التبول الليلي عند المسنين: الأسباب والعلاج

يواجه كبار السن العديد من المشاكل الصحية والنفسية، وفي هذا المقال سنتناول واحدة من أشهر هذه المشكلات وهي: التبول الليلي عند المسنين.

وقبل الشروع في الحديث عن هذه المشكلة دعنا أولًا عزيزي القاريء نتعرف على تركيب الجهاز البولي في جسم الإنسان.

يتكون الجهاز البولي للإنسان من:

  • الكليتين: تقوم الكليتان بتخليص الجسم من السموم والمواد الضارة، وتحولها إلى مادة البولينا.
  • الحالبين: يقومان بنقل البول من الكليتين إلى المثانة البولية 
  • المثانة البولية: تقوم بتخزين البول لحين تخلص الجسم منه.
  • قناة مجرى البول: تسمح بخروج البول إلى خارج الجسم.

ويتم التحكم في خروج البول من الجسم عن طريق انقباض المثانة البولية؛ نتيجة الإشارات العصبية القادمة إليها عند امتلائها، فيما يعرف برد الفعل البولي.

والآن يمكننا استئناف الحديث عن التبول الليلي عند المسنين، فهيا بنا.

ما هي ظاهرة التبول الليلي عند المسنين؟

ظاهرة التبول الليلي تصيب كبار السن من الرجال والنساء، وتتسبب في استيقاظ الشخص للتبول عدة مرات من الليل، وتكون أكثر شيوعًا في كبار السن فوق الستين عامًا.

حيث تتسبب الشيخوخة، وما يصاحبها من عادات سلوكية، وتغيرات فسيولوجية، وأمراض في حدوث تغيرات في التبول الليلي عند المسنين.

فنجد أن الشيخوخة تتبعها تغيرات تشريحية وفسيولوجية في الجهاز البولي مما يؤدي إلى؛ زيادة إدرار البول في الليل دون تأثر حجمه، حيث يكون طبيعيًا أو منخفضًا عن الطبيعي في أثناء النهار.

كما أن التبول الليلي عند المسنين قد يكون أحد الأعراض البارزة لأمراض الجهاز البولي أو أمراض الأجهزة الأخرى.

وهذه الأمراض غالبًا ما تكون مرتبطة بفرط نشاط المثانة، أو انخفاض ضغط بها، أو انسداد مخرجها، أو زيادة حجم البول.

وفي التالي سنتعرف بشيء من التفصيل على أسباب التبول الليلي لدى المسنين.

أسباب التبول الليلي عند المسنين

مع التقدم في العمر والدخول في مرحلة الشيخوخة تطرأ على الجسم العديد من التغيرات الفسيولوجية.

نجد أن هذه التغيرات تلحق أيضًا بالجهاز البولي، وتغير من طبيعة عمله مما ينتج عنه بعض المشاكل منها التبول الليلي.

وتفسيرًا لهذه التغيرات فإنه مع التقدم في العمر يحدث الآتي:

  • نقص السعة الكلوية لتركيز البول.
  • تقل قدرة الكلية على الاحتفاظ بمعدن الصوديوم.
  • انعكاس في النظام البيولوجي لخروج الماء من الجسم نتيجة فقدان الساعة البيولوجية لإفراز الهرمونات المتحكمة به.
  • نقص القدرة على التحكم في خروج البول.
  • انخفاض الحد الأقصى لمعدل سريان البول.
  • نقص قدرة المثانة البولية على الانقباض والتقلص.

تداخل كل هذه العوامل مع التقدم في العمر يسبب التبول الليلي عند المسنين.

عوامل الخطورة

بالإضافة إلى التغيرات السابقة التي تحدث عند المسنين فإنه توجد عدة عوامل تزيد من احتمالية حدوث التبول الليلي عند المسنين، وهي كالآتي:

  • كبر السن: فتزداد معدلات الإصابة بالتبول الليلي عند المسنين فوق سن الستين عامًا.
  • مرض السكري.
  • أمراض القلب خاصةً قصور القلب الاحتقاني.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • السمنة.
  • الزهايمر.
  • انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم.
  • التضخم الحميد في البروستاتا أو انسدادها لدى الرجال.
  • تدلي أعضاء الحوض لدى النساء.
  • الحمل والولادة.
  • انقطاع الطمث.
  • تورم الساقين.
  • بعض الأدوية ترتبط بظهور أعراض التبول الليلي مثل: مثبطات الكولين استريز، وحاصرات مستقبلات بيتا، وحاصرات قنوات الكالسيوم. 
  • الاختلافات الموسمية: حيث تزيد أعراض التبول الليلي بشكل ملحوظ في فصل الشتاء.
  • وبعض العادات اليومية: كشرب الكثير من السوائل قبل النوم، أو تناول الأدوية المدرة للبول والكحوليات، أو الإكثار من الكافيين.

أعراض التبول الليلي عند المسنين

يواجه المسنين الذين يعانون من التبول الليلي بعض الأعراض التي تسبب لهم الإزعاج، وهي كالآتي:

  • كثرة الاستيقاظ من النوم ليلًا بغرض التبول.
  • النوم غير المنتظم.
  • عدم القدرة على الاستيقاظ صباحًا.
  • الشعور بالتعب والنعاس طوال اليوم لقلة النوم.
  • الخوف من السقوط.
  • الشعور بالإحباط تجاه كبر السن.

إلى جانب الأعراض الأخرى التابعة لسبب التبول الليلي أو عوامل الخطورة المصاحبة له.

مضاعفات التبول الليلي عند المسنين

يمكن أن تتسبب مشكلة التبول الليلي لدى المسنين في العديد من المشاكل التي تؤثر على حياة الشخص، وفي الآتي سنتعرف عليها بشيء من التفصيل:

  • تأثر الكفاءة الحياتية: حيث يؤدي تجاهل علاج التبول الليلي إلى الكثير من التغيرات والمشاكل فيشعر الشخص بالاعتلال والوهن ونقص التركيز والضغط النفسي نتيجة اضطرابات النوم. كما يمكن أن يؤثر هذا بشكل سلبي وواضح على العلاقات الاجتماعية في حياة هذا الشخص إلى جانب تأثر عمله وإنتاجيته.
  • اضطرابات النوم: تعد اضطرابات النوم أحد أهم مضاعفات التبول الليلي عند المسنين، حيث تتسبب في الكثير من الاضطرابات الأخرى فتؤدي إلى:
    • عدم أخذ القسط الكافي من النوم.
    • الشعور بالتعب والنعاس وانخفاض الطاقة طوال اليوم.
    • نقص التركيز والاستيعاب.
    • قد يصل به المزاج السيء إلى الاكتئاب نتيجة قلة النوم.
  • زيادة احتمالية السقوط والتعرض للجروح والكسور: يؤدي استيقاظ الشخص عدة مرات ليلًا بالإضافة إلى شعوره المستمر بالنعاس والتعب نهارًا إلى تعرضه للسقوط ومن ثم للجروح والكسور. يعد كسر مفصل الورك هو أشهر الكسور شيوعًا في حالات التبول الليلي عند كبار السن. كما أن تعرض الشخص لهذا الكسر يمنعه من الحركة ويعرضه للجراحة، وبالتالي يجعله عرضة للإصابة بالعدوى وقرح الفراش وقد يسبب الوفاة.
  • مضاعفات طويلة المدى: كالوهن والسمنة ومشاكل النوم، ومع الأمراض الأخرى كالهذيان يمكن أن يؤدي إلى سلس في البول. كما أن كبار السن الذين يعانون من التبول الليلي يكونون بحاجة إلى قدر أكبر من رعاية الطوارئ، حيث تزيد معدلات الوفاة الخاصة بهم.
  • ارتفاع معدل الوفيات في مرضى الشريان التاجي: وهذا نتيجة تغيرات في الدورة الدموية بسبب الاستيقاظ المتكرر من الليل والذي يؤدي إلى إجهاد في عضلة القلب والأوعية الدموية.

علاج التبول الليلي عند المسنين

ينقسم علاج التبول الليلي للآتي:

الاستراتيجية العامة

أولًا وكمرحلة أساسية في العلاج يجب تحديد سبب التبول الليلي حتى يتم التعامل معه، مثل:

  • ضبط نسبة السكر في دم مرضى السكري.
  • علاج السكري الكاذب.
  • علاج زيادة نسبة الكالسيوم في الدم.
  • عمل مسح للأدوية التي يتناولها المريض.
  • علاج العدوى التي يمكن أن يكون متعرضًا لها.
  • الإحالة للطبيب المتخصص.

العلاج الغير دوائي

هذا النوع من العلاج يكون عن طريق الالتزام ببعض العادات اليومية، وهي كالآتي:

  • تجنب الإكثار من تناول السوائل ليلًا، خاصةً الكحوليات، والكافيين.
  • استخدام الجوارب الضاغطة نهارًا.
  • رفع الساق لأعلى في فترة ما بعد الظهيرة.
  • استخدام الضغط الهوائي الإيجابي المستمر لحل مشكلة انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • تقليل وقت الاستيقاظ في فراش النوم.
  • النوم في سرير دافئ.
  • استخدام العلاج بالضوء.

العلاج الدوائي

تتنوع الأدوية المستخدمة في علاج التبول الليلي عند المسنين كالآتي:

  • ديزموبريسين desmopressin: يستخدم لعلاج فرط التبول الليلي.
  • مضادات المسكارينات Antimuscarinic agents: لعلاج انخفاض قدرة المريض على تخزين البول.
  • حاصرات ألفا Alpha-blockers: تستخدم في حالات تضخم البروستاتا الحميد.
  • مدارات البول Diuretics: تمثل الخط الثاني للعلاج، وذات أهمية كبيرة في علاج الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، أو من أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • دواء Cyclo-oxygenase-2 inhibitors: مضاد للالتهاب، ويستخدم لتقليل إنتاج البول.
  • سم البوتولينيوم botulinum toxin: يستخدم عند عدم الاستجابة للخط الأول من العلاج، ويتم حقنه في العضلة المخلة detrusor muscle مباشرةً لعلاج فرط حركة المثانة.

وفي الختام عزيزي القاريء، فإن الشيخوخة وكبر السن تكون مصحوبة بالكثير من التغيرات الفسيولوجية والأمراض التي قد تسبب التبول الليلي عند المسنين. كما يعتبر تعديل السلوك اليومي للشخص هو التدخل الأول لحل هذه المشكلة، ثم يأتي بعدها التدخل الدوائي على حسب السبب الذي يتم تحديده.

ولا تتهاون في علاجه؛ لأن تدهور الحالة قد يؤدي بك لكثير من المضاعفات أهمها اضطرابات النوم، وما يترتب عليها من مشاكل أخرى. لذلك عزيزي القاريء لا تتردد في اللجوء للطبيب المختص وطلب المساعدة، حتى تتمكن من التمتع بحياة أفضل.

زر الذهاب إلى الأعلى