الحمل المنتبذ | حمل خارج الرحم

الحمل المنتبذ أو ما يعرف بالحمل خارج الرحم (Ectopic pregnancy)، يحدث عندما تزرع البويضة المخصبة خارج الرحم وتنحرف عن مسارها الطبيعي.

تتراوح نسبة الحمل خارج الرحم إلى 1 لكل 40 حالة بالنسبة للحمل الطبيعي، أو 25 حالة لكل 1000 حالة حمل طبيعي. كما تتراوح النسبة ما بين %90-85 في حالات الحمل المتكرر، وفقاً لإحصائيات مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC).

لا يكتمل هذا النوع من الحمل ويجب معالجته بواسطة الطبيب المختص.

ما هو الحمل المنتبذ؟

يتكون الجهاز التناسلي للمرأة من الرحم الذي يتسع لاحتواء الجنين، والمبيضين، وقناتي فالوب.

قناة فالوب أو البوق، هي قناة ضيقة متصلة بالرحم والمبيض. تمر بها البويضة المخصبة حتى تتجه إلى الرحم وتتصل به ويتكون الجنين.

في الحمل المنتبذ، تزرع البويضة في قناة فالوب بدلاً من الرحم.

أعراض الحمل المنتبذ

تتشابه أعراض الحمل المنتبذ مع الحمل الطبيعي مثل تأخر الحيض، والقيء والغثيان.

ولكن يتميز الحمل خارج الرحم بهذه الأعراض التي تشير إلى سرعة التوجه إلى الطبيب:

  • نزيف دموي من المهبل.
  • الألم وعدم الراحة أثناء التبول أو الإخراج.
  • آلام الكتف.
  • ألم أسفل منطقة البطن والحوض والظهر.
  • إنخفاض شديد في ضغط الدم.
  • الشعور بالدوار والضعف العام.
  • الإغماء.

متى يُكتشف الحمل خارج الرحم؟

عادة ما يتم كشف وتشخيص الحمل المنتبذ مبكرًا. يكون ذلك من بداية الثُلُث الأول من الحمل وحتى الأسبوع الثاني عشر.

أسباب الحمل المنتبذ

لا يوجد سبب واضح للحمل المنتبذ؛ ولكنه قد يرتبط بأحد هذه الحالات:

  • العيوب الخلقية في قناة فالوب مثل ضيق القناة.
  • إنسداد قناة فالوب.
  • جراحة سابقة في قناة فالوب مثل عمليات ربط البوق.
  • عمليات التلقيح الصناعي.
  • الحمل بعد فترة طويلة من العقم أو تأخر الإنجاب.
  • الإنتباذ البطاني الرحمي حيث ينمو نسيج مماثل للرحم في أعضاء أخرى خارج الرحم.
  • حمل سابق خارج الرحم: يزيد من احتمالية الحمل خارج الرحم بنسبة تقارب 10%.
  • الحمل أثناء استخدام وسائل منع الحمل: على الرغم من أن هذه الظاهرة تعد نادرة ولكنها في أغلب الأحيان تتسبب في حمل خارج الرحم.
  • التهاب وعدوى الحوض التي تنتقل أثناء الجماع.
  • التدخين: يزيد التدخين من احتمالية الحمل خارج الرحم.
  • تقدم العمر: يزيد من حدوث الحمل خارج الرحم كلما زاد عمر المرأة عن 35 عاماً.

مضاعفات الحمل المنتبذ

الرحم هو العضو الوحيد في الجسم الذي بإمكانه احتواء البويضة المخصبة حتى يتكون الجنين. في حال انحراف البويضة المخصبة عن الوضع الطبيعي ونموها في قناة فالوب، فإن هذا يشكل خطرًا كبيرًا. حيث أنها لا يمكن أن تتسع لنمو الجنين مما قد يتسبب في تمزق القناة وحدوث نزيف داخلي.

لذا يجب المتابعة المنتظمة مع الطبيب خلال فترة الحمل.

كيف يتم تشخيص الحمل المنتبذ؟

يُشخص الحمل المنتبذ خلال الفحص الدوري للمرأة الحامل، وذلك نظرًا لأنه لا يسبب أعراضًا واضحة تميزه عن الحمل الطبيعي. يتم التشخيص من خلال:

  • فحص الدم

عن طريق قياس نسبة الهرمون الموجه للغدد التناسلية المشيمائية (HCG). حيث يكون هذا الهرمون مرتفعًا في الدم فقط مع الحمل الطبيعي داخل الرحم. ولكن في الحمل خارج الرحم، تكون نسبة الهرمون قليلة. وبالتالي يظهر هذا الفحص ما إن كان الحمل طبيعيًا أو خارج الرحم.

  • فحص الموجات فوق الصوتية (Ultrasound)

تظهر النتيجة الأدق بواسطة فحص الموجات فوق الصوتية أو ما يعرف بجهاز السونار، والذي يكشف عن المكان الذي غرست به البويضة المخصبة ليتضح موقعها وصحة نموها.

  • بذل الردبة المستقيمية الرحمية (culdocentesis)

يلجأ الطبيب لهذا الإجراء في المراحل المتأخرة، حيث يتم استخراج السوائل التي تتكون بشكل غير طبيعي في الرحم أو المهبل نتيجة الحمل خارج الرحم وفحصها.

علاج الحمل المنتبذ

يعتبر الحمل خارج الرحم من الحالات الطارئة التي تستلزم العلاج في أسرع وقت. يتم علاج الحمل خارج الرحم بإستخدام الأدوية أو العمليات الجراحية.

العلاج باستخدام الأدوية

يستخدم الميثوتريكسات (methotrexate) لعلاج حالات الحمل المنتبذ يوقف هذا الدواء نمو البويضة المخصبة مع الحفاظ على سلامة قناة فالوب. ولكن في بعض الحالات المتأخرة لا يمكن إستخدامه وذلك بسبب تمزق قناة فالوب وعدم تحملها الحمل.

يتم حقن الميثوتريكسات مرة واحدة ويمكن أن يطلب الطبيب المعالج تكرارها مرة أخرى حسب الحاجة.

جراحة الحمل المنتبذ

يتم إجراء الجراحة في حال تمزق قناة فالوب أو إذا كانت على وشك التمزق. يُستخدم منظار البطن في هذه الجراحة، ولهذا فهي تعد من الجراحات البسيطة وسريعة الإستشفاء.

يتم عمل فتحات صغيرة في البطن بعد التخدير، ليتمكن الطبيب بإدخال المنظار منها. تتم ازالة قناة فالوب كاملة أو استخراج البويضة المخصبة فقط وفقًا للخطة العلاجية.

هل يمكن الحمل مرة أخرى بعد الحمل المنتبذ؟

تكمن إحتمالية تكرار الحمل خارج الرحم للنساء الذين تعرضوا له من قبل. ولذلك فإنه من الأفضل الإنتظار فترة تصل من شهر إلى ثلاثة أشهر حتى يلتئم جرح قناة فالوب وتقلل من خطر حدوثه مرة أخرى. أما إذا تم استئصال قناة فالوب فلا داعي للقلق، لأنه يمكن أن يكتمل الحمل التالي من خلال القناة الأخرى المتبقية.

كما تلجأ بعض النساء لوسائل الإنجاب الأخرى مثل الحقن المجهري.

كيف يمكن الوقاية من الحمل خارج الرحم؟

لم يتمكن الأطباء من منع تكون الحمل خارج الرحم، ولكن يمكن الحد من العوامل المسببة له مثل التدخين والوقاية من الأمراض التي تنتقل جنسيًا، وعدم الحمل بعد العمر 35 عاماً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى