التقزم عند الأطفال | الأنواع والمضاعفات وطرق العلاج

“طفلي قصير جدًا ولا ينمو كغيره من الأطفال ممن هم في نفس عمره” هذا ما تشتكي منه بعض الأمهات ولا يعرفن سبب هذه الحالة التي يُطلق عليها التقزم عند الأطفال، فما هي أنواعه وأسبابه وطرق علاجه؟ هذا ما سيوضحه لنا دكتور كشكول في هذا المقال.

التقزم عند الأطفال

التقزم “Dwarfism” هو نقص في القامة ناتج عن حالة طبية أو حالة وراثية يتعرض لها بعض الأطفال وينتج عنها قصر قامة شديد للطفل عند مقارنة طوله مع المتوسط الطبيعي للطول سواء لدى الذكور أو الإناث، أما عن مؤشر التقزم فيُشار للشخص أنه مُصاب بقصر القامة إذا كان طوله يُعادل 4 أقدام و 10 بوصة عند البلوغ.

أنواع التقزم عند الأطفال

ينقسم التقزم إلى نوعين رئيسيين:

تقزم غير متناسب

يعاني المصابون بهذا النوع من التقزم من بعض الاضطرابات وينتج عنها قصر قامة غير متناسب، ومن هذه الاضطرابات جذع بحجم متوسط وأطراف قصيرة جدًا، وبعض المصابين لديهم أطراف قصيرة غير متناسبة في الحجم، وجذع قصير جدًا، بالإضافة إلى رأس كبير غير متناسب مع جسم الطفل، وبشكل عام تُعرف تلك الحالة بالتقزم عند الأطفال.

يمتلك جميع الأطفال المصابون بالتقزم غير المتناسق قدرات عقلية اعتيادية أي طبيعية، وقد يحدث التقزم عند الأطفال بسبب السوائل الزائدة حول منطقة الدماغ وتعرف بـ (استسقاء الرأس) ويعتبر من الأسباب النادرة، أما عن السبب الأكثر انتشارًا للتقزم عند الأطفال فهو اضطراب يُطلق عليه الودانة، الذي يؤدي إلى قصر القامة من النوع غير المتناسب.

تقزم متناسب

ينتج ذلك النوع من التقزم عند الأطفال عن المشكلات الطبية التي تحدث أثناء الولادة أو التي تتجلى في بواكير الطفولة والتي تمنع نمو وتطور الطفل بشكل عام، لذا نجد الجذع والأطراف والرأس صغيرة، ولكنها متناسبة مع بعضها البعض، ويحدث ذلك النوع من التقزم عادةً بسبب نقص في هرمون النمو.

أسباب التقزم عند الأطفال

بعد التعرف على أنواع التقزم عند الأطفال عليك التعرف على أسبابه وإليك أهمها:

  • الاضطرابات الوراثية: معظم حالات القزامة تنتج عن اضطرابات وراثية، إلا أن أسباب بعض الاضطرابات تكون غير معروفة، كما تنتج أغلب حالات القزامة عن طفرة جينية، سواء كانت في نطفة الأب أو في بويضة الأم.
  • الودانة (Achondroplasia): هي أكثر أسباب التقزم عند الأطفال شيوعًا، وهي مسؤولة عن حوالي 70% من كل حالات القزامة، وتصنف ضمن نوع القزامة غير المتناسبة.
  • متلازمة تِيرنر: وهي خلل في الكروموسومات التي تُميز المرأة، ويصاحبها بعض العلامات بسبب نقص كامل أو جزئي من كروموسوم الجنس إكس (X) مسببةً قصر القامة.
  • نقص هرمون النمو: حيث يمكن أن يؤدي نقصه إلى حدوث طفرة جينية.

المضاعفات

تتنوع مضاعفات اضطرابات التقزم عند الأطفال بشكل كبير على حسب نوع التقزم، وفيما يلي أبرزها:

مضاعفات التقزم غير المتناسب

تؤدي السمات المميزة للأطراف والجمجمة والعمود الفقري بين معظم أشكال التقزم عند الأطفال من النوع غير المتناسب إلى بعض المشكلات الشائعة ومنها:

  • تباطؤ في تطور القدرات الحركية، مثل الحبو والمشي والجلوس.
  • عدوى متكررة في الأذن مع خطر التعرض لفقدان حاسة السمع.
  • تقوس الساقين.
  • صعوبة التنفس خلال النوم (انقطاع النفس أثناء النوم).
  • ضغط على منطقة النخاع الشوكي في قاعدة الجمجمة.
  • زيادة نسبة السوائل حول منطقة المخ (الاستسقاء الدماغي).
  • تزاحم الأسنان.
  • تحدب الظهر أو إصابته بالميل تدريجيًا، مع صعوبة في التنفس وألم في الظهر.
  • ضيق القناة الشوكية في أسفل منطقة العمود الفقري، مما يؤدي إلى الضغط على منطقة النخاع الشوكي، ويعقب تلك المرحلة ألم في الساقين بالإضافة إلى خدر فيهما.
  • التهاب المفاصل.
  • زيادة الوزن والتي يمكن أن تسبب تفاقم المشكلات في العمود الفقري والمفاصل وزيادة الضغط على الأعصاب.

مضاعفات التقزم المتناسب

غالبًا ما تؤدي مشكلات التطور والنمو الخاصة بالقزامة المتناسقة إلى مضاعفات ترتبط بالقصور في تطور ونمو الأعضاء فمثلًا، قد ينتج عن مشكلات القلب المرافقة لمتلازمة تيرنر تأثير كبير على الصحة، وغياب النضج الجنسي ونقص هرمون النمو يؤثران على النمو الجسدي كما أن لذلك تأثير على التفاعل الاجتماعي.

علاج التقزم عند الأطفال

الهدف من علاج التقزم عند الأطفال هو تحسين الأداء الوظيفي بالإضافة إلى الاستقلالية، وهنا عليك العلم أن معظم علاجات التقزم عند الأطفال لا تزيد من طول القامة، لكن يمكنها تصحيح المشاكل الناتجة عن المضاعفات والعمل على تخفيفها، كما يختلف علاج التقزم من حالة لأخرى حسب نوع التقزم وفيما يلي أهم طرق علاج التقزم عند الأطفال:

العلاجات الجراحية

وتتضمن الإجراءات الجراحية التي يمكنها إصلاح مشاكل التقزم غير المتناسب التالي:

  • تصحيح اتجاه نمو العظام.
  • تصحيح شكل العمود الفقري واستقراره.
  • وضع تحويلة للتخلص من السائل الزائد حول منطقة الدماغ وهو ما يُطلق عليه (الاستسقاء الدماغي).

العلاج الهرموني

وهو العلاج المناسب لحالات التقزم عند الأطفال الناجمة عن نقص مستوى هرمون النمو، فيمكن أن يزداد الطول النهائي للطفل من خلال العلاج بحقن هرمون النمو في معظم الحالات، حيث يتم حقن الطفل بشكل يومي لعدة سنوات حتى يصل الطفل إلى أقصى طول للأشخاص البالغين ويكون ذلك على حسب متوسط طول الأشخاص البالغين في عائلته.

ويمكن أن يستمر العلاج الهرموني طوال مرحلة المراهقة وحتى أوائل عمر البلوغ وذلك لضمان وصول الحالة إلى نضج البالغين، مثل الزيادة الملائمة في الدهون أو العضلات، وقد تحتاج بعض حالات التقزم عند الأطفال العلاج الهرموني مدى الحياة.

وأيضًا لعلاج الإناث المصابات بمتلازمة تيرنر يتم استخدام هرمون الاستروجين والهرمونات الأخرى المرتبطة به، وذلك حتى يَصلنّ إلى مرحلة البلوغ والنمو الجنسي للبالغين. وغالبًا يستمر العلاج ببدائل هرمون الإستروجين مدى الحياة حتى تصل المصابات بمتلازمة تيرنر لمتوسط العمر المعروف لسن اليأس.

لا يُساعد هرمون النمو في حالات الأطفال المصابين بالودانة، وأيضًا لا يزيد العلاج الهرموني من طول البلوغ النهائي.

الرعاية الطبية المستمرة

تساهم الفحوصات الدورية والعناية الطبية المستمرة من قبل خبير في التقزم عند الأطفال في تحسين نوعية الحياة، حيث يتم متابعة الأعراض والسيطرة على المضاعفات المتعددة، بالإضافة إلى استخدام الأدوية المناسبة لعلاج الأعراض كلما تظهر، على سبيل المثال تشخيص وعلاج حالات عدوى الأذن وحالات تضيق وانكماش القناة الشوكية، أو حالات انقطاع النفس خلال النوم.

لذلك ينبغي الحرص على متابعة الأعراض باستمرار مع الفحص والعلاج المناسب للعلامات التي تطرأ على الجسم.

إطالة الأطراف

يمكن أن يلجأ بعض المصابين بالتقزم إلى إجراء عملية جراحية يُطلق عليها (عملية إطالة الأطراف)، وهو إجراء مثير للجدل للكثير من الأفراد المصابين بالتقزم، وذلك للمخاطر التي تحيط به كما هو الحال مع كافة العمليات الجراحية، ومن الأفضل الانتظار حتى يكبر الطفل المصاب بالتقزم لكي يكون قادرًا على المشاركة في قرار إجراء عملية إطالة الأطراف، نظرًا لما تنطوي عليه العملية من ضغط جسدي وانفعالي بالإضافة إلى الإجراءات المتعددة لعملية إطالة الأطراف.

التقزم عند الأطفال هو حقًا مشكلة مثيرة للقلق لدى الكثير من الأهالي الذين رُزقوا بهؤلاء الأطفال المختلفين، ولكن يمكن السيطرة عليها من خلال متابعة نمو الطفل باستمرار وأي أعراض تطرأ عليه، وفي حالة ظهور أيًا من الأعراض السابق ذكرها على طفلك ينبغي التوجه للطبيب المختص لتشخيص الحالة بشكل صحيح، والحصول على العلاج المناسب، وفي حالة تشخيص الطفل بالقزامة يجب توفير الدعم النفسي والأسري له، حيث يتعرض المصابون بالقزامة إلى الكثير من التنمر، لذلك يجب دعمهم نفسيًا واجتماعيًا وتقبلهم في المجتمع. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى