أسباب ارتفاع البولينا (اليوريميا) وأعراضها وطرق علاجها

البولينا أو اليوريميا هي حالة خطيرة من تراكم السموم في الدم، وهي عرض أساسي للفشل الكلوي، وعلامة على دخول المريض في المراحل الأخيرة لمرض الكلى المزمن. وإذ لم يتم علاج أسبابها، قد تؤدي إلى الوفاة.

ما هي البولينا؟

تعرف البولينا بأنها ارتفاع نسبة اليوريا في الدم. واليوريا هي ناتج أيض البروتين، والتي تفرز عادةً في البول. ولكن عند تدهور الكلى وعدم قدرتها على طرح هذه السموم في البول، فإنها تبقى في الدم. وتعتبر البولينا أحد المظاهر السريرية للفشل الكلوي أو تدهور الكلى.

أسباب ارتفاع البولينا

يعد مرض الكلى المزمن السبب الرئيسي لارتفاع نسبة اليوريا في الدم. ومن أسباب الإصابة بمرض الكلى المزمن، بعض الحالات المرضية، منها ما يلي:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • داء السكري (النوع الأول أو الثاني).
  • التهاب كبيبات الكلى (وحدات الترشيح).
  • داء الكلى متعددة الكيسات (بسبب الأكياس المملوءة بالسوائل داخل الكلى أو حولها).
  • التهاب الكلى المتكرر.
  • التهاب الكلى الخلالي، وهو التهاب أنابيب الكلى والمكونات المحيطة بها.
  • انسداد المسالك البولية نتيجةً لما يلي:
    • حصوات الكلى.
    • تضخم البروستاتا.
    • بعض أنواع السرطانات.

أعراض ارتفاع البولينا

في بداية مرض الكلى المزمن لا يشعر معظم الناس بأية أعراض، ولكن مع تطور المرض وتدهور الكلى؛ تظهر بعض الأعراض منها:

  1. التعب الشديد.
  2. تقلصات العضلات.
  3. القيء والغثيان.
  4. ضعف الإدراك (صعوبة في التذكر والتفكير).
  5. ضيق التنفس بسبب تراكم السوائل.
  6. فقدان الشهية.

مضاعفات ارتفاع مستوى البولينا

يؤدي ارتفاع البولينا إلى مضاعفات خطيرة منها:

  • مشاكل القلب والأوعية الدموية: حيث يتسبب ارتفاع البولينا في تراكم الإلكتروليتات خاصةً البوتاسيوم، والذي تؤدي زيادة مستوياته في الدم إلى اختلال كهرباء القلب، واضطرابات في ضربات القلب، والتعرض لأزمات قلبية.
  • ارتفاع ضغط الدم: نتيجة ارتفاع مستويات الصوديوم في الدم.
  • ارتفاع مستويات هرمون الغدة الجار درقية، وتشوهات العظام: نتيجة زيادة مستويات الكالسيوم والفسفور في الدم.
  • ارتفاع حموضة الدم: نتيجة عدم قدرة الكلى على التخلص من الأحماض الزائدة وبالتالي تراكم هذه الأحماض في الدم؛ مما يؤدي إلى الشعور بالتعب، وفقدان الشهية، والقيء، والغثيان.
  • فقر الدم (قلة خلايا الدم الحمراء السليمة).
  • العقم.
  • سوء التغذية: حيث يؤدي تراكم السموم، واختلال الهرمونات إلى اضطراب عملية التمثيل الغذائي؛ مما يؤدي إلى نقص العناصر الغذائية في الجسم.
  • خمول الغدة الدرقية.
  • التهاب غشاء التامور المحيط بعضلة القلب.
  • اعتلال الدماغ (انخفاض وظائف المخ بسبب تراكم السموم).
  • فشل القلب.
  • الوذمة الرئوية (Pulmonary Edema) وهي تراكم السوائل في الرئتين، مما يسبب ضيق التنفس.

التشخيص

يشمل الفحص بعض الاختبارات للتأكد من الإصابة بارتفاع مستوى اليوريا في الدم.

  1. تحليل البول:

يطلب منك عينة من البول على مدار 24 ساعة، للكشف عن وجود البروتين أو الدم في البول،؛ مما يدل على عدم كفاءة الكليتين.

  1. تحليل نسبة الكرياتينين في الدم:

الكرياتينين هو أحد الفضلات التي تنتج من عمليات إنتاج الطاقة في العضلات، وتقوم الكلى بالتخلص منه ضمن الفضلات الخارجة مع البول. فعندما يتراكم الكرياتينين في الدم، فيدل ذلك على وجود مشكلات في الكلى.

النسب الطبيعية للكرياتينين في الدم:

  • في الرجال 0.6 – 1.2 (ملغ / ديسيلتر).
  • في النساء 0.5 – 1.1 (ملغ / ديسيلتر).
  • في الأطفال 0.3 – 0.7 (ملغ / ديسيلتر).
  1. تحليل مستوى نيتروجين اليوريا في الدم (BUN)

تنتج الأمونيا في الكبد، وهي تحتوي على النيتروجين، والذي يرتبط بالكربون والهيدروجين والأكسجين لتكوين اليوريا، والتي تعد المنتج النهائي لعملية التمثيل الغذائي للبروتين، ثم تنتقل اليوريا إلى الكلى عبر تيار الدم، حيث تتخلص الكلى منها في البول، عندما يتراكم النيتروجين في الدم، فهذا دليل على عدم قدرة الكلى على التخلص من اليوريا كما ينبغي.

النسب الطبيعية لنيتروجين اليوريا في الدم:

  • في الرجال 8 – 24 (ملغ / ديسيلتر).
  • في النساء 6 – 21 (ملغ / ديسيلتر).
  • في الأطفال 7 – 20 (ملغ / ديسيلتر).
  1. قياس معدل الترشيح الكبيبي (GFR)

تحتوي الكلى على الكبيبات، التي تعمل كمرشحات أو فلاتر لتنقية الدم من الفضلات. حيث تقوم الكليتين يوميًا بتنقية حوالي 200 لتر من الدم، وإنتاج حوالي 2 لتر من البول.

يقدر هذا التحليل كمية الدم التي تمر خلال الكبيبات كل دقيقة، من خلال معادلات رياضية.

عندما يقل معدل الترشيح الكبيبي، يدل ذلك على عدم قدرة الكلى على التخلص من الفضلات؛ فتتراكم في الجسم.

النسب الطبيعية لمعدل الترشيح الكبيبي:

  • معدل الترشيح 60 أو أعلى، يعد في النطاق الطبيعي.
  • معدل الترشيح أقل من 60، مؤشر على وجود مرض كلوي.
  • معدل الترشيح 15 أو أقل، مؤشر على حدوث فشل الكلوي.
  1. فحص الكلى بالموجات فوق الصوتية 

للتحقق من شكل وحجم الكليتين والبحث عن وجود ندبات أو إصابات. وقد تكشف الموجات فوق الصوتية عن انسداد الكلى، أوحصوات الكلى.

علاج ارتفاع البولينا

عندما يرتفع مستوى اليوريا في الدم، تكون الكليتان قد تضررتا بشكلٍ كبيرٍ، وفي هذه الحالة يعد الغسيل الكلوي هو الخيار الأمثل للعلاج. وفي بعض الحالات الأخرى يحتاج الأمر إلى إجراء عملية زراعة الكلى.

  • الغسيل الكلوي

الغسيل الكلوي هو عملية التخلص من الفضلات، والسموم، والسوائل الزائدة من مجرى الدم ويحدث ذلك بطريقتين:

  1. الغسيل الكلوي (Hemodialysis)

حيث يتم ضخ الدم خلال آلة تعمل على تنقيته وتصفيته من السموم ثم إعادة إرساله إلى جسم المريض. ويستغرق هذا الإجراء عدة ساعات. ويحتاج معظم المرضى لإجراء الغسيل الكلوي 3 مرات أسبوعيًا.

  1. الغسيل الكلى البريتوني (Peritoneal dialysis)

حيث يتم إدخال أنبوب صغير داخل البطن، حيث يملأ البطن بسائل يمتص الفضلات والسموم من الجسم، ثم يتم سحب السائل وتصريفه خارج الجسم.

إذا كان المريض قد وصل إلى المراحل النهائية من الفشل الكلوي، فتعد زراعة الكلى هي الخيار العلاجي الأفضل لمثل هذه الحالة المتأخرة.

  • زراعة الكلى 

هي عملية جراحية كبرى، تحتاج إلى مراقبة طبية مستمرة.

تتم هذه العملية عن طريق أخذ كُلية سليمة من متبرع حي أو متوفى، ووضعها في جسم المريض. ويفضل أن يكون المتبرع حيًا حتى يتمكن من إجراء الفحوصات الشاملة قبل عملية الزرع؛ لتجنب مشكلات الرفض المناعي للعضو المزروع، ولزيادة احتمالية نجاح عملية الزرع.

بعد العملية، يتم إعطاء المريض أدوية مثبطة للجهاز المناعي (مضادات الرفض)؛ حتى تمنع الجسم من رفض العضو الجديد. ويتم تناول هذه الأدوية لفترات طويلة، وفي بعض الحالات يتم تناولها مدى الحياة.

طرق الوقاية من ارتفاع البولينا

يمكن محاولة الوقاية من ارتفاع البولينا في الدم عن طريق اتخاذ خطوات للوقاية من أمراض الكلى المسببة لارتفاع البولينا، ومنها ما يلي: 

  1. تجنب تناول الأطعمة المحتوية على الصوديوم، والبوتاسيوم، والفسفور.
  2. الحفاظ على ضغط الدم من الارتفاع.
  3. السيطرة على مرض السكري.
  4. تناول طعام صحي.
  5. تجنب الأدوية التي تؤثر على الكلى.
  6. الإقلاع عن التدخين.

هل يمكن علاج ارتفاع البولينا؟

ارتفاع البولينا ليس مرضًا بحد ذاته، بل هو عرض من أعراض الفشل الكلوي، وقصور وظائف الكلى؛ وبالتالي يكون علاجه مرتبطًا بعلاج هذه الأمراض. ويشمل العلاج الغسيل الكلوي، أو زراعة الكلى.

متى نلجأ لقياس نسبة اليوريا؟

نلجأ لقياس نسبة اليوريا لأسباب مرضية كثيرة منها ما يلي:

  • الإصابة بمرض من أمراض الكلى.
  • تورم اليدين، أو القدمين، أو الوجه، أو البطن.
  • تغير كمية البول.
  • تغير لون البول إلى اللون الأحمر، أو البني.
  • تشنج العضلات.

وقد تؤدي الإصابة ببعض الأمراض إلى زيادة خطر الإصابة بارتفاع اليوريا في الدم منها:

مرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب. كما يلعب التاريخ العائلي دورًا في زيادة احتمالية الإصابة بارتفاع نسبة اليوريا في الدم.

ما هو علاج ارتفاع نسبة الكرياتينين؟

يرتبط علاج ارتفاع الكرياتينين ببعض النصائح المرتبطة بتغيير نمط الحياة منها ما يلي:

  • تقليل تناول اللحوم الحمراء.
  • تجنب التمارين الرياضية العنيفة، التي تتطلب بذل مجهود كبير.
  • شرب الكثير من الماء.

ما سبب انخفاض اليوريا في الدم؟

انخفاض مستويات اليوريا في الدم قد يعني احتمالية حدوث بعض المشكلات الصحية منها ما يلي:

  • الفشل الكبدي.
  • انخفاض مستويات البروتين في النظام الغذائي.
  • سوء التغذية.

هل يحدث الفشل الكلوي فجأة؟

يحدث الفشل الكلوي الحاد عندما تعجز الكلى فجأةً عن تنقية الدم من الفضلات، مما يؤدي إلى تراكم الفضلات الخطرة؛ وينتج عن ذلك حدوث خلل في التركيب الكيميائي للدم.

يزداد خطرالإصابة بالفشل الكلوي في الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة تستدعي احتجازهم بالعناية المركزة، حيث يصابون بالمرض عادةً في أقل من بضعة أيام.

إن صحة الكلى والحفاظ عليها من خلال اتباع نمط حياة صحي، يجنبنا العديد من المشكلات الصحية المهددة للحياة. وعلى الرغم من وجود بعض العوامل التي تجعل من الصعب الوقاية من أمراض الكلى مثل التقدم في العمر أوالتاريخ العائلي، فقد يساعد أخذ تدابير الوقاية في تقليل المضاعفات أو تأخر تطور المرض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى