التأق | مسبباته وأعراضه وكيفية علاجه

الاستجابة التأقية (أو التأق) هو حساسية مفرطة قد تهدد حياة المريض نتيجة تعرضه لمؤثر خارجي أدى إلى استثارة الجهاز المناعي للمريض، والتي قد تحدث خلال بضعة ثوان أو دقائق من تعرض المريض للمسبب.

تجعل هذه الاستجابة المناعية السريعة الجسم في حالة تشبه الصدمة، حيث ينخفض معدل ضغط الدم بشدة، و تضيق الممرات الهوائية ويصعب التنفس.

أعراض التأق

تختلف مدة حدوث الاستجابة المناعية أو التأقية بعد التعرض للمسبب؛ حيث تتراوح ما بين ثوان أو دقائق إلى نصف ساعة أو ما يزيد على ذلك، ويصاحب حدوث الاستجابة التأقية:

  • التفاعلات الجلدية مثل: الحكة، واحمرار الجلد.
  • انخفاض معدل ضغط الدم.
  • ضيق الممرات الهوائية وصعوبة التنفس.
  • تورم الحلق واللسان مما يؤدي إلى تضاعف معدل التنفس.
  • ضعف وسرعة ضربات القلب.
  • الغثيان، والقيء.
  • الإسهال.
  • الدوار أو الدوخة.

ما هو التأق وكيف يحدث؟

عند تعرض الجسم لمؤثر خارجي يستثير الجهاز المناعي، فإن الجهاز المناعي يقوم بتصنيع كميات مهولة من الأجسام المضادة والتي تعتبر المؤثر الخارجي مثل: الأدوية جسمًا غريبًا،وتقوم هذه الأجسام المضادة بالدفاع عن الجسم من الدواء.

قد تشمل هذه المسببات ما يلي:

  1. الأدوية (وهي أشهر عامل حدوث التأق):

تتنوع الآثار الجانبية للأدوية، والتي قد تظهر على بعض الأشخاص بينما لا تظهر على الآخرين.

أشهر الأدوية التي تسبب الاستثارة المناعية:

  • المضادات الحيوية مثل البنسلين.
  • الأسبرين ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل: الايبوبروفين.
  • الأدوية المضادة للتشنجات (أدوية الصرع).
  • العلاج الكيماوي.

تزداد معدلات الحساسية عند تناول الدواء بكثرة، أو عند أخذه في الدم مباشرة (الأدوية الوريدية)، أو استعماله خارجيًا على الجلد مباشرة.

  1. حبوب اللقاح الموسمية:

التهاب الأغشية العينية (allergic conjunctivitis): تحدث بسبب التعرض الموسمي لحبوب اللقاح والتي تؤدي عند استنشاقها إلى استثارة الجهاز المناعي والتهاب الأغشية المبطنة للعين.

  1. حساسية الطعام:

تُعد الأطعمة من أبرز مسببات التأق، والتي تتنوع ما بين البروتينات، أو البقوليات أو غيرها مثل:

  • الألبان بصفة عامة، ولبن الأبقار بالأخص.
  • البيض والسمك.
  • الفستق والسمسم.
  • القمح والصويا.

قد يكون الجسم حساسًا لنوع ما من البروتينات، لكنه قد يتفاعل مع بروتين آخر لمجرد أنه شبيه له.

  1. لدغات الحشرات.
  2. أدوية التخدير بصفة عامة.
  3. بعض الصبغات الجلدية.
  4. اللاتكس.

هناك من المسببات ما هو غير شائع مثل: حدوث التأق بسبب التمارين الرياضية الشاقة، أو حتى من الرياضات البسيطة مثل: المشي، وكذلك قد تحدث الاستجابة التأقية بسبب تناول بعض الأطعمة قبل التمارين الرياضية.

العوامل التي تزيد من معدل حدوث التأق

  1. الاستجابة المناعية المسبقة: إذا تعرض الشخص للتأق مرة أو أكثر فإن احتمالية إصابته به مرة أخرى تزداد.
  2. مشاكل الصدر (الأزمة الربوية).
  3. أمراض القلب.
  4. اضطرابات مستويات كريات الدم البيضاء في الدم.
  5. الحساسية الموسمية.

كيفية التعامل مع التأق

الاستجابة التأقية هي مشكلة مناعية خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم السيطرة عليها.

  1. استخدام الأدرينالين الوريدي للسيطرة على الوضع لكن بحرص.
  2. أبعد المريض عن المسبب قدر الإمكان.
  3. اجعل المريض يستلقي على ظهره وارفع قدمية، إلا إذا كان يعاني من ضيق التنفس وتحتاج إجلاسه ليلتقط أنفاسه.
  4. إذا كان المريض امرأة حامل اجعلها تستلقي على جانبها الأيسر.
  5. أعط المريض جرعة أخرى من الأدرينالين إذا لم تتحسن الأعراض خلال خمس دقائق.

تشخيص التأق

يعتمد التشخيص بشكل كبير على التاريخ المرضي للشخص، حيث تزداد معدلات الإصابة بالاستجابة التأقية إذا كان المريض يعاني من المشاكل الصدرية أو القليبة.

كذلك فإن التشخيص المتقدم قد يعتمد على بعض التحاليل مثل:

  1. اختبار وخزة الجلد أو اختبارات الحساسية الجلدية (skin-prick tests):
    • غالبًا يستخدم للكشف عن تأق الأطعمة، والتي تنتج من تفاعل الأجسام المضادة من النوع IgE مع الطعام باعتباره جسمًا غريبًا، ومن مميزات الاختبار أنه غير مُكلف نسبيًا، وسهل الاستخدام.
    • عند عمل الاختبار يتم وضع نقطة من محلول الطعام المراد الكشف عنه، أو استخدام الطعام نفسه (مثل الفواكه والخضروات)، وتظهر نتائج الاختبار خلال 30 دقيقة.
    • تمثل النتائج الموجبة بقعة بيضاء مرتفعة عن سطح الجلد تُحيطها دائرة حمراء على الجلد.
    • لسوء الحظ فإن الاختبار غير دقيق في كل حل حالاته، ونسبة إعطائه نتائج كاذبة هي 50-60%.
  2. اختبارات تناول الأطعمة بالفم (oral food challenge Test): يُستخدم أيضًا للكشف عن فرط الحساسية تجاه الأطعمة، ولكن يختلف عن اختبارات الحساسية الجلدية في أنه يتم عن طريق إعطاء المريض جُرعات قليلة من الأطعمة غير مُسببة للاستجابة المناعية، وزيادة الجرعات شيئًا فشيئًا حتى تصل إلي الجرعة المُستثيرة للجهاز المناعي، ولكن تحت إشراف طبي تحسبًا لحدوث مُضاعفات.
  3. فحوصات الدم والكشف عن التأق (Allergy blood tests):
    • تتركز أهمية تحاليل الدم بصفة خاصة على الكشف عن وجود الجسم المضاد IgE، والذي سبق وأن ذكرنا أنه المسؤول الرئيسي عن الاستجابة المناعية.
    • استخدام تحليل الدم واسع المجال؛ حيث يُستخدم للكشف عن حساسية الأطعمة، والغبار، ولدغات الحشرات وغيرها.
    • تنقسم تحليل الدم للمناعة إلى قسمين:
      • تحاليل IgE شاملة: والتي يتم بها الكشف عن نسبة الجسم المضاد في الدم بصورة كاملة.
      • تحاليل IgE خاصة: والتي يتم بها الكشف عن نسبة الجسم المضاد أثناء الاستجابة المناعية فقط.
    • مقارنة بالاختبارات الجلدية فإن فحوصات الدم أدق لكنها قد تتأخر بعض الشيء، على عكس التحاليل الجلدية الذي يعطي نتائجًا فورية.

إرشادات لازمة قبل التعرض لمُسبب قد يؤدي لحدوث التأق

  1. أخبر طبيبك إذا كنت غير متأكد أنك تُعاني من التأق أو لا قبل التعرض للأدوية أو الأطعمة التي تسبب التأق.
  2. إذا كنت تُعاني من استجابة مناعية خطيرة الأعراض، فأبلغ بذلك الطبيب المُختص.
  3. إذا كانت حالتك خطيرة وتحتاج المزيد من الفحوصات الطبية للكشف عن نسبة الخطورة، لابد من إخبار الطبيب.
  4. استخدام الأدوية المُثبطة للمناعة قد تفي بالغرض.

علاج التأق أو الاستجابة التأقية

  • الإبينفرين (الأدرينالين) هو العلاج الأكثر فاعلية في السيطرة على التأق، والذي يجب أخذه في العضل وغالبًا في الذراع.
  • إذا كنت قد تعرضت للتأق سابقًا فعليك حمل قلمي إبينفرين للحقن الذاتي في حال تعرضت لها من جديد.
  • في بعض الحالات الحرجة التي تتطلب تدخلًا جراحيًا يتم وضع أنبوب معين لتسهيل التنفس في حالة ضيق الممرات الهوائية والتنفس، وإذا لم تنجح هذه الطريقة يتم إجراء جراحة وعمل ثقب في القصبة الهوائية وإدخال الأنبوب مباشرة منه لتسهيل التنفس.
  • يحتاج المريض إلى الكثير من السوائل سواء في ناقلة الإسعاف أو في المستشفى لتسهيل التنفس.
  • يتم إعطاء المريض مضادات الهيستامين والستيرويدات في حالة عدم التحسن.
  • يجب متابعة المريض في المستشفى لمدة بعد تحسن حالته للتأكد من عدم عودة التأق مرة أخرى.

كيفية الوقاية من التأق

  • إذا كنت تعاني من فرط الحساسية تجاه مُسبب ما فعليك أولًا معرفة المسبب أو المسببات، ومن ثم تجنب التعرض له.
  • قبل أخذ أدوية قد تتولد عنها استجابة مناعية مثل: المضادات الحيوية أخبر الطبيب قبل التعرض للدواء.
  • دائمًا احمل معك قلمي أدرينالين للحقن الذاتي تحسبًا للتعرض لأي سبب كان.

تُمثل الإستجابة المناعية عرضًا لحظيًا خطيرًا قد يُهدد حياة الأشخاص ذوي الأجهزة المناعية الحساسة تجاه مُسبب أو أكثر مثل: المضادات الحيوية، أو بعض الأطعمة، أو حبوب اللقاح، أو لدغات الحشرات، بل وقد يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات؛ لذلك يُنصح بعمل اختبارات الحساسية سواءً كان للأدوية أو الأطعمة أو أي مُسبب آخر والنصح دائمًا بالابتعاد عن المصدر المُسبب فالوقاية خير من العلاج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى