الشيخوخة المبكرة عند الاطفال | علاماتها وأسبابها وأحدث علاج وصلت إليه

الشيخوخة المبكرة عند الاطفال هو مرض شديد الندرة، حيث يصاب به شخص واحد بين 4 مليون شخص، ولا يتعدى عدد المصابين به 400 شخص حول العالم.

هل سمعت بهذا المرض من قبل؟ هل تعرف أعراضه وأسبابه؟ هل هناك علاج معترف به لهذا المرض؟ هيا لنعرف.

ما هو مرض الشيخوخة المبكرة عند الاطفال؟

متلازمة بروجريا (Progria) أو الشياخ هو مرض چيني نادر للغاية يتسبب في تسارع كبير في العمر؛ حيث يكون أسرع بمعدل 10 مرات عن الطفل الطبيعي، وينتج هذا المرض عن متلازمة نادرة للغاية يطلق عليها هاتشينسون جيلفورد بروجيريا (HGPS)، تنتج هذه المتلازمة عن خلل چيني يبدأ بعده ظهور أعراض الشيخوخة على الطفل.

تستمر أعراض الشيخوخة المبكرة عند الاطفال بالتطور حتى تنتهي حياة الطفل مبكرًا، نتيجة لأمراض الشيخوخة التي أصابته في سن الطفولة.

وهو ما دفع العلماء للبحث أكثر عن أسباب هذا المرض لإيجاد علاج مناسب له.

أسباب الشيخوخة المبكرة عند الاطفال

تحدث الشيخوخة المبكرة عند الاطفال بسبب طفرة (خلل) لچين يسمى لامينا (LMNA)، هذا الچين مسؤول عن تصنيع بروتين هام يطلق عليه البروجرين (Progerin)، وهذا البروتين وظيفته إبقاء أنوية الخلايا في سائر الجسم متماسكة ببعضها، لذلك غياب هذا البروتين يؤدي لتغير شكل النواة وتشوهها، ومن هنا تبدأ رحلة المريض مع المرض.

ومن العجيب أن الطفل قد يصاب بالمرض لأب يحوي تلك الطفرة في چيناته، بالرغم أن ذلك الأب لم يرثها من أبويه، فهي طفرة چينية نادرة للغاية، ويمكنك الاطمئنان على نفسك بإجراء تحليل يكشف عن وجود الطفرة في چيناتك.

هل يمكن أن ينتقل المرض وراثيًا؟

لم يثبت انتقال الشيخوخة المبكرة عند الاطفال وراثيًا، حتى إن عوامل خطورة المرض غير معروفة حتى الآن، لكن إذا أنجب الوالدين طفلًا مصابًا بمتلازمة هاتشينسون جيلفورد بروجيريا (HGPS)، فإن نسبة أن ينجبا طفلًا آخر مصاب بالمتلازمة تتراوح بين 2% إلى 3% بين المواليد القادمة.

تشخيص الشيخوخة المبكرة لدى الأطفال

يوجد اختبار دموي يكشف عن الچين المتسبب في الطفرة التي أدت في النهاية لمتلازمة هاتشينسون جيلفورد، ويمكن إجراء الاختبار في حالة شك الطبيب المعالج بإصابة طفلك بالمتلازمة؛ حيث يمكن للطبيب تشخيص المرض بملاحظة العلامات الواضحة عليه.

علامات شيخوخة الأطفال المبكرة

يولد الأطفال المصابون بمتلازمة بروجريا (Progria) بمعدل نمو طبيعي دون أي علامات للشيخوخة المبكرة، لكن بدءًا من الشهر العاشر في نهاية السنة الأولى للطفل حتى عمر السنتين، تبدأ أعراض المتلازمة في الظهور، وتكون كالآتي:

  • قصور النمو في الطول والحجم العام للجسم.
  • وضوح الأوردة، خصوصًا في مقدمة الرأس.
  • تضخم حجم الرأس مقارنةً بباقي الجسم.
  • تساقط رموش العينين والحواجب.
  • صغر حجم الفك العلوي والسفلي.
  • جحوظ العينين لدرجة معينة.
  • تجعد وانكماش الوجه.
  • صوت ذو نبرة حادة.
  • تباطؤ نمو الأسنان.

ومع ذلك فالشيخوخة المبكرة عند الاطفال لا تؤثر على ذكائهم أو معدل نمو الدماغ، كما أن مهارتهم الحركية لا تتأثر؛ فيمكنهم الجلوس والوقوف والمشي كأي طفل آخر، لكن للأسف مع تطور المرض تبدأ بعض الأعراض الخفية بالظهور.

مضاعفات الشيخوخة المبكرة عند الاطفال

مع تقدم العمر تتراكم مشكلات صحية خطيرة لدى الأطفال المصابين بالشيخوخة المبكرة عند الصغار، ومنها:

  • أمراض القلب والأوعية الدموية المتطورة بشدة؛ وذلك يرجع لتصلب الشرايين الشديد.
  • يصبح الجلد رقيق ومتصلب جدًا؛ بسبب ضمور النسيج الضام تحته.
  • السكتات الدماغية؛ وذلك لمشكلات تتعلق بالأوعية الدموية التي تغذي الدماغ.
  • خسارة الدهون تحت الجلد وضمور العضلات.
  • هشاشة العظام وخلل بالجهاز العضلي الهيكلي.
  • الإنخلاع الوركي وخشونة المفاصل.
  • فقدان السمع لدرجة معينة.
  • المياه البيضاء على العين.
  • مقاومة الإنسولين.

نظرًا لخطورة مضاعفات الشيخوخة المبكرة عند الاطفال فإن مدة حياة الطفل المصاب تكون محدودة حتى عمر 13 أو 14 عام فقط، وبعضهم يعيش حتى عامه العشرين، أما أسباب الوفاة فتتنوع بين الأزمات القلبية وفشل القلب الاحتقاني والسكتات الدماغية.

ببساطة يتوفى الطفل نتيجة مضاعفات أمراض الشيخوخة نفسها التي يتوفى نتيجتها المسنين في العادة.

علاج الشيخوخة المبكرة عند الاطفال

تعتمد خطة العلاج بشكل رئيسي على احتواء الأعراض وتجنب المضاعفات الخطيرة للمرض، كما لا يقتصر الدور على الطبيب فقط، وإنما يكون للوالدين دور في مراقبة حالة الطفل وتقيمها؛ حيث ينقسم العلاج إلى:

  1. طبي، قاصر على وصف الطبيب، كالآتي:
    • جرعات قليلة من الأسبرين (Asprin) يوميًا؛ لأنها تقلل من خطر الأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
    • الكشف بأشعة الرنين المغناطيسي (MRI) على الدماغ للكشف عن نوبات الصرع والسكتات الدماغية المحتملة.
    • دواء الاستاتين (Statin)، يقلل من نسبة الكوليسترول بالدم وحدوث أمراض القلب.
    • الكشف الدوري على العينين والأذنين؛ للتعرف على آثار المتلازمة عليهما.
  2. منزلي، بمساعدة الوالدين لطفلهما، ويكون كالآتي:
    • المحافظة على طفلك في حالة رطبة وإمداده بالماء، هو أهم ما قد تفعله لاستقرار حالته.
    • تحفيز الطفل على الحركة والمشي بشكل دوري؛ للتخفيف من آثار المتلازمة على المفاصل.
    • إمداد الطفل بوجبات صغيرة متكررة على مدار اليوم؛ لإمداده بالسعرات الحرارية اللازمة.
    • توفير أحذية مبطنة جيدًا؛ لأن خسارة الدهون تحت الجلد تسبب له عدم الراحة.
    • استخدام كريمات واقية من الشمس.

ولقد أثبتت المتابعة الدورية للأعراض الناتجة عن مرض الشيخوخة المبكرة عند الاطفال نجاحها في احتواء المرض بشكل نسبي، وتوفير حياة طبيعية أكثر للأطفال، لكن هل يوجد علاج دوائي للمرض؟

العلاج الدوائي الحديث للشيخوخة المبكرة عند الاطفال

أعلنت منظمة الدواء والغذاء الأمريكية (FDA) عام 2020 باعترافها بأقراص زوكنفي (Zokinvy) التي تحوي المادة الفعالة لونافارنيب (Lonafarnib)، كأول دواء معترف به لعلاج الشيخوخة المبكرة عند الاطفال أو متلازمة هاتشينسون-جيلفورد بالتحديد؛ لأنه يمنع تفاقم الخلل البروتيني الناتج عن الطفرة الچينية في خلايا الجسم.

بالرغم أن هذا الدواء يستخدم في الأصل لعلاج مرضى السرطان، فإنه أثبت فاعليته في زيادة الوزن وتعزيز مرونة الأوعية الدموية للمصابين بالشيخوخة المبكرة، بالإضافة لزيادة مدة حياة الطفل المصاب 3 شهور خلال الثلاث سنين الأولى؛ أي بمعدل سنتين ونصف خلال المدة القصوى للمتابعة وهي 11 سنة، ولكن للأسف لا يوجد علاج دوائي يشفي من المتلازمة بشكل كامل.

بماذا ينصحك دكتور كشكول إذا كان طفلك مصاب بالشيخوخة المبكرة؟

تهيئة بيئة مناسبة لطفلك أفضل ما يمكنك فعله؛ حيث إن المشاكل النفسية التي يعانيها الطفل ناتجة عن شعوره بالاختلاف عن زملائه والإحساس بالعُزلة الاجتماعية، فكما ذكرنا سابقًا لا تتأثر قدرة طفلك العقلية بسبب الشيخوخة المبكرة، لذلك اعتنائك النفسي بطفلك يجب أن يشمل الآتي:

  • منحه غرفة خاصة به تناسبه؛ حيث لا يعاني صعوبة في ممارسة حياته بشكل طبيعي بسبب قصر قامته.
  • تهيئة نفسك مسبقًا لأي سؤال قد يدور بذهنه عن وفاته المبكرة أو شعوره بالحزن لاختلافه عن أقرانه.
  • زيادة وعي الطفل بحالته الطبية، وكيف يتعامل مع أي مضاعفات قد تصيبه.
  • إعطاءه طريقة للتعامل مع نظرات زملائه والتحديق المستمر به.
  • تخصيص يوم لتجمع العائلة ومشاركته الفرح والسعادة.

واحذر تجاهل المشكلات الصحية التي قد تظهر على طفلك نتيجة الشيخوخة المبكرة عند الاطفال، حيث إن سوء التغذية الناتج عن إهمالك قد يكون السبب؛ لذلك تطبيق ما ذكرناه سابقًا بالإضافة للاعتناء النفسي هما وجهان لعملة واحدة وهي صحة طفلك المتكاملة.

في النهاية أيها الجميل، إذا كان طفلك مصاب بالشيخوخة المبكرة عند الاطفال، فليس عليك فقط سوى اتباع التعليمات المذكورة سابقًا، واعلم أنه عاجلًا أو آجلًا سنتوصل للعلاج الشافي من المرض تمامًا، حتى تأتي تلك اللحظة احرص على سلامة طفلك جسديًا ونفسيًا، واترك تعليقًا للاستفسار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى