السكتة الدماغية | أعراضها وأسبابها وطرق الوقاية

السكتة الدماغية مصطلح يعبر عن توقف ورود الدم إلى جزء من الدماغ، مما ينتج عنه توقف إمداد ذلك الجزء بالأكسجين، مما يعني موته.

وموت خلايا الدماغ الناتج عن السكتة الدماغية يحدث في دقائق، وقد يسبب العجز أو الوفاة، لهذا فهي من الحالات الطارئة التي تستوجب سرعة التدخل لإيقاف تطورها وتقليل المضاعفات.

عن السكتة الإفقارية للدماغ نتحدث، لنستعرض معًا أعراضها وأسبابها، وكيف يمكننا الوقاية من حدوثها، فلنقرأ معًا.

ما هي السكتة الدماغية؟

خلايا الدماغ كسائر خلايا الجسم تحتاج إلى الدم الذي يمدها بالأكسجين اللازم لاستمرها في الحياة.

وإذا توقف وصول الدم إلى أي جزء من الدماغ ينتج عن ذلك موت خلايا هذا الجزء المفتقر إلى الدم، ومن المعروف أن خلايا الدماغ تموت خلال دقائق معدودة إذا انقطع عنها إمداد الأكسجين لأي سبب.

وسكتة الدماغ هي مصطلح يصف حالة إنقطاع الدم عن جزء من الدماغ، مما يهدد بموت خلايا الدماغ في هذا الجزء، وهي خلايا غير قابلة للتجدد، أي أن موتها يخلف مضاعفات دائمة إن لم يسبب الوفاة.

أنواع السكتة الدماغية

سكتة الدماغ في العموم هي انقطاع الدم عن جزء منها، ولكنها تنقسم إلى أنواع تبعا لسبب انقطاع الدم ومدته، وأنواعها هي:

سكتة الدماغ الإفقارية

هي سكتة الدماغ الناتجة عن إنسداد في أحد الأوعية الدموية للدماغ، مما ينتج عنه قطعًا توقف تدفق الدم عبر ذلك الوعاء.

وقد يحدث الإنسداد نتيجة الرواسب الدهنية داخل الأوعية الدموية، مما ينتج عنه تكون خثرة دموية داخل الوعاء المتضيق بفعل تلك الرواسب، وقد لا تتكون الجلطة في الدماغ ولكن تتحرك إلى الدماغ من أي عضو آخر عبر تيار الدم، فقد وجدت بعض الأبحاث المبدأية مثلا أن عدوى كوفيد 19 قد تسبب السكتة الدماغية.

النوبة الإفقارية العابرة

هي سكتة دماغ صغرى لا تنتج عنها إعاقة دائمة، وتحدث نتيجة قلة إمداد الدم للدماغ لوقت قصير، وقد يحدث ذلك نتيجة انخفاض شديد في ضغط الدم أو نتيجة وجود تضيق في أحد الأوعية الدموية.

وبرغم كون أعراض السكتة الإفقارية العابرة قد لا تستمرلأكثر من خمس دقائق، إلا أن هذا لا يعد سببًا يعتمد عليه في عدم طلب المعونة الطبية، لأن حدوث السكتة العابرة يعني وجود تضيق في أحد الأوعية الدموية، مما يرفع فرصة حدوث السكتة الدماغية في وقت لاحق، وقد يكون هذا الوقت عدة دقائق أو ساعات أو سنوات، فمن المستحيل على المريض توقع ذلك بدون الخضوع لفحص طبي.

السكتة الدماغية النزفية

كانت تعرف قديما بمصطلح انفجار الدماغ أو نزيف المخ، وفيها لا يحدث توقف الإمداد الدموي للدماغ نتيجة انسداد أحد الشرايين، وإنما نتيجة تمزقه، مما يؤدي إلى فقدان الدم وتوقف تدفقه إلى الجزء الذي يغذيه الشريان النازف.

وقد تحدث السكتة النزفية مستقلة بذاتها، وقد تنتج عن النوبة الإفقارية حيث يتسبب انسداد أحد الشرايين في ارتفاع ضغط الدم بداخله مما قد يؤدي إلى تمزقه.

أسباب السكتة الدماغية

قد تحدث السكتة الدماغية بأنواعها نتيجة طائفة واسعة من الأسباب، منها ما يتعلق بنمط حياة الشخص، ومنها ما يتعلق بأسباب طبية، ويمكن استعراض أهم الأسباب كالآتي:

الأسباب الطبية للسكتة المخية

وهي أسباب تنتج عن حالات طبية قد تكون مشخصة أو مجهولة للمريض، مثل:

  • العيوب الخلقية في الأوعية الدموية للدماغ.
  • الأمراض المزمنة الخارجة عن السيطرة وأهمها ارتفاع ضغط الدم وداء السكري.
  • العلاج بمميعات الدم.
  • ارتفاع كوليسترول الدم السىء.
  • الأمراض القلبية الوعائية كالرجفان الأذيني وفشل القلب.
  • التاريخ المرضي أو العائلي للإصابة بالنوبة الإفقارية الدماغية أو القلبية.
  • عدوى كوفيد19.
  • السن، حيث يزيد الاستعداد للإصابة بعد سن الخامسة والخمسين عامًا.
  • العرق: حيث وجد أن الأشخاص من الأصول الإفريقية والإسبانية أكثر عرضة للإصابة من بقية الأعراق.
  • الجنس: الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء، إلا أن خطر الوفاة الناتجة عن السكتة يزيد في النساء عنه في الرجال.
  • العلاج الهرموني: العلاج بهرمون الإستروجين أو استعمال وسائل منع الحمل الهرمونية يزيد من خطر الإصابة.

الأسباب الحياتية للسكتة الدماغية

نمط حياة الشخص وسلوكياته من أهم العوامل التي تؤثر في صحته بشكل عام، كذلك يؤثر نمط الحياة على الاستعداد للإصابة بسكتة الدماغ، ومن أمثلة تلك الأسباب:

  • زيادة الوزن.
  • قلة ممارسة الرياضة.
  • التدخين.
  • تعاطي بعض الأدوية المخدرة خارج الإشراف الطبي (الإدمان على المخدرات).
  • الإدمان على الكحوليات.
  • الحوادث وإصابات الدماغ.

أعراض سكتة الدماغ

هناك نصيحة ذهبية تتعلق بالسكتة المخية، إذا شككت في إصابتك أو إصابة أحد بجوارك بالسكتة المخية، فعليك بالاختبار الآتي:

  • إطلب منه قول عبارة من أربع كلمات، كاسمه الرباعي على سبيل المثال.
  • إطلب منه أن يبتسم.
  • إطلب منه وضع كلتا ذراعيه فوق رأسه.

وذلك لأن إنقاذ مريض السكتة المخية يتوقف على سرعة اكتشاف الحالة وتقديم الخدمة الطبية، حيث تكون الأعراض كالآتي:

  • الصداع: ليس الصداع عرضًا يرتبط بالسكتة المخية تحديدًا، ولكن قد يكون الصداع الشديد المفاجئ أحد الأعراض، لاسيما في حالات السكتة النزفية.
  • شلل في الوجه أو الأطراف، وغالبًا ما يكون في أحد جانبي الجسم، لذلك إذا طلبت من المريض الابتسام ستلاحظ سقوط أحد جانبي الوجه، وإذا طلبت منه رفع ذراعيه فوق رأسه فلن يستطيع رفع إحداهما أو تعاود الذراع السقوط لا إراديًا بعد رفعها.
  • صعوبة في الكلام، وكذلك في فهم كلام المحيطين، فإذا طلبت من المريض قول عبارة بسيطة فستجدها مشوشة النطق غير مفهومة، وقد تلاحظ أن المريض لا يفهم ما تريده منه.

فإذا لاحظت هذه الأعراض على أحد الأشخاص فبادر بطلب الخدمة الطبية على وجه السرعة، فالدقائق القادمة باهظة الثمن وتشكل لحظات فارقة في مستقبل حياة المريض.

مضاعفات السكتة الدماغية

بينما لا تترك السكتة الإفقارية العابرة أي مضاعفات، تعتبر السكتة الدماغية من أشد الحالات من حيث المضاعفات، ومن مضاعفاتها:

  • فقدان القدرة على حركة بعض العضلات (الشلل)، قد يكون الشلل نصفيًا في أحد جانبي الجسم، وقد يشمل أحد الأطراف أو الوجه.
  • فقدان القدرة على الكلام (الخرس)، وقد يصبح الكلام صعب الفهم أو يفقد المريض القدرة عليه كليًا.
  • فقدان التحكم في الإخراج.
  • فقدان الذاكرة إلى حد ما، وصعوبة التركيز ومشكلات الفهم والإدراك.
  • تغيرات السلوك وصعوبة السيطرة على الإنفعالات.
  • الاكتئاب.
  • فقدان القدرة على الرعاية الذاتية.
  • صعوبات البلع، وعادة ما تصاحب صعوبات الكلام.
  • صعوبة القراءة والكتابة أو فقدان القدرة عليهما.
  • الوفاة.

وقد تكون مضاعفات السكتة المخية دائمة أو مؤقتة تبعا للمراكز المتأثرة من الدماغ وعلى الفترة التي قضاها المريض قبل تلقي الرعاية الطبية.

الوقاية من السكتة الدماغية

السكتة الدماغية هي ضريبة يدفعها الشخص ما لم يلتزم بإجراءات الوقاية على مدار حياته، ويزداد استعداده لها كلما طالت فترة عدم التزامه بمقتضيات الحياة الصحية، وكلما كبرت سنه أيضًا.

ومن الإجراءات الواجبة على الجميع من مختلف الأعمار للوقاية من السكتة الدماغية ما يلي:

  • الحرص على العادات الغذائية الصحية.
  • خفض مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، بخفض محتوى الغذاء من مصادر الكوليسترول والدهون المشبعة.
  • ضبط وزن الجسم وتجنب السمنة وزيادة الوزن.
  • السيطرة على الأمراض المزمنة كداء السكري وارتفاع ضغط الدم، باتباع النمط الغذائي والدوائي اللازم، ومداومة المتابعة الطبية والالتزام بنصائح الطبيب.
  • ممارسة الرياضة البدنية بشكل يومي.
  • تجنب العادات السيئة كالتدخين وشرب الكحول وتعاطي المخدرات.
  • تجنب الإصابة بعدوى فيروس كورونا باتباع الإجراءات الواقية وتلقي التطعيمات.
  • تشخيص وعلاج حالة انقطاع التنفس الإنسدادي النومي في حال وجودها.

الأدوية الواقية من السكتة المخية

إن التعرض للسكتة الدماغية بأنواعها لمرة واحدة يعني ارتفاع احتمالية تكرارها، لهذا يصف الطبيب للمريض بعض الأدوية التي تقلل من احتمالات تكرار الإصابة، وقد تكون واحدًا أو أكثر مما يلي:

مضادات تخثر الدم

عند تعرض المريض لنوبة السكتة الإفقارية يتم حقنه بالهيبارين، ومفعوله سريع في إذابة الجلطة المسبة للحالة، وهذا يكون في المشفى فقط.

بعد انتهاء علاج المريض بالمشفى وعودته إلى المنزل يصف له طبيبه أدوية ممتدة المفعول، لتقليل لذوجة الدم والحفاظ على سيولته مما يقلل احتمالية تكرار الجلطة.

ولكن بعض تلك الأدوية لابد أن تتم متابعة مستوياتها في الدم وآثارها الجانبية بالتحاليل الدورية، تحسبا للأثر المعاكس الذي يتمثل في حدوث النزيف، ومن هذه الأدوية:

  • الوارفرين.
  • دابيجاتران (بارادكس).
  • أبيكسابان.
  • إدوكسابان.
  • ريفاروكسابان.

ومستحضرات الوارفرين تحديدًا هي أكثر تلك الأدوية ارتباطًا بأعراضها الجانبية، أما بقية الأدوية فحدوث أثرها الجانبي المعاكس للأثر العلاجي قليل الحدوث، وبالطبع يترك أمر تحديد نوع العلاج لرأي الطبيب المعالج تبعًا لمقتضيات الحالة.

مضادات صفائح الدم

أشيعها استعمالًا هو الأسبرين، ودور هذه الأدوية هي تقليل احتمالات تكتل الصفائح الدموية، حيث أن وظيفة الصفائح الرئيسية هي إحداث التجلط لنع النزف، ودور الأسبرين هنا هو تقليل دور الصفائح في إحداث الجلطة ويتم تقدير النوع والجرعة المستعملة منه وفقًا لإرشادات الطبيب.

أسئلة شائعة عن السكتة الدماغية

السكتة الدماغية حالة طبية تتداخل لدى معظم الناس مع حالات طبية أخرى، كما أنها تشتهر بخطورة مضاعفاتها التي قد تصل إلى حد الوفاة أو الإعاقة الدائمة، وهذا يطرح بعض الأسئلة سنتعرض الآن لأهمها:

ما هو الفرق بين الجلطة والسكتة الدماغية؟

السكتة هي حالة تحدث بسبب توقف إمداد جزء من الدماغ بالدم، قد يحدث ذلك نتيجة جلطة تغلق أحد شرايين الدماغ، وقد يحدث أيضًا بسبب تمزق أحد الشرايين ونزفه، وقد يحدث الأمران معًا، لذلك فالجلطة هي أحد أسباب السكتة الدماغية وليست السبب الوحيد.

متى تبدأ أعراض السكتة الدماغية؟

لا يوجد شيء محدد يمكن اعتباره محفزًا وقتيًا لحدوث السكتة، فهي تحدث بشكل مفاجئ بلا إنذار بالمرة، وعادة ما تستقر بعد حدوثها فيتوقف الضرر الناتج عنها عند الحد الذي وصل إليه، إلا أنها أحيانًا تستمر في التقدم إلى أن يتم التدخل الطبي.

هل يمكن الشفاء من السكتة الدماغية؟

يتوقف هذا على الضرر الذي أحدثته السكتة بأنسجة الدماغ، وعلى الوقت الذي مضى على المريض قبل التدخل الطبي، فبعض المرضى يتعافون بلا مضاعفات بالمرة، والبعض الآخر قد يعاني من مضاعفات تحتاج إلى أشهر أو حتى سنوات بعد الإصابة لإعادة تأهيل المريض، بينما قد يعاني البعض من الإعاقة مدى الحياة.

كم يعيش الإنسان بعد الجلطة الدماغية؟

يتوقف ذلك على مدى الضرر الناتج من الجلطة، وعلى الحالة الصحية العامة للمريض، يتوفى مريض من كل ثمانية مرضى خلال الشهر الأول من الإصابة، بينما يتوفى شخص من كل أربعة أشخاص خلال العام الأول من الإصابة، ويعيش 35% من المصابين لأكثر من خمسة أعوام بعد الإصابة.

أيهما أخطر جلطة القلب أم الدماغ؟

جلطة الدماغ تعد أخطر أنواع الجلطات للأسباب الآتية:
* تحدث بشكل مفاجئ وبلا مقدمات.
– قد يتأخر طلب الخدمة الطبية لعدم وضوح الأعراض أو اختلاطها على المريض.
– تتأثر بها خلايا الدماغ وهي خلايا غير قابلة للتجدد إذا ماتت.
– قد تتسبب جلطة الدماغ في الإعاقة الدائمة للمريض.

لماذا يبكي مريض السكتة الدماغية؟

من مضاعفات سكتة الدماغ أنها تسبب فقدان التحكم في المشاعر والتقلبات العاطفية غير المبررة، فقد يثور المريض أو يبكي أو يضحك فجأة بلا أسباب واضحة، وقد يصاب بالاكتئاب أيضًا.

السكتة الدماغية تأتي على رأس قائمة أخطر الإصابات التي يمكن التعرض لها، ولابد لأي شخص أن يكون على دراية بأعراضها لأن سرعة التدخل هي مفتاح الشفاء، كما أن الوقاية من أسبابها بالتأكيد خير من العلاج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى