الشقيقة migraines .. الأنواع والعلاجات الطبية والطبيعية

الشقيقة أو الصداع النصفي كما هو الشائع، هي حالة مرضية مؤلمة إلى الحد الذي قد يمنعك من ممارسة أنشطتك اليومية بصورة طبيعية.
في هذا المقال سنتحدث عن أسبابها، وأعراضها، ومضاعفاتها، بالإضافة إلى مناقشة بعض الطرق العلاجية الطبية والطبيعية.
مرض الشقيقة
الشقيقة هي حالة صحية مؤلمة يصاحبها أعراضًا مزعجةً مثل: الغثيان، والقيء، وحساسية ضد الصوت والضوء.
تتميز هذه الحالة بظهورها على أحد جانبي الرأس، وأيضًا تكرار النوبات، ولكن لحسن الحظ يمكن التحكم بها والتقليل من حدوثها، باستخدام الأدوية والعلاجات المناسبة.
أسباب مرض الشقيقة
إن الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض لا تزل غير معروفة كليًا، إلا أن هناك العديد من العوامل التي تحفز الشعور بالصداع، فيما يلي أبرزها:
- التغيرات الهرمونية عند النساء
من أكثر الأسباب شيوعًا لتحفيز النوبات المؤلمة للشقيقة عند النساء هي تقلبات هرمون الإستروجين.
ويظهر ذلك بشكل واضح في فترات الحيض، وعند تناول حبوب منع الحمل، أو العلاج بالهرمونات البديلة.
- المحفزات العاطفية
تعد أحد أبرز المثيرات لمرض الشقيقة، حيث إنه في أثناء التقلبات العاطفية يتم إطلاق مواد كيميائية في الدماغ تؤدي إلى الضغط على الأعصاب وبذلك يبدأ الشعور بالصداع، مثل:
- التوتر.
- القلق.
- الخوف.
- الحزن.
- الصدمة.
- التفكير السلبي.
- الجوانب البيئية
تعد الظروف المناخية من المسببات للصداع النصفي، وفيما يأتي أكثرها شيوعًا:
- الضوضاء والأصوات المزعجة.
- الأضواء الساطعة، وضوء الشمس.
- التغيرات في المناخ مثل الرطوبة والحرارة والبرودة.
- الرياح القوية.
- العوامل الجسدية
المحفزات الجسدية لها دورًا مهمًا في تحفيز الشعور بالصداع، ومن أبرزها:
- الإجهاد البدني والتمارين الشاقة.
- التعب والإرهاق.
- النشاط الجنسي.
- الأطعمة والمشروبات
بعض الأطعمة تحتوي على مواد حافظة، ومنكهات مثل الأسبارتام، وربما تسبب هذه المواد الكيميائية حساسيةً لدى بعض المرضى، مما يؤدي إلى إثارة نوبة الألم.
هذا فضلًا عن المشروبات التي تشمل الكحول، وأيضًا الإفراط في الكافيين مثل القهوة.
- الأدوية
ربما يتسبب الاستخدام اليومي المفرط لبعض الأدوية في الإصابة بالشقيقة، ومن أمثلتها:
- الأدوية المسكنة.
- حبوب منع الحمل.
- الحبوب المنومة.
- أدوية العلاج بالهرمونات البديلة.
أعراض مرض الشقيقة
فيما يلي شرح للأعراض التي تقترن بالنوبة، حيث تنقسم هذه الفترة إلى أربع مراحل:
مرحلة البادرة
تبدأ هذه المرحلة قبل يوم أو يومين من بروز نوبة الصداع النصفي، وما يميزها تفشي بعض الأعراض التحذيرية التي تشير إلى بداية النوبة، ومن هذه الأعراض:
- تغير الحالة المزاجية.
- الشعور بالتعب والإرهاق العام.
- التيبس العضلي وخاصةً عضلات الرقبة والكتفين.
- الميل إلى تناول بعض الأطعمة.
- الحساسية ضد الضوء والروائح.
- احتباس السوائل.
- كثرة التثاؤب.
مرحلة الأورا (الهالة)
الأورا (الهالة) هي ظاهرة تتضمن حدوث اضطرابات في الجهاز العصبي، قد تظهر أعراضها قبل الصداع أو أثناءه، وفيما يلي بعض هذه الأعراض:
- الظواهر البصرية مثل التشويش في مجال الرؤية، وربما يتعرض البعض إلى فقدان البصر فيما يعرف بالعمى الشقي.
- التأثيرات الحسية التي تتمثل في الشعور بوخز الإبر في جانب واحد من الجسم يشمل اليد والذراع، وربما يمتد إلى الفم والأنف والوجه بشكل عام.
- التأثيرات الأخرى مثل المشاكل الحركية والاضطرابات المتمثلة في صعوبة الكلام.
مرحلة الألم
تعد هذه المرحلة الأكثر صعوبة من بين بقية المراحل، حيث تبدأ فيها آلام الصداع النصفي بشكل تدريجي وربما تزداد حدة مع النشاط البدني، وقد تستمر عدة ساعات إلى عدة أيام تقريبًا.
ومن الأعراض التي يعانيها المريض:
- التقيؤ.
- الغثيان.
- الإمساك أو الإسهال.
- الحساسية ضد الضوء والروائح.
- الجفاف.
- الدوخة والدوار.
- تصلب الرقبة والكتفين.
- احتقان الأنف.
- كثر التبول.
مرحلة التعافي (ما بعد نوبة الصداع)
بعد انتهاء نوبة الصداع الرئيسية، تأتي المرحلة النهائية بحيث تستمر الآثار لعدة أيام أخرى في نفس المنطقة المتأثرة بالصداع، ومن أبرز هذه الآثار:
- الشعور بالتعب والإنهاك.
- فقدان التركيز، وصعوبة في الإدراك.
- التقلبات المزاجية فبعض المرضى يشعرون بالقلق والاكتئاب، والبعض بالبهجة والانتعاش.
- اضطرابات هضمية مثل الإسهال أو الإمساك.
أنواع الشقيقة
هناك العديد من الأنواع المختلفة لهذا المرض؛ ولكي تتمكن من التحكم في الأعراض يجب عليك معرفة النوع الذي لديك، ومن هذه الأنواع:
الشقيقة المصحوبة بهالة
يطلق عليه أحيانًا (الصداع النصفي الكلاسيكي)، وأيضًا (الصداع النصفي المعقد).
وهذا النوع يمكن معرفة بداية حدوثه عن طريق مؤشر تحذير يطلق عليه “الهالة”، التي تعرف بأنها: اضطراب في الحواس البصرية والإدراكية تظهر قبل بداية نوبة الصداع.
وأهم الأعراض الشائعة المصاحبة له:
- رؤية وميض الأضواء.
- رؤية أنماط من الخطوط المتعرجة.
- العمى المؤقت.
- ضعف العضلات.
- الشعور بالدوار.
الشقيقة بدون هالة
أكثر الأنواع شيوعًا، يطلق عليه أحيانًا (الصداع النصفي الشائع)، وأيضًا (الصداع النصفي البسيط)؛ وذلك لأنه نوباته لا يتزامن معها ظهور الهالة.
إذا كنت مصابًا بهذا النوع فلن تتعرض لمرحلة الهالة التي تعد مؤشر تحذير قبل بداية النوبة، ولكن هناك العديد من الأعراض التي تظهر، منها ما يلي:
- الحساسية للضوء والصوت والروائح.
- الشعور بالغثيان والقيء.
- الألم في جانب واحد من الرأس.
الشقيقة المزمنة
هذا الصنف يعد حالةً تعيق صاحبها عن ممارسة الأنشطة اليومية، فالأشخاص المصابون به يعانون من الصداع لفترة طويلة قد تستمر لمدة 15 يوم في الشهر، وتشمل الأعراض ما يلي:
- الصداع المتكرر.
- الحساسية للضوء والصوت والروائح.
- الغثيان والقيء.
- التنميل.
- الشعور بالدوخة.
الشقيقة الصامتة
في هذا النوع تظهر أعراض الهالة لكن بدون صداع، ويعرف أيضًا باسم (الصداع النصفي بدون صداع)، وهو أكثر انتشارًا عند الأشخاص بعد سن الأربعين.
يمكن ظهور نفس الأعراض التي تصاحب الأنواع الأخرى ولكن بدون ألم.
الشقيقة الدهليزية
يطلق عليها هذا الاسم؛ وذلك لأنها تؤثر في الجهاز الدهليزي للأذن الداخلية، وتشمل أعراضها:
- الشعور بالدوخة والدوار.
- الحساسية للضوء والروائح.
- مشكلات في الرؤية.
- الغثيان.
الشقيقة البطنية
يتركز الألم في هذه الحالة في البطن لا الرأس، وهو من الأصناف الشائعة خاصةً عند الأطفال دون سن 14 عامًا، وإلى الآن لم يفهم سبب الإصابة به.
ومن الجدير بالذكر أنه غالبًا ما يتم ربط الشقيقة البطنية بعدة حالات مثل: فرط الحركة عند الأطفال، ومرض رينود، ومغص الأطفال.
ومن الأعراض المصاحبة لهذا النوع:
- آلام في المعدة.
- فقدان الشهية.
- القيء والغثيان.
الشقيقة العينية
يطلق عليها أيضًا (الصداع النصفي الشبكي)، غالبًا قد يصاحب هذا النوع عمى مؤقتًا في عين واحدة فقط ربما يكون جزئي أو كلي.
بعد ظهور الأعراض البصرية يبدأ الشعور بألم الرأس، ويمكن أن يستمر لمدة 3 أيام.
الشقيقة الطمثية
ينتج هذا النوع عن التغيرات في مستويات هرمون الإستروجين، يتزامن حدوثها مع بداية فترة الحيض لدى النساء، وأعراضها تشبه أعراض الأنواع الأخرى مثل:
- آلام الرأس.
- القشعريرة.
- حساسية الروائح والأضواء.
- اضطرابات في المعدة.
- فقدان الشهية.
مضاعفات مرض الشقيقة
تكمن خطورتها في تعرض المريض لمضاعفات عديدة، ومنها:
- السكتة الدماغية: تعتبر النساء اللاتي يتناولن حبوب منع الحمل، أكثر عرضةً للإصابة بالسكتة الدماغية، وهذه من المضاعفات النادرة.
- المشكلات النفسية: يرتبط الصداع النصفي بزيادةٍ طفيفةٍ في مخاطر الصحة النفسية، ومنها: القلق، والاكتئاب، والخوف.
- الصرع: هذه الحالة نادرة، وتحدث غالبًا بعد مدة ساعة من نوبة الصداع.
علاج مرض الشقيقة بالأدوية
الأدوية المستخدمة في معالجة نوبات الألم تنقسم إلى فئتين رئيستين، وهما كالتالي:
أدوية تسكين الألم
توجد عدة أنواع من الأدوية التي تساهم في التقليل من الأعراض التابعة للشقيقة، ومنها:
- مسكنات الألم: هذا النوع من المسكنات يمكن استخدامه دون وصفة طبية، ومنها نذكر الآتي:
- باراسيتامول.
- الأسبرين.
- آيبوبروفين.
- التريبتانات: هذا النوع من الأدوية يتوفر على هيئة حبوب أو حقن أو بخاخات أنفية، ومن أمثلتها نذكر:
- ألموتريبتان.
- ناراتريبتان.
- سوماتريبتان.
- أدوية إرجوت، عادةً ما يتم تناولها مع أدوية الغثيان؛ وذلك لأنها ربما تسبب الشعور بالغثيان. ومن أمثلة هذا النوع من العقاقير:
- دايهايدرو إرجوتامين ميسيلات.
- إرجوتامين تارتاريت.
- مضادات الغثيان: من أكثر العقاقير استخدامًا للتخلص من أعراض الغثيان هو دواء “ميتوكلوبرامايد”، يمكن استعماله في حالة الشعور بالغثيان الشديد جدًا.
- المسكنات الأفيونية: يمكن اللجوء إلى هذا النوع في حال عدم الاستجابة للمسكنات الأخرى؛ وذلك لأنها ربما تسبب الإدمان، ومن أمثلتها: كوديين.
الأدوية الوقائية
يمكن للطبيب أن يصف للمريض أدويةً للوقاية من تكرار حدوث النوبات، ومن هذه الأنواع نذكر:
- مضادات الاكتئاب.
- أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.
- عقاقير مضادة للتشنجات.
- حقن البوتوكس.
ومن الجدير بالذكر أنه إلى جانب المضاعفات التي تنتج عن نوبات الشقيقة المؤلمة، توجد مخاطر أخرى ناتجة عن الأدوية المستخدمة في مكافحة الألم، ومنها:
- مشكلات في الجهاز الهضمي.
- متلازمة السيروتينين.
- الصداع المرتد.
- انخفاض ضغط الدم.
التعامل مع الشقيقة باستخدام العلاجات الطبيعية البديلة
تتميز العلاجات الطبيعية بأنها آمنةً خاليةً من الأدوية، وهذه قائمة بأكثرها شيوعًا:
1. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
هناك اعتقاد شائع بأن السمنة لها دور في الإصابة بداء الشقيقة، ومن هنا وجب الاهتمام بالتمارين الرياضية المنتظمة للحفاظ على الوزن الصحي.
2. الاحتفاظ بمذكرة عن نوبات الصداع
إن فكرة إعداد مذكرة عن تاريخك المرضي لنوبات الألم تشكل أهميةً كبيرةً لك وللطبيب المعالج؛ لذلك يجب أن تكون تفصيلية ومتعمقة قدر الإمكان قبل وفي أثناء وبعد النوبة.
ويجب الأنتباه لـ:
- تحديد وقت بداية النوبة، ومتى بدأت كل مرحلة من المراحل الأربعة للشقيقة.
- حاول أن تكون دقيقًا في تسجيل الأعراض.
- سجل نظامك الغذائي من الأطعمة والمشروبات، هل فاتتك وجبة؟ هل تسبب لك طعام معين في زيادة الألم؟
- ضع مقياسًا للألم عند حدوثه وقيمه من 1 إلى 10 بحيث يكون 10 هو أقصى ألم يمكن تحمله في هذه الحالة.
- من الضروري تحديد مكان الألم بالضبط، جانب واحد من الرأس؟ العين؟ البطن؟ الكتف؟
- وضح تجربتك حول علاج الألم في المنزل، هل نجحت معك العلاجات المنزلية؟ ما التقنيات التي استخدمتها؟
3. الالتزام بنظام غذائي صحي متوازن
- أدخل التغييرات على نظامك الغذائي، بحيث تتجنب الأطعمة والمشروبات المحفزة لنوبات الشقيقة.
- حاول الانتظام في وجبات الطعام ولا تأكل وجبة وتترك الأخرى.
- الإكثار من شرب الماء والمشروبات المفيدة عمومًا.
4. الاستفادة من تقنية التدليك
يعد التدليك طريقةً فعالةً للتخفيف من الألم المصاحب للشقيقة، وتقليل تكرارها.
كما يمكن استخدام الزيوت مثل: زيت النعناع وزيت اللافندر التي تساعد على الاسترخاء.
5. علاج الارتجاج البيولوجي
هو أحد تقنيات الاسترخاء، تساعدك في إمكانية ضبط انفعالاتك، والتحكم في ردود الأفعال نتيجة التوتر والضغوطات النفسية.
في أثناء العلاج يقوم المعالج بوضع أجهزة كهربائية تلامس الجلد؛ وذلك حتى تتم مراقبة العمليات الفسيولوجية مثل: ضغط الدم، وضربات القلب، والتوتر العضلي.
على الرغم من انتشار مرض الشقيقة بشكٍل كبيٍر جدًا، وربما تكون له مضاعفات شديدة الخطورة، إلا أنه يمكن التحكم فيه وإدارة نوبات الألم المصاحبة له.
ومن هذا المنطلق يجب التنويه إلى أنه ينبغي على المريض اتباع إرشادات الطبيب، واستخدام العلاجات البديلة التي تناسب حالته.
الأسئلة الشائعة
ليس مرضًا وراثيًا، ولكن بعض الأفراد يكونون أكثر عرضة للإصابة به وذلك حسب التاريخ المرضي العائلي.
لا يوجد علاجًا نهائيًا حتى الآن، ولكن يمكنك استخدام الأدوية للتقليل من حدوث النوبات والأعرض المصاحبة لها. كما يمكنك كذلك تغيير نمط حياتك والابتعاد عن الأشياء المحفزة للنوبات.
راجع طبيبك على الفور إذا كان الشعور بالصداع يتزامن مع أعراض أخرى مثل: الحمى أو الخدر أو تيبس الرقبة أو صعوبة الكلام.
يمكنك الاستلقاء في غرفة هادئة بعيدا عن الأضواء والضوضاء. بالاضافة إلى ذلك يمكنك استخدم تقنية التدليك والضغط على الصدغين للوصول إلى حالة الاسترخاء وبذلك تقليل الآلام.
يمكن للطبيب اكتشاف المرض من خلال عدة طرق، منها:
– فحوصات الدم.
– اختبارات التصوير مثل الأشعة المقطعية أو أشعة الرنين المغناطيسي.
– قد يطلب منك تسجيل مفكرة عن نوبات الصداع التي تتعرض لها.