اضطراب الشخصية الحدية.. كيفية التعامل معها والعلاج

الاضطرابات النفسية مجموعة من الأمراض الخطيرة التي تؤثر على صحة العقل، وتجعل من الصعب على شخص ما التفكير بوضوح، وإصدار أحكام جيدة. الشخصية الحدية أحد أهم وأخطر تلك الاضطرابات وغالبًا ما تصيب البالغين. ولكن مما يدعو للتفاؤل أن الشخص الحدي مع تطور العلاج النفسي والإيمان بأهميته، أصبح من الممكن تشخيصه وعلاجه.

سوف نتناول في هذا المقال صفات وأعراض المرض، وأهم الأسباب التي تؤدي للإصابة، وكيفية تشخيصه وطرق علاجه.

ما هي الشخصية الحدية؟

الشخصية الحدية هو اضطراب نفسي يؤثر بشدة على قدرة الشخص على تنظيم مشاعره، والتحكم في عواطفه. يمكن أن يؤدي فقدان السيطرة العاطفية إلى زيادة الاندفاع، والتأثير على شعور الشخص تجاه نفسه، والتأثير سلبًا على علاقاته بالآخرين. هذا يعني أن الأشخاص المصابون يعانون من تقلبات مزاجية شديدة ويشعرون بعدم اليقين بشأن رؤيتهم لأنفسهم. يميل الأشخاص المصابون أيضًا إلى رؤية الأشياء في أقصى الحدود مثل أن كل الأشياء جيدة أو سيئة.

سمات الشخصية الحدية

يمكن أن يسبب اضطراب الشخصية الحدية مجموعة واسعة من الأعراض، ويمكن تقسيمها إلى أربع مناطق رئيسية وهي:

  • عدم الاستقرار العاطفي

يعني أن تتغير مشاعرهم تجاه الآخرين بسرعة، وتتأرجح من القرب الشديد إلى الكراهية الشديدة. يمكن أن تؤدي هذه المشاعر المتغيرة إلى علاقات غير مستقرة وألم عاطفي.

  • اضطراب أنماط التفكير والإدراك

تعني مشاعر الفراغ المزمنة والانفصال عن أفكارك أو إحساسك بالهوية، مثل الشعور بالانقطاع عن الذات ومراقبة النفس من خارج الجسد، أو الشعور بعدم الواقعية.

  • التشوهات المعرفية وضعف الصورة الذاتية

تحدث تغيرات غير واضحة في الهوية والصورة الذاتية، تشمل تغيير الأهداف والقيم، ورؤية نفسك على أنك سيء أو كما لو كنت غير موجود على الإطلاق.

  • السلوك المندفع والمتهور

يتبع السلوكيات المتهورة التي يمكن أن يكون لها نتائج خطيرة، مثل الإنفاق المفرط، أو القيادة المتهورة، وإيذاء النفس بما في ذلك التهديدات أو المحاولات الانتحارية. الشعور المزمن بالملل والفراغ، غضب غير لائق أو شديد لا يمكن السيطرة عليه، غالبًا ما يتبعه العار والذنب.

أسباب اضطراب الشخصية الحدية

لا يوجد سبب محدد لاضطراب الشخصية الحدية وفي الغالب يكون سببه مجموعة من العوامل أهمها:

  • عوامل وراثية: حيث تشير الدراسات أن التاريخ المرضي للعائلة له دور كبير في الإصابة.
  • تغييرات في كيمياء المخ: حدوث تغييرات في مناطق معينة من الدماغ التي تشارك في تنظيم المشاعر. إضافة إلى ذلك قد لا تعمل بعض المواد الكيميائية في الدماغ، التي تساعد في تنظيم الحالة المزاجية مثل السيروتونين بشكل صحيح.
  • عوامل بيئية واجتماعية: قد تزيد البيئة المحيطة من خطر الإصابة فإن التجارب المؤلمة في الطفولة والبيئة العائلية غير المستقرة لها أثر كبير. أيضًا الصدمات النفسية الناجمة عن الاعتداء أو التنمر أو غيرها من الضغوط في الطفولة قد تسبب تطور اضطراب الشخصية الحدي.

كيف تعرف أنك مصاب باضطراب الشخصية الحدية؟

يتم تشخيص اضطراب الشخصية الحدية بناء على مقابلة مفصلة مع الطبيب النفسي المختص، ويشمل التقييم النفسي مناقشة العلامات والأعراض الخاصة بك.

يشمل أيضًا ملء الاستبيانات الخاصة بالتاريخ الطبي، والتاريخ العائلي بالمرض العقلي.

يجري الطبيب بعض الاختبارات النفسية التي يمكن أن تكون خطوة للتشخيص المبدئي، ولكنها ليست أداة تشخيص معتمدة.

أنواع الشخصية الحدية

هناك أربعة أنواع من اضطراب الشخصية الحدية، يمكن تشخيص المريض بأكثر من نوع في نفس الوقت أو في أوقات مختلفة وتشمل:

  1. الشخصية الحدية المحبطة

يخشى الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من التخلي عنهم، قد يخفون عواطفهم ويلومون أنفسهم على المشاكل بدلًا من الآخرين. قد يشعرون أيضًا بأنهم غير محبوبين وغير جديرين.

  1. النوع الحدي المندفع

يتصرف هؤلاء الأشخاص بطريقة مندفعة وخطيرة في كثير من الأحيان، قد يفعلون ذلك دون اعتبار للآخرين أو العواقب المحتملة. قد ينخرط هذا الشخص في سلوكيات محفوفة بالخطر مثل الجنس غير الآمن، والقيادة المتهورة.

  1. الشخصية الحدية العدواني

يكون هذا الشخص غاضبا في لحظة وحزين في لحظة أو عابس في اللحظة التالية.

يتأرجح بشكل غير متوقع بين عاطفة وأخرى. يعاني هذا النوع من العناد ونفاذ الصبر، والعدوانية السلبية، وتقلبات مزاجية شديدة.

  1. النوع الحدي المدمر للذات

يعاني هذا النوع من كراهية الذات وغالبًا ما يشعرون بالمرارة. ينخرطون في سلوكيات إيذاء النفس قد تشمل القطع أو الحرق، أو الضرب أو تهديدات بالانتحار.

ماذا يحدث إذا لم يتم علاج الشخصية الحدية؟

هناك مضاعفات يمكن أن تحدث للشخصية الحدية إذا تركت دون علاج، قد تؤدي إلى مجموعة خطيرة من الاضطرابات الأخرى في الصحة العقلية، مثل:

  • الاكتئاب.
  • اضطراب القلق العام.
  • مرض ثنائي القطب.
  • اضطراب الأكل.
  • تعاطي الكحول أو المخدرات بشكل مبالغ فيه.
  • قلق ما بعد الصدمة.
  • اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

علاج اضطراب الشخصية الحدية

مريض اضطراب الشخصية الحدية يخضع للعلاج النفسي في المقام الأول، حيث إن العلاج الدوائي له دور أقل في العلاج. هناك أنواع مختلفة من العلاج النفسي، يمكن إعطاء العلاج فرديًا أو من خلال مجموعات الدعم. قد تساعد الجلسات الجماعية في تعليم المرضى التفاعل مع الآخرين والتعبير عن أنفسهم بشكل فعال.

من طرق العلاج النفسي لاضطراب الشخصية الحدي:

  • العلاج الجدلي السلوكي: يستخدم مفاهيم اليقظة أو الوعي بالوضع الحالي، والحالة العاطفية للفرد. يعلم أيضًا المهارات لمساعدة الناس على التحكم في المشاعر الشديدة، وتقليل سلوكيات التدمير الذاتي، وتحسين العلاقات.
  • العلاج المعرفي السلوكي: يمكن أن يساعد هذا العلاج الأشخاص على تحديد وتغيير المعتقدات، والسلوكيات الأساسية التي تأتي من التصورات غير الدقيقة عن أنفسهم والآخرين. قد يساعد أيضًا على تقليل تقلبات المزاج وأعراض القلق، وقد يقلل من عدد سلوكيات إيذاء النفس أو الانتحار.

نظرًا لأن فوائد الأدوية الموصوفة لاضطراب الشخصية الحدية غير واضحة لا تستخدم الأدوية عادة كطريقة أساسية لعلاج المرض.

ومع ذلك، في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب النفسي بأدوية لعلاج أعراض معينة مثل تقلبات المزاج أو الاكتئاب. يمكن أن تسبب الأدوية أثارًا جانبية لدى بعض الأشخاص.

الاسئلة الشائعة

هل اضطراب الشخصية الحدية خطير؟

إذا لم يتم علاجه يمكن أن يكون له آثار ضارة على الأشخاص المحيطين والعلاقات. غير أنه يصبح مهددًا للحياة بسبب السلوكيات الخطرة أو الانتحارية.

كيف تتعامل مع شخص حدي؟

من أفضل نصائح التعامل التعرف على المرض جيدًا، وضع الحدود، لا تتجاهل تهديدات الانتحار، المساعدة على العثور على العلاج والدعم النفسي.

معظم الحالات تستجيب للعلاج بشرط الالتزام بالجلسات والعلاج الدوائي إن وجد. وايضًا من الضروري مساهمة الأسرة في دعم الشخص المصاب واتباع تعليمات الطبيب المعالج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى