الربو الشعبي | ماذا تعرف عنه؟
يوجد العديد من الأمراض المزمنة التي قد تعيقنا عن ممارسة حياتنا اليومية على نحو طبيعي، بل وقد تضع لنا قيودًا تمنعنا من ممارسة أنشطتنا المعتادة مثل ممارسة الرياضة أو الذهاب إلى العمل، ويتصدر الربو الشعبي قائمة هذه الأمراض المزمنة.
لكي تتعرف على أسباب الربو الشعبي وعلاجه، تابع معنا هذا المقال في دكتور كشكول.
ما هو الربو الشعبي؟
يعد الربو الشعبي من الأمراض طويلة الأجل، ويؤثر على الأطفال والكبار، ويتسبب في حدوث ضيق بالممرات الهوائية وتورمها؛ مما يؤدي إلى ظهور أعراض الربو، مثل: السعال وضيق التنفس والأزيز- صوت التنفس عند الزفير- وتحدث هذه الأعراض على فترات متقطعة وقد تزداد سوءًا في أثناء الليل أو في أثناء ممارسة التمارين البدنية.
توجد محفزات أخرى يمكن أن تسبب تفاقمًا في أعراض الربو، مثل: العدوى الفيروسية، والغبار، والدخان، والأبخرة، والتغيرات في الطقس بالإضافة إلى حبوب لِقاح العشب والأشجار، وفراء الحيوانات، والريش، والصابون القوي والعطور.
أسباب الإصابة بالربو الشعبي
لا يوجد سبب واضح وصريح يؤدي إلى الإصابة بالربو الشعبي، ولكن يوجد عدد من العوامل المختلفة التي ترتبط بخطر الإصابة به وتشمل الآتي:
- تزداد احتمالية الإصابة بالربو إذا أصيب به أحد أفراد الأسرة خاصةً أحد أفراد الأسرة المقربين، مثل: أحد الوالدين أو الأشقاء.
- تزداد أيضًا احتمالية الإصابة به لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات تحسسية أخرى مثل حمى القش.
- داء الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، وهي حالة ترتد فيها أحماض المعدة إلى الحلق.
- الهواء البارد.
- الأنشطة البدنية.
- حالات العدوى التنفسية.
- أدوية معينة، مثل: حاصرات مستقبلات بيتا والأسبرين، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الأيبوبروفين.
- المواد الحافظة المضافة إلى بعض أنواع الأطعمة والمشروبات.
- الانفعالات القوية والتوتر.
- ملوثات الهواء والمهيجات مثل الدخان.
- قد يكون الأطفال والبالغون المصابين بزيادة الوزن أو السمنة أكثر عرضة للإصابة بالربو.
أعراض الربو الشعبي
تختلف أعراض الربو من شخص لآخر؛ فقد تظهر لديك أعراض طوال الوقت، أو قد تصاب بنوبات غير متواترة، ويمكن أيضًا أن تظهر الأعراض في أوقات معينة فقط، مثلًا عند ممارستك للرياضة.
تشمل أعراض الإصابة بالربو الشعبي ما يلي:
- ضيق في التنفس.
- نوبات السعال أو الأزيز التي تتفاقم بسبب فيروس الجهاز التنفسي، مثل: البرد أو الإنفلونزا.
- صعوبة النوم بسبب ضيق التنفس أو السعال.
الربو الشعبى وعلاجه
تعد الوقاية والعلاج طويل الأجل هما العنصران الرئيسان لوقف نوبات الربو قبل بدئها، ويحصل ذلك عن طريق معرفة المحفزات واتخاذ خطوات لتجنبها.
تعتمد الأدوية المناسبة على عدة أشياء، مثل: العمر، والأعراض، ومسببات الربو، وما هو الأفضل للسيطرة على الربو وفقًا لحالتك.
تعمل الأدوية الوقائية طويلة الأمد على تقليل الالتهاب في مجرى الهواء الذي يؤدي إلى ظهور الأعراض، وتستخدم أيضًا أجهزة الاستنشاق لفتح المسالك الهوائية المتورمة التي تسبب ضيق التنفس وتعد من الأدوية سريعة المفعول.
في بعض الحالات الأخرى، تكون أدوية الحساسية ضرورية في حال التعرض لمحفزات مثل التراب أو المواد الكيميائية في بيئة العمل.
نستعرض فيما يلي الأدوية المستخدمة لعلاج الربو الشعبي وتشمل الآتي:
- الأدوية طويلة الأمد
تؤخذ هذه الأدوية يوميًا، وتقلل من احتمالية إصابتك بنوبة الربو، وتشمل أنواع الأدوية طويلة الأمد ما يلي:
- الكورتيكوستيرويدات المُستنشقة.
- أجهزة الاستنشاق المركبة: التي تحتوي على مضادات بيتا طويلة المفعول إلى جانب الكورتيكوستيرويد.
- مُعَدلات الليكوترينات.
- الثيوفيللين، وهو قرص يومي يساعد على استمرار فتح مجرى الهواء عبر إرخاء العضلات المحيطة بمجرى الهواء، لكن يتطلب الثيويلين إجراء اختبارات الدَّم بصفة منتظمة.
- الأدوية سريعة المفعول
تُستخدم أدوية الإغاثة سريعة وقصيرة المفعول لتخفيف الأعراض بسرعة عند حدوث النوبة، أو قد تستخدم قبل ممارسة التمارين الرياضية، وتشمل الآتي:
- مضادات بيتا قصيرة المفعول.
- الكورتيكوستيرويدات الفموية والوريدية.
- عوامل مضادات الفعل الكوليني.
- أدوية الحساسية
تُستخدم هذه الأدوية إذا كانت الحساسية هي التي تؤدي إلى استثارة النوبة أو تفاقمها وتشمل الآتي:
- حقن الحساسية.
- بعض أنواع العلاجات الحيوية التي تعمل علي الجهاز المناعي مثل (زوليماب).
الربو الشعبي عند الأطفال
لا يختلف الربو الشعبي عند الأطفال عن الربو لدى البالغين، ولكن يمكن أن يسبب الربو في فترة الطفولة أعراضًا يومية مرهقة تعيق اللعب، والرياضة، والذهاب للمدرسة والنوم.
قد تختفي أعراض الربو الشعبي عند الأطفال عند الوصول لمرحلة البلوغ وقد تستمر بصورة مزمنة، ولكن مع المداومة على استخدام الدواء الصحيح، يمكن السيطرة على الأعراض ومنع تلف الرئتين.
مضاعفات الربو الشعبى
يمكن أن يسبب الربو حدوث مضاعفات عديدة، مثل:
- قصور دائم في وظائف الرئة.
- أعراض تتداخل مع لعب الرياضة أو النشاطات الأخرى.
- التغيب عن المدرسة أو التأخر الدراسي.
- نوبات الربو الشديدة التي تطلب علاجًا طارئًا أو الذّهاب إلى المستشفى على الفور.
يمكن أن نلخص كل ما عرفناه عن الربو الشعبي بأن نصف العلاج يكمن في الوقاية، ونقصد هنا الوقاية من التعرض للمحفزات التي تؤدي إلى حدوث نوبات الربو، والنصف الآخر يعتمد على الالتزام بتناول الدواء باستمرار، يجب أيضًا التوجه إلى المستشفى على الفور في حال الإصابة بالنوبات الشديدة للسيطرة على الأعراض واتخاذ جميع التدابير اللازمة.