الذهان الزوري وكيفية التعامل معه

الذهان الزوري اضطراب نفسي نادر، حيث يمر كل شخص منا بمراحل مختلفة في حياته، فالحياة لا تسير على وتيرة واحدة ولا تبقى مستقرة دائماً بل يحدث تقلبات وتغيرات تتبدل فيها الأحوال وتتغير الظروف، نمر بظروف صعبة، ونتعرض لمواقف صادمة يصعب على العقل استيعابها، يشمل ذلك مراحل التحول مثل سن البلوغ، او التخرج، أو الارتباط، أو ولادة طفل، أو فقدان أحد الأشخاص المقربين.

كل هذه الظروف والتغيرات تتطلب تهيئة نفسية وجسدية وتعامل واع في كل مرحلة وفي كل ظرف نمر به، وإن لم يحدث ذلك سنكون عرضة للكثير من الاضطرابات العقلية والنفسية

ماهو الذهان الزوري؟

الذهان الزوري (Paraphrenia) هو نوع من الاضطرابات العقلية التي تتميز بحدوث هلاوس وأوهام للشخص المصاب، فإن الشخص المصاب يعاني من مخاوف عادةً ما تكون وهمية ومبالغ فيها، ولكن هذا الاضطراب لا يؤدي إلى فقدان كبير في القدرات الفكرية مثل الذاكرة و العادات الروتينية اليومية.

يشبه اضطراب الذهان الزوري مرض الفصام، إلا أن الذهان الزورى غالبًا مايحدث فقط عند كبار السن فوق سن 60 عامًا فهو مرض نادر إلى حدٍ كبير.

أعراض الذهان الزوري

في غالبية الحالات لايعد اضطراب الذهان الزوري مرضًا شديدًا، ومع ذلك فمن الضروري جدًا اللجوء للمعالج النفسي فور ظهور أعراض الاشتباه بمرض الذهان الزورى مثل:

• التوهم: هو الأكثر شيوعًا في حالات الذهان الزورى حيث يعتقد الشخص المصاب حدوث أشياء غير صحيحة، ويتحدث عن أشياء لم تحدث بالمرة على أنها حدثت بالفعل.
• سماع أصوات ومحادثات غير حقيقية، حيث يسمع المريض أصوات من مكان قريب تشتت انتباهه مثل أصوات التهديد والاتهامات.
• شم روائح عطور قوية أو روائح كريهة على الرغم من عدم وجود هذه الروائح في الحقيقة.
• الشعور بأحاسيس غير طبيعية، وغالبًا ما تكون مزعجة.

أنواع الذهان الزوري

• اضطراب الفصام :هو اضطراب ذهاني يحدث فيه اضطرابات في التفكير والمزاج والسلوك ويتميز بالهلوسة والتوهم.
• الاضطراب شبه الفصامي: هو اضطراب ينتهي خلال 6 شهور، ولا يعتبر مرض مزمن.
• الاضطراب الفصامي الوجداني: وبه تلتقي أعراض الفصام واضطراب المزاج.
• الاضطراب التوهمي: يتميز هذا الاضطراب بوجود توهم ثابت راسخ وغير مستهجن وقد يبدو للوهلة الأولى أنه قصة واقعية من الحياة اليومية.
• اضطراب ذهاني قصير: أعراض ذهانية لا تستمر أكثر من أسبوع إلى شهر وغالباً ما تكون ناتجة عن صدمة نفسية كبيرة.
• اضطراب ذهاني مشترك: حالة نادرة يمتد فيها الذهان من المريض لمن حوله وقد يكون شخص أو أكثر.
• ذهان النفاس: اضطراب ذهاني يحدث بعد الولادة -أثناء فترة النفاس- وله علاقة بالاضطرابات المزاجية أكثر من الفصامية.

أسباب الذهان الزوري

أي تغييرات جسدية تحدث في الدماغ مثل التغيرات الناتجة عن السكتة الدماغية أو أورام المخ تؤدي إلى خلل وظيفي في الدماغ مسببة أوهام الذهان.

عوامل الخطر التي تزيد من فرصة حدوث الذهان الزوري

• ضعف البصر أو السمع.
• نقص الاتصالات الاجتماعية.
• العلاقات المتوترة.
• الشلل الرعاش.
• اضطرابات الدماغ.
• مرض هنتنغتون.
• السكتة الدماغية.
• وجود الأورام.
• الصرع.
• الزهايمر.
• أمراض نقص المناعة.

وجود هذه العوامل عند شخص ما تجعله أكثر عرضة لاضطراب الذهان الزوري.

تشخيص الذهان الزوري

يتم تشخيص الذهان الزوري عن طريق تدخل أخصائي الأمراض العقلية والنفسية، حيث يقوم الطبيب المختص بالتأكد من:

• اللياقة البدنية للشخص المصاب.
• طريقته وأسلوبه في قضاء مهامه اليومية.
• اختبار الذاكرة لدى المريض.
• التأكد من أن ردود أفعال هذا الشخص طبيعية ملائمة للموقف.

وذلك لاستبعاد أعراض أخرى متعلقة بالعقل أخطر بكثير من الذهان الزورى.

عندما يتأكد أخصائي الأمراض العقلية والنفسية أن هذا الشخص قادر على الاستمرار في حياته اليومية وأداء الأعمال المنزلية بشكل طبيعي دون مساعدة من أحد كما أن هذا الشخص لديه إحساس واضح بالزمان والمكان، ولكنه يعاني فقط من نوبات مؤقتة من الهلاوس حينئذ يتم تأكيد تشخيص الذهان الزورى.

علاج الذهان الزوري

يعتبر الذهان الزوري من الحالات المؤقتة والتي يمكن علاجها بشكل كامل وبالتالي ضمان الشفاء التام للمريض.

الطريقة الأساسية لعلاج الذهان الزورى هي عن طريق الأدوية المضادة للذهان الموصوفة من قبل الطبيب المختص.

تساعد هذه الأدوية (عند تناولها بالجرعات المناسبة كما أوصى الطبيب النفسي) على السيطرة على النوبات العصبية وتجنب حدوث مضاعفات.

في الحالات الأكثر تطورا يجب التدخل من قبل الطبيب النفسي والعلاج السلوكي وذلك لفهم البيئات والطرق المناسبة للتعامل مع الشخص المصاب بالذهان الزورى وبالتالي المساعدة في العلاج والشفاء الأمثل للأداء العقلي.

الفرق بين الذهان الزورى والفصام

الفرق بين مريض الذهان الزوري ومريض الفصام هو أن:

مريض الفصام يظهر لديه اضطرابات واضحة في شخصيته وفي تعاملاته اليومية مثل انفعالاته، وكلامه، وإدراكه.

ولكن مريض الذهان الزورى هو شخص قادر على أداء وظائفه اليومية بشكل طبيعي كما أن استجاباته وانفعالاته مناسبة وملائمة للموقف بينما تشغل ذهنه معتقدات ذات طبيعة خرافية.

كما أن الفصام يظهر على المريض في مرحلة عمرية مبكرة، عادة في سن المراهقة أو الشباب، بينما يحدث الذهان الزورى عادة في كبار السن أكثر من غيرهم.

والذهان الزورى يعتبر من الحالات نادرة الحدوث، بينما الفصام من الحالات الشائعة.

كيفية التعامل مع مريض الذهان الزوري

• احترام رأيه وميوله ورغباته.
• عدم إلزامه أو إجباره لالقيام بأمرٍ ما، أو اتخاذ قرارات دون الرجوع له.
• أخذ المشورة ممن هم الأقرب للمصاب كأسرته أو أصدقائه المقربين من أجل فهم ما يمر به وتحديد ما هو مفيد وغير مفيد له بشكل عام.
• تقديم النصيحة للمصاب باللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي من أجل التعرف على النوبات الذهانية التي قد تصيبه أحيانًا.

انتكاسة مريض الذهان الزورى

من الضروري تجنب انتكاسات نوبات الذهان الزوري، لأنه عندما تحدث الانتكاسات تصبح الأعراض أكثر صعوبة وبالتالي يصبح الشفاء أمراً صعباً.

هناك بعض العلامات المبكرة لحدوث انتكاسات الذهان الزوري مثل:

• مشكلة في النوم
• مشكلة في التركيز أو مواجهة صعوبة في تنظيم الأفكار.
• الابتعاد عن الآخرين أو الاختفاء بشكل غير متوقع.
• تغير المزاج والعصبية.
• وجود أفكار غريبة أو تفكير غير منظم.
• سوء النظافة الشخصية.
• الكلام الذي لا معنى له.
• سماع الأصوات.
• الأوهام، أو الشكوك، أو زيادة جنون العظمة.
• الحديث العدواني.
• أفكار انتحارية.

كيفية تقليل حدوث الانتكاسات لمرضى الذهان الزوري

• تناول الدواء حسب التعليمات وعدم التوقف عن العلاج، حيث أن الدراسات أثبتت أن من أهم أسباب حدوث الانتكاسات هو التوقف عن العلاج.
• المتابعة المستمرة مع الطبيب النفسي حتى بعد اختفاء الأعراض.
• تجنب تناول المخدرات والكحوليات حيث أنها تزيد من حدة الأعراض و تجعل العلاج أكثر صعوبة.

الأسئلة الشائعة