التسمم بالرصاص | أسبابه وأعراضه وكيف نتجنب حدوثه
التسمم بالرصاص، حالة خطيرة وأحيانًا مميتة وهي ضارة بشكل خاص على الأطفال. فالرصاص هو معدن سام موجود بشكل طبيعي في قشرة الأرض. وقد أدى استخدامه بصورة كبيرة إلى تلوث بيئي واسع النطاق، وتعرض البشر إلى مشاكل صحية عامة. ويعد من أقوى المواد السامة التراكمية التي تؤثر على أنظمة الجسم المتعددة.
يتم توزيع الرصاص في الجسم على الدماغ والكبد والكلى والعظام، ويتم تخزينه في الأسنان والعظام، حيث يتراكم مع مرور الوقت.
في هذا المقال سوف نتحدث عن الأعراض التي تظهر عند التسمم بالرصاص، وعن تأثيره على أجهزة الجسم، وكيفية علاجه والوقاية من حدوثه.
ماذا يعني التسمم بالرصاص؟
يحدث التسمم بالرصاص عندما يتراكم الرصاص في الجسم، في كثير من الأحيان يحدث على مدى أشهر أو سنوات. حتى الكميات الصغيرة من الرصاص يمكن أن تسبب مشكلات صحية خطيرة.
الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات معرضون بشكل خاص للتسمم بالرصاص، والذي يمكن أن يؤثر بشدة على التطور العقلي والبدني للطفل. إذا تراكم الرصاص بمستويات عالية جدًا، يمكن أن يكون قاتلًا. الرصاص أكثر ضررًا للأطفال لأن أدمغتهم وأنظمتهم العصبية لا تزال تتطور.
أسباب التعرض للتسمم بالرصاص
يمكن أن يتعرض الناس للرصاص من خلال مصادر مهنية أو بيئية، يحدث هذا بشكل رئيسي عن طريق:
- استنشاق جزيئات الرصاص الناتجة عن حرق المواد المحتوية على الرصاص، على سبيل المثال، أثناء عمليات الصهر وإعادة التدوير، وإزالة الطلاء المحتوي على الرصاص، واستخدام الوقود المحتوي على الرصاص.
- ابتلاع الغبار الملوث بالرصاص وشرب الماء الملوث (من الأنابيب المحتوية على الرصاص)، وتناول المواد الغذائية المعلبة (العلب المصنعة أو الملحومة بالرصاص).
- يتعرض البالغون الذين يعملون مع البطاريات أو يقومون بأعمال الطلاء، أو يعملون في محلات تصليح السيارات أيضًا للرصاص.
- يحصل الأطفال على الرصاص في أجسامهم عن طريق وضع الأشياء المحتوية على الرصاص في أفواههم، لمس الرصاص ثم وضع أصابعهم في أفواههم قد يعرضهم للتسمم أيضًا.
أعراض الإصابة بتسمم الرصاص
تتنوع أعراض التسمم بالرصاص وقد تؤثر على أجزاء كثيرة من الجسم. في معظم الوقت، يتراكم الرصاص ببطء في الجسم وذلك بسبب التعرض المتكرر لكميات صغيرة منه.
في البداية، قد يكون من الصعب اكتشاف التسمم بالرصاص، حتى الأشخاص الذين يبدون أصحاء، يمكن أن يكون لديهم مستويات عالية من الرصاص في الدم. لا تظهر العلامات والأعراض عادة حتى تتراكم كميات خطيرة.
أعراض تراكم الرصاص عند الأطفال
- تأخر النمو وصعوبات في التعلم.
- فقدان الوزن والشهية.
- الشعور بالتعب والبطء في الحركة.
- القيء مع ألم في البطن.
- الإمساك.
- فقدان السمع.
- فقر الدم.
أعراض تراكم الرصاص عند حديثي الولادة
يتعرض الأطفال للتسمم بالرصاص قبل الولادة، حيث ينتقل الرصاص من عظام الأم إلى الدم ومن ثم إلى الجنين وتشمل:
- ولادة طفل غير مكتمل.
- انخفاض الوزن عند الولادة.
- تباطؤ النمو.
أعراض تراكم الرصاص عند البالغين
على الرغم أن الأطفال معرضون للخطر في المقام الأول، إلا أن التسمم بالرصاص يشكل خطرًا أيضًا على البالغين وتتضمن الأعراض لديهم ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم.
- آلام المفاصل والعضلات.
- صعوبات في الذاكرة أو التركيز.
- صداع.
- ألم في البطن.
- تشوه الحيوانات المنوية أو انخفاض عددها.
- الإجهاض أو الإملاص أو الولادة المبكرة لدى النساء الحوامل.
أعراض التسمم بالجرعات العالية
إذا حدث تسمم بجرعات كبيرة من الرصاص، فإنها تكون حالة طوارئ ويجب طلب المساعدة فورًا، وتشمل أعراضها:
- ألم شديد في البطن.
- القيء المستمر.
- ضعف العضلات.
- التعثر عند المشي.
- تشنجات.
- غيبوبة.
- اعتلال الدماغ، والذي يظهر على شكل ارتباك وتشنجات شديدة.
مضاعفات التسمم بالرصاص
يمكن أن يسبب التعرض لمستويات منخفضة من الرصاص أضرارًا بمرور الوقت، ولا سيمًا في الأطفال. يكون الخطر الأكبر على المخ، حيث أنه إذا تعرض لأي تلف لا يمكن إصلاحه. المستويات العالية من الرصاص، يمكن أن تلحق الضرر بالكلى والجهاز العصبي لدى كل من الأطفال والبالغين. قد تسبب مستويات الرصاص المرتفعة للغاية تشنجات وفقدان الوعي، وأحيانًا الوفاة.
كيف يمكن تشخيص التسمم بالرصاص؟
- يتم التشخيص من خلال اختبار الرصاص في الدم، حيث يتم أخذ عينة دم صغيرة من الإصبع أو من الوريد.
- لا يوجد مستوى آمن من الرصاص في الدم، ومع ذلك فإن المستويات المنخفضة التي تصل إلى 5 ميكروجرام/ديسيلتر تشير إلى مستوى غير آمن للأطفال. الأطفال الذين تكون نتيجة اختبار الدم لديهم في تلك المستويات يجب عمل اختبار مستوى الرصاص لهم بشكل دوري.يجب علاج الطفل الذي تصبح نتيجة اختباره مرتفعة للغاية، عمومًا 45 ميكروجرام/ديسيلتر أو أعلى.
- هناك أيضًا اختبارات إضافية تتضمن، اختبارات لتحديد كمية خلايا تخزين الحديد في الدم، والأشعة السينية، أو أخذ عينة من نخاع العظم.
علاج التسمم بالرصاص
الخطوة الأولى في العلاج هي إزالة مصدر التلوث وإبقاء الأطفال بعيدًا عنه.
إذا لم تتمكن من إزالة الرصاص من بيئتك، على الأقل حاول تقليل ضرره.
ويشمل العلاج ما يلي:
- دواء يعطى عن طريق الفم يرتبط بالرصاص الموجود في الدم ويكوّن مركب غير سام يفرز عن طريق البول مثل: دواء السوكسيمر (succimer) أو د-بنسيلامين.
- يشمل أيضًا الأدوية التي تعطى عن طريق الحقن للحالات الأشد خطورة مثل: حمض ثنائي أمين إيثيلين رباعي حمض الأسيتيك (EDTA) أو الديمركابرول (Dimercaprol).
هذه العلاجات لها أيضًا بعض الآثار الجانبية مثل، اختلال وظيفي في الكلى، والغثيان، وألم البطن، وردود الفعل التحسسية.
الوقاية
هناك بعض الخطوات البسيطة التي يمكن أن تساعد على منع حدوث التسمم، وتشمل:
- البعد عن الألعاب القديمة والأطعمة المعلبة.
- المحافظة على المنزل من الغبار.
- استخدم الماء البارد فقط لإعداد الأطعمة والمشروبات(عدم استعمال ماء السخان).
- التأكد من غسل الأيدي جيدًا قبل الأكل.
- عمل اختبار الرصاص للماء، إذا كانت مستويات الرصاص مرتفعة، يجب استخدام فلتر للمياه.
- تنظيف الصنابير والمداخن بانتظام.
- غسل ألعاب الأطفال وزجاجاتهم بانتظام.
- استخدم الطلاء الخالي من الرصاص في المنزل.
- عمل اختبار دوري لفحص مستوى الرصاص في الدم لدى الأطفال.
الأسئلة الشائعة
التسمم المزمن بالرصاص يمنع القدرة على إنتاج الهيموجلوبين، ويقلل من إنتاج خلايا الدم الحمراء، وبالتالي يزيد من خطر الإصابة بفقر الدم. كما أن امتصاص الرصاص يمكن أن يسبب نقص امتصاص الحديد.
خط بيرتون هو خط أزرق اللون يظهر على اللثة، في حالة تناول الرصاص. ينتج عن تفاعل الرصاص مع أيونات الكبريت التي يطلقها النشاط البكتيري الفموي، مما يؤدي إلى ترسيب كبريتيد الرصاص عند تقاطع الأسنان واللثة.
الكالسيوم في الحليب ومنتجات الألبان الأخرى يساعد على منع امتصاص الرصاص ووصوله إلى الدم، ولكنه لا يعالج أو يعكس تأثير تسمم الرصاص.
وفي النهاية، فإن اتباع طرق الوقاية هي أفضل وسيلة لتجنب الإصابة بتسمم الرصاص، لأنه حتى لو كان للتسمم علاج، قد يكون من الصعب علاج آثار التعرض المزمن لمادة الرصاص أو عكس أي ضرر ناجم عنه. لذا فإن اتخاذ بعض الاحتياطات البسيطة يمكن أن يساعد في حمايتك وعائلتك من التعرض للرصاص قبل أن يحدث الضرر.
