الشخصية الظنونية (الشخصية الشكاكة) .. تعرف عيها
الشخصية الظنونية من طبيعتنا البشرية أننا نمتلك مشاعر مثل الشك أو سوء الظن أو توقع رد فعل الشخص الذي نتعامل معه بالسوء كان أو بالحسنى، فمشاعر مثل هذه قد تثير دافع الحرص في التعامل مع الأشخاص، وقد يعد هذا من الفطنة والذكاء والفراسة.
ولكن قد يزيد الشك والريبة بالطرف الآخر ويصبح هذا من ضمن سلوك الفرد حتى مع أقرب الناس إليه، مما يؤدي إلى الشعور بالضيق والعجز والقلق والريبة لصاحب الشخصية الشكاكة، وكذلك فساد العلاقات الاجتماعية المحيطة بهذا الفرد. ومن هنا جاء مصطلح اضطراب الشخصية الظنونية أو الشخصية الشكاكة الوسواسية.
هذا المقال يسلط الضوء على سمات هذه الشخصية والمشاعر التى يشعر بها، وكيفية تشخيصها وأسبابها وطرق علاجها والطريقة المثالية للتعامل مع صاحب الشخصية الظنونية، لذلك ندعوكم لقراءة هذه المقال بعناية.
ما هو اضطراب الشخصية الظنونية؟
عندما نقول مصطلح (اضطرابات الشخصية) فإننا نقصد حدوث تغير سلوكي أو سيكولوجي خرج عن إطار المألوف، مما يتسبب في ضيق وعجز للفرد. أما الشخصية الظنونية (الشكاكة) هناك عدد من التعريفات العلمية وجميعها اجتمعت على أنها شخصية مفرطة الحس، لا تغيب عنها ملحوظة عابرة أو تصرف بسيط، مما يصيب الفرد حالة من الأفكار المرتبكة يهيمن عليها التوتر والاندفاع وعدم الثقة والشك المتواصل بالناس. يفسر ظواهر الحياة كما يمليها عليه عقله الباطن ودائمًا ما يفسر أفعال الناس إتجاهه بأنها عدوانية وتحمل في طياتها تهديدات، وتقلل من قدره وإمكانياته.
مسميات اضطراب الشخصية الظنونية
- الشخصية الظنونية.
- الشخصية الشكاكة.
- الشخصية البارونية.
- الشخصية المرتابة.
- الشخصية الاضطهادية.
- اضطراب الشخصية الزوراني.
أعراض اضطراب الشخصية الظنونية
هذه الأعراض حددتها منظمة الصحة العالمية ICD وقد تختلف حدتها من شخص لآخر:
- حساسية مفرطة تجاه العقبات والصد والرفض الذي يحدث في مجريات الحياة الطبيعية.
- في حالة دائمة من الشك وسوء الظن للأفعال و تفسيرها على أنها عداوة.
- مبالغة شديدة بأهمية الذات نستطيع أن نصفها بالغرور.
- دائم الإصرار والعناد على التمسك بحقوقه الشخصية وعلى استعداد دائم للقتال والمقاومة والمهاجمة.
- دائمًا ما يضع استفهامات لا مبرر لها بخصوص الأشخاص المخلصون له.
- شعور مفرط ومبالغ فيه بأن العالم يتآمر ضده.
- انشغال أغلب الوقت بتفسير الأحداث والتدقيق بمجرياتها.
- يحمل في نفسه الكره والضغينة الدائمة ولا يستطيع المسامحة والغفران إذا تعرض للأذى.
سمات الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الظنونية
الصفات والسمات قد تختلف في مقدارها من شخص لآخر ولكن بحكم علماء النفس فهم أجمعوا على أن من يعانون من اضطراب الشخصية الظنونية فإنهم يعانون من:
- الغيرة الشديدة.
- الحساسية الزائدة.
- الغرور والتكبر.
- الجمود والشك في الآخرين.
- يتميزون بقدرتهم على تفسير أفعال المحيطين ونسجها وتنظيم أفكارهم بصورة منطقية يخدعون بها أنفسهم ومن حولهم.
- ليس لديهم القدرة على النقاش أو التحاور.
- يتميزون بالذكاء والذي وصف أنه فوق المستوى العادي تخطيطًا للانتقام مما يسبب للمحيطين والمتعاملين معهم العديد من المشاكل.
- قد يصاب أصحاب هذه الشخصية بنوبات من الغضب والهياج.
- أصحاب هذه الشخصية كتومين دومًا خوفًا من أن تستخدم أخبارهم أو أي معلومة تخصهم ضدهم.
أسباب اضطراب الشخصية الظنونية
- عامل وراثي
أحد العوامل التي أشارت لها الدراسات النفسية أنه هناك احتمال جيني قوي؛ فعدد من الأسر التي يعاني فيها أحد الوالدين من اضطراب الشخصية الظنونية أصيب به أطفالهم. ولكن هذا العامل لا نستطيع أن نجزم به.
- عوامل بيئية وأسرية
يعود هذا العامل إلى الطريقة التي نشأ بها الطفل في الأسرة، فالأطفال الذين تعرضوا للقسوة والعنف واعتمد أولياء أمورهم في التربية والنشأة على التوبيخ والإهانة، أصيبوا بقلة ثقتهم بأنفسهم وزعزعة الأمان الأسري. لذلك وجب على كل أب وأم تثقيف نفسهم في وسائل التربية الصحيحة وما هي أدوات التعامل مع الغضب في التربية الإيجابية مع الأطفال؟
- عوامل نفسية
يمكن أن يتسبب تعرض هذا الشخص لخيبات أوإحباطات خلال عمله أو خلال علاقته الشخصية كفشل في علاقات حب أو صداقة مما نتج عنه شخص دائمًا ما يحاول الدفاع عن نفسه عن طريق المبالغة في حب النفس أو أسلوب القتال ويشعر دائمًا باضطهاد من حوله له و كرههم له ومحاولتهم لإفشاله، مما نتج عنه تكون هذه الشخصية.
تشخيص اضطرابات الشخصية الظنونية
هناك العديد من النظريات التي تفسر طبيعة الشخصية الظنونية أو ماتدعي بالإضطهادية مثل فرويد وسوانسون وكولبي وفنجستون والدراسات لها علاقة باضطراب الشخصية الشكاكة ولكن لا أحد يمتلك طريقة تشخيص هذا الاضطراب إلا طبيب الصحة النفسية.
العلاج
كما ذكرنا سابقًا أن التشخيص يتم على يد طبيب نفسي متخصص و كذلك العلاج يجب أن يقوم على خطة العلاج طبيب نفسي مختص وتنقسم إلى:
- علاج نفسي
العلاج بالحوار ويتضمن العلاج المعرفي السلوكي أو العلاج السلوكي الجدلي و يهدف إلي زيادة الثقة بالنفس و المجتمع واكتساب مهارات التعامل الاجتماعي والتواصل وتقدير واحترام الذات.
- علاج دوائي
قد توصف بعض العلاجات مثل أدوية مضادات الاكتئاب والقلق في حالات الاضطراب الشديدة.
أسئلة شائعة
كيف أتعامل مع شخصية تعاني من اضطراب الشخصية الظنونية؟
- تحتاج هذه الشخصية للحكمة و الصبر وخاصة إذا كانت قريبة منك.
- عليك أن تكون واضح في تعاملك مع هذه الشخصية.
- تجنب أن تدخل في جدال معه ,وانسحب تجنبًا للأذى.
- تمسك وكن واثقًا بآرائك وأفكارك ولا تتنازل عنها لترضي غروره.
- تحل بالصبر والهدوء عند تعاملك معه.
- اياك وانتقاد الشخصية الظنونية وإذا كان لا بُد من ذلك يكون بهدوء وحكمة ولين.
- حافظ على حدودك وشخصيتك.
- استشير طبيب نفسي في طريقة التعامل معه.
هل الشخص المصاب باضطراب الظنونية يمكن أن يشفي تمامًا؟
في الواقع العلاج النفسي أوالعلاج بالكلام يلعب دورًا كبيرًا في تقليل الأعراض ودمجه في المجتمع ومساعدته على إنشاء علاقات اجتماعية سليمة.
هل يمكن تشخيص المرض باستخدام قياس اضطرابات الشخصية الظنونية؟
لا يمكن تشخيص حالة اضطراب الشخصية الظنونية بدون الرجوع للطبيب النفسي المختص.
فكما قال الشاعر أحمد شوقي ساءت ظنون الناس حتى أحدثوا..للشك في النور المبين مجالًا..والظن يأخذ من ضميرك مأخذًا..حتى يريك المستقيم محالًا.
وفي نهاية المطاف يتضح لنا أنه هناك عوامل أساسية يجب الحرص على تطويرها بأنفسنا وزراعتها في أبنائنا ألا وهي الثقة بالنفس و الشعور بالأمان، نتمنى أن يكون هذا المقال أجاب على تساؤلاتكم فيما يخص اضطراب الشخصية الظنونية. متعكم الله بالصحة والعافية والسعادة.