ما هو الرشح؟ وما هي أسبابه؟ وكيف تعالجه؟

الرشح، أو الزُكام هو عرض ناتج عن إصابة الجهاز التنفسي العلوي بعدوى فيروسية، ليس مُضرًا كثيرًا وقد يتعافى منه المرء دون الحاجة إلى الأدوية، ولكن كذلك قد تتطلب بعض الحالات استخدام المُضادات الحيوية في حالات مُصاحبة العدوى البكتيرية للعدوى الفيروسية وتطور حالة المريض إلى الأصعب.

يُصاب الأشخاص البالغون مرات عديدة في السنة الواحدة بالزُكام، وتختلف مرات الإصابة باختلاف حالة الجهاز المناعي لدى الأشخاص.

الأعراض المُصاحبة للرشح

تظهر الأعراض في خلال يومين إلى ثلاثة أيام وتشمل:

  • العطس المُتكرر.
  • احتقان الأنف.
  • سيلان الأنف.
  • احتقان الحلق.
  • نوبات الكُحة.
  • الشعور بتجمع المُخاط في الحلق، ومن ثم طرده خارجًا.
  • الدموع (جريان العين).
  • الحمى (هذا العرض لا يُصاحب كل الأشخاص المُصابين بالرشح).
  • ألم خفيف في الجسم.
  • صداع خفيف.

أسباب الرشح أو الزُكام وكيفية انتقال العدوى

على الرغم من أن العديد من أنواع الفيروسات والتي قد تصل إلى 200 نوع قد تُسبب الرشح ولكن يبقى أشهرها هو الفيروس الأنفي (rhinoviruses).

  • يشمل الزُكام أنواعًا أخرى من الفيروسات مثل:
  • الفيروس المخلوي التنفسي (respiratory syncytial virus).
  • فيروسات نظير الانفلونزا البشرية (human parainfluenza viruses).
  • الفيروسات الغذائية (adenovirus).
  • فيروس كورونا المُستجد (common human coronaviruses).
  • الفيروس التالي لالتهاب الرئة البشري (human metapneumovirus).

يدخل الفيروس المُعدي جسم المُضيف من خلال الفم أو الأنف أو العين، وقد يتنشر الفيروس خلال الهواء على شكل رذاذ من فم المتكلم إذا كان مٌصابًا به، أو من خلال الكٌحة أو العطس.، وقد يتنقل من خلال المُصافحة أو استخدام أشياء المُصاب الشخصية، أو من خلال الطعام. لذلك تجنب لمس وجهك بعد المُصافحة أو بعد الأكل مُباشرة.

عوامل الخُطورة التي تزيد من احتمالية الإصابة بالعدوى

قد تؤثر بعض العوامل على إمكانية الإصابة بالرشح مثل:

  • السن: الأطفال وحديثي الولادة لديهم النصيب الأكبر من إمكانية الإصابة بالعدوى، وخاصةً إذا كانوا يقضون وقتًا طويلا في العيادات الطبية.
  • ضعف الجهاز المناعي: والذي قد يكون سببه هو وجود مرض مُزمن لدى الشخص يُسبب ضعف مناعته، أو يكون ضعف المناعة إجباريًا إذا كان خاضعًا لجراحة زرع الأعضاء فإن الأدوية المتناولة تُثبط الجهاز المناعي حتى لا يُهاجم العُضو المزروع.
  • الوقت من السنة: فصل الشتاء هو الفصل الذي تزداد به مُعدلات الإصابة بالرشح لدى الأطفال والبالغين على حدٍ سواء.
  • التدخين: لدى المُدخنين النصيب الأكبر من مُعدلات الإصابة بالزُكام.
  • التعرض لأماكن تكثر بها العدوى: مثل المدارس والمُستشفيات العامة والعيادات الطبية.
  • كثرة المُخالطة: كثرة تعرض الشخص للازدحامات والأماكن العامة قد يزيد من احتمالية الإصابة. 

المُضاعفات المُتوقعة في حالة إهمال المرض

على الرغم من أن الرشح قد يبدو عرضًا بسيطًا لا يستدعي القلق، لكنه -كأي مرض- إذا أُهمل فقد يتطور إلى المُضاعفات التالية:

  • إصابة الأذن (التهاب الأذن الوسطى): وتحدث في حالة وصول الفيروس أو البكتيريا إلى ما خلف طبلة الأذن، وتشمل الأعراض آلام الأذن والحمى بعد الرشح.
  • الأزمة التنفسية: قد يتطور الزكام إلى أزيز مسموع في الصدر وإن كنت لا تعاني من مشاكل الجهاز التنفسي، أما إن كنت تُعاني منها فإن إهمال الزُكام قد يجعل الحالة أسوأ.
  • التهاب الجيوب الأنفية: في حالات البرد أو الزكام قد يتطور الألم إلى وصول العدوى للجيوب الأنفية والتهابها.
  • العدوى المُصاحبة: بغض النظر عن نوع الفيروس المُسبب للزكام، فإنه قد يُسهل دخول أنواع فيروسية أخرى مثل: فيروسات الالتهاب الرئوي، والحلق، والشعب الهوائية

متى يتطلب الأمر زيارة الطبيب؟

يمكنك أخذ استشارة الطبيب في الحالات التالية:

  • تضاعف مُعدل التنفس، أو سرعة التنفس بصفة عامة.
  • حالات الجفاف.
  • الحمى المُستمرة لما يزيد عن أربعة أيام.
  • الأعراض المُستمرة لما يزيد عن 10 أيام دون تحسن.
  • حالات الحمى أو الكحة التي تتحسن ثم تعود مُجددًا.
  • تطور الحالات المرضية المُزمنة إلى الأسوأ.
  • إذا كان طفلك الصغير ذو الثلاثة أشهر يُعاني من الحمى.

علاج الرشح من المنزل قبل حدوث مُضاعفات

استخدام الأدوية التي يُمكن صرفها دون استشارة الطبيب ولكن بعلم الطبيب الصيدلي مثل:

  • مُسكنات الألم:
  1. أسيتامينوفين: الوحيد الذي يمكن إعطاؤه للأطفال تحت سن الستة أشهر.
  2. ايبوبروفين: مناسب للأطفال أكبر من سن الستة أشهر.
  • أدوية الكحة والبرد:

لا يُمكن إعطاؤها للأطفال إلا باستشارة الطبيب.

يتضمن العلاج أيضًا اتباع النصائح التالية:

  • الراحة وعدم القيام بالأعمال الشاقة.
  • شرب الكثير من السوائل الدافئة، والتي تساعد على تخفيف أعراض الزكام مثل: احتقان الحلق.
  • استخدام بخاخات الأنف عند اللزوم.
  • الغرغرة بماء الملح الدافئ.
  • استخدام قطرات الأنف.
  • أخذ أدوية الرشح من الصيدلية بدون وصف طبي من طبيب، والتي يستطيع الصيدلي وصفها لك، ولكن عليك الحذر في بعض الحالات مثل:
  1. تجنب إعطاء الأطفال الأسبرين؛ لأنه قد يُسبب مُتلازمة راي (Reye’s syndrome).
  2. قد تحتوي بعض أدوية الكحة والصدر على بعض المواد الفعالة غير المرغوبة للأطفال.
  3. تحتوي مُعظم أدوية الزكام على مواد فعالة مُسكنة، لذا تجنب تناول مسكنات أخرى منفصلة لتجنب حدوث تسمم لكثرة المُسكنات.
  • المضاد الحيوي:

استخدام المضادات الحيوية في علاج الزكام هو من أكثر المغالطات التي تحدث في هذا الباب.

باختصار شديد فإن المضادات الحيوية مفعولها على البكتيريا وليس الفيروسات، وسبق وأن ذكرنا أن السبب الرئيس في حدوث المرض هو الفيروس وليس البكتيريا، قد تحدث العدوى البكتيرية كعدوى ثانوية وليست رئيسية.

باستخدام المضادات في علاج الزكام تطور الأمر عند البعض إلى حدوث كارثة طبية، وهنا لا أبالغ في قول كارثة، ذلك أن كثرة التناول غير المحسوب للمضاد الحيوي قد يؤدي إلى تعرف البكتيريا وعليه وبالتالي تُصبح مقاومة له، وإذا حدث هذا الأمر مع مُضاد حيوي مفعوله قوي مثل: أزروليد، فبالتالي تصبح البكتيريا مُقاومة للأنواع الأقل في الفعالية.

وهنا قد تتحول مُجرد عدوى بكتيرية ثانوية بسيطة إلى خطر يهدد حياة المريض، بل ويُصبح موته محتومًا، فقط مجرد وقت، ذلك لأنه لن يوجد المضاد الحيوي الذي يؤثر فيها.

يمكن استخدام المضاد الحيوي في العلاج إذا وُجد داعٍ لذلك مثل:

  • التهاب الشعب الهوائية البكتيري.
  • الالتهاب الرئوي.

وتحدث هذه الحالات لدى الأشخاص ضعيفي المناعة، أو المُصابية بأزمة صدرية.

كيف تحمي نفسك والآخرين

يجب عليك اتباع النصائح التالية لتجنب انتشار العدوى وضمان التحسن السريع:

  • الإقامة في المنزل خلال فترة الرشح.
  • إبعاد الأطفال المصابين عن المدارس وأماكن تجمع الأطفال.
  • تجنب التعامل القريب عن الأشخاص مثل: المصافحة.
  • البعد عن الأشخاص المحيطين بك في حالة العطس، أو الرشح.
  • الكحة في منديل ورقي ورمية بعد ذلك، أو استعمال الملابس عند ثنية الكوع.
  • غسل اليدين بعد العطس أو الحكة واستعمالهما في ذلك.
  • تعقيم الأسطح المُجاورة للمريض باستمرار باستخدام الكحول والمُعقمات الأخرى.

الرشح والأنفلونزا | ما الفرق بينهما؟

أعراض الأنفلونزا مُشابهة جداًا للزكام، ويصعب التفرقة بينهما من خلال مُلاحظة الأعراض.

لكن الأنفلونزا يكون مُعدل أعراضها أعلى قليلًا عن الزكام مثل: الحمى السريعة، والرعشة المُصاحبة، واحتقان الحلق، وإلخ…

والفيروس المُسبب للأنفلونزا يختلف عن المُسبب للزكام، حيث أن الفيروس المُسبب لها هو: فيروس أنفلونزا.

يختلف العلاج كذلك، حيث تُعالج الأنفلونزا بأدوية مثل: اوسيلتاميفير، أو اللقاحات، وليس بواسطة المُسكنات والراحة.

الرشح هو عرض طفيف كما ذكرنا، إذا تُركت تفاقمت وتضاعفت وأدت إلى ما لا يُحمد عُقباه، وكذلك إذا عُولجت بالطريقة الخاطئة مثل استعمال المُضادات الحيوية غير المحسوب، وأزيدك من الشعر بيتًا، تُصنف المُضادات الحيوية من الأدوية التي لا تُصرف إلى بوصف الطبيب، فلا تتهاون في ذلك، واعلم أن الوقاية خير من العلاج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى