنت من معتادي السفر، أو تتواجد كثيرًا في مناطق يكثر بها البعوض؛ فلتقرأ هذا المقال؛ لتتعرف على أحد أهم الأمراض الفيروسية التي تسببها لدغات البعوض، وهي حمى الشيكونغونيا.
فهيا بنا معًا لنضع الأجوبة الحاسمة لكل الأسئلة التي تدور في ذهنك.
ما هي الشيكونغونيا؟
الشيكونغونيا هو مرض فيروسي ينتقل إلى البشر عن طريق لدغات البعوض الحامل لعدوى المرض، حيث يسبب حمى وآلاما مبرحة في المفاصل، كما يتسبب أيضًا في الآلام العضلية والصداع والتقيّؤ والتعب والطفح الجلدي.
وقد وصف للمرة الأولى أثناء فاشية اندلعت بجنوب تنزانيا في عام ١٩٥٢م، وهو من فيروسات حمض آر إن إيه (RNA virus) والذي يأتي ضمن مجموعة من الفيروسات الألفاوية التي تنتمي إلى فصيلة الفيروسات الطخائية (Togaviridae).
واسم مرض “الشيكونغونيا Chikungunya” مشتق من كلمة في لغة كيماكوندي، والتي تعني “الإصابة بالانحناء”؛ والتي تصف حالة انحناء المصابين بالآلام في المفاصل (الألم المفصلي).
أماكن انتشار حمى الشيكونغونيا
شاعت الإصابة بها في إفريقيا وآسيا وشبه القارة الهندية؛ حيث أثرت على الكثير من الناس في إفريقيا خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وتم تحديد حالات تفشي هذا الفيروس في بلدان في أفريقيا، وآسيا، وأوروبا، والمحيط الهندي، والهادئ.
في أواخر عام ٢٠١٣م، تم تحديد أول انتقال محلي للفيروس في الأمريكتين في بلدان وأقاليم منطقة البحر الكاريبي. مما يعني أن البعوض في هذه المنطقة قد أصيب بالفيروس وانتقل منه إلى السكان، ثم انتشر في معظم أنحاء أمريكتين. ومنذ ذلك الحين، تم تأكيد سريان المرض في 43 بلدًا ومقاطعة في الإقليم الأمريكي.
أسباب ونواقل المرض
ينتقل الفيروس في المقام الأول إلى الإنسان بواسطة لدغة بعوضة مصابة، ولا سيما الزاعجة المصرية والزاعجة البيضاء (الزاعجة المرقطة).
الإنسان هو المضيف الأساسي لهذا الفيروس خلال فترات الوباء، حيث يصاب البعوض بالعدوى عندما يتغذى على دم شخص مصاب به بالفعل.
يمكن أن ينتقل الفيروس عن طريق الدم، حيث تم توثيق حالات بين العاملين في المختبر ممن يتعاملون مع الدم المصاب، ومقدم الرعاية الصحية الذي يأخذ عينة الدم من المصاب.
تم توثيق حالات نادرة لانتقال العدوى خلال الحمل، حيث كانت في الأغلب خلال الثلث الأخير من الحمل، كما تم تسجيل انتقال العدوى في أثناء الولادة من أم مصابة بالفيروس.
لم يتم العثور على هذا الفيروس في لبن الأم، ولم ترد تقارير حتى الآن عن إصابة الأطفال بالعدوى من خلال الرضاعة الطبيعية.
أعراض الإصابة بالشيكونغونيا
- الأعراض الأكثر شيوعًا هي الحمى وآلام المفاصل.
- قد تشمل بعض الأعراض الأخرى؛ كالصداع، وآلام العضلات، وتورم المفاصل، والطفح الجلدي.
- يشعر معظم المرضى بالتحسن في غضون أسبوع؛ ومع ذلك يمكن أن يكون ألم المفاصل شديدًا ومسببًا للعجز وقد يستمر لأشهر.
- بمجرد إصابة الشخص بالعدوى، فعلى الأغلب يكون محميًا من العدوى المستقبلية.
- عادةً ما تكون أعراض المصابين بالعدوى خفيفة، وقد تزول العدوى قبل التعرف عليها، ومن الممكن أن يحدث خطأ في تشخيصها، لتشابه أعراضها مع تلك الناجمة عن حمى الضنك وفيروس زيكا.
من هم الأكثر عرضة للإصابة؟
بعض الأشخاص هم أكثر عرضة للإصابة وظهور الأعراض أكثر من غيرهم، وهم:
- الأطفال وحديثي الولادة.
- كبار السن ممن يتجاوز عمرهم ٦٥ عامًا.
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة كارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، وأمراض القلب.
فترة الحضانة
تبدأ الأعراض عادة بالظهور بعد٣-٧ أيام من لدغة البعوضة المصابة للإنسان.
التشخيص
يجب مراجعة طبيبك الخاص إذا كنت قد زرت منطقة تنتشر فيها الإصابات بالشيكونغونيا، وتعاني من الأعراض السابق ذكرها.
قد يطلب منك طبيبك الخاص إجراء اختبارات الدم للبحث عن وجود فيروس الشيكونغونيا، أو فيروسات أخرى مماثلة، مثل: حمى الضنك وفيروس زيكا.
ينبغي اختبار ما يُجمع من عينات خلال الأسبوع الأول من ظهور الأعراض عن طريق الطرق المصلية، والفيروسية على حد سواء (وخصوصًا اختبار تفاعل البوليميراز التنسخي العكسي المتسلسل RT-PCR) الذي تتوفر عدة طرق لإجرائه، وإن تباينت من حيث الحساسية.
ما هي مضاعفات الإصابة بالشيكونغونيا؟
تم تسجيل بعض الحالات العرضية؛ حيث يعاني بعض المرضى من مضاعفات قد تصيب العينين، والجهاز العصبي، والقلب، بالإضافة إلى مشاكل في المعدة، والأمعاء.
على الرغم أنه من غير الشائع أن يعاني المرضى من مضاعفات وخيمة من جرّاء إصابتهم بهذا الداء، ولكنه يمكن أن يكون من الأسباب المؤدية للوفاة بين صفوف المسنين المصابين إثر الإصابة بحالات طبية أخرى.
هل داء المكرفس خطير؟
الموت منه هو أمر نادر الحدوث؛ ولكن الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بمرض أكثر خطورة هم:
- الأطفال حديثي الولادة الذين أصيبوا في وقت قريب من الولادة.
- وكبار السن ممن هم فوق ٦٥ عامًا.
- والأشخاص الذين يعانون أمراض مزمنة؛ مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، وأمراض القلب.
داء الشيكونغونيا وعلاقته بحمى الضنك وحمى زيكا
تشترك هذه الأمراض في نفس نواقل المرض؛ حيث تنتقل عن طريق لدغات البعوض وخاصة فصيلة aegypti، كما أنها تظهر تشابهًا وبائيًا.
تتشابه هذه الأمراض أيضا في أعراضها؛ مما قد يتسبب في التشخيص الخاطئ للمرضى في بعض الأحيان.
ما علاج الشيكونغونيا؟
يعتمد العلاج على التخفيف من الأعراض المصاحبة، ويشمل:
- الحصول على الكثير من الراحة.
- شرب السوائل لمنع الجفاف.
- تناول دواء خافض للحرارة، ومسكن لتقليل الحمى والألم؛ حيث ينصح بتناول الباراسيتامول (يرجى مراجعة طبيبك الخاص).
- لا تتناول الأسبرين وغيره من العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDS)، حتى تستبعد احتمالية الإصابة بحمى الضنك لتقليل خطر النزيف.
- إذا كنت تتناول دواءً لحالة طبية أخرى، فتحدث إلى طبيبك الخاص قبل تناول أي أدوية أخرى.
علاج الشيكونغونيا بالأعشاب
يعد استخدام المستخلصات النباتية لعلاج الأمراض ممارسة معتادة يتبعها ممارسو الأيورفيدا الهندية؛ ومع ذلك فإن عقاقير الأيورفيدا التي تُباع لعلاج هذا المرض؛ تفتقر إلى إثبات موثق للفاعلية.
هناك حاجة قوية للتحقق من هذه التركيبات من خلال تجارب قياسية ومحددة ومضادة للفيروسات في المختبر؛ لتحدد النشاط المضاد لـ CHIKV، وتقدم بيانات حول المستخلصات النباتية التي أظهرت فاعلية مثبطة ضد CHIKV.
هل يوجد تطعيم ضد الشيكونغونيا؟
لا يوجد حاليًا لقاح للوقاية، أو لعلاج حمى الشيكونغونيا.
كيف يمكن الوقاية من الإصابة بالشيكونغونيا؟
أفضل طريقة الوقاية هي حماية نفسك من لدغات البعوض، فيمكن:
- استخدم طارد الحشرات.
- قمصان بأكمام طويلة وسراويل طويلة.
- تجنب الملابس الرقيقة حيث ان البعوض قد يلدغك من خلال الملابس الرقيقة.
- يمكنك معالجة الملابس والمعدات الخاصة بك (مثل الأحذية والسراويل والجوارب والخيام) بنسبة 0.5٪ من البيرميثرين (Permethrin).
- نم تحت ناموسية، واستخدم مكيف الهواء إذا كان ممكنًا.
- لحماية نفسك من الأمراض التي ينتشرها البعوض، توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) ووكالة حماية البيئة (EPA) باستخدام طارد الحشرات المسجل لدى وكالة حماية البيئة.
نصائح للرضع والأطفال
- البس طفلك ملابس تغطي الذراعين والساقين.
- قم بتغطية عربات الأطفال وحاملات الأطفال بناموسية.
- عند استخدام طارد الحشرات على طفلك:
- اتبع دائمًا تعليمات الملصق.
- لا تستخدم المنتجات التي تحتوي على زيت الليمون أو الأوكالبتوس (OLE) أو بارامينثانديول (PMD) للأطفال دون سن 3 سنوات.
- لا تضع طارد الحشرات على يدي الطفل أو عينيه أو فمه أو الجروح أو الجلد المتهيج، بل قم برش طارد الحشرات على يديك ثم ضعه على وجه الطفل.
داء الشيكونغونيا هو داء فيروسي قد تتداخل أعراضه مع أعراض بعض الأمراض الفيروسية الأخرى كحمى الضنك وحمى زيكا. فاحرص دومًا على متابعة طبيبك الخاص حال ظهور أيًا من الأعراض التي ذكرناها سابقا؛ لإرشادك للفحوصات والتحاليل اللازمة وللتأكد من صحة التشخيص.
وتظل دوما الوقاية خير من العلاج، والوقاية هنا تمثل جانبًا كبيرًا من العلاج بالفعل. فإذا تجنبنا التعرض للدغات البعوض؛ تجنبنا الإصابة بالعديد من الأمراض التي ينقلها وليس فقط حمى الشيكونغونيا.