هل تصلح الأعشاب الطبية بديلاً عن الدواء؟

يفضل بعض الناس استعمال الأعشاب الطبية قبل الذهاب إلى الطبيب طلبًا للدواء؛ فتتحسن حالتهم أحيانًا أو تسوء في أحيان أخرى. مما يثير سؤالًا بداخلنا: هل الأعشاب الطبية فعالة؟ إذًا لماذا لم تساعد في بعض الأحيان؟ هل يجب أن نستخدمها أم لا؟ وهل تعتبر علاجًا؟

تعتبر الأعشاب وفقاً لهيئة الغذاء والدواء مكملات غذائية، ولكن الواقع يظهر لنا فعاليتها في علاج بعض الحالات المرضية غير الخطيرة، فمن منا لا يشرب الأعشاب مثل: اليانسون، والزنجبيل حين نشعر باحتقان الحلق.

كثيرًا من الفوائد العلاجية للأعشاب الطبية معروفة من قديم الزمان، والسنة النبوية ذكرت لنا الفوائد المختلفة لبعض الأطعمة المختلفة في أحاديث صحيحة منها على سبيل المثال لا الحصر:

  • روى البخاري (5688) عن أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ: (شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ).
  • روى البخاري (5692) عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “عَلَيْكُمْ بِهَذَا العُودِ الهِنْدِيِّ، فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ: يُسْتَعَطُ بِهِ مِنَ العُذْرَةِ، وَيُلَدُّ بِهِ مِنْ ذَاتِ الجَنْبِ”.
  • عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ مِنْ أَهْلِهَا فَاجْتَمَعَ لِذَلِكَ النِّسَاءُ، ثُمَّ تَفَرَّقْنَ إِلا أَهْلَهَا وَخَاصَّتَهَا، أَمَرَتْ بِبُرْمَةٍ مِنْ تَلْبِينَةٍ فَطُبِخَتْ، ثُمَّ صُنِعَ ثَرِيدٌ فَصُبَّتْ التَّلْبِينَةُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَتْ : كُلْنَ مِنْهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: (التَّلْبِينَةُ مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ الْمَرِيضِ، تَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ) وقد ثبت هذا علميًا.

وقد اعتنى علماء المسلمين بجمع هذه الفوائد فصُنفت لها كتبًا مشهورة مثل: كتاب الطب النبوي لابن القيم.

قد تقنعك هذه العبارة في الوهلة الأولى، لكن ذلك ليس صحيحًا على الإطلاق؛ بعض الأعشاب قد تكون مميتة إذا لم تستخدم بالطريقة الصحيحة.

من الأمثلة على ذلك:

  • نبات الجعدة “والذي يستعمل في إنقاص الوزن، وتحسين الهضم، ومرض النقرس” إذا استعمل بجرعات عالية يؤدي إلي التهاب الكبد، وقد يؤدي إلى الوفاة أحيانًا.
  • نبات الشوكران وهو نبات سام يستعمل في علاج التشنجات، ويكون مميتًا إذا أثر على عضلات الجهاز التنفسي.
  • نبات العرقسوس “وهو يستخدم في علاج التهاب، وقرحة المعدة، وفي الكحة” قد يؤدي إلى الوفاة لأنه يسبب ارتفاع الضغط، وانخفاض البوتاسيوم في الدم.
  • نبات الدفلة “يستعمل لعلاج أمراض القلب، وبعض حالات الجلد” سُجلت حالات وفاة بعد استعماله؛ حيث أثر على عضلة القلب.

وهناك أعشاب تمنع في فترة الحمل تعرف عليها من هنا

تمتاز الأعشاب الطبية عن الأدوية:

  • سهولة الحصول عليها.
  • قلة الأعراض الجانبية.
  • أقل في التكلفة.
  • العلاج الكلي للجسم مع الحفاظ على توازن الجسم.
  • يعطيك الفرصة لمساعدة جسمك على التعافي من الأمراض المزمنة بفهم السبب والتعامل معه.

تواجهنا بعض التحديات عند استخدام الأعشاب تتمثل في هذه النقاط:

  • عدم وجود رقابة على زراعة هذه الأعشاب حيث يؤدي اختلاف ظروف الزراعة، وكذلك اختلاف طريقة التجفيف، وطريقة التخزين إلى اختلاف المواد الفعالة الموجودة، وبالتالي يختلف التأثير العلاجي الناتج عنها.
  • عدم وجود رقابة كافية عند بيع هذه الأعشاب؛ مما يؤدي إلى تعرضها للغش التجاري بإضافة ما ليس منها إليها بغرض الربح.
  • بعض الأعشاب تتعرض للتلف أثناء التخزين.
  • بعض الأعشاب تتكسر المواد الفعالة داخلها؛ بسبب طريقة التجفيف الخاطئة فتقل فاعليتها، أو تنعدم.
  • عدم وجود دراسات كافية في الجرعات المطلوبة من العشب، وكذلك في المدة اللازمة لحدوث الامتصاص، والمدة التي يستغرقها لكي يخرج العشب من الجسم.
  • قد يكون طعم الأعشاب غير مستساغًا لدى البعض.
  • مفعول الأعشاب يكون بطيئًا نسبيًا حيث تستغرق وقتاً كي تصل إلى الدم؛ لذا لا تفيد في حالات الطوارئ التي تحتاج إلى سرعة في التعامل معها، خلافاً للحقن الوريدية التي تعطي مفعولًا لحظيًا.
  • يجب أن تتضافر جهود العلماء لتحديد الجرعات المطلوبة من كل عشب، وطريقة الاستخدام التي تعطي أفضل النتائج، ولا يكتفي بمجرد إثبات فاعلية العشب في العلاج.
  • وضع رقابة على تجارة الأعشاب؛ لمنع تعرضها للغش.
  • وضع رقابة على الزراعة، وعمليات التجفيف وكل المراحل التي يمر بها العشب قبل البيع.
  • استخدام الأعشاب الطبية في الحالات المزمنة وليس في حالات الطوارئ.
  • لا يجب إيقاف الأدوية لأن الأعشاب لن تعطي نتيجة مكافئة لها؛ مما قد يسبب أعراضًا خطيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى