الجرثومة العقدية الرئوية .. ما هي أعراضها ومضاعفاتها؟
الجرثومة العقدية الرئوية هي بكتيريا إيجابية الصبغة، وتعرف أيضًا باسم المكورات العقدية؛ تمت تسميتها بهذا الاسم لأنها تتشكل على هيئة أزواج كروية. تتسبب الجرثومة العقدية في حدوث عدة أنواع من العدوى المختلفة في الجسم.
- التهاب السحايا: يعتبر تيبس العنق والحمى وضيق التنفس والارتجاف، وكذلك رهاب الضوء وارتفاع معدل ضربات القلب ضمن أعراض التهاب السحايا.
- التهاب الأذن الوسطى: تظهر أعراض التهاب الأذن الوسطى على الشخص المصاب في صورة ألم في الأذن، والاستيقاظ من النوم خلال ساعات الليل، والبكاء الشديد عند الأطفال، وتورم وانتفاخ طبلة الأذن؛ نتيجة لتجمع السوائل في الأذن وقد تكون الأعراض مصحوبة بارتفاع في درجة الحرارة أحيانًا.
- الالتهاب الرئوي: يحدث نتيجة للإصابة بنوع من أنواع الجرثومة العقدية يعرف باسم الجرثومة العقدية الرئوية.
ما هي الجرثومة العقدية الرئوية؟
تتسبب الجرثومة العقدية الرئوية في الإصابة بالالتهاب الرئوي وهي عدوى بكتيرية. تعد البكتيريا العقدية متواجدة بشكل طبيعي في تجويف الأنف والفم في الأطفال، ولكن تتم العدوى في حالة انخفاض المناعة أو التعرض للعوامل المساعدة للإصابة.
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة
هناك عدة عوامل تساهم في الإصابة بالالتهاب الرئوي وربما تجعل الأعراض أكثر حدة:
- التدخين.
- كبار السن والأطفال.
- أمراض نقص المناعة المكتسبة مثل الإيدز.
- أمراض الرئة مثل الربو والانسداد الرئوي المزمن.
- الأمراض المزمنة مثل مرضى السكري.
- المرضى الذين يتناولون أدوية تثبيط المناعة.
أعراض الجرثومة العقدية الرئوية
تسبب الجرثومة العقدية الرئوية الالتهاب الرئوي وتتراوح الأعراض من أعراض متوسطة إلى الشديدة، طبقا للحالة المرضية للمريض:
- السعال.
- الحمى.
- القشعريرة.
- صعوبة في التنفس.
- ألم في الصدر عند التنفس.
- السعال المصحوب ببلغم وقد يكون مصحوبًا بالصديد في حالة تكون خراج الرئة.
- القيء.
- غثيان.
طريقة العدوى
تتم العدوى من خلال رذاذ الفم والأنف عن طريق العطس، أو الكحة، أو ملامسة المصاب وتقبيله، حيث تنتقل من شخص لآخر ويمر المريض خلال مرحلتين.
- فترة الحضانة
تتراوح تلك الفترة من يوم إلى عدة أيام وهي الفترة ما بين الإصابة وظهور الأعراض وأثناء ذلك لا تظهر على المريض أعراض الإصابة.
- فترة العدوى
وهي الفترة التي تظهر فيها الأعراض على المصاب ويكون المصاب معديًا للآخرين في تلك الفترة.
أنواع الالتهاب الرئوي
يتم تصنيف الالتهاب الرئوي طبقًا لمصدر العدوى، ومكان اكتساب العدوى إلى عدة أنواع:
- التهاب رئوي مكتسب من المجتمع (community- acquired pneumonia)
يصاب المريض بهذا النوع من الالتهاب الرئوي خلال نشاطه المعتاد داخل المجتمع، وهو النوع الأكثر انتشارًا ويستجيب غالبا للمضادات الحيوية البسيطة.
- التهاب رئوي مكتسب من المستشفى (Nosocomial-acquired pneumonia)
تحدث الإصابة نتيجة لتواجد المريض في المستشفى لعدة أيام وتمثل الإصابة به إصابة شديدة؛ ويعتبر هذا النوع من الالتهاب مقاومًا للمضادات الحيوية المعتادة، عادةً ما يحتاج المريض إلى المضادات الحيوية الوريدية.
- التهاب رئوي نموذجي (Typical pneumonia)
تكون الفحوصات الجسدية والمعملية مميزة للالتهاب الرئوي.
- التهاب رئوي لا نموذجي (Atypical pneumonia)
بعكس النوع السابق تكون الفحوصات غير مميزة للالتهاب الرئوي.
المضاعفات
في بعض الحالات المرضية تكون الأعراض أكثر حدة مما يسبب العديد من المضاعفات؛ التي تستلزم التدخل الطبي العاجل للمريض.
- تسمم الدم: انتقال البكتريا من الرئة إلى الدم مما يسبب الصدمة الإنتانية؛ وفيها ينخفض ضغط الدم وتقل كمية الدم الواصلة إلى الأعضاء.
يعاني فيها المريض من: الحرارة وانخفاض ضغط الدم والتنفس السريع وكذلك تسارع ضربات القلب والرعشة. - الارتشاح الرئوي: تجمع السوائل حول الرئة مما يسبب صعوبة في التنفس وعدم القدرة على التنفس العميق وألم عند الكحة والعطس. ربما ينتقل الإحساس بالألم إلى الكتف إذا حدث التهاب في الغشاء المحيط بالرئة المسمى بـالغشاء الجنبي.
- صعوبة التنفس: في بعض الحالات يحدث فشل التنفس مما يستدعي وضع المريض على جهاز التنفس الصناعي، لذلك لا بد من ملاحظة أعراض فشل التنفس بدقة:
- التنفس السريع والإحساس بعدم على القدرة على التنفس.
- تسارع وعدم انتظام ضربات القلب.
- اضطرابات الوعي.
- تعرق شديد.
- توتر وقلق.
- انتشارالعدوى: انتقال العدوى من خلال الدم إلى أعضاء أخرى في الجسم مسببًا فشل تلك الأعضاء أحيانًا مثل الفشل الكلوي.
- خراج الرئة: تكون حويصلات مملوءة بالصديد؛ إذا كان هناك أي من الأعراض التالية لا بد من مراجعة طبيبك عاجلا:
- السعال المصحوب بالصديد.
- درجة حرارة مرتفعة جدًا.
- تعرق ليلي.
- الإحساس بالتعب الشديد.
- فقدان الوزن دون سبب.
- فشل الأعضاء: الفشل الكلوي وفشل القلب يعد من المضاعفات الشديدة للالتهاب الرئوي.
التشخيص
يشخص الالتهاب الرئوي عن طريق فحص المريض جسمانيًا والاستماع إلى التاريخ المرضي له، وكذلك سؤاله عن الأعراض التي يعاني منها وأيضًا الاستماع لصدر المريض بالسماعة الطبية؛ لسماع الأصوات المميزة للالتهاب الرئوي، كما تجرى بعض الفحوص المؤكدة للتشخيص مثل:
- فحص الدم: لتحديد نوع البكتيريا المسببة للعدوى.
- فحص البلغم: عن طريق أخذ عينة من البلغم وتحليلها لمعرفة النوع المسبب للعدوى تحديدًا.
- أشعة سينية على الصدر: يساعد في تشخيص الالتهاب الرئوي وتحديد الجزء المصاب من الرئة.
- قياس نسبة الاكسجين في الدم: لتحديد نسبة الاكسجين ومدى فاعلية الرئة في إيصال الاكسجين للدم.
- التصوير الطبقي لصدر المريض: إذا لم يتعافى المريض ربما يطلب الطبيب إجراء أشعة مقطعية على الرئة.
- أخذ عينة من السائل الجنبي: من خلال أخذ عينة من السائل الجنبي عن طريق ابرة توضع بين الضلوع؛ لتحليلها لمعرفة نوع العدوى.
العلاج
- المضادات الحيوية: يعتمد علاج الالتهاب الرئوي الناتج عن الجرثومة العقدية الرئوية على المضادات الحيوية؛ ويتم وصف المضاد الحيوي بناءًا على نوع البكتيريا المسببة، إذا لم يبدي المريض تحسنًا على المضاد الحيوى عادةً ما سيصف الطبيب نوعًا آخر.
- مسكنات الألم وخافضات الحرارة: لتقليل درجة حرارة المريض ومساعدته على تسكين الألم؛ من الممكن استخدام أدوية الأسيتامينوفين والايبوبروفين.
- أدوية السعال: وذلك لتهدئة السعال نسيبًا ومساعدة المريض على الراحة.
- دخول المستشفي: قد تستدعي بعض الحالات النقل إلى المستشفى للعلاج في عدة أوضاع مثل:
- اذا كان عمر المريض كبيرًا.
- انخفاض ضغط الدم.
- انخفاض نسبة الاكسجين في الدم.
- انخفاض ضربات القلب.
- الحاجة إلى المساعدة في التنفس.
- انخفاض درجة الحرارة عن الطبيعي.
كذلك قد يتم حجز الأطفال بالمستشفى وخصوصًا حديثي الولادة؛ إذا وجدت هذه الأعراض مثلا :النوم المفرط، وصعوبة في التنفس، وفرط الحركة، كذلك انخفاض مستوي الاكسجين وظهورعلامات الجفاف.
الوقاية من الجرثومة العقدية الرئوية
- تلقي اللقاح: يساعد تلقي اللقاح في تقليل معدل الإصابة وتخفيف حدة الأعراض، ولكن لابد من التحدث مع طبيبك حول اللقاحات المتاحة ومدى فاعليتها.
- الحفاظ على النظافة الشخصية والعامة: للحد من الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي والالتهاب الرئوي عن طريق غسل اليدين باستمرار.
- الحفاظ على المناعة قوية: من خلال تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة والحصول على قدر كافي من النوم.
- التوقف عن التدخين والمشروبات الكحولية.
- احرص على أخذ قسط من الراحة كافي حتى بعد التعافي من الالتهاب الرئوي؛ حتى تستعيد صحتك بشكل جيد.
نصائح للتعافي في حالة العلاج المنزلي للجرثومة العقدية الرئوية
- شرب كميات كافية من السوائل.
- الإنتظام في تناول الأدوية في مواعيدها المحددة.
- تسجيل أي أعراض جديدة قد تظهر عليك خلال هذه الفترة.
- تواصل مع طبيبك إذا كنت لا تشعر بتحسن أو ظهرت أعراض شديدة عليك.
- ابتعد عن الأماكن التي تتواجد فيها الأبخرة أو التدخين.
- لا تتعجل في العودة إلى العمل حتى تتحسن كليًا.