التهاب الملتحمة (العين الوردية) – تعرف علي كل ما يهمك عنها

يعد البصر من أهم حواس الإنسان التي يتواصل بها مع المجتمع ومع من حوله؛ فما أسعد اللحظة التي ترى فيها الأم مولودها لأول مرة، وما أسعد الأب وهو يحمل ابنه وينظر إلى عينيه المغلقتين التي تنتظران أن تنفتح على عالمٍ جديد، لكن ماذا إذا أُصيب بمرض ما تسبب في فقدان أو تعطيل حاسة الإبصار جزئيًا أو كليًا؟ ماذا لو تسبب التهاب ما في ألم أجبر الإنسان على إغلاق عينيه في محاولة يائسة لتخفيف الألم؟

تابعنا في دكتور كشكول لنتعرف سويًا علي أحد أعداء حاسة الإبصار وهو التهاب الملتحمة في هذا المقال.

تعريف التهاب الملتحمة

هو عبارة عن التهاب في الغشاء الرقيق المبطن للعين مما يسبب اللون الوردي وتورم العين، وهو من أنواع عدوى العيون الشائعة لكنه ينتشر أكثر بين الأطفال والرضع، لكنه لا يُصنف كعدوى خطيرة إذ أنه لا يضر بحاسة الإبصار خاصةً إذا شُخص وعولج سريعًا.

أسباب الإصابة بالتهاب الملتحمة

تختلف أسباب الإصابة على حسب نوع الالتهاب الحادث إذا كان:

  1. عدوى فيروسية أو بكتيرية: يكون بها الالتهاب شديد العدوى وينتقل من شخص إلى آخر بمجرد التصافح بالأيدي.
  2. التعرض للمواد الكيميائية: مثل الشامبو ومستحضرات التجميل والعدسات اللاصقة، وعادةً مايحدث ذلك أيضًا في حمامات السباحة التي يُعقم فيها الماء بالكلور، ويمكن التغلب على تلك المسببات بغسل العين جيدًا بالماء الجاري لتخفيف أثر الالتهاب.
  3. دخول جسم غريب في العين: وهو ما قد يسبب حدوث التهاب مؤقت للعين ينتهي بإزالة الجسم نفسه، ويحتاج فقط إلى قطرة عين مرطبة ومهدئة للتهيج.

التهاب الملتحمة عند الرضع 

عادةً ما يحدث التهاب الملتحمة عند الرضع في الأيام الأولى من الولادة بسبب حساسية العين الشديدة تجاه الهواء الجديد الذي تشعر به عين الرضيع، وفي هذه الحالة لا يستمر الالتهاب أكثر من بضعة أيام ويزول سريعًا باستعمال قطرة مناسبة، أو يكون الالتهاب نتيجة عدوى فيروسية تعرض لها الجنين في بطن الأم مثل الرمد الوليدي.

يمكن أيضًا أن يحدث التهاب الملتحمة عند الرضع بسبب انسداد القناة الدمعية أو فتحها بشكل غير كامل، لكنها حالة ليست خطيرة وتزول باستعمال قطرة عين مناسبة يصفها طبيب الأطفال حديثي الولادة.

أعراض إلتهاب الملتحمة

من الضروري جدًا زيارة الطبيب عند ملاحظة ظهور أعراض التهاب الملتحمة تجنبًا لحدوث العدوى خاصةً إذا كان نمط الإصابة بكتيري أو فيروسي، وتتركز أهم أعراضها فيما يلي:

  • تلون إحدى أو كلتا العينين باللون الوردي أو الأحمر.
  • الشعور بالحكة في إحدى أو كلتا العينين.
  • زيادة إفراز الدموع أكثر من المعتاد.
  • تراكم إفرازات خفيفة أو سميكة في العيون في أثناء الليل قد تكون بيضاء أو خضراء اللون.
  • زيادة الحساسية تجاه الضوء.
  • الشعور بالتهيج في العيون.
  • تورم الجفون.
  • تشوش الرؤية إلى حد ما.
  • تورم الغدد الليمفاوية إذا كان نمط الإصابة فيروسي.

تشخيص التهاب الملتحمه

يسهل تشخيص المرض بالعين المجردة لكن نظرًا لتشابه أعراضه مع بعض أعراض الحساسية الموسمية ونزلات البرد أو بعض أمراض العيون الأخرى، لذلك قد يجري الطبيب اختبار مخطط العين لتحديد مدى تأثر الرؤية بالالتهاب، بجانب أخذ عينة من السائل المتراكم حول العيون أو من الدموع وإرسالها إلى المختبر؛ لتحليلها لمعرفة نوع الالتهاب إذا كان فيرسي أو بكتيري وبالتالي تحديد العلاج المناسب.

علاج التهاب الملتحمة

تعتمد طريقة العلاج على نوع الإصابة، ويوضح الجدول التالي العلاج المناسب لكل نوع إصابة:

نوع الإصابة العلاج المقترح 
فيروسيةكمادات ماء دافئ، وترك الفيروس حتى يُنهي دورته خلال 10:7 أيام.
بكتيريةالمضادات الحيوية، قطرة عين للبالغين ومرهم للأطفال والرضع.
تحسسية مضادات حساسية، لوقف الالتهاب.

في حالة التعرض لمواد كيميائية سببت تهيج العين والتهاب الملتحمة يكفي أن تغسل العين جيدًا بالماء الجاري النظيف، وتستعمل قطرة مهدئة إلا إذا كانت المادة خطيرة مثل المواد القلوية التي يُنصح باستشارة الطبيب المختص عند ملامستها للعين.

ومن الجدير بالذكر أنه: يفضل الامتناع عن ارتداء العدسات اللاصقة حتى تهدأ العين وتُشفى بدون مضاعفات.

مضاعفات التهاب الملتحمة

في أغلب الأحوال لا تتطور الإصابة وتُشفى إما من تلقاء نفسها وإما باتباع خطة العلاج التي يُحددها الطبيب المختص، لكن في حالة كانت الإصابة بسبب فيروس ما أو ناتجة عن الإصابة بفيروسات أخرى فقد يكون الالتهاب خطيرًا ومهددًا للبصر إذ يترك آثارًا على القرنية؛ لذلك من الضروري معرفة نوع مسبب الالتهاب لاتباع خطة العلاج الصحيحة.

الوقاية من الإصابة بالتهاب الملتحمة

ينصح باتباع ما يلي لتجنب الإصابة بالتهاب ملتحمة العين:

  • غسل اليدين جيدًا باستمرار.
  • استخدام مناشف نظيفة للوجه والعينين.
  • تجنب لمس العين باليد.
  • غسل وتغيير وسادات النوم باستمرار.
  • عدم استعمال أدوات التجميل الخاصة بالغير.
  • تجنب ارتداء العدسات اللاصقة في حالة التأكد من حساسية العين تجاهها.
  • تجنب الاحتكاك بالآخرين في حالة الإصابة بالتهاب الملتحمة الفيروسي.

لقد وجد العلم الحل لأغلب المشاكل الطبية لكن تظل دائمًا الوقاية خير من العلاج، لذلك لابد من الاهتمام بالصحة بشكل عام وبصحة العينين بشكل خاص؛ حتى نتمتع بحاسة الإبصار قدر ما نستطيع.

المصدر
webmdclevelandclinichealthline

سمر النجار

باحثة شغوفة في مجالات كتابة المحتوى الطبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى