التبول اللاإرادي عند الأطفال: الأسباب والأعراض والعلاج

الأسِرّة والملاءات المبللة والطفل المحرج المنزوي في طرف المنزل، مشهد مألوف في أغلب المنازل التي تضم أطفال تحت سن العاشرة، مشكلة تواجه كل شخص مسئول عن طفل وقد تحول حياة الطفل وذويه إلي جحيم، لكن في واقع الأمر هي ليست مشكلة مستحيلة بل يمكن علاجها والتغلب عليها.

تابعنا في هذا المقال من دكتور كشكول لنتعرف على أسباب وأعراض وعلاج التبول اللاإرادي عند الأطفال.

ما هو التبول اللاإرادي عند الأطفال؟

هو تمرير الطفل لكمية من البول رغمًا عنه أثناء الليل وأحيانًا أثناء النشاط اليومي، تعرف أيضا بالسلس البولي أو فرط نشاط المثانة وهي حالة شائعة جدًا بين الأطفال قبل سن الثالثة وتقل بالتدريج مع التقدم في العمر وتدريب الطفل على استخدام المرحاض.

ولكن من الممكن أن تستمر تلك الحالة حتى السن السابعة ولا تعتبر مشكلة لأن الطفل يكون لا يزال يطور من قدرته على التحكم في عمل المثانة؛ لكن إذا استمرت لما بعد سن السابعة فلابد من التدخل قبل أن تتحول لمشكلة تسبب قلق وإحراج للطفل وتؤثر على حالته النفسية والإجتماعية.

أعراض التبول اللاإرادي عند الأطفال

تختلف الأعراض من طفل الى آخر، ولكن هناك بعض الأعراض المميزة التي تمكننا من ملاحظة وجود مشكلة التبول اللاإرادي عند الطفل، من أهم تلك الأعراض مايلي: 

  • الرغبة في الذهاب إلى المرحاض أكثر من 8 مرات أثناء الاستيقاظ.
  • الإلتواء أثناء الجلوس.
  • القفز من قدم إلى أخرى.
  • تسريب بعض البول أثناء العطس أو النشاط الزائد.
  • الشعور برغبة كاذبة في التبول.

من الجدير بالذكر أن: الطفل الطبيعي يذهب إلى المرحاض من 4-5 مرات اثناء الاستيقاظ.

لابد من زيارة الطبيب فورًا عند ظهور الأعراض التالية على الطفل:

  • التبول ليلًا بعد سن السابعة.
  • التبول بعد بضعة شهور من الجفاف الكامل ليلًا.
  • الشعور بألم أثناء التبول.
  • الشعور بالعطش الشديد.
  • تلون البول باللون الوردي أو الأحمر.
  • تصلب قوام البراز.

أسباب التبول اللاإرادي عند الأطفال

تتباين الأسباب من مرحلة عمرية إلى أخرى؛ في عمر 3- 5 سنوات قد تكون الأسباب هي:

  • حدوث تغير في حياة الطفل الروتينية مثل (وجود مولود جديد في المنزل، الإنتقال إلى منزل جديد أو مدينة جديدة).
  • نسيان أو تجاهل طلب استخدام المرحاض نتيجة المشاركة في أنشطة أخرى.
  • إصابة الطفل بالأمراض.

أما في المراحل العمرية التالية فقد تكون الأسباب مايلي:

  • القلق.
  • الإمساك.
  • النوم العميق جدًا.
  • صغر حجم المثانة.
  • اضطراب في الهرمونات.
  • تناول المشروبات الغازية.
  • تناول مشروبات غنية بالكافيين.
  • عدم إفراغ المثانة كليًا عند استخدام المرحاض.
  • الإصابة بحالة توقف التنفس أثناء النوم.
  • الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
  • الإصابة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD).
  • الإصابة بداء السكري.
  • اضطراب عاطفي مثل تعنيف الطفل أو جرح شعوره خاصةً أمام الغرباء.
  • خلل هيكلي في المسالك البولية أو الجهاز العصبي.
  • تلف أو اضطراب عصبي أو خلل وظيفي يمنع الطفل من الشعور بالرغبة في استخدام المرحاض.
  • تأخر في النضج يزول بالتقدم في العمر.

المضاعفات

لا يشكل التبول اللاإرادي عند الأطفال بدون أسباب عضوية أي مشكلات صحية خطيرة لكن

قد تحدث بعض المضاعفات نتيجة استمراره، مثل:

  • ضياع فرص المشاركة في المناسبات الإجتماعية والأنشطة الترفيهية.
  • الشعور بالذنب والإحراج مما يؤدي إلي عدم إحترام الطفل لنفسه.
  • الطفح الجلدي في المنطقة السفلية والتناسلية من الجسم.
  • زيادة خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية وبخاصة فى الأطفال الإناث.
  • زيادة خطر الإصابة بالفشل الكلوي إذا كان التبول اللا إرادي بسبب مشكلة عضوية.
  • صعوبة إفراغ المثانة بالكامل نتيجة ارتخاء عضلات المثانة ومجرى البول نتيجة التبول اللا إرادي المستمر.

طرق التشخيص

بدايةً سيسأل المختص عن التاريخ المرضي للطفل، ثم يسأل بعض الأسئلة التي تساعد في تشخيص الحالة مثل:

  • كم مرة يتبول الطفل خلال النهار.
  • كمية السوائل التي يتناولها في المساء.
  • معاناة الطفل من الألم أو الحرقان أثناء أو بعد التبول.
  • لون بول الطفل ومدى نقائه وهل به دم أو أي كتل غريبة.
  • إذا تعرض الطفل لأي ضغوط أو توتر شديد مؤخرًا.

بعد ذلك قد يطلب بعض الفحوصات للبطن والعمود الفقري والأشعة السينية للمثانة والتحاليل الطبية للتأكد من عدم وجود مشكلات طبية مثل السكري أو العدوى أو ضعف المثانة، وبناءًا على النتائج يُحدد المختص الطريقة المثلى للعلاج. 

علاج التبول اللاإرادي عند الأطفال

يعتمد العلاج في المقام الأول على تفهم ذوي الطفل وصبرهم؛ فاللوم والتعنيف يؤثر على حياة الطفل الاجتماعية والعاطفية تاثيرًا سلبيًا شديدًا، تنقسم طرق العلاج إلي أنواع يعتمدها أغلب المتخصصين وهم:

  • تدابير غير طبية: هي تدريبات منزلية يوصي بها المختص قبل اللجوء إلى أي خطط علاجية أخرى، من ضمن تلك التدريبات مايلي:
    • إعادة تدريب المثانة: يتبع خلاله الطفل جدول للتبول يناسب حالته؛ وذلك من خلال حثه على استخدام المرحاض في أوقات محددة ومتساوية (كل نصف ساعة أوساعة أو ساعتين) سواء كان يشعر بالرغبة في التبول أو لا.
    • التبول المزدوج: هو حث الطفل على محاولة التبول مرة أخري بعد المرة الأولي وذلك للتأكد من إفراغ المثانة كليًا.
  • علاجات منزلية: هي بعض الإجراءات التي يقوم بها ولي الأمر في المنزل لمحاولة السيطرة على حالة التبول اللاإرادي ومنها:
    • تجنب ومنع المأكولات والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
    • إتباع نظام الحافز والمكافأة عند تمكن الطفل من الوصول للمرحاض في الوقت المناسب.
    • إطعام الطفل أطعمة صديقة للمثانة مثل الماء والعصائر الطبيعية المخففة.
    • تقليل أو منع تناول أي سوائل قبل النوم بساعتين على الأكثر.
  • أجهزة إنذار الرطوبة: هي أجهزة تتصل ببطارية صغيرة تتصل بجسد الطفل وتعطي صوتًا منبهًا عند بداية ادرار الطفل للبول وقت النوم فيستيقظ الطفل ويذهب للمرحاض، في حالة نوم الطفل العميق يستلزم سماع شخصٌ بالغ للمنبه وإيقاظ الطفل.
  • العلاج بالعقاقير الطبية: يلجأ المختص إلى العقاقير الطبية في حالات قليلة مثل تزامن حالة التبول اللاإرادي مع الإمساك أو التهاب المسالك البولية أو ضعف المثانة أو خلل الجهاز العصبي، أيضًا قد يصف المختص عقار طبي يقلل من هرمون إدرار البول بشكل مؤقت حتى يتمكن الطفل من التحكم في إدرار البول بنفسه، بشكل عام يكون دور العقاقير الطبية فقط علاج الأسباب العضوية المؤدية إلى ظهور حالة التبول اللاإرادي وتؤخذ فقط لفترة مؤقتة حتى انتهاء تلك الأسباب.

مما سبق يمكننا القول بأنه لا توجد مشكلة بدون علاج لكن أحيانًا يكون العلاج الأهم هو التفهم والصبر والاحتواء خاصة عندما تتعلق المشكلة بأطفالنا فنحن لا نملك في الدنيا ماهو أهم وأغلى منهم، يتمنى لكم فريق دكتور كشكول وافر الصحة والعافية.

سمر النجار

باحثة شغوفة في مجالات كتابة المحتوى الطبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى