الدورة الشهرية المبكرة للأطفال

الدورة الشهرية المبكرة للأطفال من الأمور المثيرة للحيرة، لكون غالبية الناس لا يعرفون السن المناسبة لحدوث الدورة الشهرية، وقد يعتبرون حالة أطفالهم دورة شهرية مبكرة برغم أن واقع الأمر أن سن حدوث الدورة لدى أطفالهم طبيعية تماما.

لهذا سنتعرف من خلال الفقرات القادمة على السن المناسبة للدورة الشهرية، ومتى يمكن اعتبار حالة الطفلة بلوغ مبكر؟ وما الأسباب المؤدية لذلك؟ وما مضاعفاته؟ وكيف يمكن التعامل مع تلك الحالة إذا حدثت.

ما هي الدورة الشهرية؟

عندما تصل الفتاة إلى سن البلوغ، تبدأ الغدة النخامية في إرسال هرموناتها إلى الغدد التناسلية لتبدأ عملهما، فيبدأ حدوث التبويض شهريا، ويبدأ الجسم في الاستعداد للحمل بعد كل تبويض.

فيزيد سمك بطانة الرحم لتلائم انغراس النطفة، وتختزن بعض الدم لتغذية النطفة إلى أن تتكون المشيمة، فإذا لم يحدث الحمل تنخفض الهرمونات المحفزة لنمو بطانة الرحم، فتنهار تلك البطانة وتسقط مع ما تحتويه من الدم وتطرد إلى خارج الجسم عبر المهبل، وهذه العملية هي ما يعرف بالدورة الشهرية أو الطمث.

السن الطبيعية للدورة الشهرية

تحدث أول دورة شهرية لدى غالبية الفتيات في سن من 12-16 عامًا، ولكن ربما تندهش عزيزي القارئ إذا عرفت أن السن الطبيعية للدورة الشهرية تبدأ من عمر الثامنة، فإذا حدث البلوغ في سن الثامنة لا يعد ذلك بلوغًا مبكرًا.

ما هي الدورة الشهرية المبكرة في الأطفال؟

ذكرنا في الفقرة السابقة أن السن الطبيعية لحدوث الدورة الشهرية تبدأ من سن الثامنة، وبالتالي فإن الدورة الشهرية المبكرة في الأطفال هي الدورة التي تحدث قبل سن الثامنة.

ولاعتبار الحالة بلوغ مبكر حقيقي فيجب أن يتكرر حدوث الطمث أكثر من مرة قبل السن الطبيعية، ولكن حدوثه لمرة واحدة لا تتكرر، وبدون وجود مظاهر أخرى للبلوغ لا يعد بلوغ مبكر، ويرجع في الغالب لسبب مرضي عارض كتناول دواء بطريق الخطأ، أو حالة صحية سببت النزف.

علامات منذرة لحدوث الدورة الشهرية المبكرة في الأطفال

بالطبع لا يمكن اعتبار ظهور مقدمات البلوغ على طفلة في الرابعة أو الخامسة مثلا أمر طبيعي، ولهذا فناك علامات إذا لاحظتها على طفلتك، فيجب أن تتوقع حدوث الدورة الشهرية المبكرة، لاسيما إن ظهرت قبل السن الطبيعية للدورة بفترة كبيرة تتجاوز الثلاث سنوات، ومن تلك العلامات:

  • نمو شعر العانة.
  • بروز الثديين بمعنى ظهور انتفاخ صلب بعض الشىء أسفل حلمات الثديين فيما يعرف ببراعم الثدي.
  • زيادة وزن الجسم.
  • زيادة سرعة النمو.
  • خروج الإفرازات المهبلية.
  • نمو شعر الجسم كشعر الذراعين والساقين والشارب.
  • تغير رائحة الجسم.
  • بروز مناطق الأنوثة كاستدارة الأكتاف وبروز الأرداف والمؤخرة.
  • تغير نبرة الصوت عن النبرة الطفولية.
  • ظهور حب الشباب والبثور السوداء.

أسباب الدورة الشهرية المبكرة في الأطفال

الدورة الشهرية المبكرة في الأطفال ليست معروفة السبب على وجه التحديد، ولكن تم رصد مجموعة من عوامل الخطر لحدوثها، كما أن هناك مسببات مرضية للحالة، وهي ما يجب البحث عنه.

عوامل الخطر للدورة الشهرية المبكرة في الأطفال

برغم عدم معرفة أسباب محددة لحدوث البلوغ المبكر إذا لم تكن هناك أسباب مرضية واضحة، إلا أن هناك عوامل ثبت أنها تزيد من احتمالاته مثل:

  • التاريخ العائلي.
  • البشرة السمراء.
  • السمنة.
  • النظام الغذائي الغني بالكربوهيدرات والسكريات والدهون.
  • وجود مصادر للهرمونات الجنسية في المستحضرات المستعملة، كالأغذية والأدوية والمكملات الغذائية.

الأسباب العضوية الشائعة للدورة الشهرية المبكرة

برغم كون حالة البلوغ المبكر في الفتيات قليلة الحدوث حتى مع وجود أسباب طبية، إلا أن هناك مسببات مرضية تغلب على معظم حالاتها مثل:

  • أمراض الجهاز العصبي المركزي كالأورام والعدوى.
  • العيوب الخلقية في الدماغ كاستسقاء الدماغ.
  • فرط نشاط الغدة الكظرية الخلقي.
  • خمول الغدة الدرقية.
  • التعرض لإصابات مباشرة بالجهاز العصبي المركزي.
  • العلاج الإشعاعي للجهاز العصبي المركزي.

الأسباب العضوية غير الشائعة للدورة الشهرية المبكرة

ما سبق طرحه من أسباب عضوية هو أكثرها، وهناك أسباب مرضية أخرى أقل شيوعا للحالة مثل:

  • متلازمة ماكون أولبرايت.
  • تناول هرمونات جنسية صناعية كحبوب منع الحمل.
  • أورام المبيضين.
  • أورام الغدتين النخامية والكظرية المفرزة للهرمونات الجنسية.

مضاعفات البلوغ المبكر في البنات

للبلوغ المبكر في البنات وحدوث الدورة الشهرية في الأطفال العديد من المضاعفات على الطفلة، أهمها:

  • توقف نمو القامة مبكرًا، مما قد يجعل الفتاة أقصر من متوسط الطول الطبيعي للنساء.
  • زيادة خطر التعرض لمتلازمة المبيض متعدد الكيسات.
  • زيادة خطر التعرض لبعض الأورام المرتبطة بالبلوغ المبكر كأورام الثدي.
  • مشكلات نفسية لدى الفتاة نتيجة شعورها باختلافها عن قريناتها من الأطفال، وعدم قدرتها على ممارسة طفولتها الطبيعية.

تشخيص الدورة الشهرية المبكرة في الأطفال

هدف مراجعة الطبيب عند ظهور علامات الدورة الشهرية المبكرة في الأطفال هو التأكد من عدم وجود أسباب مرضية للحالة، فقد تكون الأسباب راجعة لعوامل وراثية لا أكثر، وقد ترجع لأسباب مرضية يجب علاجها.

وفي سبيل تشخيص الأسباب يلجأ الطبيب إلى طرق التشخيص الآتية:

  • تحري التاريخ المرضي والعائلي للطفلة.
  • الفحص الفيزيائي للتأكد من وجود علامات البلوغ المبكر على الجسم.
  • تصوير العظام بالأشعة السينية لتحديد عمر عظام الطفلة، وما إذا كانت متوافقة مع مرحلة البلوغ أم لا.
  • أشعة الرنين المغناطيسي للغدة النخامية.
  • فحوص مخبرية لتحديد نسب الهرمونات الجنسية، وكذلك هرمونات الغدة الكظرية والدرقية.

علاج الدورة الشهرية المبكرة في الأطفال

يجب معرفة أن حالة البلوغ المبكر لا تحتاج دومًا للعلاج، فإذا لم تكن هناك أسباب مرضية للحالة، وكانت أعراض البلوغ تتقدم ببطء، أو كانت الفتاة قريبة من سن البلوغ الطبيعي، فلا توجد ضرورة حتمية للعلاج لكون المضاعفات طفيفة.

ولكن في حالة تقدم علامات البلوغ بسرعة أو كون الفتاة مازالت بعيدة جدًا عن سن البلوغ الطبيعية، فيمكن اللجوء إلى وسائل علاجية لإيقاف تقدم عملية البلوغ إلى أن تصل الفتاة إلى سن البلوغ الطبيعي.

وتقوم فكرة العلاج في هذه الحالة على إيقاف انتاج الغدة النخامية للهرمونات المحفزة للغدد التناسلية(الجونادوتروبينات)، ويتم ذلك من خلال العلاج بأدوية مثل:

  • حقن ليبروليد: وتعطى للطفلة بمعدلات دورية كل ثلاثة أشهر أو اربعة أو ستة، بحسب متطلبات الحالة وتقييم الطبيب المعالج.
  • دواء هيستريلين: يتم إعطائه للطفلة من خلال وضع غرسة دائمة تحت الجلد في أعلى الذراع يدوم مفعولها لمدة عام كامل، ويمكن استبدالها أو أزالتها بعد ذلك بحسب متطلبات الحالة، وهو إجراء طبي بسيط يتم في عدة دقائق تحت تخدير موضعي.

أضرار إبر تأخير الدورة الشهرية المبكرة في الأطفال

تتعرض الفتيات المعالجات بإبر تأخير الدورة الشهرية المبكرة لبعض الآثار الجانبية مثل:

  • زيادة التعرق.
  • الهبات الساخنة.
  • إفرازات مهبلية غزيرة.
  • صداع.
  • غثيان.
  • آلام العظام والعضلات والمفاصل.
  • الشعور بالتعب والإرهاق.

أسئلة شائعة

الدورة الشهرية المبكرة في الأطفال حالة غير شائعة، مما يجعل العديد من الأسئلة تدور عنها في أذهان الجميع، حتى وإن لم يكن أطفالهم من أصحابها، سنتعرض الآن لبعض هذه الأسئلة:

هل البلوغ في سن العاشرة طبيعي؟

تبدأ السن الطبيعية للبلوغ في الإناث من سن الثامنة، وبالتالي فحدوث البلوغ في سن التاسعة أو العاشرة أمر طبيعي تماما، رغم كونه غير شائع.

كيف يمكن الوقاية من حدوث الدورة الشهرية المبكرة في الأطفال؟

الدورة الشهرية المبكرة إذا لم يكن لها أسباب مرضية، فهي حالة ترتبط بالعوامل الوراثية والبيئية، ولا توجد طريقة للوقاية من حدوثها، ولكن ننصح بالابتعاد عن عوامل الخطر الممكن تجنبها كالسمنة، أو النظام الغذائي غير الصحي، أو استعمال الأدوية والمستحضرات الهرمونية بلا إشراف طبي.

هل تؤثر الدورة الشهرية على طول الفتاة؟

تحدث في العادة طفرة في نمو الفتاة بعد بداية نمو الثديين، وقبل حدوث الدورة الشهرية الأولى بحوالي ثلاث سنوات، وتستمر الفتاة في النمو إلى ما بعد أول دورة شهرية بحوالي عامين إلى عامين ونصف، ثم يتوقف نمو الطول ويصبح هذا هو الطول النهائي للفتاة.

هل المشروبات المحلاة تعجل في قدوم الدورة الشهرية للصغيرات؟

أثبتت العديد من الدراسات أن أول دورة شهرية للفتيات أصبحت أبكر كثيرا مما كانت عليه قبل مائة عام، وتم الربط بين كثرة استهلاك الصغيرات للمشروبات المحلاة والنشويات والسكريات تزيد من محتوى أجسامهن من الدهون، مما يزيد من إفراز هرمون الإستروجين ويعجل من حدوث الدورة الشهرية في سن صغيرة.

هل الدورة الشهرية المبكرة للأطفال تعني أن الطفلة يمكن أن تحمل؟

نعم يمكن أن تحمل الطفلة التي أتتها دورتها الشهرية مبكرًا، ولكن ليس في جميع الحالات، لأن الدورة الشهرية في بداية حدوثها تكون بفعل نشاط الهرمونات الجنسية، ولكن غالبا بدون حدوث التبويض، ولهذا فغالبا ما تلاحظ الفتيات أن دورتهن الشهرية في بداية حدوثها تحدث بدون ألم، ولكن قد يترافق التبويض مع حدوث الدورة، فلا يمكن الجزم بإمكانية حمل الطفلة مبكرة البلوغ من عدمها كحالة عامة، فهي تختلف من طفلة لأخرى.

في نهاية حديثنا عزيزي القارئ نرجو أن يكون المقال قد دعمك بما يلزمك معرفته عن حالة الدورة الشهرية المبكرة، وأجاب أيضا عما قد يتبادر إلى ذهنك من أسئلة حولها، ولا ننسى إخبارك أنها برغم كونها حالة مربكة ومؤثرة على الفتاة نفسيا وجسمانيا، إلا أن أسبابها في الغالب لا تكون خطيرة، وما تحتاجه طفلتك منك إذا مرت بها أن تدعمها صحيا بطلب مشورة الطبيب، وتدعمها نفسيا بمساعدتها على تجاوز تلك المرحلة بسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى