السنسنة المشقوقة | الأنواع والأسباب والأعراض والعلاج
يُعد مرض السنسنة المشقوقة عند الرضع من أخطر أمراض العيوب الخِلقية التي يعاني منها حديثو الولادة. فإن كان لديك طفل مولود بهذا العيب الخُلقى أو كنتِ تستعدين للحمل واستقبال طفل جديد، فهذا المقال سوف يجيب عن كل الأسئلة التي تحتاجينها. ما هو مرض السنسنة المشقوقة؟ وما هي أسبابه؟ وما كيفية حماية الأطفال منه؟ وطرق علاجه.
ما هو مرض السنسنة المشقوقة؟
عند تكوين الجنين يمر بالعديد من المراحل، وفي هذه المراحل يتكون الأنبوب العصبي الذي يغلق عادة في اليوم الثامن والعشرين من الإخصاب، وهو الذي يتشكل في الأطفال لتكوين الدماغ والحبل الشوكي والأنسجة المحيطة بهما.
ولكن في حال الإصابة بهذه المرض يحدث خلل في تكوين الأنبوب العصبي ولا ينغلق بشكل كامل، مما يؤدي إلى عدم اكتمال فقرات العمود الفقري، وهذا قد يسبب بروز النخاع الشوكي ووجود كيس مملوء بالسائل يحيط بالحبل الشوكي المفتوح.
أنواع السنسنة المشقوقة
تتدرج السنسنة المشقوقة عند الرضع من بسيطة إلى حادة، حسب نوعها وحجمها وموقعها ومضاعفاتها وكيفية علاجها. وفي بعض الأحيان يلجأ الأطباء إلى العلاج الجراحي المبكر ولكنه لا يحل المشكلة بصورة كاملة.
وتنقسم أنواع السنسنة المشقوقة إلى ثلاثة أنواع كالتالي:
1- السنسنة المشقوقة الخفية
وهي من أقل الأنواع خطرًا وأكثرها شيوعًا، حيث يكون هناك فواصل أو مسافات بسيطة بين الفقرات، وقد لا يلاحظها المصاب بها ولا تسبب له أي أعراض.
2- القيلة النخاعية السحائية (السنسنة المشقوقة المفتوحة)
يُعد هذا النوع الأكثر خطورة، حيث تكون القناة النخاعية مفتوحة على جزء من فقرات الجزء السفلي من العمود الفقري أو منتصفه، ويظهر النخاع الشوكي والأعصاب من هذه الفتحة على شكل كيس على ظهر الرضيع. وقد يتسبب هذا في تعرض الطفل للعدوى التي قد تهدد حياته، بالإضافة إلى الشلل وخلل وظائف المثانة والأمعاء.
3- القيلة السحائية
هذا النوع أقل الأنواع حدوثًا، ويظهر فيه السائل النخاعي داخل كيس على ظهر الطفل ولكن لا تتأثر الأعصاب ولا الحبل النخاعي في هذا النوع، وعند إصابة الرضع بهذا النوع قد يسبب مشاكل بسيطة في وظائف الجسم، فقد يسبب تأثيرًا على المثانة والأمعاء.
أسباب السنسنة المشقوقة
لم يصل العلماء إلى الآن لسبب واضح لهذا المرض، ولكن يرجح الأطباء أن أهم أسباب السنسنة المشقوقة العوامل الوراثية والغذائية والبيئية، ومن أهمها التاريخ العائلي لهذا المرض ونقص حمض الفوليك.
عوامل تساعد على مرض السنسنة المشقوقة
- نقص حمض الفولات وهو الشكل الطبيعي لفيتامين B-9 كما أنه يوجد منه شكل مصنع باسم حمض الفوليك، فإن تناوله في الأشهر الأولى من الحمل يقلل إصابة الطفل بهذه المرض.
- التاريخ العائلي فإن كان لأحد الأبوين تاريخ عائلي بأن لديه طفلًا مصابًا بهذا المرض فقد يزيد نسبة إصابة باقي الأطفال به.
- بعض الأدوية التي قد تتعارض مع حمض الفولات وحمض الفوليك أثناء الحمل، مثل الأدوية المضادة لنوبات الصرع.
- السِمنة قبل الحمل.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم أثناء الأسابيع الأولى من الحمل.
أعراض السنسنة المشقوقة
- تختلف الأعراض حسب نوع الحالة ففي حالة السنسنة المشقوقة الخفية لا تظهر أي أعراض على حديثي الولادة، ولكن في بعض الحالات تظهر علامات بسيطة على الظهر مثل دمل أو وحمة على الظهر، وفي هذه الحالة يحث الطبيب على عمل أشعة رنين مغناطيسي أو أشعة موجات فوق صوتية للاطمئنان على حديثي الولادة.
- القيلة السحائية قد تسبب مشاكل في التبول أو التبرز.
- القيلة النخاعية السحائية وهو أخطر الأنواع وأكثرها شدة في الأعراض نظرا لانكشاف الأعصاب والنخاع الشوكي، وهذا قد يسبب الكثير من المضاعفات.
المضاعفات
تختلف المضاعفات على حسب نوع الإصابة، ومكان الجزء المصاب، ولا يعاني كل الأطفال المصابين بهذا المرض من هذه المضاعفات، بالإضافة إلى أن جزءًا كبيراً من هذه المضاعفات سهل العلاج، وأغلب المضاعفات تظهر في حالة السنسنة المشقوقة المفتوحة، ومن ضمن هذه المضاعفات التالي:
- ضعف عضلات الساقين مما يسبب مشاكل في المشي والحركة، وفي بعض الأحيان يسبب الشلل.
- مضاعفات العظام مثل ميلان العمود الفقري، وانخلاع الورك، وتقلصات العضلات.
- الاستسقاء الدماغي بسبب تراكم السوائل في الدماغ.
- التهاب السحايا وهي حدوث عدوى في الأنسجة المحيطة بالمخ والذي قد يهدد الحياة.
- مشاكل جلدية مثل ظهور جروح في الأيدي والأرجل والظهر، والتي قد تسبب جروحاً عميقة يصعب علاجها.
الوقاية
لكي تتجنبِ إصابة مولودك بهذا المرض أو أمراض العيوب الخلقية الأخرى، يجب استخدام حمض الفوليك قبل التخطيط للإنجاب، وتستخدم جرعة محددة طبقًا لإرشادات الطبيب قبل شهر واحد من الإخصاب على الأقل، بالإضافة إلى استخدامه لمدة الثلاثة أشهر الأولى في الحمل.
ويمكن أيضًا استخدام المأكولات الغنية بحمض الفوليك مثل:
- الفاصوليا والبازلاء.
- فواكه وعصائر الحمضيات.
- صفار البيض.
- الحليب.
- الأفوكادو.
- الخضراوات الورقية الخضراء الداكنة، مثل البروكلي والسبانخ.
التشخيص
- الاختبارات المعملية
إذا كنتِ حاملًا فإن الطبيب المتابع لكِ سوف يطلب منك بعض الفحوصات للاطمئنان على حالتك الصحية، وإذا كان هناك تاريخ مرضي في العائلة بالإصابة بمرض السنسنة المشقوقة، فسوف يطلب الطبيب بعض اختبارات الدم مثل:
- اختبار مصل ألفا فيتوبروتين، وهو نوع بروتين يفرزه جسم الطفل الطبيعي، وتنتقل منه كمية قليلة لدم الأم عن طريق المشيمة، فعند سحب عينة من دم الأم ورؤية هذا البروتين بمستو عال فهذا يدل على إصابة الجنين بعيوب في الأنبوب العصبي.
- ارتفاع نسبة الألفا فيتوبروتين لا يعني بالضرورة إصابة الجنين بهذا المرض، لأن هناك أسباب أخرى مثل خطأ في تقدير عمر الجنين أو وجود أجنة متعددة أخرى.
- الأشعة بالموجات فوق الصوتية
تٌعد الألتراساوند من الأدوات الأكثر دقة في الكشف عن هذا المرض للأجنة، ولذلك يستخدمها الأطباء في الثلث الأول والثلث الثاني من الحمل لفحص أمراض العيوب الخلقية، ولكن في الثلث الثاني يكون الأمر أكثر وضحًا، ويتمكن الطبيب من التأكد من وجود عيوب خلقية بالجنين، وباستخدام الموجات فوق الصوتية المتقدمة يمكن للطبيب المعالج اكتشاف العيب الخلقي في الفقرات المفتوحة أو الخلل داخل مخ الجنين.
العلاج
كما ذكرنا في السابق أن علاج السنسنة المشقوقة عند الرضع يعتمد على نوعها، لذلك فإن علاج السنسنة المشقوقة الخفية لا يحتاج إلى تدخل جراحي أو غيره، ولكن الأنواع الأخرى تحتاج إلى العلاج.
- جراحة ما قبل الولادة
تتم العمليات الجراحية للأجنة قبل الولادة إذا كان علاجها بعد الولادة صعبًا، ولذلك يبدأ الأطباء في التدخل بعملية جراحية قبل الأسبوع 26 من الحمل، وهناك طريقة تقليدية للعملية وهي فتح رحم الأم الحامل وإجراء جراحة لإصلاح الحبل النخاعي للجنين، وهناك طريقة متطورة تتم بها العملية عن طريق منظار رحمي.
وتتميز عملية الجراحة قبل الولادة بتقليل مخاطر إصابة الأطفال بالعجز أو استخدام عكازات أو أجهزة أخرى للمشي.
- نوع الولادة
إذا اكتشف الطبيب المعالج وجود تكيس على العمود الفقري، أو إن تم التأكد من أن الجنين يعاني من قيلة نخاعية سحائية، فسوف يميل الطبيب إلى الولادة القيصرية لأنها ستكون أكثر أمانًا، بالإضافة إلى أن معظم الأجنة المصابة بالسنسنة المشقوقة يولدون في وضع الأقدام أولاً (الوضع المقعدي).
- جراحة ما بعد الولادة
تحتاج القيلة النخاعية السحائية تدخلًا سريعًا بعد الولادة، خلال ال 72 ساعة الأولى من عمر الجنين، ويقوم جراح الأعصاب بإغلاق الفتحة في ظهر الطفل كي يحمي النخاع من العدوى.
ولأن الوقاية دائمًا خير من العلاج، فنحن ننصحك بمتابعة الحمل منذ اليوم الأول مع الطبيب المختص، بالإضافة إلى عمل الأشعة بالموجات فوق الصوتية بانتظام، ولا تنسي جرعتك من حمض الفوليك الذي يحمي الأجنة من التشوهات الخلقية.