الرمد الحبيبي | هل يسبب العمى؟

الرمد الحبيبي، لطالما كانت العين أكثر الأعضاء الحساسة في الجسم، وينصح بالحذر في التعامل معها، فدائمًا ما ينُصح بعدم ملامسة العين إلّا بعد غسل اليدين جيدًا، وفي حالة إصابة الشخص بالإنفلونزا لا يفضل ملامسة الأنف ثم لمس العينين، ولا ينصح باستخدام منديلًا واحدًا لكلًا من العين والأنف لأن البكتيريا النافعة الموجودة داخل كلًا منهما مختلفة، ووجود البكتيريا النافعة في غير مكانها الطبيعي يسبب العدوى، واليوم نتعرف على أحد أخطر الالتهابات التي قد تصيب العين، وهو الرمد الحبيبي سنتعرف على ما هو اسم البكتيريا المسببة للرمد الحبيبي؟ ما أعراضه؟ كيفية التغلب عليه والوقاية منه؟ هل هناك علاج سريع للرمد الحبيبي؟ هل يسبب العمى؟
الرمد الحبيبي
يسمى الرمد الحبيبي بالإنجليزي باسم (Trachoma) بينما يُعرف الرمد الحبيبي بالفرنسية باسم (Trachome)، الرمد الحبيبي هو عدوى بكتيرية تنتج عن وصول بكتيريا تسمى كلاميديا تراخومتس (Chlamydia Trachomatis) للعين، فتسبب حبوب صغيرة تظهر في جفن العين من الداخل أو الخارج، وتسبب احمرار العين، والحكة الشديدة، وهي من أكثر العدوى البكتيرية خطورةً، وأسرعهم انتشارًا، حيث تنتشر أكثر في الأماكن الفقيرة حيث معدلات النظافة الشخصية المنخفضة، وتنتشر بسهولة بين الأفراد حتى تتحول إلى وباء، كما تصيب الأطفال تحت 5 أعوام في الأماكن المنتشر بها العدوى بنسبة 60 بالمئة.
أسباب الرمد الحبيبي
تنتقل العدوى من خلال لمس العين، والأنف، والحلق للأفراد المصابة، أو عند لمس هذه الأجزاء المذكورة للأشخاص المصابين، مثل:
- المحارم الورقية.
- الملابس.
- المناشف.
- الحشرات.
كما أن تلك البكتيريا تسبب عدوى في الأماكن التناسلية، وتعتبر من الأمراض المنقولة جنسيًا، ولذلك عند ملامسة الفرد لأعضائه التناسلية المصابة، ثم ملامسة العينين يمثل ذلك طريقة أخرى لنقل المرض.
ما هي أعراض الرمد الحبيبي؟
تظهر الأعراض أكثر حدةً في الجفن العلوي، ونتعرف الآن على الأعراض التي تسببها (Trachoma)، مثل:
- الحكة واحمرار العينين.
- إفرازات، أو صديد من العين.
- تورم جفن العين.
- حساسية من الضوء، أو رهاب الضوء.
- آلام في العين.
الرمد الحبيبي عند الأطفال
الأطفال هم الأكثر عرضةً للإصابة بالعدوى، وذلك نظرًا لعدم اهتمامهم بالنظافة الشخصية، ولكن لسوء الحظ يتطور المرض تدريجيًا وببطء في الأطفال مما يصعب تشخيصه أو ملاحظته، كذلك لا تظهر الأعراض الشديدة حتى مرحلة البلوغ، مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى تقسيم الرمد الحبيبي إلى مراحل تشرح تطوره وهم:
- التهاب – مسامي (Inflammation – Follicular): تلك هي المرحلة الأولى من المرض، حيث يظهر فيها 5 حبوب أو أكثر في جفن العين تحتوي على خلايا الدم البيضاء، ويمكن رؤيتها بالتكبير فقط.
- تهيج – شديد (Inflammation – Intense): تلك المرحلة هي أكثر المراحل المعدية، ويظهر فيها احمرار، وتورم العينين.
- تندب الجفن (Eyelid Scarring): تحدث تلك المرحلة نتيجة لتكرار العدوى على المدى الطويل، فتظهر خطوط بيضاء داخل الجفن العلوي يمكن رؤيتها بعدسات مكبرة، وقد يتطور الأمر إلى تشويه الجفن، أو تراجعه للداخل.
- الرموش المقلوبة للداخل (Trichiasis): تحدث تلك المرحلة نتيجة تشوه الجفن، ولذلك تنمو الرموش لداخل العين بدلًا من خارجها، وتخدش الطبقة الشفافة المحيطة بالعين المعروفة باسم القرنية (Cornea).
- إعتام القرنية (Clouding Opacity): تحدث تلك المرحلة نتيجة لشدة التهاب جفن العين، بالإضافة إلى خدش الرموش المقلوبة للقرنية.
عوامل الخطورة
قد تتوفر بعض العوامل التي تعرض بعض الأشخاص للإصابة أكثر من غيرهم، تتمثل تلك العوامل في:
- العيش في المناطق المزدحمة.
- عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والعامة.
- العمر، حيث إن الأماكن المنتشر فيها العدوى يكون الأطفال ما بين 4 سنوات إلى 6 سنوات هم الأكثر عرضة.
- النوع، وجد إن النساء أكثر عرضة للعدوى مرتين إلى 6 مرات أكثر من الرجال، وقد يرجع ذلك لكونهم الأكثر اختلاطًا بالأطفال.
- التواجد في أماكن تنتشر بها الحشرات.
مضاعفات الرمد الحبيبي
لا ينصح بتجاهل الأعراض السابق ذكرها، ويفضل التوجه للطبيب فورًا، لأن إهمال العدوى قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة، مثل:
- تندب الجفن الداخلي للعين.
- تشوهات الجفن وهي: الرموش المقلوبة للداخل التي تخدش القرنية، وانقلاب جفن العين.
- إعتام القرنية.
- فقدان جزئي، أو كلي للبصر.
علاج الرمد الحبيبي
تبدأ مرحلة العلاج دائمًا من التشخيص، ويمكن تشخيص المريض عن طريق فحص الإفرازات التي تنتجها العين، وإرسالها للمعمل للكشف عن البكتيريا المسببة للعدوى، ثم يصف الطبيب الدواء المناسب لنوع البكتريا، أو يحدد عملية جراحية إذا احتاج المريض، ولذلك ينقسم العلاج إلى نوعين وفقًا لحالة المريض عند زيارة الطبيب.
المراحل الأولى من المرض
إذا تم اكتشاف المرض في مراحله الأولى يقتصر العلاج على المضادات الحيوية فقط سواء الموضعية، أو التي تؤخذ عن طريق الفم، وغالبًا ما يصف الأطباء مرهم تيتراسيكيلين (Tetracycline) للعين، أو أقراص أذيثرومكس (Azithromax)، يفضل الأطباء أذيثرومكس عن تيتراسيكيلين نظرًا لكفاءته، ولكن قد لا يكون مناسبًا للبعض نظرًا لغلاء سعره.
المراحل الأخيرة من المرض
إذا تم إهمال العدوى حتى حدوث تشوهات في الجفن حينها لن يفيد استخدام المضادات الحيوية، ويحتاج المريض إلى عملية جراحية، تسمى العملية الجراحية جراحة دوران الجفن (Eyelid Rotation Surgery) حيث يفتح الطبيب فتحة في جفن العين المصاب ويُخرج الرموش المقلوبة للداخل ليمنع خدش القرنية، تلك العملية تمنع المضاعفات الجديدة لكنها لن تعالج ما حدث سابقًا، وفي حالة تضرر القرنية يمكن إجراء عملية زرع قرنية، وقد يحتاج المريض كل فترة إلى إزالة الرموش حتى لا تتضرر القرنية مرة أخرى.
الوقاية من الرمد الحبيبي
إيمانًا بأن الوقاية خير من العلاج، لذلك يفضل اتباع النصائح التالية للتأكد من عدم الإصابة بالعدوى مرة أخرى، أو للمرة الأولى:
- في حالة إصابة أكثر من 10 بالمئة من المنطقة بالعدوى، ينصح بإعطاء كل سكان المنطقة أذيثرومكس للحد من انتشار العدوى، ولمنع المضاعفات في حالة تأخر العلاج.
- تحسين مستوى النظافة في المنطقة من حيث الصرف الصحي.
- الحد من وجود الحشرات التي تعتبر وسيلة لنقل المرض.
- الاهتمام بنظافة الوجه واليدين جيدًا قبل ملامسة العين.
- التخلص من النفايات بطريقة صحيحة لمنع انتشار الحشرات.
الأسئلة الشائعة
نجيب في هذه الفقرة عن أكثر الأسئلة شيوعًا فيما يخص الرمد الحبيبي.
نعم، في حالة إهمال علاج العدوى قد يتطور الأمر إلى إصابة الشخص بالعمى، ولن يفيد العلاج وقتها.
لا، لا يتوفر تطعيم ضد الرمد الحبيبي حتى الآن، لكن يمكن للفرد حماية نفسه باتباع نصائح الوقاية السابق ذكرها في المقال.
لم يُثبت حدوث تشوهات للأجنة من استخدام مرهم تتراسيكلين أثناء فترة الحمل، كما لا يؤثر على الأطفال الرضع عند استخدامه خلال فترة الرضاعة، أما أذيثرومكس فتوجد بدائل أفضل منه تناسب فترة الحمل، لكن في حالة الحاجة لاستخدامه لا يوجد حرج من استخدامه، كذلك لا خطر من استخدامه في فترة الرضاعة، حيث تمر كمية صغيرة جدًا منه خلال اللبن، ولا تؤثر سلبًا على الطفل.
في الختام إيمانًا بأن حاسة البصر لا يمكن الاستغناء عنها، وقد تتحول حياة الفرد إلى جحيم بفقدان حاسة البصر، وبالنظر لخطورة عدوى الرمد الحبيبي من حيث التشوهات الناتجة عنها، أو معدل انتشارها السريع في المجتمع، فلا يمكن التهاون في التعامل معها، وفي حالة ظهور الأعراض السابق ذكرها يفضل التوجه فورًا للطبيب، والاهتمام بسبل الوقاية من العدوى، لكي لا ينتشر المرض سريعًا ويتحول إلى وباء يؤثر على البشرية.