علاج الشاهوق وطرق التشخيص والوقاية

يعد الشاهوق أو (السعال الديكي) كما هو الشائع، من الأمراض البكتيرية شديدة العدوى التي تصيب الجهاز التنفسي.

سنلقي الضوء على أعراضه، وطرق تشخيصه، ومضاعفاته للأطفال والبالغين، فضلا عن الحديث عن طرق علاجه، وبعض النصائح والإرشادات للوقاية منه.

ما هو الشاهوق؟

مرض خطير شديد العدوى يصيب الجهاز التنفسي، وهو ناتج عن الإصابة ببكتيريا البروديتيلا الشاهوقية، التي تعرف بأنها: بكتيريا هوائية شكلها يشبه السوط، وهي المسبب الأول والرئيس للشاهوق.

تم تسميت الشاهوق بالسعال الديكي؛ وذلك لأن نوبات السعال المصاحبة له تكون حادة، وعالية النبرة تشبه صياح الديك.

ما هي طرق انتقال العدوى؟

يمكن انتقال العدوى بإحدى طريقتين، هما:

  • طريقة مباشرة: عن طريق رذاذ السعال المتطاير في الهواء.
  • طريقة غير مباشرة: وذلك من خلال استعمال أدوات المصاب الملوثة بالميكروبات.

ولكن من الممكن تقليل انتشار عدوى الشاهوق عن طريق اتباع الإرشادات التالية:

  • عدم الخروج من المنزل حسب توصيات الطبيب المعالج طوال فترة العدوى.
  • البقاء بعيدًا عن المصابين لتجنب العدوى.
  • استخدام المناديل أثناء العطاس لمنع تطاير الرذاذ.
  • الالتزام بتعقيم اليدين.
  • المحافظة على تطهير الأسطح التي تم لمسها من المصاب.

أعراض الشاهوق

العلامات التي تظهر على المريض تمر بثلاث مراحل، حيث تبدأ خفيفة، ثم تصبح أكثر شدة، ثم يتماثل المريض للتعافي بشكل تدريجي.

المرحلة الأولية

هذه المرحلة تكون خفيفة جدًا تشبه الأعراض المصاحبة لنزلات البرد، والتي تشمل:

  • سيلان الأنف.
  • احتقان الحلق.
  • العطاس.
  • السعال الخفيف المتقطع.
  • نقص الشهية.
  • الحمى الشديدة.
  • احمرار العيون.

المرحلة المتقدمة

كثيرًا ما يصاحب هذه المرحلة تعرض المصاب “للشهقة الديكية” التي تعرف بأنها: صوت شهيق طويل، وعميق، وعالي النبرة. وعمومًا فإن الأعراض تكون أكثر شدة وهي كالتالي:

  • سعال قوي وحاد.
  • كحة جافة جدًا.
  • تقيؤ ناتج من شدة السعال.
  • تشنج وصعوبة في التنفس.
  • سيلان الأنف بكميات سميكة من المخاط.
  • تجمع البلغم في الحنجرة.

مرحلة التعافي

المرحلة النهائية تكون غالبًا بعد 4 – 6 أسابيع من بداية النوبة الأولية للمرض، حيث تتناقص نوبات السعال في شدتها وعدد مرات حدوثها.

ومن الممكن أن يستمر السعال بين فترة وأخرى لعدة أشهر، بناءً على عدة عوامل مثل الحالة الصحية للمريض، والعمر، والاستمرار على العلاج المناسب تبعًا لوصفة الطبيب.

كيف يمكن تشخيص الشاهوق؟

توجد عدة أساليب لتشخيص الشاهوق، ويمكن للطبيب اختيار إحدى الطرق المناسبة:

  • الفحص السريري: في هذه الطريقة يمكن للطبيب أن يطرح أسئلة على المريض تتعلق بطبيعة السعال، والأعراض المصاحبة له. ومن خلال سماع صوت السعال يمكن للطبيب تشخيص الحالة.
  • فحص الدم: حيث تتطلب الحالات المتقدمة إجراء فحوصات الدم.
  • مسحة الأنف: يتم أخذ عينة من الأنف أو الحلق لفحصها في المختبر، وذلك باستخدام عود قطني معقم.
  • التصوير المقطعي: يتم اللجوء إلى هذا الإجراء في حالة السعال الحاد، الذي ربما يتسبب في كسور الأضلاع، وأحيانًا للتأكد من وجود سوائل في الرئتين.

ما هي مضاعفات مرض الشاهوق؟

المرحلة العمرية للمصاب تؤثر بدرجةٍ كبيرةٍ على المضاعفات التي تظهر بعد نوبات السعال الشديدة، وتنقسم كالتالي:

المضاعفات التي تظهر على الأطفال

بالنسبة للأطفال غالبًا ما تكون الآثار الجانبية شديدة الخطورة، وهذه أبرزها:

  • إصابة الرئة بالتهابات حادة.
  • صعوبة التنفس وربما انقطاعه.
  • تلف الدماغ.
  • الفقدان الحاد للوزن.
  • الموت.
  • تليف الرئة.

المضاعفات التي تصيب البالغين

في الغالب تنتهي نوبات السعال عند البالغين دون حدوث مضاعفات خطيرة، منها:

  • التعرض لكسور في ضلوع المصاب.
  • التبول اللاإرادي.
  • تمزق الأوعية الدموية.

علاج مرض الشاهوق

على الرغم من خطورة الشاهوق، إلا أنه يمكن علاجه عن طريق تناول الأدوية، بالإضافة إلى العلاجات المنزلية البديلة.

علاج الشاهوق باستخدام الأدوية

في الحالات المبكرة لهذا المرض يمكن استخدام مسكنات الألم، بالإضافة إلى المضادات الحيوية التي تنقسم إلى نوعين، وهما:

  • الماكروليدات

يمكن استخدام هذا النوع مع جميع الفئات العمرية، مع ضرورة التنبه إلى مراقبة استخدامها مع الأطفال الرضع؛ وذلك تجنبًا لحدوث آثارٍ جانبيةٍ تستلزم مراجعة الطبيب.

وتتضمن: أزيثرومايسين، كلاريثروميسين، إريثرومايسين.

  • ترايميثوبريم – سيلفاميثوكسازول

هذا الصنف من المضادات يوصف كبديل للماكروليدات في حالات معينة، منها: 

  • الأطفال الرضع من هم أقل من الشهرين.
  • النساء الحوامل،.
  • المرضعات.

ملاحظة: يجب التنبيه إلى ضرورة الالتزام بالفترة العلاجية الخاصة بتناول المضادات التي يوصي بها الطبيب، وذلك لمدة 14 يومًا أو خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من الإصابة.

العلاجات المنزلية لمرض الشاهوق

في أثناء تلقي العلاج داخل المنزل، ثمة عدة طرق يمكن الاستفادة منها، وهذه أبرزها:

العلاج باستخدام الأعشاب

توجد العديد من الأعشاب الطبيعية التي يمكنها محاربة النوبات الشاهوقية وتخفيف الآلام المصاحبة لها، وهذه أبرزها: 

  • الزنجبيل.
  • الزعفران.
  • الكاموميل.
  • العرقسوس.
  • اللوز.
  • الثوم.
  • العسل.
  • الليمون.
  • الكركم.

ملاحظة: يجب التنبيه أنه من يرغب في تناول النباتات العشبية كعلاج بديل للتخلص من نوبات الشاهوق المؤلمة، فعليه استشارة الطبيب المختص؛ وذلك للحصول على المعلومات حول المحاذير والاحتياطات الواجب استخدامها.

العلاج باستخدام طرق طبيعية أخرى

إلى جانب استخدام الأعشاب، يمكنك اتباع مجموعة من الطرق الأخرى لتقليل أعراض نوبة السعال، وأيضا تخفيف احتمالية العدوى للآخرين. وفيما يلي بيان لأبرزها استخدامًا:

  • الإكثار من شرب السوائل لا سيما المياه والعصائر؛ وذلك لتجنب الإصابة بالجفاف.
  • استخدام جهاز الترطيب المنزلي.
  • الحصول على الراحة والاسترخاء.
  • الالتزام بارتداء قناع على الوجه.
  • الحرص على البقاء بعيدًا عن محفزات السعال مثل: دخان الحرائق، والتبغ، والمواد الكيميائية.
  • تجنب تناول الأطعمة الجافة؛ وذلك لأنها قد تعرضك لنوبة من السعال.

علاج الحالات الشديدة من الشاهوق

بعض المصابين من فئة الأطفال هم أكثر عرضة للإصابة بالنوبات الشديدة، والمضاعفات التي تستدعي دخول المستشفى لتلقي العلاجات الآتي ذكرها:

  • الأكسجين أو أجهزة التنفس الاصطناعي.
  • تراكم البلغم قد يستدعي تنظيف الشعب الهوائية عن طريق شفط مجرى الهواء. 
  • إعطاء السوائل الوريدية.
  • ربما تستدعي الحالة استخدام الحقن الوريدي في حالة عدم الاستجابة للأدوية.
  • في الحالات الخطيرة يخضع المريض للتهوية الميكانيكية، وهذه الطريقة تستخدم للمضاعفات الشديدة مثل: الفشل التنفسي، أو الالتهاب الرئوي.

استخدام اللقاح للوقاية من الشاهوق

من الممكن الوقاية من الإصابة بهذا المرض، وذلك باستخدام اللقاح، وهو لقاح مضاد لجرثومة البروديتيلة الشاهوقية.

أنواع لقاح الشاهوق

يوجد منه نوعان رئيسيان، هما:

  • Dtap: وهو عبارة عن لقاح ثلاثي يحتوي على: توكسويد الدفتريا، وأجزاء من بكتريا البورديتيلا، بالإضافة إلى التيتانوس؛ وذلك لبناء المناعة ضد هذه الأمراض. ويستخدم هذا النوع للرضع، والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أسابيع إلى 7 سنوات.
  • Tdap: هذا الصنف من اللقاحات خاص بالبالغين والمراهقين، ويستخدم لتعزيز المناعة بعد سن العاشرة؛ لذلك يحتوي على جرعة أقل من النوع الأول.

طرق أخذ اللقاح

توجد طريقتان لإعطاء اللقاح، وهما كالتالي: 

  • حقنة عضلية: بالنسبة للأطفال والرضع ينصح بإعطاء الحقنة داخل عضل الفخذ، أما البالغون فيفضل الحقن في عضل الذراع (العضلة الدالية).
  • حقنة تحت الجلد: من الممكن اللجوء إلى هذه الطريقة في الحالات الصحية التي تتعلق بالنزيف مثل: تخثر الدم، وقلة الصفائح الدموية؛ وذلك تجنبا لحدوث نزيف عند الحقن.

الآثار الجانبية للقاح

المضاعفات الجانبية التي قد تظهر تكون خفيفية وتتلاشى تدريجيا، وهذه أكثرها شيوعا: 

  • ألم في مكان الحقنة.
  • انتفاخ واحمرار في الموضع.
  • ارتفاع في درجة الحرارة.
  • الخمول.
  • القيء.

التداخلات الدوائية للقاح

من المحتمل حدوث تفاعلات مع الأدوية التي تثبط جهاز المناعة وتتضمن هذه الأنواع: 

  • العلاج الإشعاعي.
  • العلاج الكيميائي.
  • العلاج بالكورتيكوسيترويدات.

إن التعرض لنوبات السعال الشديدة المصاحبة لمرض الشاهوق تسبب الشعور بالانزعاج للمصاب. ففي حالة تعرضك أو احد الأشخاص المحيطين لتلك المشكلة، فينبغي عليك مراعاة التقيد بالاحتياطات والتدابير المقدمة من الطبيب المختص. فضلا عن ضرورة الالتزام بالدقة في تناول العلاجات المناسبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى