الاكزيما التحسسية .. طرق علاجها والوقاية منها
الاكزيما التحسسية لها عدة أسماء منها التهاب الجلد التماسي، والتهاب الجلد التحسسي. وهي أحد أنواع الاكزيما المتعددة التي تصيب الجلد. ويحدث التهاب الجلد عند ملامسته لبعض الأشياء، حتى وإن لم تشكل تلك الأشياء خطرًا على صحة الجسم، وتتسبب في إطلاق مواد تدعى مسببات الحساسية. تعمل تلك المسببات على تحفيز استجابة الجهاز المناعي للجسم، والتسبب في رد فعل تحسسي، وتبدأ الأعراض بالظهور. ولا تعد الاكزيما التحسسية مرضًا خطيرًا، أو معديًا. كما إنها لا ترتبط بالحساسيات الأخرى مثل حمى القش، والربو. ولا تسري في العائلات.
ما هي الاكزيما؟
هي أحد الأمراض الجلدية. وتتسم بوجود بقع على الجلد وتكون ملتهبة، أو مثيرة للحكة، أو متشققة، أو خشنة الملمس، أو قرح جلدية في بعض أنواع الاكزيما. وتتعدد أنواع الاكزيما منها الاكزيما التأتبية، وهي أحد أشهر الأنواع انتشارًا. بعض الأشخاص يتخلصون من الحالة والبعض الآخر قد يكتسبها طوال مرحلة البلوغ.
ما هي أسباب الاكزيما التحسسية؟
تتعدد مسببات التهاب الجلد التحسسي منها:
- بعض المعادن مثل الكروم، والكوبالت، والنيكل الذي يدخل في صناعة بعض المجوهرات، والأزرار.
- العطور.
- صبغات الملابس.
- صبغات الشعر.
- طلاء الأظافر.
- دهانات الحلاقة.
- المطاط، أو اللاتكس.
- المواد اللاصقة.
- الصابون، ومنتجات التنظيف، والمبيضات.
- سم السماق، والبلوط، واللبلاب، وبعض النباتات الأخرى.
- دهانات المضادات الحيوية المستخدمة على الجلد.
- المواد المستخدمة لزيادة كثافة بعض منتجات تنظيف البشرة: مثل بيتاين بروبيل كوكاميد والموجودة في الشامبو، والصابون، وسائل الاستحمام.
- بعض المواد الحافظة مثل الفورمالدهيد.
- الأدوية مثل بعض مضادات البكتيريا، والفطريات.
- المواد المحمولة في الهواء مثل نشارة الخشب، أو غبار الصوف.
- حك الكحول على الجلد.
- الأسمدة، ومبيدات الآفات.
أنواع الاكزيما التحسسية
يمكن تقسيم الاكزيما التحسسية لثلاثة أنواع وفقًا للرابطة الوطنية للاكزيما:
التهاب الجلد التماسي التحسسي (allergic contact dermatitis)
يحدث عند ملامسة جلدك لمسبب الحساسية وأشهرهم هو سم السماق. حيث تعمل تلك المثيرات على تحفيز ظهور رد فعل تحسسي على الجلد. ويؤثر غالبًا على المنطقة الملامسة لمسبب الحساسية فقط. ولكن يمكن أيضًا أن يحدث بسبب دخول بعض المواد للجسم مثل بعض الأطعمة، أو الأدوية، أو المنكهات، أو بعض إجراءات علاج الأسنان ويدعى (التهاب الجلد التماسي النظامي). وقد تستدعي الإصابة بالاكزيما التعرض للمسبب لفترة قصيرة، أو طويلة قد تصل لسنوات، حسب قوة مسبب الحساسية. وفور إصابتك بالحساسية، تظهر الأعراض بعد تعرضك لكمية ضئيلة من المسبب. وتبدأ الأعراض بالظهور بعد نحو 48 إلى 96 ساعة من التعرض للمسبب.
شرى التماس (contact urticaria)
هذا النوع من الاكزيما التحسسية يتسبب في حدوث تورم ملحوظ، واحمرار بعد ملامسة مسبب الحساسية فورًا. ويمكن أن يصاب المريض بصدمة الحساسية (التأق)، وهو رد فعل تحسسي شديد يؤدي إلى صعوبة في التنفس، ويعد مهدد للحياة.
التهاب الجلد التماسي المهيج (irritant contact dermatitis)
وهو أكثر الأنواع انتشارًا. ولا يتضمن رد فعل تحسسي لجهاز المناعة حيث إنه يؤثر على طبقة الجلد الخارجية فقط. ويسبب هذا النوع من الالتهاب تدمير الخلايا الجلدية بعد ملامسة مسبب الحساسية مثل الصابون، أو المنظفات، أو بعض المواد الكيماوية، أو الحرارة، أو الاحتكاك. وبعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الجلد التماسي المهيج مثل المصابون بجروح، أو المرضى الذين يعانون من الاكزيما التأتبية. ويشبه رد الفعل التحسسي لهذا النوع الحرق على الجلد.
أعراض الاكزيما التحسسية
تختلف الأعراض، وحدتها، ومثيراتها من شخص لآخر. وتظهر الأعراض في المنطقة الملامسة لمثير الحساسية. ويعد انتشار الأعراض في باقي أجزاء الجلد نادرًا، وقد يصيب الأشخاص الذين يعانون من رد فعل تحسسي حاد. وهذه الأعراض تتضمن:
- حكة الجلد، وقد تكون شديدة.
- دفء الجلد، وألم عند اللمس.
- سماكة الجلد، أو خشونته.
- جفاف الجلد، أو تشققه، أو تكون قشور، أو جروح.
- التهاب الجلد، واحمراره.
- ظهور طفح جلدي، أو قرح.
- تورم.
- تسريب، أو ارتشاح، أو تكون قشور للحدبات حمراء.
مضاعفات التهاب الجلد التماسي
الاكزيما التحسسية ليست خطيرة، أو معدية بوجه عام. وحك الجلد لا يخفف من الشعور بالحكة، بل يزيدها سوءًا، كما يساعد على انتشار جزيئات المسبب لأجزاء الجلد الأخرى وإصابتها. وقد يتسبب في حدوث مضاعفات مثل عدوى بكتيرية ثانوية، أو فطرية، أو التهاب خلوي في الحالات الخطيرة، خاصة مع إهمال العلاج. ويجب عليك التوجه للحصول على الرعاية الصحية العاجلة في حالة ظهور أحد هذه الأعراض:
- الحمى.
- زيادة التصريف من البثور، أو تغير شكلها.
- انفتاح القرح أو الآفات.
- احمرار، وتورم، وسخونة الجلد المحيط بالطفح الجلدي.
- تغير دائم في لون الجلد، أو ملمسه.
- عدم القدرة على النوم، وممارسة الحياة اليومية.
- ظهور طفح جلدي مؤلم فجأة، ويكون حادًا، وسريع الانتشار.
- عدم تحسن الأعراض خلال ثلاثة أسابيع.
- ظهور الطفح على الوجه، أو الأعضاء التناسلية.
- الشعور بألم في المجرى التنفسي، أو العينين.
- ظهور الطفح الجلدي في الفم، أو أجزاء من الجهاز الهضمي.
طريقة تشخيص الاكزيما التحسسية
يستخدم الطبيب الفحص السريري أولًا لمراقبة الأعراض، والحالة الصحية لجلدك. وفي حالة ارتفاع احتمالية إصابتك بالتهاب الجلد التحسسي، يُخضعك للعديد من الاختبارات لمعرفة المسبب الفعلي لهذا الالتهاب. وأهم الاختبارات التشخيصية:
- اختبار الرقعة
في هذا الاختبار، توضع الرقع لبعض مسببات الحساسية الشائعة على ظهرك. وتُترك لمدة يومين. ثم يزيلها الطبيب ويفحص رد الفعل التحسسي لجلدك. ويفحص جلدك مرة أخرى بعد يومين للتأكد من الرد الفعل التحسسي المتأخر.
- الخزعة
يأخذ الطبيب عينة من الآفة الجلدية، وهي عينة صغيرة من الجزء المصاب في الجلد، ويرسلها إلى المختبر لفحصها. والخضوع لهذا الاختبار يكون في حالة عدم التمكن من تحديد مسبب الحساسية باستخدام اختبار الرقعة. وللتأكد أيضًا من عدم وجود حالة مرضية جلدية أخرى تسبب الرد الفعل التحسسي.
علاج الاكزيما التحسسية
التهاب الجلد التحسسي قابل للعلاج في معظم الحالات. وتختفي الأعراض بعد نحو 2 إلى 3 أسابيع. ويساهم التشخيص المبكر في تجنب المضاعفات. كما يمكن الحد من انتشار الأعراض، والتخفيف من حدتها عن طريق الحصول على التشخيص الدقيق، والتفرقة الجيدة بين الاكزيما التحسسية، والحساسيات الأخرى.
كما يجب اتباع خطة علاجية متكاملة لكل مريض. وتشمل الخطة الجيدة معرفة التاريخ المرضي، ودرجة حدة الأعراض، والسبب الرئيسي لظهور الأعراض، وغيرها من العوامل. وأفضل وسيلة لعلاج الاكزيما هي عبر تجنب التعرض لمثيرات الحساسية. ولكن قد يكون ذلك أمرًا صعبًا، خاصة في الأشخاص الذين يتعرضون للمسبب بشكل دائم نظرًا لعملهم.
ولحسن الحظ، توجد بعض العلاجات التي يمكن استخدامها لعلاج الاكزيما والتخفيف من حدة أعراضها. وهذه العلاجات تتضمن:
- استخدام دهانات موضعية تحتوي على هيدروكورتيزون للتخفيف من الحكة.
- ترطيب الجلد مرتين يوميًا على الأقل بمرطبات خالية من العطور.
- تناول مضادات الهستامين.
- استخدام أكياس الثلج، أو كمادات باردة لتخفيف الحكة، والالتهابات.
- ارتداء ملابس واقية، وقفازات أثناء التعامل مع أحد مسببات الحساسية لديك.
- استخدام العلاج الضوئي في بعض الحالات. حيث أثبتت بعض الأبحاث أن التعرض لإضاءات معينة يقلل من أعراض الاكزيما التحسسية عند بعض الأشخاص. ولكن يجب أن يتم ذلك تحت إشراف طبي.
- في حالة الإصابة باكزيما تحسسية حادة وظهور بعض الأعراض مثل التورم الشديد، أو الرشح، أو تكون القشور، توجه إلى الطبيب، قد يصف لك بعض المضادات الحيوية الموضعية، أو الفموية لتجنب الإصابة بالعدوى.
- تناول مثبطات المناعة في الحالات الحادة.
التغيرات الحياتية التي تساهم في علاج الاكزيما التحسسية
عليك تغيير جزء من نمط حياتك اليومية للتخفيف من أعراض الاكزيما، والمساهمة في علاجها.
- تجنب الكافيين، والكحول.
- تناول السوائل بكثرة.
- تجنب أحواض المياه الساخنة، وحمامات البخار، وحمامات السباحة المزودة بالكلور.
- استخدام صابون بخلاصة الشوفان لتخفيف الحكة، والالتهابات.
- تجنب ارتداء الملابس الخشنة، والمثيرة للحكة.
- تنظيف الجلد بمستحضرات لطيفة، وتجنب حكه بعنف.
- تجنب ارتداء المجوهرات التي تسبب لك الشعور بحساسية.
- الاستحمام بماء بارد.
العوامل التي تزيد من فرصة إصابتك بالاكزيما التحسسية
يوجد العديد من عوامل الخطورة التي تعرضك للإصابة بالتهاب الجلد التماسي منها:
- إذا كنت تعاني من بعض الأمراض الجلدية مثل الاكزيما، والصدفية.
- تعريض يديك للرطوبة لفترات طويلة.
- تناول بعض الأدوية التي تسبب حساسية جلدية مع التعرض للشمس مثل تتراسيكلين، ودوكسيسايكلين.
- وجود تاريخ مرضي لأنواع مختلفة من الحساسية.
- التعرض المستمر لمسببات الحساسية مثل النيكل.
- تعرض اليدين للحرارة لفترات طويلة.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالاكزيما التحسسية
بعض الأشخاص الذين يعملون في وظائف معينة يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكزيما التحسسية، وتتضمن هذه الوظائف:
- العاملون في الرعاية الصحية، وطب الأسنان.
- عمال البناء، والعاملون في مجالات المعادن.
- مصففي الشعر، وخبراء التجميل.
- العاملون في ميكانيكا السيارات.
- الغواصون، والسباحون. بسبب ارتداء أقنعة الوجه، والنظارات.
- العاملون في مجال النظافة.
- المزارعون، وعمال الحدائق.
- الطهاة، والعاملون في مجالات الطعام المختلفة.
- الأشخاص الذين يثقبون أجسادهم لارتداء الأقراط.
طرق الوقاية من الإصابة بالاكزيما التحسسية
ليس الجميع معرضًا للإصابة بالاكزيما التحسسية. ولكن اتباع هذه النصائح، قد تجنبك الإصابة بها.
- تجنب التعرض لمسبب حساسية محدد، أو مهيج للجلد والذي قد يسبب رد فعل تحسسي.
- تجنب تعريض الجلد للحرارة، أو البلل لفترات طويلة.
- الحصول على رعاية طبية عاجلة في حال الإصابة بحساسية، أو أي مرض جلدي آخر.
- تجنب أشعة الشمس أثناء تناولك بعض الأدوية مثل تتراسيكلين، ودوكسيسايكلين.
- غسل الجلد باستخدام صابون لا يحتوي على عطور، أو مهيجات للجلد، باستخدام الماء الدافئ بعناية، حيث يساعد ذلك على إزالة المواد المهيجة للجلد.
- غسل الملابس التي تعاملت بها مع المهيج أيضًا.
- ارتداء ملابس واقية مثل القفازات، والأقنعة الواقية، والنظارات، وغيرها من الأدوات لحماية نفسك.
- وضع عازل بين الجلد والمعادن المهيجة.
- استخدام دهانات موضعية كعازل للجلد لمنع أو تقليل تأثير مهيجات الجلد.
- الاهتمام بنظافة حيوانك الأليف. حيث إنه قد يكون سببًا لنقل مهيجات الجلد من النباتات لجلدك.
الاكزيما التحسسية ليست من الأمراض المهددة للحياة. عليك فقط الاهتمام بعلاجها والمتابعة مع طبيبك للتخفيف من أعراضها. كما عليك الاهتمام بصحتك العامة والبعد عن مسببات الحساسيات الشائعة المختلفة. ويجب عليك الذهاب للطبيب إذا شعرت بظهور أي أعراض تحسسية بمختلف أنواعها كي لا يزداد الوضع سوءًا.