تعرف على التهاب عضلة القلب.. وكيف تحافظ على صحة قلبك؟

يُعد مرض التهاب عضلة القلب أمرًا شائع الحدوث ويستحق الإهتمام به، حيث أن القلب مركز حيوي بالجسم وأي ضرر به قد يودي بحياة الإنسان، وهذا المرض يرجع إلى عدة أسباب منها العدوى البكتيرية أو الفيروسية.

في هذا المقال، سنتناول أسبابه وأعراضه وعلاجه، وأهم الطرق التي يمكن من خلالها تعزيز صحة القلب والمحافظة على أدائه بشكل مثالي.

هو مرض تلتهب فيه عضلة القلب (Myocardium)، حيث أن الوظيفة الطبيعية لهذه العضلة هى الانقباض والانبساط لضخ الدم داخل وخارج القلب وإلى بقية الجسم، فعندما تصبح عضلة القلب ملتهبة تقل قدرتها على ضخ الدم.

وينتج عن هذا الالتهاب مشاكل عدة مثل: حدوث ضربات قلب غير طبيعية، وألم في الصدر مع صعوبة في التنفس، وفي الحالات الشديدة يمكن أن يسبب جلطات دموية تؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

من الممكن أن يُصاب الإنسان بالتهاب عضلة القلب مع عدم ظهور أي أعراض في البداية، ولكن مع تفاقم الحالة يمكن أن تظهر بعض الأعراض مثل:

  • ألم حاد في الصدر.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • ضيق في التنفس في أثناء الراحة أو عند بذل مجهود.
  • الضعف العام والشعور الدائم بالتعب والإرهاق.
  • تورم في الساقين والكاحلين والقدمين.
  • الشعور بالدوار والإغماء المتكرر.
  • حدوث أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا مثل: الصداع أو آلام المفاصل أو التهاب الحلق، مع وجود حمى.

في أغلب الأحيان لا يكون السبب الدقيق لالتهاب عضلة القلب معروفًا، وفي الغالب إذا كان السبب معروفًا فسيكون بسبب عدوى وجدت طريقها للقلب وسببت تلفًا في عضلة القلب، أو أحدثت ردة فعل مناعية سببت التهابات في القلب، ومن تلك الأسباب:

من أمثلة تلك البكتيريا:

  • المكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus).
  • بكتيريا الخناق الوتدية (Corynebacterium diphtheriae).
  • البكتيريا البورلية (Borrelia burgdorferi).

تُعد الفيروسات من أهم مسببات التهاب العضلة القلبية، ومنها:

  • المجموعة B من فيروس كوكساكي (coxsackievirus)، وهو نوع من الفيروسات المعوية.
  • فيروس بارفو Parvovirus) B19).
  • الفيروس الغدي (adenovirus)، وهو نوع من الفيروسات يسبب نزلات البرد.
  • SARS-CoV-2 وهو فيروس الكورونا المسبب للكوفيد 19 (COVID-19).
  • فيروس التهاب الكبد Hepatitis C virus) C).
  • فيروس الهربس (Herpes).
  • فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).

نادرًا ما تُسبب الفطريات التهاب عضلة القلب، ولكن الأشخاص أصحاب المناعة الضعيفة أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الفطرية عن غيرهم، ومن أشهر تلك الفطريات: المبيضَّات (Candida)، أو الرشاشيات (Aspergillus)، أو داء النوسجات (Histoplasma) الذي يوجد في فضلات الطيور.

تُسبب أمراض المناعة الذاتية التهابات متفرقة في أنحاء الجسم ويشمل ذلك عضلة القلب، ومن هذه الأمراض: الذئبة (Lupus) والتهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis).

مثل:

  • الكحول.
  • لدغات العنكبوت.
  • لدغات الأفاعي.
  • العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي.
  • لسعات الدبابير.

يمكن أن تؤدي الآثار الجانبية لبعض الأدوية إلى التهاب في عضلة القلب، ومن هذه الأدوية:

  • مضادات الاكتئاب.
  • أدوية النوبات.
  • المضادات الحيوية مثل: أدوية البنسلين والسلفوناميد.
  • أدوية فقدان الوزن.
  • مدرات البول.

يُمكن للأطفال خاصةً الرضع والمراهقين أن يصابوا بالتهاب في عضلة القلب، حيث تشير الدراسات أن معدل إصابتهم بهذا المرض تتراوح بين 0.15 إلى 0.6 في المائة من إجمالي سكان العالم، ومع ذلك فإن أغلب الحالات تكون حادة وليست مزمنة.

إن تشخيص التهاب عضلة القلب في الأطفال أمرٌ بالغ الصعوبة لعدة أسباب، حيث يمكن أن تكون الأعراض الظاهرة على الطفل غير محددة، وأيضًا يمكن أن تتداخل الأعراض مع أعراض أمراض أخرى مثل: الربو أو الالتهاب الرئوي.

ومن أكثر الأعراض شيوعًا عند الأطفال:

  • التعب المستمر والإعياء.
  • ضيق التنفس.
  • الحمى.
  • آلام البطن.
  • ضربات القلب السريعة أو غير المنتظمة.

وبالرغم من أن هناك أطفال يتعافون تلقائيًا من هذا المرض، فهناك آخرون تتفاقم لديهم الأعراض وتشتد حتى يمكن أن يصبحوا في دائرة خطر تلف القلب تماًما؛ لذا يجب الانتباه جيدًا للأعراض التي تظهر على طفلك وطلب التدخل الطبي في الوقت المناسب.

في العادة لا يُشكل الالتهاب في عضلة القلب تهديدًا كبيرًا على الحياة إذا عولج في بدايته، ولكن هناك بعض المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن تحدث، مثل:

  1. قصور القلب (فشل القلب): حيث يواجه القلب صعوبات في ضخ ما يكفي من الدماء إلى جميع أعضاء وأنسجة الجسم؛ بسبب حدوث تلف في القلب.
  2. نوبة قلبية أو سكتة دماغية: تحدث النوبة القلبية عندما يتجمع الدم في القلب بسبب تلفه، فيشكل جلطات يمكن أن تسد أحد الشرايين القلبية التاجية، وإذا حدث الجلطة في أحد شرايين الدماغ يمكن أن تؤدي إلى سكتة دماغية.
  3. عدم انتظام ضربات القلب: حالة يمكن أن يكون فيها نبض قلبك سريعًا جدًا أو بطيئًا جدًا أو غير منتظم
  4. الموت القلبي المفاجئ: وهذا يحدث عندما يفقد القلب وظيفته بطريقة مفاجئة ويتوقف عن النبض.

إذا لاحظت أعراضًا مميزة مثل التي ذُكرت سابقًا فيجب عليك التوجه للطبيب المختص، وهو سيفحصك فحصًا جسديًا ويسألك بعض الأسئلة التي ستساعده في تشخيص حالتك بدقة، مثل:

  • هل أُصبت بأي عدوى مؤخرًا؟
  • هل لدى عائلتك تاريخ مرضي مع أمراض المناعة الذاتية؟
  • هل تعرضت لسموم أو أدوية معينة في الفترة الأخيرة؟

أما بالنسبة للفحص الجسدي فسيستمع الطبيب إلى نبضات القلب وصوت الرئة، وقد يفحص الساقين والقدمين بحثًا عن أي علامات تورم، بالإضافة إلى بعض الإختبارات التي يقوم بها الأطباء لتشخيص الالتهاب في عضلة القلب، منها: 

  1. اختبارات الدم؛ لمعرفة إذا كانت هناك عدوى في الجسم.
  2. تخطيط القلب الكهربائي (ECG)؛ لقياس النشاط الكهربائي في القلب، والكشف عن معدلات ضربات القلب غير الطبيعية.
  3. مخطط صدى القلب (Echocardiogram) الذي يساعد في اكتشاف المشكلات الوظيفية في القلب والأوعية الدموية المجاورة.
  4. الأشعة السينية على الصدر (Chest X-ray).
  5. التصوير المقطعي للقلب (Heart CT).
  6. التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب (Heart MRI)؛ لاكتشاف علامات الالتهاب في عضلة القلب، ويساعد بتقييم حجم وشكل القلب أيضًا.
  7. خزعة عضلة القلب (Myocardial biopsy)، عن طريق جمع عينة صغيرة من أنسجة عضلة القلب.

ويبقى السؤال قائمًا هل يمكن الشفاء من التهاب القلب؟، هذا يعتمد على الدرجة التي وصل لها المريض وما هي شدة الأعراض، فمن طرق العلاج المحتملة:

  • استخدام الكورتيكوستيرويد (Corticosteroids) وهي أدوية تقلل من شدة الاستجابة المناعية وتساعد على خفض مستويات الالتهاب.
  • أدوية القلب مثل: حاصرات بيتا (beta-blockers) ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors).
  • مدرات البول لتقليل تراكم السوائل وتخفيف التورمات في الجسم. 
  • أجهزة مساعدة البطين (VAD) للمساعدة في ضخ الدم من الحجرات السفلية من القلب إلى بقية أجزاء الجسم.

من المعروف أن الوقاية خير من العلاج؛ لذا فيجب تغيير نمط الحياة لنمط صحي أكثر للوقاية من التهاب العضلة القلبية، ومن هذه الإجراءات:

  • تجنب الأشخاص المصابون بالعدوى مثل: الانفلونزا أو غيرها من العدوي التنفسية.
  • الغسل المستمر لليدين لتجنب انتشار الأمراض، خاصة بعد العطس أو الكحة، وأيضًا قبل تناول الطعام.
  • تأكد من معرفتك الدائمة بالتطعيمات الخاصة بك.

في الختام، يجب أن يزيد الوعي بأهمية الوقاية من التهاب العضلة القلبية، حيث يعتبر هذا المرض أمرًا خطيرًا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة فيمكن أن يصل لوفاة المريض، فيمكن الوقاية منه من خلال تبني أسلوب حياة صحي واتخاذ إجراءات وقائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى