التهاب المكورات الرئوية | أسبابه وأعراضه وطرق العلاج والوقاية منه
التهاب المكورات الرئوية (Pneumococcal Infection) هو عدوى تسببها بكتيريا المكورات العقدية الرئوية أو المكورات الرئوية. توجد هذه البكتيريا بشكل طبيعي في أنف وحلق البالغين الأصحاء بنسبة 10%، وفي الأطفال بنسبة 20-40 %. ولكنها تعد سببًا رئيسيًا للالتهاب الرئوي والتهاب السحايا البكتيري وتعفن الدم (تسمم الدم). ورغم خطورة المرض فهناك لقاحات للمساعدة في الوقاية منه.
ما هو التهاب المكورات الرئوية؟
التهاب المكورات الرئوية هو مرض ناتج عن بكتيريا المكورات العقدية الرئوية. ويمكن أن تتراوح التهابات المكورات الرئوية من التهابات الأذن والتهاب الجيوب الأنفية إلى التهابات تهدد الحياة. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن الإصابات بالمكورات الرئوية مسؤولة عن وفاة أكثر من مليون طفل في جميع أنحاء العالم. ويزداد معدل الإصابات بالتهاب المكورات الرئوية في فترات الشتاء تزامنًا مع نشاط الإنفلونزا.
أسباب التهاب المكورات الرئوية
المسبب الرئيسي لالتهاب المكورات الرئوية هو بكتيريا المكورات العقدية الرئوية، وهي تستقر بشكل طبيعي في الأنف والحلق عند البشر. ولكنها تصبح مسببة للمرض إذا هاجمت أجزاء أخرى من الجسم مما يؤدي إلى اختلاف أنواع العدوى كالتالي:
- عند مهاجمة مجرى الدم تسبب تسمم الدم.
- وعند إصابة أغشية المخ فهي تسبب التهاب السحايا.
- وإذا هاجمت الرئتين فهي تسبب الالتهاب الرئوي.
- وتسبب التهاب الأذن الوسطى والجيوب الأنفية إذا هاجمت الأذن عبرقناة استاكيوس.
وغالبًا ما تتطلب الحالات الخطرة دخول المستشفى، بل يمكن أن تؤدي إلى الوفاة.
أعراض التهاب المكورات الرئوية
تعتمد أعراض عدوى المكورات الرئوية على جزء الجسم المصاب (الرئتين، أو الدماغ، أو الدم، أو الأذن الوسطى والجيوب الأنفية).
فإذا كانت العدوى في الرئة تشمل الأعراض ما يلي:
- الحمى والقشعريرة.
- السعال.
- صعوبة التنفس.
- ألم في الصدر.
أما إذا كانت العدوى في الأغشية السحائية مسببة التهاب السحايا، فتكون الأعراض كالتالي:
- الحمى.
- تيبس العنق.
- صداع.
- الحساسية للضوء.
- عند الأطفال قد يسبب التهاب السحايا انخفاض مستوى الوعي والقيء.
وفي حالة التهاب الأذن الوسطى تبدو الأعراض كما يلي:
- ألم الأذن.
- احمرار وانتفاخ طبلة الأذن.
- الحمى والنعاس.
وعادةً ما تكون التهابات الأذن الخفيفة هي الأكثر شيوعًا، ومع ذلك يصاب بعض الأطفال بالتهابات متكررة في الأذن وقد يحتاجون إلى أنابيب أذن. وفي الحالات الشديدة يمكن أن يسبب التهاب المكورات فقدان السمع، أو تلف المخ، أو الوفاة.
المخاطر والمضاعفات
يمكن أن تسبب البكتيريا التهابات شديدة الخطر ومهددة للحياة مثل: التهاب السحايا، وتسمم الدم، والالتهاب الرئوي. وتشمل المضاعفات الدائمة لالتهاب السحايا: تلف الدماغ، والصمم. وقد يموت طفل واحد من كل 4 أطفال يصابون بالتهاب السحايا الناتج عن المكورات الرئوية.
طرق العدوى
تنتشر عدوى المكورات الرئوية من شخص لآخر عن طريق السعال، أو العطس، أو الاتصال المباشر وجهًا لوجه. ويمكن أيضًا أن تنتقل خلال اللعاب عندما يتشارك الناس الطعام أو المشروبات. كما يمكن إصابة الأطفال بالعدوى عن طريق مشاركة زجاجات الرضاعة أو الشرب أو الألعاب.
الأطفال دون سن العامين، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون ضعف جهاز المناعة، أو المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، وأيضًا الذين يعانون حالات مرضية معينة مثل:
- أمراض القلب المزمنة.
- أمراض الكبد والكلى.
- داء السكري.
- بعض أنواع السرطان.
هؤلاء الأشخاص هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المكورات الرئوية.
تشخيص التهاب المكورات الرئوية
التشخيص المبكر والعلاج مهمان للغاية لعدوى المكورات الرئوية الخطيرة. ويشخص الأطباء مرض المكورات الرئوية بناءً على الأعراض، ونتائج الاختبار، والفحص البدني. واعتمادًا على مدى خطورة الأعراض، قد يوصي الطبيب ببعض الاختبارات مثل:
- الأشعة السينية للصدر: تكشف عن الالتهاب الرئوي.
- الاختبارات المعملية: عن طريق اختبار السائل النخاعي يمكن اكتشاف التهاب السحايا. حيث تساعد زراعة البكتيريا في المختبر على تحديد نوع البكتيريا المسببة للعدوى وذلك يساعد الأطباء على اختيار العلاج المناسب.
كما يمكن للأطباء استخدام اختبار البول في تشخيص الالتهاب الرئوي لدى البالغين.
إذا كانت العدوى شديدة الخطر، فمن المرجح أن يبدأ الأطباء العلاج ويصفون بعض المضادات الحيوية قبل تلقي نتائج هذه الاختبارات.
علاج التهاب المكورات الرئوية
يعتمد علاج التهاب المكورات الرئوية على مدى تأثير البكتيريا على الفرد. فيمكن أن تكون بعض أنواع العدوى خفيفة وتمر دون علاج أو قد تصبح محفوفة بالخطر ومهددة للحياة.
يشمل علاج التهاب المكورات الرئوية المضادات الحيوية واسعة المدى، حتى تتوفر نتائج اختبار حساسية المضادات الحيوية. حيث يظهر هذا الاختبار المضادات الأكثر فعالية في علاج العدوى البكتيرية.
وعلى الرغم من ذلك، أصبحت بعض بكتيريا المكورات الرئوية مقاومة لبعض المضادات الحيوية المستخدمة في علاج هذه العدوى.
يحتاج بعض الأشخاص الذين يعانون خطورة العدوى إلى قضاء بعض الوقت في المستشفى، وإذا كانت الأعراض شديدة قد يحتاج المريض إلى أشكال أخرى من العلاج اعتمادًا على نوع العدوى التي يعانيها.
الوقاية من التهاب المكورات الرئوية
تعد اللقاحات هي أفضل طريقة للوقاية من عدوى المكورات الرئوية لدى الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون ضعف المناعة. لذلك يوصي الأطباء بتطعيمات روتينية معينة.
وبالإضافة إلى التطعيم يمكن تقليل فرص الإصابة عن طريق:
- عدم الاتصال المباشر بالشخص المصاب.
- غسل اليدين باستمرار بالماء والصابون أو الكحول.
- تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس.
- تجنب التدخين وتقليل الاتصال بالمدخنين.
أنواع لقاحات المكورات الرئوية للرضع والبالغين
هناك لقاحان آمنان وفعالان للمكورات الرئوية وهي:
- اللقاحات المقترنة (محملة على بروتين).
- اللقاحات عديدة السكاريد.
هذه اللقاحات تحمي من العديد من بكتيريا المكورات الرئوية ولكن ليس كلها. ولهذا لا تزل هناك فرصة لإصابة شخص ما بعدوى المكورات الرئوية بعد التطعيم. وهناك بعض الأشخاص يجب عليهم الحصول على التطعيم وهم:
- الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي مسبق من استئصال الطحال، أو لديهم طحال لا يعمل بشكل صحيح.
- مرضى فقر الدم المنجلي.
- بعض الناس الأكثر عرضة للإصابة بعدوى المكورات الرئوية.
- حالات أمراض الكبد والكلى والقلب المزمنة، ومرض السكري.
طرق ومواعيد إعطاء تطعيم المكورات الرئوية
يوصي مركز مكافحة الأمراض بإعطاء اللقاح لجميع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين وكذلك كبار السن والأشخاص الذين يعانون حالات مرضية معينة. ويعطى اللقاح عن طريق الحقن في الذراع أو الساق.
والجدول التالي يوضح أنواع ومواعيد الجرعات:
| الأطفال | البالغين: من عمر 65 عامًا فأكثر | |
| أنواع اللقاحات | PCV13PCV15 | PCV13PCV20 PPSV23 |
| الجرعات | جرعة واحدة في كل من هذه الأعمار: شهرين4 أشهر6 أشهر12-15 شهرًا | إذا استخدم الـ PCV15 فيجب أن يتبعه جرعة من PPSV23 بعد عام واحد. أما في حالة استخدام PCV20 لا يشار إلى جرعة من PPSV2. |
وفي بعض الحالات يجب أن يتلقى الأطفال الذين تبلغ أعمارهم عامين أو أكثر والبالغين الذين تقل أعمارهم عن 65 عاما لقاحات المكورات الرئوية. ومن أمثلة هذه اللقاحات لِقاح بريفينار(Prevenar).
أعراض تطعيم المكورات الرئوية
لقاحات المكورات الرئوية آمنة ولكن يمكن أن تحدث آثار جانبية خفيفة مثل:
- احمرار وتورم وتهيج في موضع الحقن.
- حمى وقشعريرة.
- صداع وآلام العضلات والمفاصل.
وعادةً ما تختفي هذه الآثار خلال يومين تقريبًا.
تأثير التهاب المكورات الرئوية على مناعة الأطفال
يسبب التهاب الرئة الناتج عن عدوى المكورات الرئوية ضعف مناعة الأطفال. ثم إن التشخيص المتأخر يمكن أن يؤدي إلى ظهور مضاعفات مثل التهاب السحايا وتسمم الدم وقد يؤدي إلى الوفاة.
الأسئلة الشائعة
هل لقاحات المكورات الرئوية مهمة؟
تعد لقاحات المكورات الرئوية مهمة للغاية؛ حيث إن الرضع والأطفال الصغار أكثر عرضة للإصابة بالعدوى مثل: الالتهاب الرئوي في حديثي الولادة؛ لأن جهاز المناعة لديهم غير مكتمل النمو. ولذلك يمكن حمايتهم عن طريق الحصول على اللقاح وتقليل معدل الإصابة بالمرض، وبالمثل الأشخاص الذين لديهم ضعف في جهاز المناعة أو يعانون حالات مرضية معينة.
ما هو أفضل مضاد حيوي لعلاج الالتهاب الرئوي وما تأثيره على بكتيريا المكورات الرئوية؟
أزيثروميسين (Azithromycin) هو الدواء المفضل في علاج الالتهاب الرئوي لأنه يغطي معظم العوامل المسببة المحتملة. وكذلك التتراسيكلين المعروف بالدوكسيسيكلين.
ولا يستخدم إلا تحت إشراف الطبيب.
كم يستغرق علاج الالتهاب الرئوي؟
بعد بَدء العلاج يجب أن تتحسن الأعراض تلقائيًا. ولكن سرعة الاستجابة ستعتمد على مدى شدة الالتهاب الرئوي.عمومًا بعد:
- أسبوع: يجب أن تختفي الحرارة.
- ستة أسابيع: يقل السعال وضيق التنفس.
- ستة أشهر: يتعافى معظم الناس ومن ثم العودة إلى طبيعتهم.
ما معنى pneumococci؟
هي بكتيريا كُروية موجبة الجرام تستقر في الجهاز التنفسي بشكل طبيعي. ولكن يمكنها أن تسبب بعض الأمراض تحت ظروف معينة مثل الالتهاب الرئوي الحاد.
ما هو تأثير الكورونا والإنفلونزا على المصابين بالتهاب المكورات الرئوية؟
تزيد الإصابة بالإنفلونزا وكوفيد-19 من معدل الإصابة بالتهاب المكورات الرئوية. لذلك فإن الحماية ضد مرض المكورات الرئوية أمر مهم خلال موسم الإنفلونزا وأيضًا خلال مدة تفشي مرض الكورونا.
فمن الأفضل الحصول على اللقاحات الخاصة بكل من هذه الأمراض لحماية نفسك وتقليل فرص الإصابة.
وأخيرًا تشير التقديرات لأن التهاب المكورات الرئوية مسؤول عن أكثر من مليون حالة وفاة بين الأطفال تحت سن 5 سنوات كل عام. ولسوء الحظ أصبحت العديد من بكتيريا المكورات الرئوية مقاومة المضادات الحيوية الشائعة. وذلك يجعل العلاج صعبًا، فمن الأفضل منع العدوى بالحصول على اللقاحات.
