التيفوئيد Typhoid .. الأسباب وطرق الوقاية والعلاج

التيفوئيد، أو كما يطلق عليه أحيانًا الحمى التيفية، ويرجع اسم الحمى إلى أن أشهر أعراض العدوى هي ارتفاع درجة الحرارة، ويسمى باللغة الإنجليزية باسم (Typhoid Fever)، هو مرض بدأ ظهوره في القرن السابع عشر الميلادي، ولم يتم وصفه حتى نهاية هذا القرن، ولكن بعض الأطباء والعلماء توقعوا أن هذا المرض يشبه الكوليرا حيث أن كلاهما يُعد عدوى بكتيرية، وذلك حتى قبل وصف البكتيريا المسببة للتيفوئيد، ولم يتم وصفها حتى عام 1879 ميلادي، حينما وجدها أحد العلماء في الغدد الليمفاوية لأحد المرضى بعد وفاته، ونظرًا لكونه لا يزال منتشرًا حتى الآن فى الدول النامية، إذا فهو لا يزال يسبب خطورة على البشرية، ولذلك سنتعرف في هذا المقال عن ما هي حمى التيفوئيد؟ ما أعراضها؟ كيف يمكن الإصابة بها؟ وكيف يمكن علاجها والوقاية منها؟ كل هذا وأكثر نناقشه، تابع معنا.

ما هو التيفوئيد؟

هو عدوى بكتيرية تصيب الحيوانات والبشر نتيجة وصول بكتيريا تسمى سالمونيلا تايفي (Salmonella Typhi) إلى جسم الشخص، تنتقل هذه العدوى عن طريق الأشخاص المصابين أو الحيوانات المصابة، حتى وإن لم تظهر عليهم أعراض المرض.

أسباب الإصابة بالتيفوئيد

تنتقل البكتيريا المسببة للتيفوئيد عن طريق ملامسة الفرد المصاب للطعام أو الشراب بدون غسل اليدين بعد استخدام دورة المياه، حيث توجد البكتيريا في براز وأحيانًا في بول الشخص المصاب، فتنتقل من يده إلى الطعام ومنه إلى معدة الآخرين مما يسبب الانتشار، وتنتقل أيضًا نتيجة التخلص من مياه الصرف الصحي في الأنهار، والبحيرات المستخدمة لمياه الشرب، وذلك ما يسبب إصابة أعداد كبيرة بالعدوى في فترة صغيرة.

ما هي عوامل الخطر للإصابة بالتيفوئيد؟

التيفوئيد عدوى لا يمكن الاستهانة بها حيث تصيب أكثر من 27 مليون فرد سنويًا على مستوى العالم، قد يكون أكثرهم من سكان الهند، ودول أمريكا الجنوبية، ودول توجد في جنوب آسيا، قد تكون محظوظًا وتستقر في دولة لا ينتشر فيها التيفوئيد، لكن هذا لا يجعلك محصنًا تمامًا من الإصابة بالمرض حيث أنه يمكن الإصابة بالمرض في الحالات الآتية:

  • السفر إلى دول حيث تنتشر العدوى.
  • العمل في معامل التحاليل حيث يمكن التعامل مع البكتيريا المسببة للعدوى.
  • التعامل مع الأفراد العائدين حديثًا من الدول المصابة.
  • شرب المياه أو تناول الطعام الملوث بالبكتيريا.

أعراض التيفوئيد

تبدأ أعراض المرض في الظهور في خلال أسبوعين من وصول البكتيريا للجسم، وتتراوح في الشدة ما بين الأفراد وفقًا للحالة الصحية للفرد، وتلك الأعراض مثل:

  • ارتفاع درجة الحرارة تدريجيًا، وقد تصل إلى 40 درجة مئوية أحيانًا.
  • آلام البطن.
  • الصداع.
  • الإرهاق.
  • الإسهال.
  • فقدان الشهية.
  • التعرق.
  • فقدان الوزن.
  • السعال الجاف.

مضاعفات التيفوئيد

تتعدد مضاعفات المرض، وتتراوح ما بين مشاكل تصيب الجسم، وأمراض تؤثر على الصحة العقلية والنفسية للفرد، مثل:

  • النزيف المعوي، ويعد أكثر مضاعفات التيفوئيد خطورة حيث تؤدي العدوى إلى حدوث ثقوب في أمعاء الفرد مسببة للنزيف، كما تسبب وصول البكتيريا إلى مجرى الدم، كما تصل محتويات الأمعاء ومنها البكتيريا إلى الغشاء البريتوني مما يسبب التهابات به.
  • التهاب في عضلة القلب، والطبقات المبطنة له.
  • عدوى بكتيرية في الكُلى، والمثانة البولية، والبنكرياس.
  • الالتهاب الرئوي.
  • أعراض نفسية مثل: الهلوسة، والبارانويا، والذهان.
  • الالتهاب السحائي.

كيف يمكن تشخيص التيفوئيد؟

إلى جانب الأعراض التي قد تتشابه مع أمراض معوية أخرى، أو انواع أخرى من العدوى البكتيرية، لذلك للتأكد من تشخيص المرض يحتاج الفرد إلى تحليل الدم، والبراز، والبول للبحث عن السالمونيلا في العينة تحت الميكروسكوب، قد تظهر النتيجة سلبية على الرغم من إصابة الفرد بالعدوى، ولذلك غالبًا ما يقوم الفرد بعدة تحاليل طالما كان الطبيب لديه الشكوك حول الإصابة بالتيفوئيد، تظهر البكتيريا أيضًا عند أخذ عينة من نخاع العظام، ويعد هذا التحليل أكثرهم دقة، ولكن لا يمكن الاعتماد عليه لأنه مؤلم، ويحتاج إلى وقت طويل لظهور النتائج، لذلك غالبا ما يعتمد الأطباء على تحاليل الدم والبراز.

علاج التيفوئيد

في حالة تشخيص الفرد بالعدوى يبدأ الطبيب في وصف مضاد حيوي مناسب للفرد وفقًا لعمره، وحالته الصحية، وإذا كانت إمراة يتم مراعاة الحمل، والرضاعة، ووصف عقار لا يسبب خطورة للمريضة، كما يتم الاستعانة ببعض الوسائل العلاجية الأخرى في بعض الحالات، مثل: 

  • شرب السوائل بكثرة لتعويض الجفاف الناتج عن الإسهال.
  • عملية جراحية في حالة حدوث ثقب في الأمعاء. 

أكثر المضادات الحيوية وصفًا هي:

  • سيبروفلوكسسين (Ciprofloxacin).
  • أزيثروميسين (Azithromycin).
  • سيفترياكسون (Ceftriaxone).

لسوء الحظ استطاعت البكتيريا في الآونة الأخيرة مقاومة بعض المضادات الحيوية نتيجة الاستخدام السيء للمضادات خاصة في الدول النامية، مما أجبر الأطباء على تغيير نوع المضاد وفقًا لنوع البكتيريا، وذلك بعد إجراء تحليل يسمى بتحليل الحساسية(Sensitivity Test)، حيث تتعرض البكتيريا لأكثر من نوع من المضادات الحيوية لتحديد أيهم يمكنه القضاء عليها، ويتم وصفه للمريض.

ما هي طرق الوقاية من التيفوئيد؟

إيمانًا بأن الوقاية خيرًا من العلاج، ينصح دائما باتباع النصائح التالية عند السفر للدول المنتشر بها العدوى لتجنب الإصابة بالتيفوئيد، مثل:

  • تجنب السفر إلى تلك الدول، وفي حالة اضطر الفرد للسفر ينصح بتلقي اللقاح قبل السفر.
  • التأكد من نظافة المياه المستخدمة للشرب.
  • غسل اليدين جيدًا بعد استخدام دورة المياه، وقبل البدء بتحضير الطعام، وقبل تناوله.
  • تجنب تناول الطعام من الباعة الجائلين، ويفضل دائمًا اختيار الطعام الذي يقدم ساخنًا عن الأطعمة الباردة.
  • تجنب تناول الخضراوات غير المطبوخة، والفاكهة التي لا تحتوي على قشرة يمكن إزالتها.
  • يفضل في حالة الإصابة بالعدوى تناول العقار المناسب للمدة المحددة وفقًا للطبيب، وتجنب لمس الأطعمة، وغسل اليدين باستمرار.

لقاح التيفوئيد

لا يتوفر اللقاح للجميع فقط من هم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى ويتوفر بشكلين:

  • حقنة تؤخذ مرة واحدة فقط قبل أسبوع من السفر.
  • 4 كبسولات تؤخذ عن طريق الفم، على أن يأخذ الفرد كبسولة واحدة فقط كل يومين قبل السفر.

ومع ذلك لا يضمن اللقاح الحماية الكاملة من الإصابة بالعدوى، لذلك ينصح دائمًا باتباع نصائح الوقاية.

الأسئلة الشائعة

نجيب في هذه الفقرة عن أكثر الأسئلة شيوعًا فيما يخص التيفوئيد، تابع معنا.

هل يقوم الفرد المصاب بالتيفوئيد فقط بالتحاليل اللازمة لتشخيص العدوى؟

إذا ما أثُبت إصابة أحد أفراد الأسرة بالعدوى، يجب على باقي الأسرة القيام بالتحاليل أيضًا حتى في حالة عدم ظهور الأعراض.

من هم الأكثر عرضة للإصابة بعدوى التيفوئيد؟

الأطفال هم الأكثر إصابة بالعدوى، على الرغم من أن أعراض العدوى لديهم غالبًا ما تكون بسيطة مقارنةً بالكبار.

هل يمكن أن يصاب الفرد بالتيفوئيد بدون ظهور الأعراض عليه؟

نعم، يمكن لبعض الأفراد أن يكونوا حاملين للمرض (Carriers) بدون ظهور أعراض، وفي تلك الحالة يكون تشخيص المرض أصعب، وتحديد سبب إصابة الأفراد الآخرين صعبًا.

هل يتم إعطاء لقاح التيفوئيد للجميع؟

نظرًا لعدم توفرها بكثرة غالبًا ما يتم توفيره فقط في حالات السفر للدول، حيث تنتشر العدوى.

ختامًا نصل إلى أن التيفوئيد مرض لا يمكن الاستهانة به، لأنه قد يسبب الوفاة في حالة تجاهل علاجه، كما أن الاستخدام السيء للمضادات الحيوية قد يصعب من فرص علاجه، لذلك ينصح دائمًا باللجوء إلى الطبيب قبل استخدام مضاد حيوي، وعند وصف الطبيب للمضاد الحيوي ينصح باستخدامه حتى انتهاء الجرعة كاملة، وليس حتى زوال الأعراض فقط لتجنب مقاومة البكتيريا للمضاد في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى