الذئبة الحمراء .. أنواعها وأسبابها والعلاج

الذئبة الحمراء من الأمراض القديمة المعروفة, عرف المرض بهذا الأسم نظرا لأنه يتسبب فى ظهور بقع على الوجه فى صورة نقاط صغيرة متجاورة شبيهة بتلك الموجودة على وجه الذئب, وتكون تلك البقع حمراء اللون, ولأن أول حالة رصدت للمرض كانت فى إمرأة, عرفت الحالة بالذئبة الحمراء نسبة لأن المريضة كانت أنثى على وجهها بقع تشبه وجه الذئب حمراء اللون.

حول مرض الذئبة الحمراء ومسبباته وطرق علاجه يدور هذا الموضوع من موضوعات دكتور كشكول , لنتعرف عن قرب على هذا المرض الذى لا يعتبر قليل الظهور بحال من الأحوال.

ما هو مرض الذئبة الحمراء؟

من الطبيعى أن ينشط الجهاز المناعى لمهاجمة أى غزو ميكروبى يطرأ على الجسم, ولكن يحدث فى بعض الحالات نتيجة لخلل جينى, أن ينشط الجهاز المناعى لمهاجمة خلايا الجسم السليمة نفسها, ويعرف هذا النوع من الأمراض بأمراض المناعة الذاتية, أى الأمراض التى تنتج عن نشاط مناعة الجسم ضد نفسه.

والذئبة الحمراء مرض من أمراض المناعة الذاتية الذى ينشط فى غالبية الأحيان نتيجة تعرض الجسم لعدوى ميكروبية من أى نوع, فيتصرف الجهاز المناعى هنا تصرف الحارس ضعيف البصر, الذى يرى لصا يدخل إلى البيت فيقوم بفتح النيران على اللص وأصحاب البيت معا دون تمييز.

ولأن الجسم يتعرض يوميا للعدوى بكافة صورها, فقد يظل الجهاز المناعى فى حالة استنفار مستمر تؤدى إلى استمرار مهاجمته لخلايا الجسم محدثا أعراض المرض الإلتهابية المختلفة.

أعراض الذئبة الحمراء

  • طفح أحمر يظهر على الوجه يشبه فراشة قد بسطت جناحيها على وجه المريض, حيث يوجد جسمها على الأنف وجناحيها على الخدين.
  • الشعور بالتعب والإرهاق الشديد الذى يجعل المريض غير قادر على الحركة تقريبا, وقد يحتاج مثلا إلى من يعينه على الإعتدال فى فراشه إن كان نائما.
  • التهاب وتورم المفاصل.
  • ارتفاع الحرارة.
  • تساقط الشعر الذى قد يصل إلى الإقتراب من الصلع الكامل.
  • فقر الدم وزيادة إستعداده للتجلط.
  • ظهور ظاهرة رينود, وهى ظاهرة تحدث عند تعرض المريض للطقس البارد , فتبرد أصابعه بشدة وتفقد لونها أو تتحول إلى اللون الأزرق, مع الشعور بالتنميل والوخذ, وهى ليست مرتبطة بالمرض بل يمكن أن تحدث بدونه كظاهرة متفردة بذاتها.

أنواع الذئبه الحمراء

  • الذئبة الحمراء الجهازية

هى أكثر أنواع الذئبة الحمراء شيوعا, وأخطرها مع الأسف, ففيها يهاجم الجهاز المناعى الأعضاء الحيوية بالجسم كالكبد والكلى والرئتين والدم والدماغ والجلد.

  • الذئبة الحمراء الجلدية (الديسكويد)

كما هو واضح من اسمها هى نوع من الذئبة الحمراء يهاجم فيه الجهاز المناعى الجلد, وتتسبب الحالة فى حدوث طفح جلدى أحمر عادة ما يكون على الوجه أو الرقبة أو فروة الرأس, إلا أن ذلك لا يمنع تواجده فى أى مكان بالجلد عموما.

  • ذئبة الأدوية

وهى من أخف أنواع الذئبة الحمراء حيث يرتبط نشاطها بتعاطى المريض لأنواع معينة من الأدوية لا تنشط الحالة إلا بتعاطيها, فتعتبر نوعا من حساسية الأدوية, إلا أن خطرها يكمن فى أنها حال نشاطها يمكن أن تهاجم الأعضاء الحيوية للجسم كما يحدث فى الذئبة الجهازية, إلا أن الأعراض تتراجع بمجرد التوقف عن استعمال الدواء الذى تسبب فى نشاط الحالة.

  • الذئبة الولادية

وهى نوع من الذئبة يصيب الأطفال حديثى الولادة نتيجة لمواجهة الجهاز المناعى للوسط الخارجى خارج رحم الأم, قد تتسبب فى الطفح الجلدى وفقر الدم ومشكلات الكبد, إلا أنها لحسن الحظ عادة ما تؤثر فى أعضاء قابلة للتجدد باستمرار, كما أنها عادة ما تختفى تماما قبل بلوغ الطفل عامه الأول دون ترك مضاعفات بالمرة.

أسباب الذئبة الحمراء

  • التاريخ العائلى: عادة ما تظهر الذئبة الحمراء فى أفراد العائلات ذات التاريخ المرضى المرتبط بأمراض المناعة الذاتية عموما, وليس شرطا أن يكون التاريخ للذئبة الحمراء نفسها ولكن لأى مرض مناعة ذاتية من أى نوع.
  • العوامل البيئية: بعض العوامل البيئية مثل زيادة التعرض للأشعة فوق البنفسجية قد تشجع ظهور المرض.
  • الجنس: فالمرض أشيع فى الإناث منه فى الذكور وبخاصة فى سن المراهقة.
  • الأدوية: قد يحفز تعاطى المريض لبعض الأدوية ظهور المرض, ومن أمثلة ذلك بعض المضادات الحيوية وأدوية علاج الصرع وارتفاع ضغط الدم.

مضاعفات الذئبه الحمراء

  • الجلطات القلبية والدماغية.
  • الجلطات الوعائية بصفة عامة.
  • مشكلات الكبد والكلى.
  • التهاب غشاء القلب.
  • الَإضطرابات النفسية والسلوكية.
  • ضعف الذاكرة.
  • الإلتهاب الرئوى.

وبالطبع تختلف المضاعفات بإختلاف نوع الذئبة الحمراء لدى المريض, فليس ضروريا أن تصيب جميع المضاعفات جميع المرضى.

تشخيص الذئبه الحمراء

  • سماع شكوى المريض.
  • التعرف على التاريخ العائلى للمريض.
  • الأشعة السينية.
  • الأشعة المقطعية.
  • أشعة الرنين المغناطيسى.
  • فحوص الدم.
  • فحص عينة البول.

علاج الذئبة الحمراء

بما أن المرض مرض مناعة ذاتية فإن العلاج ينصب على تثبيط الجهاز المناعى لتقليل مهاجمته لخلايا الجسم المختلفة, ويتم ذلك بإستعمال الأدوية المثبطة للمناعة ومن اشهر أمثلتها الكورتيزون ومشتقاته.

وتختلف الصورة الدوائية لمثبط المناعة على حسب نوع الذئبة الحمراء والأعضاء المتأثرة به, فقد يكون العلاج عن طريق الكريمات والمراهم المحتوية على الإستيرويد, وقد يتم بحقن الإستيرويد أو استنشاقه أو تعاطيه فى صورة أقراص فموية.

كما ينصب العلاج أيضاعلى التعامل مع مضاعفات المرض على حسب الأعضاء المتأثرة ونوع التأثر الحادث سواء على العضو نفسه أو على الأعضاء الأخرى التى تأثرت بتاثر وظيفة ذلك العضو.

وقد يتلخص العلاج فى الإمتناع عن الأدوية المثيرة للمرض فى حالة الذئبة الدوائية, حيث أنها كما ذكرنا تعتبر نوعا من حساسية الأدوية لا تحدث إلا عند تعاطى أدوية معينة يمكن التعرف عليها ومنع المريض من إستعمالها وبهذا تنتهى المشكلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى