التقزم عند الأطفال – القزامة : الأسباب وطرق التشخيص والعلاج
“أطفال متقزمة اليوم تساوى دولة متقزمة غداً” عبارة مرعبة قالها أحد خبراء التنمية.
التقزم عند الأطفال، وإن لم تكن سمعت عنه كثيراً، ليس فقط نقص في طول القامة، إنه أيضاً نقص في القدرات العقلية والقدرة على التعلم، زيادة في معدل الإصابة بالأمراض المزمنة كالضغط والسكر وغيرها الكثير من المخاطر.
تعريف التقزم عند الأطفال، أسباب حدوثه، طرق الوقاية منه، الكشف المبكر عنه وكل ما يخص التقزم عند الأطفال ستجده في السطور القادمة.
ما هو التقزم عند الأطفال؟
هو اختلال جيني أو حالة طبية، تعني أن يكون طول الطفل منخفضاً بالنسبة لعمره على الأقل انحرافين معياريين أقل من متوسط معايير نمو الطفل التي وضعتها منظمة الصحة العالمية. عادةً ما يكون بسبب سوء التغذية، العدوى المتكررة أو ضعف التحفيز الاجتماعي. وينقسم التقزم إلى نوعين وهما:
- قزامة متناسقة: وفيها يكون حجم الجسم بالكامل أصغر من الطبيعي، ولكن يظل الجسم متناسقًاً بالنسبة لأجزائه فقط، ويكون معدل نمو الشخص أبطأ بكثير من المعتاد، ويتأخر نمو الصفات الجنسية.
- قزامة غير متناسقة: تكون فيها بعض أجزاء الجسم أصغر من المعتاد، بينما بعضها الآخر متوسط الحجم أو طبيعى، وفي الغالب يكون حجم الجسم طبيعياً، إلا أن طول الأطراف يكون أقصر من الطبيعي، ونادراً ما تسبب هذه الحالة تأخر عقلي أو مشكلات في الحركة أو تشوهات خلقية.
وتمتد تأثيرات التقزم عند الأطفال إلى ما هو أبعد من نقص الطول. قد يعاني أيضاً الطفل المصاب بضعف في الجهاز المناعي، تأخر في نمو باقي الأعضاء ونقص في القدرات الذهنية والعقلية.
الفرق بين التقزم والهزال
من المهم ملاحظة أن التقزم يختلف عن الهزال. فالتقزم هو طول منخفض بالنسبة لوزن الطفل، ولكن الهزال هو وزن منخفض بالنسبة لطول الطفل.
ولتوضيح الفرق أكثر، انظر إلى الصورة التالية:
تشخيص التقزم
يتم تشخيص التقزم عند الأطفال عن طريق قياس الطول. عندما ينخفض طول الطفل أكثر من انحرافين معياريين تحت متوسط الطول بالنسبة للعمر. ويتم مقارنة قياس طول الأطفال بمعايير منظمة الصحة العالمية المرجعية للنمو. قد يكون التقزم ناتجًا عن عوامل وراثية، هرمونية، نفسية أوغذائية.
قبل إجراء المزيد من الاختبارات، يجب أولاً البحث عن العوامل الغذائية وقت التشخيص. إذا كان السبب هو نقص التغذية، يجب القيام بتنظيم غذائي دقيق، كما يجب تقييم نتائج العلاج بصورة مستمرة لتوجيه إعادة التأهيل الغذائي أثناء المتابعة.
أسباب التقزم عند الأطفال
- سوء التغذية
عندما لا يتمكن الطفل من الحصول على التغذية المطلوبة للنمو، من الممكن أن يحدث هذا أثناء تكوين الجنين بسبب ضعف تغذية الأم أو بعد الولادة. قد تحدث هذه المشكلة بسبب عدم استهلاك الأطعمة الجيدة لفترة طويلة وتجنب العناصر الغذائية الأساسية الضرورية للنمو.
- عدم كفاية التحفيز النفسي
يحتاج جسم الإنسان إلى كمية كافية من انبعاث الهرمونات اللازمة لأداء وظائفه بشكل صحيح. أي نوع من الانقطاع في هذه العملية قد يؤدي إلى حدوث خلل في النمو.لذا احرص دائماً على توفير الدعم النفسي اللازم لأبنائك.
- العدوى المتكررة
العدوى المتكررة هي بعض أنواع العدوى الخطيرة، التي تنتشر بأعداد كبيرة، وتستمر لفترة طويلة، وتشكل عدوى شديدة أكثر من المعتاد. عندما يصاب الطفل بأكثر من عدوى واحدة أو اثنتين في السنة الواحدة، فإنه يسمى مصاباً بالعدوى المتكررة. إن هذا النوع من المشاكل يؤدي غالباً إلى حدوث خلل في النمو.
- قلة النوم في مرحلة النمو
ويمكن للطفل أن ينمو بشكل كاف عندما يحصل على قسطٍ كافٍ من الراحة أو النوم في فترة نموه. ومن المثبت سريريا أن الطفل يمكن أن ينمو أكثر من 40 ٪ في نومه، في حين أن الطفل يمكن أن ينمو أكثر من 20 ٪ مع كل ساعة إضافية من نومه. وقد لوحظ أن فترات النوم المتغيرة للطفل قد تؤدي إلى اضطراب النمو. فقسط كافي من النوم يساوي طفل منتبه ينمو بصورة أفضل.
- الجلوس في وضع القرفصاء لفترة طويلة
القرفصاء هو طريقة تمارين جيدة للحفاظ على الجسم لائقاً وصحياً، حيث يحتاج الشخص إلى الجلوس على ركبتيه المنحنية عن طريق إبقاء الكعب قريباً ولمس الأرداف وكذلك الجزء الخلفي من الفخذين مع الساقين مطوية. ولكن، هذا الوضع من الجلوس لفترة طويلة قد يعيق نمو طفلك بشكل غير متوقع.
- تناول بعض الأطعمة مثل:
- الأطعمة سريعة التحضير والمضاف إليها مواد حافظة.
- الإكثار من السكريات خصوصاً المصنعة منها.
- منتجات الذرة.
- المشروبات الغازية.
- منتجات الصويا.
علاج التقزم
لا يمكن علاجه، وحدها الوقاية هي السبيل للتخلص منه. ولكن هناك بعض الاحتياطات يمكن أن نتخذها لمنع التقزم، وخاصة في الأيام الألف الأولى بين الحمل والعام الثاني للطفل.
إليك بعض النصائح المهمة احرص على اتباعها:
- الحرص على النظافة الشخصية
خط الدفاع الأول ضد بداية التقزم هو الصحة السليمة والنظافة الشخصية. في الواقع، يمكن لغسل اليدين البسيط أن يمحو العديد والعديد من الأمراض. فالحرص على النظافة يقي من الأمراض المعوية، مثل الإسهال الحاد والديدان المعوية، مما يؤدي إلى انخفاض حالات الإصابة المتكررة.
- شرب مياه نظيفة وصالحة للشرب
فالماء عنصر أساسي في حياتنا اليومية. ومن شأن توفير مياه نظيفة وصالحة للشرب لأطفالكم (وخاصة الرضع) أن يضمن صحة الأمعاء والجهاز الهضمي. فهذا سيحول دون اصابة ولدك بالاسهال، الاميبا، وغيرها من الأمراض. إن الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي من شأنها أن تضعف جسم الطفل، وتضعف جهازه المناعي، وتجعله عرضة لأمراض أخرى.
- الرضاعة الطبيعية خلال الستة أشهر الأولى
يُنصح بالرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى. فحليب الثدي يحتوي علي المواد المغذية الكاملة اللازمة لنمو الطفل.
- وجبات صحية ومتوازنة كل يوم
بالنسبة للأطفال بعد 6 أشهر، يوصى أيضًا بإدخال الأطعمة الكاملة (مثل البطاطس المهروسة والحبوب وغيرها) لإكمال التغذية مع الحليب. يقدم برنامج Pinggang Pinoy تخطيطًا محددًا حول كيفية إطعام أطفالك بأغذية كاملة ومتنوعة ومتوازنة تتضمن تناول العناصر الغذائية الأساسية اللازمة لنمو الطفل.
- العناصر الغذائية الأساسية اللازمة للنمو
من المهم أيضًا معرفة أن هناك عناصر غذائية محددة يجب أن يركز عليها الآباء لضمان النمو والتطور الملائمين لعمر الطفل. ويميل الآباء إلى تقديم وجبة الأرز والحساء المعتادة لأطفالهم والتي توفر لهم مواد مغذية غير كافية. وننصحك بدمج البروتين عالي الجودة مثل البيض والدجاج ولحم البقر لضمان نمو العضلات. وتذكر أن تعطي أولادك الحليب بانتظام لدعم بنية عظامه فيما ينمو.
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم
إن أخذ قسطاً كافياً من النوم يمكِّن الجسم من استعادة نشاطه استعداداً ليوم جديد، يقوي الجهاز المناعي لمكافحة الأمراض والفيروسات ويساعد على نمو العضلات وإصلاح أي أنسجة تالفة. كما أنه ضروري لإنتاج هرمون النمو الذي يحتاج إليه الطفل في مرحلة النمو لتحقيق الطول المناسب مقابل السن.
- التدريب على وضعيات الجسم الصحيحة
إن التدريب على كيفية الجلوس والوقوف والمشي في وضعية مناسبة هو أمر لا بد من تعليمه حتى بالنسبة لطفل في سن مبكرة جدا. تقلل هذه الممارسة من خطر الأمراض المرتبطة بالعظام التي قد تتراكم مع نمو ولدك. الوضعية المناسبة تكمّل وظيفة الكالسيوم والمواد المغذية الأخرى في جعل بنية العظام قوية ومتينة لدعم النمو السليم.
- المشاركة في الأنشطة البدنية والاجتماعية
النشاط البدني يمكِّن العضلات والعظام من العمل جيدا ويقوِّيها. كما تظهر الأبحاث أن الأطفال الذين يعانون من التقزم يعانون من القلق وانخفاض احترام الذات وغيرها من الأمراض النفسية مقارنة بالأطفال الآخرين. والمشاركة المنتظمة في التفاعلات البدنية والاجتماعية، مع استكمالها بالتغذية السليمة، تضمن النمو والتطور الأمثل لطفلك.
معدل التقزم لدى الأطفال في مصر
واحد من بين كل ٣ أطفال في مصر يعاني من التقزم، وفقا منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو» في تقرير أصدرته عام ٢٠١٤، أعربت فيه عن مخاوفها من ارتفاع معدلات المرض، والذي يتلخص في عدم الوصول إلى الطول المناسب خلال المرحلة العمرية للطفل، وربطت خلاله بين سوء التغذية وزيادة معدلات المرض، ووفقا لإحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن عام 2014، فإن نسبة تقزم الأطفال في مصر أقل من 5 سنوات 21%.
وجود نسبة كبيرة من حالات التقزم، ينذر بحدوث كارثة، جرس إنذار لتسليط الضوء على مشكلة ضخمة لكنها غير مرئية. وذلك إلى كل من يهمه الأمر.