الحقن تحت الجلد subcutaneous injection – كل ما تريد معرفته
الحقن تحت الجلد كلمة تثير بعض المخاوف لدى المرضى من الألم الناتج عنه أو كيفية أخذ الحقن، فما هو الحقن تحت الجلد؟ كيف يتم أخذ الحقن؟ متى يعطي الطبيب المريض هذا النوع من الحقن؟ وأسئلة أخرى كثيرة تراودنا عن هذا الموضوع، ستتم الإجابة عليها جميعا خلال قراءة هذا المقال.
ما هو الحقن تحت الجلد؟
الحقن تحت الجلد والاختصار (SC)، هي نوع من الحقن يتم إعطاؤها في الطبقة الدهنية التي تفصل بين العضلات والجلد، وتقع أسفل الجلد مباشرة حيث يتم استخدام إبرة قصيرة لحقن الدواء في النسيج بين الجلد والعضلة.
تعمل بعض الأدوية بشكل أفضل عندما يتم حقنها تحت الجلد في الطبقة الدهنية، وتشمل الأدوية التي يتم حقنها عن طريق الحقن تحت الجلد الأنسولين وبعض الهرمونات، والأدرينالين، وبعض مضادات للألم مثل المورفين، وبعض اللقاحات.
كما قد يتم اللجوء لهذا النوع من الحقن عندما تكون الطرق الأخرى لإعطاء بعض الأدوية غير مجدية.
ما الفرق بين الحقن تحت الجلد والحقن الوريدي والحقن العضلي؟
- الحقن تحت الجلد: اختصاره (SC)، عادة ما يستخدم الحقن للأدوية التي يجب امتصاصها في مجرى الدم بشكل بطيء ومستمر، مثل: الأنسولين، وذلك لأنه يوجد عدد أقل من الأوعية الدموية في الطبقة الدهنية للنسيج الضام تحت الجلد.
- الحقن الوريدي: اختصاره (IV)، يتم إعطاء الدواء مباشرة في الوريد باستخدام إبرة أو أنبوب مما يجعله يصل بشكل مباشر إلى مجرى الدم، وهذا مهم في الحالات الطارئة، مثل: النوبة القلبية، أو السكتة الدماغية، أو التسمم التي تستدعي تلقى المريض للدواء بسرعة كبيرة.
- الحقن العضلي: اختصاره (IM)، طريقة لتوصيل المادة العلاجية داخل العضلات، حيث يتم امتصاصها إلى مجرى الدم بسرعة. وتوجد العديد من العقاقير التي يمكن حقنها بهذه الطريقة، ومنها المضادات الحيوية والمسكنات، بالإضافة إلى معظم اللقاحات.
ما هي الحالات التي يتم فيها الحقن تحت الجلد؟
يتم استخدام العلاج بالحقن تحت الجلد في حالة استخدام بعض الأدوية، إليك أبرز هذه الأنواع في القائمة التالية:
- في حالة العلاج باستخدام الأنسولين في حالة مرضى السكر.
- في حالات علاج الخصوبة أو العقم.
- عند استخدام العلاج الذي يساعد في تميع الدم لمنع الجلطات.
- في حالة علاج التهاب المفاصل (الروماتويد).
- في حالة علاج أمراض المناعة الذاتية.
ما هي أماكن الحقن تحت الجلد؟
توجد بعض الأماكن في الجسم التي تصلح لأخذ الحقن تحت الجلد وهي كالتالي:
- البطن: عند إعطاء حقنة تحت الجلد في منطقة البطن فيتم اختيار المنطقة أسفل الخصر وأعلى الفخذ والى الجانب قليلا.
- الظهر: يتم اختيار المنطقة التي توجد أعلى المؤخرة وأسفل الخصر وفي منتصف المسافة بين العمود الفقري وجانب الجسم.
- الفخذ: ويتم فيه الحقن في منطقة منتصف الفخذ تقريبا.
- الذراع: يتم إعطاء الحقنة في المنطقة الخلفية من أعلى الذراع في منتصف المسافة بين الكتف والكوع.
كيف نتجنب الألم قبل الحقن تحت الجلد؟
- ضع الثلج أو كريم تخدير موضعي على موضع الحقن قبل تنظيفه باستخدام الكحول.
- اسمح للكحول أن يجف تمامًا قبل الحقن، وإلا ستشعر بالوخز أو اللسع.
- يتم الحقن من خلال الطبيب بالمستشفى أو الصيدلي ذو الخبرة الكبيرة، لتجنب النهايات العصبية المنتشرة في جميع أنحاء الجلد والتي يمكن أن ترسل رسالة ألم إلى المخ إذا لمستها الحقنة.
- يختلف مكان الحقن المناسب من شخص لآخر تبعًا لأمور عدة، مثل: درجة الإحساس بالألم، وكمية دهون الجسم وطريقة توزيعها.
- إذا كان من المفترض بالمريض أن يأخذ حقنة واحدة أو أكثر يوميًا، يفضل تغيير موقع الحقن في كل مرة للسماح لمنطقة الحقن السابقة بالتعافي.
- يجب الحرص على أن يكون الجلد في موضع الحقن سليمًا من الالتهابات والجروح عند اختيار موقع الحقن.
كيف يتم الحقن تحت الجلد؟
يتم اتباع الخطوات الآتية لإعطاء الحقن تحت الجلد:
- قم بغسل وتعقيم يديك جيدًا وتجفيفها قبل البدء.
- تعقيم المكان الذي سيتم إدخال الحقنة به باستخدام المسحة الكحولية وترك الجلد ليجف مع عدم لمس المكان.
- يتم استخدام الإبرة بعد التأكد من سلامتها للاستخدام بمحاولة ملؤها بالهواء وإفراغها مرة أخرى.
- قم بتعبئة السرنجة بالمادة التي سيتم حقنها تحت الجلد.
- قم بإمساك المنطقة التي سيتم إعطاء الحقنة تحت الجلد بها باستخدام السبابة والإبهام.
- يتم إمالة الحقنة بدرجة 45 درجة بإدخالها في المنطقة بين السبابة والإبهام، مع الاحتفاظ بقبضة اليد ثابتة طوال الوقت.
- يتم إفراغ الحقنة بهدوء، وبعد التأكد من إفراغها تماماً يتم سحب الحقنة بهدوء أيضا مع الاحتفاظ بزاوية 45 درجة بين الحقنة والجلد،
- بعد إخراج الحقنة يتم الضغط مكان الحقنة باستخدام قطنة لفترة قصيرة، لإيقاف أي نزيف طفيف ربما يتسبب به الحقن.
ما هي إجراءات السلامة عند الحقن تحت الجلد؟
- أن لا يتم إعطاء الدواء من نفس المحقن لأكثر من مريض، حتى إذا تم تغيير الإبرة.
- دائماً القيام بالتعقيم عند إعداد واستخدام الحقنة.
- يجب استخدام إبرة جديدة دائمًا أو غطاء قلم بالنسبة لأقلام الأنسولين، وذلك بسبب أن إعادة استخدام الإبر قد يسبب المزيد من الصدمات للأنسجة، وبالتالي تورم مكان الحقن.
- عند الحقن في البطن، تأكد من أنك لا تحقن بالقرب من السرة، فذلك قد يحدث الكدمات في بطنك ويتسبب في آلام.
- استخدام الإبر القصيرة قدر المستطاع عند الحقن، فالإبر الطويلة تميل إلى التسبب في كدمات أكثر من الإبر القصيرة.
- تبديل مواقع الحقن، فقد يتسبب الحقن المتكرر في نفس المنطقة في حدوث تورم وكدمات، وقد تحدث مضاعفات تؤدي لظهور ندبة.
- إخبار الطبيب في حالة تناول مميعات الدم (أدوية سيولة الدم) مثل الأسبرين، فقد تكون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالكدمات في هذه الحالة.
ما هي الآثار الجانبية الناتجة عن الحقن تحت الجلد؟
- ألم شديد.
- وخز أو خدر.
- احمرار أو وتورم أو سخونة في موقع الحقن.
- نزيف.
- تكون ندبة في مكان الحقن.
متى يجب اللجوء للطبيب بعد الحقن تحت الجلد؟
- علامات رد فعل تحسسي: مثل صعوبة في التنفس أو تورم في الوجه.
- السعال أو العطس أو الحمى بعد أخذ الحقنة.
- ظهور كدمات أو تكتلات في موضع الحقن والتي لا تزول.
- الطفح الجلدي أو الحكة بعد الحقن مباشرة.
ما هي الأسئلة الشائعة حول الحقن تحت الجلد؟
توجد العديد من الأسئلة التي تشغل عقول المرضى قبل البدء في استخدام الحقن تحت الجلد كنوع من برتوكول العلاج الخاص بهم، سوف يتم الإجابة عنها في السطور التالية كالآتي:
ماذا يحصل إذا دخلت فقاعة هواء مع الحقن تحت الجلد؟
يعتبر وجود الهواء في الإبرة إما أمراً عادياً أو خطيراً وقد يسبب الوفاة، وذلك اعتماداً على مكان إعطاء الحقنة، حيث وجود فقاعة صغيرة أمر غير ضار، ولكن هنا يؤثر على مقدار الجرعة ككل خصوصاً في الجرعات الدقيقة، حيث يشغل الهواء حيزاً من الحقنة.
وينصح بإزالة الفقاعات في الحقنة، كما يلي:
بعد سحب الجرعة المطلوبة من الدواء، تمسك الحقنة مع اتجاه الإبرة للأعلى، عند وجود فقاعات تطرق الحقنة بلطف لرفع الفقاعات للأعلى، بعدها يضغط على المكبس السفلى ببطء لإخراجها.
ما هو علاج تورم مكان الحقن تحت الجلد؟
في العادة يرجع سبب ألم أو تورم مكان الحقن إلى رد الفعل المناعي للجسم تجاه موقع الحقن، فقد تحصل على قدر بسيط من الألم أو الاحمرار عند استخدام الحقن تحت الجلد، ويتم وضع هذا التحذير في بيان معلومات أغلب اللقاحات والتطعيمات.
وتوجد بعض الأسباب الأخرى لحدوث التورم، مثل:
- التهاب الأنسجة، والذي قد يحدث بسبب عدم تعقيم أداة الحقن أو موقع الحقن قبل إدخال الإبرة.
- إعطاء الحقنة بطريقة خاطئة، مما يتسبب في حدوث نزيف داخلي مكان الحقن.
- قد يحدث تورم مكان الحقن أيضًا بسبب ضعف الجهاز المناعي للشخص الذي يتلقى الحقن.
عند علاج تورم مكان الحقنة يتم عمل الآتي:
- من يعانون من الألم أو الاحمرار، ينبغي وضع ثلج (كمادات ثلجية) على موقع الحقن لمدة 30 إلى 60 ثانية قبل إعطاء الحقنة، فالبرودة تساعد على تقليص الأوعية الدموية الشعرية التي قد يتم ثقبها أثناء إعطاء الحقنة.
- من يعانون من الحكة، فقد تكون مضادات الهستامين مناسبة لهم.
- من يعانون من ألم وتورم، فقد تكون مسكنات الألم التي تصرف بدون وصفة طبية مناسبة لعلاج تورم مكان الحقن.
- من يعانون من النزيف، يمكن علاجه عن طريق الضغط حتى يتوقف النزيف واحتواء النزيف في موضع الحقن، ثم تغطية الموضع بضمادة لاصقة، ثم تطبيق مضادات الحمى.
إذا استمر التورم والألم بعد كل هذه الإجراءات يجب الرجوع إلى طبيب مختص.
ما هي أعراض الحقن الخاطئ تحت الجلد؟
الحقن الخاطئ تحت الجلد لا يسبب مشاكل كبيرة في معظم الحالات وحتى في حالات الحساسية فيعتبر الحقن الخطأ تحت الجلد الأقل ضررا من باقي أنواع الحقن، ولكن هناك بعض العلامات التي يجب فيها الرجوع للطبيب فورا وهي كالآتي:
- يمكن أن يحدث التورم والكدمات الطفيفة بعد الحقن، إلا أنهما يتحسنان عادة في غضون يوم أو نحو ذلك،إذا استمر التورم وتغير اللون فقد يكون ذلك علامة على وجود عدوى.
- عند حدوث تورم يبدو لينًا وطريًا ومؤلماً فهذا يكون مؤشراً على وجود خراج وغالبا ما يكون دافئا عند اللمس، وقد يكون مصحوبا بتضخم الغدد الليمفاوية القريبة،وهنا لابد الرجوع إلى الطبيب.
- رد فعل تحسسي على مستوى الجسم بالكامل، يمكن أن يحدث هذا إذا كان الجسم يتفاعل بشكل عكسي مع الدواء المحقون، ولابد من الذهاب إلى الطوارئ لأنه قد يتسبب في سلسلة من الأعراض الشديدة والتي من المحتمل أن تكون مهددة للحياة.
- إذا كنت تعاني من حمى أعلى من 38 درجة بعد الحقن، فاتصل بمقدم الرعاية الصحية أو قم بزيارة أقرب غرفة طوارئ، قد تكون الحمى نتيجة عدوى ناجمة عن تلوث الإبرة أو رد فعل تحسسي تجاه الدواء نفسه.
في النهاية لا ننسى أن ننصحك، في حالة الحقن تحت الجلد أن تأخذ الحقن من قبل طبيب مختص فقط، وذلك حفاظًا على صحتك لتقليل أي آثار جانبية ولإيجاد الحلول في حالة لا قدر الله حدوث أي أعراض جانبية، وخاصة لو كان الحقن سيستمر لفترة طويلة كعلاج لبعض الأمراض المزمنة.