الرحم ذو القرنين وأثره على الحمل

الرحم ذو القرنين أو الرحم القلبي, هو حالة تشوه خلقي شائعة بين عدد من النساء بدرجات متفاوتة, الطبيعي أن الرحم عضو مجوف كمثري الشكل, يشبه ثمرة الكمثرى المقلوبة, ولكن فى حالة الرحم القلبي أو ذو القرنين يكون الرحم على شكل قلب, حيث يكون منبعجا للداخل من منتصف قمته فتتشكل قمته على شكل قرنين ومنهنا جائت تسميته بذو القرنين.

وتختلف درجات عمق الرحم القلبي, فقد تكون طفيفة وغير مؤثرة, وقد تكون كبيرة تكاد تقسم الرحم إلى قسمين.

سنتعرف معا من خلال هذا الموضوع على الرحم ذو القرنين وأثره على الحمل وطرق التعامل معه.

أسباب الرحم ذو القرنين

الرحم ذو القرنين هو حالة تشوه خلقي, تحدث أثناء مرحلة نمو الجنين فى بطن الأم, حيث يحدث اندماج جزئي لقناة مولر المسؤولة عن تكوين الرحم فى الجزء العلوي منها, بينما يكون الإندماج فيها كاملا فى الجزء السفلي, وينتج عن ذلك أن يصبح الجزء الأعلى من الرحم على شكل قرنين بينما الجزء الأسفل منه طبيعي الشكل, فيكون الشكل النهائي للرحم على هيئة قلب يختلف عمق قمته منحالة لأخرى.

أعراض الرحم القلبي

قد يكون الرحم على شكل قلب بلا أي أعراض ويكتشف عن طريق المصادفة, وقد تنتج عنه أيضا بعض الأعراض مثل الآتية:

  • شدة ألم الدورة الشهرية.
  • الشعور بألم اثناء الجماع.
  • ألم مستمر فى أسفل البطن.
  • ألم فى أسفل الظهر.
  • نزف غير منتظم بين الدورات الشهرية.
  • الإجهاض المتكرر.

مضاعفات الرحم ذوالقرنين

فى الدرجات الطفيفة من الرحم ذو القرنين قد لا تنتج عنه أي مضاعفات, وقد لا تعلم صاحبته بوجوده أصلا, ولكن فى حالة العمق الكبير لقمة الرحم القلبي قد تحدث بعض المضاعفات ومنها:

  • الإجهاض المتكرر: وتختلف المرحلة التى يحدث فيها الإجهاض على حسب عمق إنبعاج قمة الرحم, فكلما كان الإنبعاج كبيرا تصبح سعة الرحم أقل وبالتالي يقل عمر الحمل قبل الإجهاض.
  • إنثقاب كيس الحمل المبكر وخروج ماء الجنين.
  • الولادة المبكرة: و يتوقف مدى عمر الجنين عند الولادة على مدى شدة حالة الرحم ذو القرنين.
  • التشوهات الخلقية للجنين: تزداد نسبة التشوهات الخلقية لأجنة النساء من ذوات الرحم على شكل قلب عنها فى طبيعيات الرحم بمقدار أربعة اضعاف, وترتفع احتمالاتها كلما زادت شدة حالة الرحم ذو القرنين.
  • الولادة بالمقعدة: قد يسبب الرحم ذو القرنين تغير وضعية الجنين عند الولادة ليتخذ وضع المجىء بالمقعدة, مما يرفع من فرص الحاجة للولادة القيصرية.

تشخيص الرحم ذوالقرنين

توجد عدة طرق لتشخيص حالة الرحم ذو القرنين فى حالة شكوى المرأة من أعراض, أما فى حالة عدم وجود أعراض فقد يبقى الرحم ذوالقرنين بلا تشخيص, ومن طرق التشخيص المستعملة:

  • الموجات فوق الصوتية: وهى أشيع طرق التشخيص,ويمكن من خلالها التعرف على شكل الرحم ومعرفة كونه طبيعيا أوقلبي الشكل.
  • الفحص المهبلي بمنظار المهبل: وهوالفحص النسائي الشائع بإدخال جهاز فحص المهبل إلى مهبل المرأة ثم تفقد المهبل وعنق الرحم, ولكنه غير دقيق فى تشخيص الرحم ذوالقرنين.
  • تنظير الرحم: يعد المنظار الرحمي من أدق وسائل تشخيص الرحم على شكل قلب, حيث يتم إدخال منظار عن طريق المهبل ثم عنق الرحم إلى تجويف الرحم لفحص الرحم داخليا وتبين شكل تجويفه.
  • الأشعة بأستعمال الصبغة: ويتم من خلالها حقن مادة ظليلة داخل تجويف الرحم ثم رصد صورتها بالأشعة لتبين شكل توزيعها داخل الرحم وبالتالى شكل الرحم نفسه.
  • منظار البطن: ويتم من خلاله التعرف على شكل الرحم من الخارج.

علاج الرحم ذو القرنين

تتوقف حاجة الرحم ذو القرنين إلى علاج على مدى شدة الحالة, ففى الكثير من الحالات لا يكون الرحم القلبي مؤثرا ولا يحتاج إلى علاج بالمرة, وفى بعض الحالات الأكثر شدة قد يتم اللجوء إلى تدابير علاجية مثل:

ربط عنق الرحم

وهوإجراء يقوم به الطبيب أثناء الحمل لمنع حدوث الإجهاض,حيث يتم ربط عنق الرحم فى الثلث الثاني من الحمل, مما يمنع توسع عنق الرحم وحدوث الإجهاض, وكذلك يسمح لزيادة حجم الجنين بالضغط على جدران الرحم وتمديدها بشكل يسمح بإستكمال الحمل بشكل طبيعي.

ثم يتم فك رباط عنق الرحم عند اكتمال نمو الجنين للسماح بحدوث الولادة بالشكل الطبيعي.

ومن الجدير بالذكر أن بعض النساء من صاحبات الرحم ذو القرنين تحتجن إلى هذا الإجراء فى الحمل الأول فقط, وبعضهن تحتجن إليه فى كل حمل لمنع حدوث الإجهاض.

العلاج الجراحي

وهو إصلاح تشوه الرحم القلبي جراحيا, بإصلاح شكل الرحم وجعله بالشكل الطبيعي الذى يسمح بنمو الجنين.

ويتم اللجوء لهذا الخيار فى الحالات الشديدة من الرحم ذوالقرنين والتى لا تسمح بإكتمال الحمل و لا يصلح لها إجراء ربط عنق الرحم سابق الذكر.

هل يؤثر الرحم ذو القرنين على حدوث الحمل؟

حالة الرحم ذو الشكل القلبي فى حد ذاتها لا تؤثر على خصوبة المرأة ولا تمنع حدوث الحمل, ولكنها شائعة فى النساء اللواتى تعانين من مشكلات أخرى تمنع حدوث الحمل, فشاع الإعتقاد بأن الرحم القلبي يمنع حدوث الحمل.

ولكن واقع الأمر أن احتمالات حدوث الحمل فى الرحم ذو القرنين لا تختلف عنها فى الرحم الطبيعي, كما أن احتمالات حدوثه فى حالات استعمال وسائل الإخصاب المساعد أيضا لا تختلف عنها فى الرحم الطبيعي.

وبالتالي لا يعتبر الرحم ذو القرنين مؤثرا على حدوث الحمل, ولكنه يزيد من نسب الإجهاض وتشوهات الأجنة والولادة المبكرة والقيصرية.

هل لابد من ربط عنق الرحم ذو القرنين لمنع الإجهاض؟

يتوقف ذلك على مدى شدة حالة الرحم القلبي, فالكثير من حالات الرحم ذو الشكل القلبي يمكن لصاحباتها الحمل والولادة بشكل طبيعي وبدون الحاجة لأية إجراءات علاجية سوى المتابعة العادية للحمل واستشارة الطبيب فى حالة ظهور أي أعراض غير عادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى