هل سمعت من قبل عن الشيخوخة المبكرة؟
يوجد الكثير من الأمراض التي قد لا نسمع عنها بسبب ندرة الإصابة بها، فنسمع مثلًا أن هذا الطفل أُصيب بمرض مناعي والآخر أصيب بمرض وراثي، ونتيجة لندرة الإصابة بهذه الأمراض، لا توجد دراسات كافية توضح طبيعة هذه الأمراض والأدوية التي تعالجها إلا بعد مرور عدة أعوام؛ حتى تتوفر المعلومات الكاملة الملمة بهذه الأمراض، ولكي تمر أيضًا بعدة خطوات حتى تحصل على الموافقات اللازمة، ومن ثم اعتمادها وطرحها بالأسواق، ومن أمثلة هذه الأمراض مرض الشيخوخة المبكرة للأطفال.
ما هي الشيخوخة المبكرة؟
يُعرف أيضًا هذا المرض باسم متلازمة هاتشينسون جيلفورد أو بروجيريا، وهو مرض يظهر في خلال السنة الأولى من عمر الطفل ويتميز ببطء نمو الطفل وعدم نمو شعره أو تساقطه، ويمكن أيضًا أن تحدث بعض المضاعفات التي قد تؤدي للوفاة، مثل حدوث مشكلات بالقلب أو السكتات الدماغية.
عادةً يتسبب هذا المرض في وفاة بعض الأطفال المصابين به في سن صغيرة، وقد يعيش أطفال آخرون لفترة أطول قد تصل إلى 20 عامًا.
أسباب الإصابة بالشيخوخة المبكرة
لا يُعد مرض البروجيريا مرضًا وراثيًا، ولكنه يحدث نتيجة طفرة جينية لجين يسمى لامينا (LMNA)، وهي طفرة تحدث للجنين في خلال أشهر الحمل تؤدي إلى ظهور هذا المرض.
أعراض الشيخوخة المبكرة
تتشابه أعراضه مع الكثير من أعراض الشيخوخة التي يعانيها كبار السن، وتختلف الأعراض من شخص لآخر، لكن تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا للإصابة بهذا المرض ما يلي:
- بطء النمو، وانخفاض الطول والوزن عن المتوسط.
- كبر حجم الرأس مقارنة بالوجه.
- فقدان الدهون تحت الجلد.
- الصلع.
- تصلب المفاصل.
- هشاشة العظام.
- تأخر نمو الأسنان أو ظهور تشوهات بها.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- فقدان جزئي للسمع.
- انخلاع مفصل الورك.
- مقاومة الأنسولين.
- نبرة صوت عالية.
- أوردة مرئية.
- جلد رقيق وبه تجاعيد.
- شفاه رفيعة وفك سفلي صغير.
التشخيص
يشخص الأطباء مرض الشيخوخة المبكرة وفقًا للأعراض التي يعانيها المريض، بالإضافة إلى الفحص السريري ويمكن التأكد من تشخيصه من خلال نتائج الاختبارات الجينية.
يتضمن الفحص السريري للأطفال ما يلي:
- قياس الطول والوزن.
- فحص السمع والرؤية.
- فحص العلامات الحيوية بما في ذلك قياس ضغط الدم.
- البحث عن باقي الأعراض التي تظهر عادة في حالة الإصابة بالشيخوخة المبكرة.
العلاج
لم يكن يوجد دواء يعالج الشيخوخة المبكرة من قبل، ولكن وافقت حديثًا إدارة الغذاء والدواء على استخدام دواء لونافارنيب لتقليل خطر حدوث حالات الوفاة الناتجة عنه، من خلال زيادة الوزن وزيادة مرونة الأوعية الدموية.
قد تقلل بعض الأدوية من حدة الأعراض أو تؤخرها، ويعتمد استخدام هذه الأدوية على الأعراض التي يعانيها طفلك، وتشمل الآتي:
- مضادات التجلط للوقاية من خطر حدوث الجلطات الدموية.
- الستاتينات لخفض مستوى الكوليسترول في الدم.
- أدوية خفض ضغط الدم.
- قد يساعد تناول جرعة منخفضة من الأسبرين في تقليل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية.
- قد يحتاج طفلك أيضًا إلى الخضوع للعلاج الطبيعي لعلاج تيبس المفاصل.
- قد يساعد اتباع نظام غذائي جيد ذو سعرات حرارية عالية في مساعدة طفلك أيضًا.
أعلم جيدًا أن معرفتك بإصابة طفلك بمرض الشيخوخة المبكرة ليس بالأمر اليسير، وأنه مرهِق نفسيًا وجسديًا، ولكن يجب أن تتحلى بالصبر وتقدم الدعم النفسي لطفلك، فهو بحاجة إليه دائمًا، لذا فاحرص دومًا على خضوعه للفحوصات الدورية للاطمئنان عليه، واحرص أيضًا على الإجابة عن كل الأسئلة التي يمكن أن يطرحها عليك طفلك، وأخيرًا يمكن أن تطلب المساعدة من أصدقائك وأفراد أسرتك في حال احتجت إلى ذلك؛ لأنك تحتاج أيضًا إلى الدعم المستمر.