الدوار الدهليزي | أعراض وأسباب وعلاج
هل سبق وشعرت بالدوار أو الدوخة؟ يقول الأطباء إن الدوار والدوخة لا يحملان نفس المعنى ويختلط الأمر كثيراً علي الناس في فهم المصطلحين، ولكن بعد قراءتك لهذا المقال سيكون الأمر أكثر سهولة وستعرف هل ما تعاني منه الآن هو الدوار الدهليزي أم مرضاً آخر.
ما الفرق بين الدوار والدوخة؟
يٌعد الدوار هو الشعور بالغثيان أثناء الحركة بشكل دائري، مثل ركوب السيارة على أحد المنعطفات أو ركوب بعض الألعاب التي تتحرك بشكل دائري كالأرجوحة.
أما الدوخة فهي مجموعة من الأحاسيس المختلفة، مثل الشعور بالإغماء أو الضعف أو اختلال التوازن، فهي الشعور الزائف بأنك تدور أو أن الأشياء من حولك تتحرك.
ما هو الدوار الدهليزي؟
يُعد الجهاز الدهليزي جزءاً من الجهاز السمعي، والمسؤول عن الحركة والإحساس بالتوازن، ويُشكل مع قوقعة الأذن التيه الدهليزي في الأذن الداخلية، فعند إصابة الأشخاص بالدوار، يحدث اختلال التوازن نتيجة اضطراب في العصب الدهليزي بالأذن الداخلية. حيث يعمل العصب الدهليزي على إرسال معلومات عن توازن الجسم إلى الأذن الداخلية ومن ثم إلى الدماغ.
ويمكن أن يحدث التهاب العصب الدهليزي لكل الأفراد من جميع المراحل العمرية، ولكنه نادر الحدوث عند الأطفال، و دائما ما يبدأ بالتهاب في الحلق أو نزلة برد أو إنفلونزا.
الدوار المركزي والدوار المحيطي وعلاقتهما بالدوار الدهليزي
ما هو الدوار المحيطي؟
يُعد الدوار الدهليزي الذي ينتج عن التهاب العصب الدهليزي أحد أسباب الدوار المحيطي، حيث يعاني المريض من الدوار المفاجئ الشديد لمدة تتراوح بين 2-3 أسابيع.
ولكن هناك أسباباً أخرى تسبب أعراض مشابهة لهذا المرض مثل:
- الدوار الموضعي الانتيابي الحميد BPPV: هو شعور المريض بالدوار البسيط نتيجة تغيير وضعية الرأس أو الجسم، ويرجع سببه إلى ظهور بلورات صغيرة في إحدى القنوات الهلالية في التيه الدهليزي بالأذن الداخلية، ودائما ما يشعر المريض بالتحسن خلال أسابيع أو أشهر قليلة.
- مرض مينير: هو مرض يحدث نتيجة خلل في القوقعة والجهاز الدهليزي اللذان يشكلان الأذن الداخلية، وأهم ما يميز أعراضه ضعف تام في السمع، بالإضافة إلى إحساس بالطنين والدوار ويستمر الإحساس لساعات قليلة ثم يزول.
ولكن تحدث دائما هذه الأعراض على فترات متباعدة أو متقاربة، وتتوالى الأزمات إلى أن يفقد المريض السمع بشكل تام.
ما هو الدوار المركزي؟
يحدث الدوار المركزي في أغلب الأوقات بدون سابق إنذار، وتكون أعراضه شديدة وعنيفة مقارنة بالدوار المحيطي والدهليزي.
وتتعدد أسباب الدوار المركزي والتي دائما ما قد تكون مرتبطة بأمراض الدماغ مثل:
- إصابة الرأس.
- الصداع النصفي.
- السكتات الدماغية العابرة.
- المرض أو العدوى.
- التصلب المتعدد.
وعلى الرغم من أن الشعور بالدوار هو العامل المشترك بين كلًا من الدوار المركزي والدوار الدهليزي، إلا أن الأول تكون أعراضه أكثر حدة وشراسة، حيث لا يكون المريض قادرًا على الوقوف إلا بمساعدة الآخرين، وتستمر حركة العين اللاإرادية في الدوار المركزي عكس الدوار المحيطي.
بالإضافة إلى أن مشاكل السمع دائمة الحدوث في الدوار الدهليزي ولكنها نادرة الحدوث في الدوار المركزي.
أسباب الدوار الدهليزي
يُعد التهاب العصب الدهليزي هو السبب المباشر والرئيسي في الإصابة بهذا المرض، ويتسبب في حدوث الدوار المحيطي الذي ينتج من أمراض عديدة مثل:
- دوار تغير الوضعية الانتيابي الحميد.
- مرض مينير.
- أورام الأذن.
- التهاب الأذن.
أسباب الدوار الدهليزي خارج الأذن
- تصلب الشرايين.
- فقر الدم.
- نقص السكر في الدم.
- الجفاف.
- بعض أنواع العقاقير (المهدئات، وأدوية الاكتئاب).
أعراض الدوار الدهليزي
- الدوار المفاجئ.
- فقدان التوازن.
- الغثيان والقيء.
- فقدان التركيز.
- الشعور بثقل الرأس والتشويش.
- طنين بالأذن.
- فقدان السمع.
- التعرُق.
تتفاوت الأعراض في حدتها فقد تستمر بعضها ليومين أو أكثر مثل الدوار الشديد، وفقدان التوازن. وليس من الضرورة أن يتعافى كل من يعاني من المرض في وقت قصير، ولكن في بعض الأحيان قد تستمر الأعراض لعدة أشهر كي يشعر المريض بالتحسن.
متى يجب عليك زيارة الطبيب؟
يجب عليك مراجعة الطبيب في حالة الشعور بالدوار وعدم الاتزان بالإضافة إلى الأعراض التالية:
- ألم الصدر.
- صعوبة التنفس.
- سرعة ضربات القلب وعدم انتظامها.
- التغيير المفاجئ في السمع.
- الصعوبة في المشي.
التشخيص
يُشخص مرض الدوار الدهليزي في البداية بسؤال المريض عن التاريخ المرضي، وإن كان قد تعرض لكدمات أو جراحة سابقة بالرأس أو الأذن، بالإضافة إلى السؤال عن الأنشطة اليومية في العمل أو المنزل، وإن كان المريض مدخناً أو يتناول أي أدوية أو أعشاب.
ثم بعد ذلك يقوم الطبيب بالفحص السريري للمريض والذي يشمل:
- قياس العلامات الحيوية.
- قياس الضغط في وضع الاستلقاء والوقوف.
- فحص الحالة الصحية للقلب والدورة الدموية.
- فحص الجهاز العصبي للتأكد من عدم وجود التهابات في العصب السمعي.
- فحص الأذن للكشف عن التهابات الأذن الداخلية والوسطى.
- عمل اختبار سمع باستخدام الشوكة الرنانة.
- فحص الرأرأة بالفيديو ويعمل على تقييم الأذن الداخلية.
- قياسات الصوت والمقاومة وهي مسؤولة عن التأكد من عدم وجود ضعف في القوقعة أو الأذن الوسطى.
- التصوير بالرنين المغناطيسي إذا كان المريض يعاني من صداع مزمن، بالإضافة إلى أعراض عصبية أخرى مثل فقدان الوعي أو ضعف العضلات.
علاج الدوار الدهليزي
- يوصي الطبيب بالراحة التامة، بالإضافة إلى الحفاظ على ثبات وضعية الرأس، وتجنب الأصوات العالية والتلفاز، والأضواء الشديدة.
- الابتعاد عن الأماكن المرتفعة الخطيرة، لأنها تتطلب حرصا شديدًا في الحفاظ على توازن الجسم.
- مضادات الهيستامين وأدوية دوار الحركة: يصف الطبيب مضادات الهيستامين وأدوية دوار الحركة لمدة لا تزيد عن 3 أيام، ولا يُنصح باستخدامها فترة أطول من ذلك لأنها تبطئ التعافي.
- المضادات الحيوية: قد يصف الطبيب المضادات الحيوية في علاج الدوار الدهليزي إذا كان سببه عدوى بكتيرية، ولكن إذا كان السبب عدوى فيروسية مثل الإنفلونزا فلا تجدي نفعًا.
- إعادة التأهيل الدهليزي: يصف الطبيب للمريض مجموعة من التمارين التي قد تساعد في استعادة التوازن، ولا يُنصح بتأدية هذه التمارين إلا تحت إشراف طبيب مختص أو أخصائي علاج طبيعي.
- المضادات الفيروسية: إذا كان السبب في المرض هو عدوى فيروسية مثل الهربس النطاقي، فقد يصف الطبيب أقراص مضادة للفيروسات.
- الستيرويدات: لا ينصح الأطباء بوضع الأدوية الستيرويدية مثل بريدنيزون أو أنواع أخرى ضمن خطة العلاج، لأن الأبحاث لم تُثبت بشكل قاطع مدى فاعلية هذه الأدوية في النتيجة النهائية للعلاج.
- في بعض الحالات قد يصف الطبيب عقاقير للحد من القيء مثل بروميثازين، وميتوكلوبراميد.
الإجراءات الاحتياطية عند الإصابة بالدوار
- الاسترخاء أو الاستلقاء على الأرض ورفع الرجلين لأعلى، لأن ذلك يساعد على زيادة تدفق الدم للدماغ، وانتظام الدورة الدموية، وتجنب فقدان التوازن والسقوط على الأرض.
- النظر بعيدا وتثبيت النظر على نقطة بعيدة.
- استنشاق الهواء النقي.