التبرع بالدم: أنواعه وفوائده وشروطه
التبرع بالدم هو أحد أهم الإجراءات التطوعية التي بإمكانها إنقاذ حياة الإنسان، كما أنه له العديد من الفوائد للمتبرع نفسه، وفي هذا العصر الذي نعيشه من انتشار للأمراض والحوادث فإن الحاجة لثقافة التبرع بالدم لابد أن تنتشر حتى نستطيع إنقاذ أكبر قدر من الناس. وهنا عزيزي القاريء ستجد كل ما يدور في ذهنك حتى تطمئن لهذا الإجراء.
أنواع التبرع بالدم
للتبرع بالدم أنواع مختلفة طبقًا لحاجة المريض لأي مكون من مكونات الدم أو لجميع المكونات وينقسم إلى:
- التبرع بالدم كله
وهو أكثر الأنواع شهرة في أنواع التبرع، وفيها يتبرع الشخص بحوالي نصف لتر من الدم بما يحتويه من مكونات.
- الفِصادة
وفي هذا النوع يتم توصيل المتبرع بجهاز معين له القدرة على جمع مكونات الدم ثم فصلها إلى مكوناتها الأساسية ويتم أخذ المطلوب منها للمريض، ثم يتم إعادة باقي المكونات إلى المتبرع ويشمل الأنواع الآتية:
- فِصادة الصفيحات (التبرع بالصفائح الدموية) وفيها يتم الحصول على الصفائح الدموية فقط، وهي المسؤولة عن إيقاف النزيف، حيث تقوم بالتجمع على جدار الأوعية الدموية وتكوين تكتل (جلطة) وإيقاف النزيف. هذا النوع من التبرع غالبًا يتم مع الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في التجلط أو مرض السرطان أو الأشخاص الذين يتم تجهيزهم لإجراء زراعة عضو ما.
- التبرع التبادلي بخلايا الدم الحمراء وفي هذا النوع تستطيع التبرع بكمية مركزة من كرات الدم الحمراء وهي التي تقوم بنقل الأكسجين إلى جميع الأنسجة وأعضاء الجسم، هذا النوع من التبرع للأشخاص المصابين في حوادث كبيرة أو الذين يعانون من أنيميا الخلايا المنجلية.
- التبرع بالبلازما وفي هذا النوع يتم جمع الجزء السائل من الدم وهو البلازما، والبلازما تعمل على تجلط الدم كما أنها تحتوى على الأجسام المضادة القادرة على تعزيز المناعة، وهذا التبرع يتم عادة مع مصابي حالات الطوارئ، حيث أن البلازما تعمل على تقليل النزيف أو إيقافه، كما تتم أحيانا لعلاج المصابين في الأوبئة، حيث يتبرع الناجين ببلازما الدم المحتوية على الأجسام المضادة لميكروب المرض للمصابين لمساعدتهم على سرعة التعافي.
لماذا يتم التبرع بالدم
ملايين من الأشخاص سنويًا بحاجة إلى التبرع، البعض يحتاج الدم للقيام بعملية جراحية أو بسبب حادث أو بسبب مرض ما. والتبرع بالدم يجعل مساعدة كل هؤلاء الأشخاص ممكنًة؛ لذا قرارك للتبرع هو قرار لإحياء إنسان.
مخاطر التبرع بالدم
إن التبرع بالدم ليس بالشيء الخطير، كل الأدوات المستخدمة في التبرع تكون جديدة ومعقمة ويتم استخدامها مرة واحدة ثم يتم التخلص منها. في غضون أيام قليلة من التبرع بالدم فإن الجسم يبدأ بتعويض السوائل المفقودة، وبعد أسبوعين من التبرع يستطيع الجسم تعويض ما تم التبرع به من خلايا الدم الحمراء.
إجراءات التبرع بالدم
قبل التبرع يتم إجراء فحص بدني سريع وقياس ضغط دم المتبرع ودرجة حرارته، وأيضًا يتم أخذ عينة منه لتحديد فصيلة دمه وقياس نسبة الهيموجلوبين في الدم بالإضافة للشروط الآتية:
الشروط الأهلية
- أن يكون المتبرع بصحة جيدة.
- ألا يقل عمر المتبرع عن 16 أو 17 عامًا.
- وزن المتبرع لا يقل عن 50 كجم.
- أن يكون قادرًا على اجتياز التقييمات الجسدية.
الطعام والأدوية
يجب على المتبرع أن يراعي التالي قبل التبرع:
- النوم بصورة جيدة في الليلة التي تسبق التبرع.
- تناول وجبة صحية جيدة، وابتعد عن الأطعمة الغير صحية.
- شرب كمية كبيرة من المياه.
- يجب استشارة من الطبيب في حالة أنك تستخدم أدوية معينة، فبعض الأدوية تمنع التبرع بالدم، عند التبرع بالصفائح الدموية وكنت تتناول الأسبرين عليك استشارة الطبيب قبل التبرع.
- ارتداء شيء يسهل طيه عند الذراع.
أثناء التبرع
يجلس المتبرع على كرسي مخصص لذلك ويسهل تحريك ظهر الكرسي للوراء حتى يستلقي المتبرع، ثم يقوم بتمديد ذراعه على ذراع الكرسي ويتم ربط رباط ضاغط أعلى الذراع وهذا يساعد على سهولة رؤية الأوردة وسرعة تدفق الدم ثم يتم وضع الإبرة الجديدة المعقمة في أحد الأوردة في ذراع المتبرع المتصلة بأنبوب رفيع وتوصيلها بكيس مخصص لوضع الدم به. بمجرد وضع الإبرة في الوريد يقوم المتبرع بالضغط بقبضة يده عدة مرات ليساعد على تدفق الدم، ويظل حتى يتم ملء الكيس والبالغ سعته نصف لتر تقريبًا. وبعد هذا يتم إزالة الإبرة من مكانها ويوضع مكانها لاصقة طبية، وهذه هي الطريقة التقليدية.
وهناك طريقة أخرى بدأت في الانتشار وهي قائمة على توصيل المتبرع بجهاز معين يقوم بجمع مكونات الدم ثم فصلها إلى كرات الدم الحمراء والبلازما والصفائح الدموية، وبالتالي يتم أخذ ما يحتاجه المريض فقط من مكونات الدم ولكن هذه العملية قد تستغرق ساعتين.
بعد التبرع
بعد الانتهاء من التبرع يجب عليك مراعاة التالي:
- الانتظار بعد التبرع لمدة 15 دقيقة حتى تتأكد من سلامتك.
- شرب الكثير من السوائل بعد التبرع بالدم.
- تجنب القيام بأي مجهود بدني بعد التبرع بالدم لمدة خمس ساعات على الأقل.
- حافظ على اللاصقة الطبية جافة وفي مكانها لمدة خمس ساعات.
- إذا حدث نزيف مكان التبرع بالدم يمكنك الضغط على مكان النزيف ورفع اليد لأعلى.
- في حالة الإصابة بكدمة يقوم الشخص بوضع كمادات مياه باردة على المكان المصاب عدة مرات لمدة 24 ساعة.
- تناول الغذاء الصحي الغني بالحديد لتعويض ما تم التبرع به.
نصائح هامة بعد التبرع
في حالة ظهور أي من الأعراض الآتية يجب على المتبرع الاتصال بمركز التبرع فورًا:
- في حال ظهور أي أعراض لأي مرض في غضون يومين من التبرع بالدم لابد والاتصال والإبلاغ فورًا.
- في حالة تشخيص المتبرع بالدم بمرض ڤيروس كورونا المستجد.
- إذا نسي المتبرع إبلاغ الطبيب أثناء التبرع بأي مرض أو أي دواء يستخدمه.
فوائد التبرع بالدم
على الرغم من الانتشار الكبير للتبرع بالدم حول العالم، إلا أنه لايزال هناك حاجة للمزيد، كما أنه لا يزال هناك نقص في وحدات الدم والتي قد تؤدي إلى تأجيل بعض العمليات الجراحية. ولذلك كان لابد من ذكر فوائد التبرع بالدم حتى نزيد من ثقافة التبرع بالدم. ومن هذه الفوائد:
- التبرع بالدم هو إنقاذ حياة.
- هناك فائدة كبيرة للمتبرع بالدم، حيث أوضحت الدراسات التي تم إجرائها في الولايات المتحدة وفنلندا أن الأشخاص المتبرعين بالدم أقل عرضة للإصابة بالنوبة القلبية والنزيف الدماغي مقارنة بباقي السكان.
من لا يمكنه التبرع بالدم؟
بالرغم من الحاجة الشديدة لنشر ثقافة التبرع، إلا أننا قد نرفض تبرع بعض الأشخاص بالدم لاعتبارات صحية كثيرة، لذا من لا يمكنه التبرع بالدم؟
- الأشخاص الذين قد يشكل التبرع خطرًا على حياتهم مثل مرضى القلب أو الصرع؛ وذلك لأن غرض التبرع هو إنقاذ حياة شخص بدون تعريض حياة المتبرع للخطر.
- في حالة إصابة المتبرع بأمراض مختلفة يحظر عليه التبرع وذلك للحفاظ على حياة من يحتاجون للتبرع.
- متعاطوا المخدرات بالحقن أو الاستنشاق لا يمكنهم التبرع.
- الأشخاص الذين يحملون وشمًا، أو سافروا إلى بلد تنتشر فيها الملاريا أو مارسوا الجنس دون وقاية لا يمكنهم التبرع بشكل مؤقت حتى يتم التأكد من عدم حملهم لأمراض معدية بالدم.
- الأنظمة الدولية حظرت التبرع على بعض الأشخاص ومنهم الأشخاص الذين قد تواجدوا في أماكن معينة قد يكون بها احتمال الإصابة بأمراض مختلفة قد تهدد حياة المحتاجين للتبرع مثل:
- أي شخص تواجد في إنجلترا لفترة من الزمن بين 1980-1996 وذلك بسبب انتشار جنون البقر في هذا الوقت.
- الأشخاص الذين وُلدوا أو عاشوا في أفريقيا الإستوائية لمدة عام بعد 1977 وذلك بسبب تفشي مرض الإيدز.
- الأشخاص المتواجدين في مجتمع تنتشر فيه نسبة عالية من الأمراض المعدية.
المخاطر المتعلقة بمرض ڤيروس كورونا والتبرع بالدم
لم يثبت أن مرض ڤيروس كورونا المستجد ينتقل عبر عملية نقل الدم، ولكن للسلامة العامة تقترح هيئة الغذاء والدواء الأمريكية الآتي:
- في حالة إجراء الاختبار التشخيصي لمرض ڤيروس كورونا المستجد وظهور نتائج إيجابية بدون ظهور أعراض المرض على الشخص، يتم الانتظار لمدة 14 يومًا على الأقل قبل التبرع. أو يتم الانتظار لمدة 14 يومًا بعد اختفاء الأعراض تمامًا.
- في حالة وجود أجسام مضادة لمرض ڤيروس كورونا المستجد، ولم يتم إجراء الاختبار التشخيصي ولم تظهر عليهم أعراض مرض ڤيروس كورونا المستجد مطلقًا يمكنهم التبرع دون الحاجة للانتظار، أو للتأكد من سلامتهم يمكنهم إجراء الاختبار التشخيصي.
- إذا حصلت على لقاح مرض ڤيروس كورونا المستجد ونوع اللقاح خامل أو قائم على الحمض النووي الريبوزي المرسال، يمكنك التبرع دون فترة انتظار.
- أما إذا كان اللقاح من النوع الحي فانتظر 14 يومًا بعد أخذ اللقاح قبل التبرع.
- في حال عدم معرفة نوع اللقاح فمن الأفضل الانتظار 14 يومًا بعد أخذ اللقاح.
وختامًا نكرر مرارًا على أهمية التبرع بالدم من الناحية الإنسانية والصحية أيضًا، وليس هناك أي خطورة عليك بل على العكس تمامًا فإن المتبرع بالدم يكون قد أنقذ حياة إنسان وأنقذ حياته بإجراء الفحوص اللازمة والتأكد من سلامته، والسماح بتجديد الدم في جسده.