الرنح | اضطراب خطير يدمر جهازك العصبي .. فما هو؟
الرنح أو الترنح أو الاختلاج الحركي جميعها مسميات مختلفة، لعلة خطيرة تشير لخلل بالجهاز العصبي المركزي، تحديدًا بالأجزاء المسؤولة عن تنسيق الحركة واتساقها، مثل: المخيخ، وقد يقتصر على أحد جانبي الجسم فقط وحينئذ يكون رنح نصفي، وهناك أسباب متعددة وراء الإصابة بالترنح، لذا تابعوا السطور التالية؛ لتتمكنوا من التعرف على هذا الاضطراب عن قرب.
ما هو الرنح؟
يُعرف أيضًا بفقد اتساق الحركة وتناسقها، وهو عبارة عن اضطراب يتسبب في ضعف السيطرة على العضلات مسببًا ثقل واضح بالحركات الإرادية، بجانب صعوبة الحفاظ على توازن الجسم، والسير، والبلع، واتساق حركات اليدين، وتناسق حركات العينين.
في الغالب يحدث الرنح بسبب تلف المخيخ المسؤول عن تناسق العضلات واتساقها، وهناك الكثير من العوامل المتسببة في حدوث مثل هذا الضرر على المخيخ؛ ولهذا السبب يكون علاج الرنح معتمدًا كليًّا على العامل المتسبب في حدوثه.
أنواع الرنح
في الواقع يوجد أكثر من نوع مختلف من الترنح، وفيما يلي بيان بكل نوع منهم على حدة:
الرنح المخيخي
يحدث الرنح المخيخي بسبب تعرض المخيخ للخلل؛ وكما أوضحنا سابقًا إنه المسؤول عن التنسيق الحركي والاستيعاب الإدراكي الحسي، والتحكم الحركي، ويتسبب ذلك النوع من الرنح في ملاحظة أعراض عصبية واضحة، وتكون كما يلي:
- اهتزاز أطراف الجسم لاسيما عند محاول التحرك، وأحيانًا قد يهتز الجسم بأكمله.
- نقص التوتر العضلي.
- صعوبة التنسيق ما بين المفاصل، والأعضاء، والأطراف، وأيضًا العضلات.
- عدم القدرة على إدارة المسافة والسرعة والقوة لحركات الجسم.
- صعوبة تقدير الوقت بدقة.
- الحركات البطيئة والغير متناوبة.
الرنح الحسي
يبدأ الرنح الحسي في الظهور بسبب فقدان المخيخ للاستقبال الحسي، وهو عبارة عن إحساس الأشخاص بالموضع النسبي لأجزاء الجسم المجاورة، وهو يشير إلى تحرك الجسم بالجهد الكافي وخلال الوقت المناسب.
الرنح الدهيلزي
يتسبب الرنح الدهيلزي في التأثير بالسلب على جهاز الإحساس بالتوازن (الدهيلز)، والمسؤول أيضًا عن بعض الوظائف في الأذن، وقد ينتج بسبب خلل في الأعصاب الداخلية للأذن، ويتسبب في ظهور العلامات الآتية:
- الدوخة.
- الإعياء.
- التقيؤ.
- انعدام توازن الجسم.
أعراض الرنح
من المحتمل أن يصاب الأشخاص بالرنح فجأةً أو بشكل تدريجي، بحيث تبدأ الأعراض التالية في الظهور عليهم:
- التناسق والاتساق الحركي الضعيف.
- انعدام الثبات والتوازن عند السير أو تباعد القدمين.
- عدم استقرار توازن الجسم.
- انعدام القدرة على تأدية الحركات الدقيقة، على سبيل المثال: التدوين وتناول الطعام.
- تغير واضح في أسلوب وطريقة التحدث.
- المعاناة من الرأرأة (حركة العين العشوائية).
- صعوبة بلع الطعام.
- الاضطرابات القلبية.
- الرعاش.
أسباب الرنح
في الحقيقة أسباب الرنح كثيرة منها ما هو مكتسب، ومنها ما هو وراثي وأخيرًا تنكسي، وفيما يلي بيان بكافة الأسباب بالتفصيل كلًا على حدة:
أسباب مكتسبة
وهي الأسباب التي يكتسبها المصاب خلال حياته، وتتمثل في النقاط التالية:
- الإفراط في استهلاك المشروبات الكحولية.
- تناول علاجات دوائية معينة، لاسيما أدوية الباربيتيورات، ومسكنات الآلام، والعلاجات المضادة للصرع، والعلاج الكيميائي.
- التعرض للتسمم بالعناصر المعدنية الثقيلة، على سبيل المثال: الزئبق والرصاص.
- نقص الفيتامينات في الجسم، بالأخص فيتامين هـ، وفيتامين ب-12، وفيتامين ب-1، وفيتامين ب-6.
- اضطرابات الغدة الدرقية تحديدًا قصورها وكذلك العقدة الجار درقية.
- المعاناة من الجلطة الدماغية، وقد يرجع السبب إلى نزيف بالدماغ أو انسداد بالأوعية الدموية.
- اضطرابات المناعة الذاتية، مثل: الساركويد، وأنواع محددة من الالتهابات الدماغية، وأمراض البطن.
- التصلب المتعددة.
- المعاناة سابقًا من العدوى، مثل: الإصابة بالجدري المائي أو عدوى فيروسية.
- الإصابة بفيروس كورونا.
- المعاناة من اضطرابات تنكسية الناتجة عن حدوث الأورام السرطانية، مثل: سرطان الثدي، والمبايض، والرئة.
- اضطرابات شاذة ومفاجئة في الدماغ، مثل: ظهور الخراج أو الورم (خبيث أم حميد).
- إصابات الرأس الشديدة.
- المعاناة من الشلل الدماغي.
أسباب تنكسية
وهي أسباب تحدث بسبب الشيخوخة، وتكون كما يلي:
الضمور المتعدد يشيع الإصابة به لدى الأفراد في مرحلة الشيخوخة، أي بداية من سن 60 عامًا فيما فوق، وقد يسبب اضطرابات أخرى بجانب الرنح، مثل: ضغط الدم المنخفض، وكثرة فقدان الوعي عند الوقوف، وسلس البول، واضطرابات حركة العينين السريعة خلال النوم.
أسباب وراثية
وهي الأسباب الحادثة بسبب العوامل الوراثية، وهي كما يأتي:
في الأغلب يحدث الرنح بسبب العوامل الوراثية، على سبيل المثال: وجود طفرة في كروموسوم معين، تسببت في إنتاج البروتينات بصورة غير منتظمة، مما يؤدي إلى إعاقة وظيفة الخلايا العصبية في الجسم، تحديدًا في الحبل النخاعي والمخيخ، أو بسبب وراثة الترنح من أحد الوالدين.
كيفية الكشف عن الترنح؟
يلجأ معظم الأطباء إلى إجراء اختبارات تشخيصية معينة لإيجاد السبب ونوع الترنح، بالإضافة إلى عمل اختبار عصبي وفحص بدني، مثل: فحص التناسق الحركي، واختبار الإبصار، وفحص الاتزان، واختبار المنعكسات العصبية، وفيما يلي الاختبارات التشخيصية الأخرى للكشف عن الترنح:
- الأشعة التصويرية بالرنين المغناطيسي
يساعد ذلك الفحص في الكشف عن سبب الإصابة بالرنح، وفي بعض الحالات قد يُظهر الفحص انكماش أي من الأجزاء المسؤولة عن الإصابة بالترنح في الدماغ، مثل: المخيخ.
- فحوصات الدم
تساهم تلك الفحوصات في معرفة الأسباب الكامنة للترنح، على سبيل المثال: الأورام، وحالات العدوى، والجلطة الدماغية.
- اختبارات العوامل الجينية
تكشف فحوصات العوامل الجينية عن وجود الترنح الوراثي عند المصاب به.
- فحص البزل النخاعي
من الممكن أن يكون فحص البزل النخاعي مفيدًا كثيرًا للكشف عن اضطراب الرنح، إذ يعتمد على غرس إبرة بالمنطقة القطنية تحديدًا في الفقرات؛ لأخذ عينة من السائل النخاعي الدماغي وتحليلها.
طرق علاج الرنح
حتى الآن لم يكتشف علاج فعال للرنح، ومع ذلك هناك بعض الخيارات التي من شأنها أن تقلل من حدة الأعراض بكفاءة، وتحسن الحياة اليومية لدى المصابين، وفيما يلي الخيارات المتاحة لعلاج أنواع الترنح:
- اضطرابات التوازن والتنسيق
من الممكن أن تكون الأجهزة المساعدة على الحركة فعالة جدًا في بعض الحالات، على سبيل المثال: العكازان، والكراسي المتحركة، والعصي، والمشايات، والأواني المعدلة لتناول الطعام بسهولة أكبر.
- الرعاش والضعف وتشنجات العضلات والتصلب
قد يلجأ الطبيب إلى وصف علاجات دوائية معينة بالإضافة إلى العلاج الطبيعي؛ لتعزيز قوة المصاب والحفاظ على استقرار حركته وتوازن جسده، بالإضافة إلى دعمه للعثور على أساليب جديدة وبسيطة لإنجاز مهامه اليومية دون الاعتماد على أحد.
- العمود الفقري المتقوس
في تلك الحالة سيكون تقويم العظام هو الحل الأمثل للمصاب؛ ليساعد في استعادة الشكل الطبيعي للعمود الفقري بفعالية.
- اضطرابات الكلام
قد يكون معالج النطق الشخص المثالي لتقديم المساعدة للمصاب في تلك الحالة، على سبيل المثال: مساعدته في السيطرة على العضلات وحركتها؛ لتعزيز عملية البلع والسعال، وأيضًا علاج اضطرابات التواصل والكلام، وتعليمه طريقة استعمال الأساليب المتاحة للتحدث بفعالية أكثر.
الرنح اضطراب عصبي عضلي قد يجعل ممارسة الحياة واستمرارها أمرًا صعبًا على المصابين به، بحيث يترك في نفوسهم إحساسًا بالعجز والاحتياج لمن حولهم، ومع ذلك قد يكون العلاج المناسب أملًا جديدًا لهم لاستمرارية الحياة بحرية أكبر دون الحاجة للمحيطين بهم، فلا تترددوا في التوجه للاستشارة الطبية فور ظهور أعراض مماثلة عليكم أو على الأفراد القريبين منكم؛ فقد تكونوا سببًا لتشخيص مبكر وعلاج أسرع وأملًا لحياة أفضل.