التراخوما ومُسبباتها وكيفية علاجها والوقاية منها

التراخوما هي عدوى بكتيرية تصيب العين، والتي تُسببها بكتيريا تُسمى كلاميديا (Chlamydia trachomatis)، ولا تقتصر العدوى على العين بل قد تنتقل إلى الأنف كذلك عن طريق لمس الأسطح المعدية بالبكتيريا ومن ثم لمس الوجه.

تبدأ الأعراض بحكة خفيفة في العين والوجه ومن ثم تورم واحمرار العين مع الوقت، وكذلك مع تقدم العدوى دون علاج يتجمع الصديد حل العين المصابة وإذا لم تُعالج قد تُسبب العمى.

أعراض التراخوما

تختلف أعراض التراخوما باختلاف شدتها، حيث تشمل:

  • حكة خفيفة حول العين والتهاب بسيط في الوجه.
  • تجمع الصديد والمخاط حل العينين.
  • تورم العين المصابة أو العينين.
  • الحساسية الشديدة للضوء.
  • احمرار العينين.
  • العمى، إذا لم تُعالج.

قد يُصاب الأطفال الصغار بالتراخوما ولا تظهر الأعراض إلا عند البلوغ.

مراحل تطور التراخوما

طبقًا لمنظمة الصحة العالمية فإن عدوى التراخوما تنقسم إلى خمس فئات:

  1. التهاب الجريبات:
    الجريبات هي مضخات صغيرة تحتوي على خلايا ليمفاوية(نوع من كريات الدم البيضاء) والتي تلعب دورًا مناعيًا.
    تشمل هذه المرحلة -وهي المرحلة المبدئية من العدوى- التهاب عدد بسيط من الجريبات، وتقريبًا يكون خمس جريبات، وتظهر بفحص ملتحمة العين.
  2. مرحلة الالتهاب الشديد: تتطور خطورة العدوى حيث تلتهب العين بشدة في هذه المرحلة وتنتفخ؛ وذلك لالتهاب ملتحمة العين.
  3. ندوب الجدرة: تؤدي الإصابات البكتيرية المُتكررة إلى ترك نُدب في ملتحمة العين، والتي تظهر عند الفحص في شكل خطوط بيضاء، والتي قد تُسبب انطواء أو انقلاب الجفن الداخلي أو (الشتر الداخلي entropion).
  4. داء الشعرة: تُمثل المرحلة الرابعة من عدوى التراخوما ما يُسمى بداء الشعر، والذي ينتج من الندوب الكثيرة بسبب العدوى المُتكررة مما يؤدي عند الفحص إلى ما يُشبه الشرخ الصغير في الزجاج، حيث تظهر قرنية العين بخط بسيط في المنتصف يُشبه الشعرة.
  5. سحابة القرنية: المرحلة الأخيرة من التراخوما وإصابات العين البكتيرية المُتكررة تشمل وجود ما يُسمى سحابة العين، حيث يظهر بياض في الرؤية يُشبه السحابة البيضاء وتسبق هذه المرحلة مرحلة العمى.

المُسبب الرئيسي للتراخوما

تُمثل بكتيريا الكلاميديا أو (المُتدثرة الحثرية Chlamydia trachomatis) العامل الأهم في الإصابة بالتراخوما، وتكثر العدوى في الحالات التالية:

  1. النساء تحت سن الـ 25: حيث تنتقل الكلاميديا جنسيًا لدى هذه الفئة كثيرًا؛ لذلك يلزم المرأة فحص السنوي إن أمكن.
  2. المرأة الحامل.

تشخيص العدوى

  1. عن طريق فحص عينة من البول.
  2. من خلال المسحات، سواء كانت من العين أو من عنق الرحم -نظرًا لأنها تنتقل جنسيًا.

العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالتراخوما

  • الأماكن المزدحمة بالسكان والشوارع المُكدسة.
  • إهمال النظافة الشخصية: إهمال غسل الوجه بالماء، ونظافة الوجه والأيدي عمومًا.
  • العمر: في المناطق التي يكثر بها انتشار المرض مثل المناطق الأفريقية تكثر الإصابة في الأطفال بين 4 و6 أعوام.
  • النوع: حيث تزداد نسبة الإصابة في الإناث من 2 إلى 6 مرات عن الرجال، وقد يرجع ذلك إلى اختلاط النساء بشكل أكبر مع الأطفال.

مضاعفات التراخوما إذا أُهملت

الإصابات البكتيرية المبدئية يُمكن مُعالجتها بالنظافة الشخصية والمضادات الحيوية اليسيرة، لكن مع الإهمال قد تنتج المُضاعفات التالية:

  1. تندب الجفن الداخلي للعين.
  2. تشوهات الجفن مثل: انقلاب الجفن للداخل (الشتر الداخلي)، أو داء الرموش المنغرزة (داء الشعرة)، والتي من الوارد أن تخدش القرنية.
  3. ندوب القرنية من الداخل أو سحابة الرؤية.
  4. العمى الجزئي أو الكلي (بحسب تطور وإهمال الحالة).

علاج التراخوما

أوردت منظمة الصحة العالمية بروتوكولًا لإزالة التراخوما يتلخص في أربعة نقاط:

  1. الجراحة، والتي تُجرى لإزالة الحالات المُتقدمة من العدوى البكتيرية العينية المُتفاقمة.
    • عند تضخم العين يزداد احتكاك الرموش بالعين، وهنا يأتي دور الجراحة لتخفيف آلام احتكاك الرموش بالعين، حيث تُبعد الجراحة الرموش عن قرنية العين؛ وبالتالي تقلل من فرص الإصابة بالعمى.
    • وتشمل هذه الجراحات:
      • إزالة بسيطة للشعر.
      • تدمير بُصيلات الرموش.
      • استئصال الرموش باستخدام موجات الراديو.
      • العلاج بالتبريد لجذور الرموش.
      • الكي بالكهرباء.
      • علاج جذور الرموش بالليزر (مثل الأرجون).
      • استخدام الإشعاع (نادر الاستخدام).
      • الاستئصال الجراحي لجذور الرموش.
      • المضادات الحيوية؛ وهذا طبيعي لكون المُسبب الرئيسي للمرض هو البكتيريا.
  2. المضادات الحيوية، (زيثرماكس) والذي يحتوي على المادة الفعالة أزيثرمايسين، ويتم إعطاؤه سنويًا للأحياء التي تُصاب بالتراخوما بشكلٍ مُتكرر.
  3. النظافة الشخصية عمومًا، ونظافة الوجه بصفة خاصة.
    • بما أن انتشار المرض عادةً ما يكون ذاتيًا إذا لامس سطحًا عليه البكتيريا المُسببة ومن ثم لامست يده وجهه، تكون النظافة الشخصية ونظافة الوجه أحد أهم العوامل التي تُساعد في شفاء المرض أو الحد من انتشاره.
    • الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى؛ حيث تزداد فرص ملامسة الأسطح وكذلك ملامسة الأيدي للأوجه.
    • تأتي النساء في المرتبة الثانية في فرص الإصابة بالعدوى بعد الأطفال؛ وذلك لتعاملهن مع الأطفال بصفة مستديمة على عكس الرجال.
  4. التحسينات البيئية المُحيطة، للحد من انتشار المرض، حيث تشمل تنقية الجو المحيط من الحشرات التي قد تكون سببًا للعدوى، وعزل المريض في غرفة نقية الجو بعيدًا عن بقية أفراد العائلة حتى لا يكون سببًا للعدوى.

كيفية الوقاية من التراخوما وأمراض العين

  • بعد التعافي من المرض أو العدوى سواء بالجراحة أو المضادات الحيوية يجب أن تتأكد من أن الأفراد المحيطين بك معافون جميعهم حتى لا ترتد إليك العدوى مُجدداً.
  • البكتيريا المُسببة للمرض عالمية ولكنها تنتشر في بعض الدول أكثر من بعض مثل: أفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية، والشرق الأوسط؛ لذلك عند السفر إلى هذه المناطق يجب عليك أخذ الحذر والكثير من الاحتياط.
  • الحرص على النظافة الشخصية مثل:
    • غسل الوجه والكفين بالماء والصابون.
    • الحرص على تنقية الجو من الحشرات.
    • التخلص من القاذورات المحيطة بعناية.
    • كثرة وصول الماء للوجه.

التراخوما من الأمراض المعدية لذلك تجنب مخالطة الأصحاء أثناء مرضك حتى تُشفي، واحذر دائمًا من ملامسة وجهك بعد ملامسة الأسطح المكشوفة وخاصة خارج البيت، وكذلك تجنب الأماكن المزدحمة، واحرص على سلامتك دائمًا لأن السلامة خير من العلاج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى